المهدي
....

تبحر قصيدة في بحر من العدم
الزوارق عاجزة تماما عن اللحاق بمكنوناتها
أرتجز حقلا من بقايا ملح
الغبار يحتدم ...معركة بلا سلاح
يمتقع وجه الهواء
زرابي منشورة ولحم قصيد مقدد
يطارح الهوى لفحات شمس
تعصرها ...تزهق أرواح السكينة ...ولا قرار
يفصلها عن غايتها وصول زمن غبي
وأرجوزة شعر تفتقت على غصن كسول
....

الهواء يشهق الدراق
وأنت على وحل الحكايا ..تنبض صمتك
تردد نبيذ الوقت
تلمّظه ..تفقد أسنان الوجيعة في مستهل العمر
القصيدة لم تصل
ساعي البريد مات متصدعا قبل أفول حكايات الغرام
يفصلك عن واقع متردّ بعض ظلّ ..
وزحل يراكم الاشياء على رفّ انتظار
يركب حصانا يشبه في القيد طروادة وجزيرة تبحث عن غابة أحلام
تزرقها في جوف تربة كأداء عاقر..مثل ظلك
لن يغفر ترداد القصيدة
....

للشمس موضعها على ورق يشبه سعف دجلة
طرقات تفكّ في وجع ضفائرها
والنخل يرتجز جمر الظهيرة
يلجأ إلى فيء كوجهك
يستقر على ناصية آخر هذا الزمان
حيث المهدي يفتك تسعة أعشار العرب..ولا يملّ
العروبة جزلى ..تخجل من دمي
سيوفها خشب من صندل الحقد الذي مضى ..وأمضى وقائعه على حبل من كلام
لا يطال من وهم الخديعة قصيدة ...ولا مكرها ..تتطاول حتى منتهاها
تلفظ صبره في تحدب صوتك
في تقعر كل مرايا ك المشوهة
تلاحقه خيول من دموع
حزني معلق على الأشجار
نفذوا حكم الإعدام في رئتي
الضباب يركل آخر الخيبات فيّ
أنتعل يأسي وتقاسيم العود الأخيرة
يفيض نهر هذيان يرافقني نحو رحلتي إلى ما بعد شمسك
..وظلك الممحي
...

أتلاشى كقيدك..
كاللَّهاة يقتلعها حلاق دمشقي من ألف عام
تنتفض كالآه المعنقة
كغزالة شامية ممشوقة القدّ
تخجل من بعض ظلي
وحكايات القبائل
يصرخ هاجسي الأحمق
أيها المهدي التائه في سرابات الغياب
هل عجزت عن فتح نافذة الأفول
أم مات سرّك؟
يا صاحب الظل الطويل