من عبق تاريخنا المجيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالله علي باسودان
    أديب وكاتب
    • 20-09-2013
    • 171

    من عبق تاريخنا المجيد

    من عبق تاريخنا العربي

    عبد يغوث بن وقاص الحارثي.

    ربيعة بن كعب الأرت بن ربيعة، عبد يغوث بن الحرت بن وقاص ينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان بن سبأ يمني الأصل من مذحج من الشعراء المقلّين ممن اشتهروا بالشجاعة والكرم والفروسية، وهو الذي طعن عامر بن الطفيل فأذهب عينه في موقعة فيف الريح. وهو من بيت مشهور بالشعر قبل وبعد الإسلام، منهم مسعر بن يزيد بن عبد يغوث، والجلاج الحارثي، وطفيل بن يزيد بن عبد يغوث.
    كان سيد قومه في موقعة يوم الكلاب الثاني، فقد جمعت مذحج جموعها وأحلافها في جيش عظيم وتوجهوا إلي بني تميم النعمان بن مالك بن جساس، وكذلك جمعت لهم بني تميم جميع أحلافهم وفرسانهم، وكان قائد هذه الحملة وسيدها عبديغوث بن وقاص الحارثي ودارت بينهم معارك طاحنه وقتل الكثير من الطرفين، ومن الذين قتلوا في هذة الموقعة فارس بني تميم وسيدهم النعمان بن مالك بن الحرت بن جساس إلا أن مذحج انهزموا وأُسرعبد يغوث وكان الذي أسره رجل يقال له الأهوج رجل ابن امرأة من بني عبد شمس، فلما رأته أكبرت ضخامة جسمه وجماله واستغربت كيف يأسر ابنها الاهوج هذ الرجل الكبير الضخم ، فسألته من تكون ؟ فأجابها: أنا سيد قومي فضحكت منه ساخرة وقالت له: كيف يأسرك هذا الأهوج وأنت سيد قومك وفي هذا أشار في قصيدته:

    وتضحك مني شيخة عبشمية

    كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا

    طلب عبد يغوث أن يفدي نفسه بمائة من الأبل إلا أن بني تميم رفضوا طلبه وقالوا قُتِل فارسنا ولم يُقتل منهم فارس ولذلك أصرّوا على قتله بفارسهم النعمان بن جساس مع أنه لم يكن هو قاتل فارسهم. وكانوا قد شدّوا لسانه لكي لا يهجوهم ولما عرف أنه مقتول لامحالة طلب منهم أن يطلقوا لسانه لكي ينوح على نفسه كما هي عادة البعض في ذلك العصر. وكان مقتله سنة 613 قبل الهجرة النبوية.
    يقول الجاحظ: " ليس في الأرض أعجب من طرفة بن العبد وعبد يغوث وذلك أنّا قسنا أشعارهما في وقت إحاطة الموت بهما لم تكن دون أشعارهما في حال الأمن والرفاهية"
    يقول عبد يغوث الحارثي يرثي نفسه قبل موته كعادة البعض في ذلك العصر:

    ألا لا تلوماني كفى اللومَ مابيا

    وما لكما في اللومّ خيرٌ ولا ليا

    ألم تعلما أن الملامة نفعُها

    قليلٌ وما لومي أخي من شماليا

    فيا راكباً إمَّـا عرضت فبلّغن

    ندامايَ من نجران أن لا تلاقيا

    أبا كربٍ والأيهمين كليهما

    وقيساً بأعلى حضرموت اليمانيا

    جزىالله قومي بالكلاب ملامةٌ

    صريحهمُ والآخرين المواليا


    ولو شئتُ نجَّتني من الخيل نهدة ٌ
    ترى خلفها الُحُوََّ الجياد تواليا

    ولكنني أحمي ذمارَ أبيكمُ
    وكان الرماح يختطفن المحاميا

    أقولُ وقد شدُّوا لساني بنسعةٍ
    أمعشر تيمٍ ٍ أطلقوا عن لسانيا

    أمعشر تيمٍ ٍ قد ملكتم فأسجحوا

    فإن أخاكم لم يكن عن بوائيا

    فإن تقتلوني تقتلوا بيَ سيداً

    وإن تطلقوني تحربوني بما ليا

    أحقاً عبادَ الله أن لست سامعاً

    نشيد الرعاء المعزبين المتاليا وتضحك مني شيخـة ٌ عبشميّة ٌ
    كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا

    وظلَّ نِساء الحيِّ حوليَ رُكداً

    يُراودن منَّي ما تريد نِسائيا

    وقد علمت عرسي مليكةُ أنني
    أنا الليث معدوّاً عليّ وعاديا

    وقدكنت نحَّار الجزور ومعمل

    المطيِّ وأمضي حيث لا حيَّ ماضيا

    وأنحر للشرب الكرام مطـَّيتي

    وأصدع بين القينتين ردائيا

    وكنت إذا ما الخيل شمَّصها القنا

    لبيقاً بتصرف القناة بنانيا

    وعاديةٍ سوم الجراد وزعتها
    بكفِّي وقد أنحوا إليّ العواليا

    كأني لم أركب جواداً ولم أقل

    لخيَلي كُرّي نفسّي عن رجاليا

    ولم أسبِأ الـَّزق الـَّروي ولم أقل

    لأ يسار صِدقٍ أعظموا ضوء ناريا
يعمل...
X