داهية و دواه بقلم حاتم سعيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حاتم سعيد
    رئيس ملتقى فرعي
    • 02-10-2013
    • 1180

    داهية و دواه بقلم حاتم سعيد

    الداهية
    معنى داهية في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي


    1. داهية: ( اسم )
      الجمع : أدهياء و دواهٍ
      صيغة المؤنَّث لفاعل دهَى
      رَجُلٌ داهيةٌ : عاقل ، جيّدُ الرأي بصيرٌ بالأمور ،
      الدَّاهيةُ : بَلِيَّة ، مُصيبةٌ وأمرٌ منكر عظيم
      داهيةٌ دهماءُ / داهيةٌ دهواء / داهيةٌ دهياءُ : مصيبة شديدة جدًّا ،
      دواهي العجائز : مَكْرُهُنّ ،
      فليذهب في داهية : فليذهب إلى جهنّم
      1. داهية: ( اسم )
        داهية : مؤنت داه
      2. داه: ( اسم )
        الجمع : دُهَاة ، المؤنث : داهية ، و الجمع للمؤنث : دواهٍ
        اسم فاعل من دهَى ودهِيَ
        الدَّاهي : الأسد
        دَاهٍ : الدَّاهِيٌ
        رَجُلٌ دَاهٍ : مَنْ يَتصَرَّفُ بِدَهَاءٍ
        كَانَ دَاهِيَةَ عَصْرِهِ : مَاكِراً ، شَيْطَاناً ، مُخَاتِلاً
      3. داهي: ( اسم )
        الدَّاهي : الأَسد
      4. داهي: ( اسم )
        داهي : فاعل من دَها


      أردنا بهذا المدخل أن نعرف بمعنى هذه الكلمة لمطابقتها على شخصيات تاريخية عرفت بهذا الاسم و بيان لمحة من حياتهم لعل ذلك يكون صوتا للتعريف بهم (من قريب أو بعيد) غير أننا نشير و من باب الاشارة لاغير أن تناول هذه الشخصيات يأتي بدون أحكام مسبقة كما أننا لا ندعي المعرفة الكاملة بهم غير ما قرأنا عنهم و ما رصدناه من أقوال حولهم أما الترتيب فهو لا يعني تفاظلا البتة .

      الشخصية الأولى





    يعتبر ابن خلدون من اوثق المؤرخين في كتابة تاريخ البربر وهو يؤكد حقيقة هذه الشخصية التاريخية حيث يقول و كانت زناتة من اعظم قبائل البربر و اكثرهم جموعا و بطونا و كان موطن جراوة منهم جبل اوراس... و كانت رياستهم للكاهنة دهيا بنت ماتية و كان لها ثلاث بنون ورثوا رياسة قومهم من سلفهم و ربوا في حجرها فاستبدت عليهم و على قوتها بهم و بما كان لها من الكهانة و المعرفة بغيب احوالهم و عواقب امورهم فانتهت اليها رياستهم "
    وقد نص ابن الاثير على وجود هذه المراة فقال " كانت امراة تملك البربر تعرف بالكاهنة و كانت تخبرهم باشياء من الغيب و لهذا سميت الكاهنة"

    فربما تكون الكاهنة حقيقة تاريخية و أنها عاشت في المغرب الاوسط في القرن الاول هجري و كانت هذه المراة مهابة الجانب
    ورد ابن خلدون: عاشت 127 سنة، وملكت 35 سنة ، فأتاحت لها هذه التجربة الواسعة اكتشاف أصول قومها في العرب، فحررت ولديها من مهمة الاستمرار في محاربة العرب، بل وحثتهما علي اعتناق الإسلام، والتآخي مع العرب.

    و يحق لنا أن نتساءل عن السبب الذي جعل قومها أو المؤرخين يصفونها بالداهية و لا شك عندي هو آراؤها و قراراتها و تميزها بفكر ثاقب و سأكتفي بهذا لأنني سبق أن منحتها صفحة خاصة في الملتقى .


    الشخصية الثانية

    هو أرطبون العرب الداهية عمر ابن العاص
    يذكر أنه
    لما قضى طاعون عمواس على قرابة خمسة وعشرون ألف مسلم أشهرهم ابو عبيدة ومعاذ بن جبل وأبو جندل وتولى عمرو بن العاص الشام فرأى شدة فتك المرض وقارن بينه وبين النار فوجد بأن النار إذا لم تجد ما يوقدها تنطفىء فطلب من الناس الخروج من المدن الشامية إلى الجبال ويتقسمون كل قسم لا يزيد عن خمسة ومن يصاب منهم لا يقترب من أحد حتى يموت وفعلا بهذه الطريقة توقفت العدوى .

    و أيضا هذه القصة
    عند زيارة الخليفة عمر للشام حسن عمرو بن العاص للخليفة فتح مصر وبين له أهمية الفتح وفوائده فوافق ورجع للمدينة بينما عمرو بن العاص اسرع في تجهيز أربعة الآف مقاتل وتحرك بهم نحو مصر وعندما قارب دخول مصر قال له أصحابه جاء رسول من الخليفة فطلب من الجيش سرعة التحرك فكان الجيش يتحرك والرسول في أثره حاملا رسالته وعندما لحق الرسول بالجيش وطلب لقاء عمرو بن العاص اعتذر عمرو بن العاص اكثر من مرة وهو يسير بالجيش حتى دخل حدود مصر عندئذ طلب لقاء رسول الخليفة ففتح الرسالة وكبار رجال الجيش يتعجبون من فعله فإذا بالرسالة تقول إذا لم تدخل حدود مصر فارجع ، فارسل عمرو الرسول بقوله لقد دخلنا مصر ونريد المدد .


    و عمرو بن العاص
    هو ابن وائل الإمام أبو عبد الله ، ويقال : أبو محمد السهمي . داهية قريش ورجل العالم ومن يضرب به المثل في الفطنة ، والدهاء ، والحزم .

    هاجر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلما في أوائل سنة ثمان ، مرافقا لخالد بن الوليد ، وحاجب الكعبة عثمان بن طلحة ، ففرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدومهم وإسلامهم ، وأمر عمرا على بعض الجيش ، وجهزه للغزو .

    له أحاديث ليست كثيرة ; تبلغ بالمكرر نحو الأربعين ، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة أحاديث منها ، وانفرد البخاري بحديث ، ومسلم بحديثين . وروى أيضا عن عائشة .

    حدث عنه : ابنه عبد الله ، ومولاه أبو قيس ، وقبيصة بن ذؤيب ، وأبو عثمان النهدي ، وعلي بن رباح ، وقيس بن أبي حازم ، وعروة بن الزبير ، وجعفر بن المطلب بن أبي وداعة ، وعبد الله بن منين ، والحسن البصري مرسلا ، وعبد الرحمن بن شماسة المهري ، وعمارة بن خزيمة بن ثابت ، ومحمد بن كعب القرظي ، وأبو مرة مولى عقيل ، وأبو عبد الله الأشعري ، وآخرون .

    قال الزبير بن بكار : هو أخو عروة بن أثاثة لأمه . وكان عروة ممن هاجر إلى الحبشة .

    وقال أبو بكر بن البرقي : كان عمرو قصيرا يخضب بالسواد . أسلم قبل الفتح سنة ثمان ، وقيل : قدم هو وخالد ، وابن طلحة ، في أول صفر منها .

    قال البخاري : ولاه النبي -صلى الله عليه وسلم- على جيش ذات السلاسل . نزل المدينة ثم سكن مصر ، وبها مات .

    روى محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ابنا العاص مؤمنان ، عمرو وهشام .

    وروى عبد الجبار بن الورد ; عن ابن أبي مليكة ، قال طلحة : ألا أحدثكم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشيء ؟ إني سمعته يقول : عمرو بن العاص من صالحي قريش ; نعم أهل البيت أبو عبد الله ، وأم عبد الله ، وعبد الله .

    الثوري : عن إبراهيم بن مهاجر ، عن ابراهيم النخعي قال : عقد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لواء لعمرو على أبي بكر وعمر وسراة أصحابه . قال الثوري : أراه قال : في غزوة ذات السلاسل .

    مجالد ، عن الشعبي ، عن قبيصة بن جابر : قد صحبت عمرو بن العاص ، فما رأيت رجلا أبين أو أنصع رأيا ، ولا أكرم جليسا منه ، ولا أشبه سريرة بعلانية منه .

    قال محمد بن سلام الجمحي : كان عمر إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه ، قال : خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد !

    روى موسى بن علي ، عن أبيه ; سمع عمرا يقول : لا أمل ثوبي ما وسعني ، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي ، ولا أمل دابتي ما حملتني ، إن الملال من سيئ الأخلاق .

    وروى أبو أمية بن يعلى ، عن علي بن زيد بن جدعان ; قال رجل لعمرو بن العاص : صف لي الأمصار ، قال : أهل الشام ; أطوع الناس لمخلوق ، وأعصاه للخالق ، وأهل مصر ، أكيسهم صغارا وأحمقهم كبارا ، وأهل الحجاز ; أسرع الناس إلى الفتنة ، وأعجزهم عنها ، وأهل العراق أطلب الناس للعلم، وأبعدهم منه . روى مجالد، عن الشعبي قال : دهاة العرب أربعة : معاوية ، وعمرو ، والمغيرة ، وزياد . فأما معاوية فللأناة والحلم ; وأما عمرو فللمعضلات ; والمغيرة للمبادهة ; وأما زياد فللصغير والكبير .

    وقال أبو عمر بن عبد البر كان عمرو من فرسان قريش وأبطالهم في الجاهلية ، مذكورا بذلك فيهم . وكان شاعرا حسن الشعر ، حفظ عنه منه الكثير في مشاهد شتى وهو القائل : إذا المـرء لـم يتـرك طعـاما يحبـه

    ولـم ينه قلبا غاويا حيث يمما قضــى وطـرا منـه وغـادر سـبة

    إذا ذكــرت أمثالها تملأ الفما

    وكان أسن من عمر بن الخطاب ، فكان يقول : إني لأذكر الليلة التي ولد فيها عمر -رضي الله عنه.

    وقد سقنا من أخبار عمرو في المغازي وفي مسيره إلى النجاشي ، وفي سيرة عمر بن الخطاب ، وفي الحوادث ، وأنه افتتح إقليم مصر وولي إمرته زمن عمر ، وصدرا من دولة عثمان . ثم أعطاه معاوية الإقليم ، وأطلق له مغله ست سنين لكونه قام بنصرته ، فلم يل مصر من جهة معاوية إلا سنتين ونيفا . ولقد خلف من الذهب قناطير مقنطرة .

    وقد سقت من أخباره في "تاريخ الإسلام" جملة ، وطول الحافظ ابن عساكر ترجمته .

    وكان من رجال قريش رأيا ، ودهاء ، وحزما ، وكفاءة ، وبصرا بالحروب ، ومن أشراف ملوك العرب ، ومن أعيان المهاجرين ، والله يغفر له ويعفو عنه ، ولولا حبه للدنيا ودخوله في أمور ، لصلح للخلافة ، فإن له سابقة ليست لمعاوية . وقد تأمر على مثل أبي بكر وعمر ، لبصره بالأمور ودهائه .(مأخوذ من http://library.islamweb.net/newlibra...lam.php?ids=59)



    لهذه الأسباب و غيرها أطلق هذا الاسم على عمر ابن العاص و ذلك لعلو كعبه و دهائه و تقديره للأمور غير أنه لم يطلق عليه صفة الكهانة كسابقته

    وسنلتقى ان شاء الله مع دهاة آخرين و السلام عليكم

    من أقوال الامام علي عليه السلام

    (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
    حملت طيباً)

    محمد نجيب بلحاج حسين
    أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
    نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

  • منيره الفهري
    مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
    • 21-12-2010
    • 9870

    #2
    أعجبني جدااا هذا الموضوع
    و هذا الذكاء في الطرح
    أشكرك من كل قلبي أستاذنا الباحث الكبير
    حاتم سعيد ابو هادي
    و نحن في انتظار البقية بكل شغف
    تقديري و كل الامتنان أخي الفاضل

    تعليق

    • حاتم سعيد
      رئيس ملتقى فرعي
      • 02-10-2013
      • 1180

      #3
      كل الشكر لك أستاذتي العزيزة منيرة على مداومة تشجيع ما أنشره في الملتقى
      مع تحيتي وودي

      من أقوال الامام علي عليه السلام

      (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
      حملت طيباً)

      محمد نجيب بلحاج حسين
      أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
      نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

      تعليق

      • حاتم سعيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 02-10-2013
        • 1180

        #4
        الشخصية الثالثة

        الداهية المغيرة بن شعبة

        هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، أبو عبد الله، من كبار الصحابة أولي الشجاعة والمكيدة والدهاء، كان ضخم القامة، عَبْل الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أصهب الشعر جعده، وكان لا يفرقه.
        روى الواقدي، عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن أبيه، وعن جماعة قالوا: قال المغيرة بن شعبة : كنا متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات، فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم. فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس وإهداء هدايا له، فأجمعت الخروج معهم، فاستشرت عمي عروة بن مسعود، فنهاني، وقال: ليس معك من بني أبيك أحد. فأبيت، وسرت معهم، وما معهم من الأحلاف غيري، حتى دخلنا الإسكندرية، فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر، فركبت زورقًا حتى حاذيت مجلسه، فأنكرني، وأمر من يسألني، فأخبرته بأمرنا وقدومنا، فأمر أن ننزل في الكنيسة، وأجرى علينا ضيافة، ثم أدخلنا عليه، فنظر إلى رأس بني مالك فأدناه، وأجلسه معه، ثم سأله: أكلكم من بني مالك؟ قال: نعم، سوى رجل واحد. فعرَّفه بي، فكنت أهون القوم عليه، وسُرَّ بهداياهم، وأعطاهم الجوائز، وأعطاني شيئًا لا ذكر له. وخرجنا، فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم، ولم يعرض عليَّ أحد منهم مواساة، وخرجوا، وحملوا معهم الخمر، فكنا نشرب، فأجمعت على قتلهم، فتمارضت، وعصبت رأسي، فوضعوا شرابهم، فقلت: رأسي يُصدع ولكني أسقيكم. فلم ينكروا، فجعلت أصرف لهم، وأترع لهم الكأس، فيشربون ولا يدرون، حتى ناموا سكرًا، فوثبت وقتلتهم جميعًا، وأخذت ما معهم.
        فقدمت على النبي ، فأجده جالسًا في المسجد مع أصحابه، وعليَّ ثياب سفري، فسلمت، فعرفني أبو بكر ، فقال النبي : "الحمد لله الذي هداك للإسلام". قال أبو بكر : أمن مصر أقبلتم؟ قلت: نعم. قال: ما فعل المالكيون؟ قلت: قتلتهم، وأخذت أسلابهم، وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها. فقال النبي : "أما إسلامك فنقبله، ولا آخذ من أموالهم شيئًا؛ لأن هذا غدر، ولا خير في الغدر". فأخذني ما قَرُب وما بعُد، وقلت: إنما قتلتهم وأنا على دين قومي، ثم أسلمت الساعة. قال : "فإن الإسلام يجُبُّ ما كان قبله".

        ملامح من شخصيّته
        كان يقال له: مغيرة الرأي؛ فقد كان من دهاة العرب، وشهد اليمامة وفتوح الشام والعراق، ولاّه عمر البصرة، ففتح مَيْسان، وهمذان، وعدة بلاد.


        أحداث تعلقت به بعد الاسلام

        استعمل عمر بن الخطاب المغيرة بن شعبة على البحرين، فكرهوه، فعزله عمر ، فخافوا أن يرده؛ فقال دهقانهم: إن فعلتم ما آمركم لم يرده علينا. قالوا: مرنا. قال: تجمعون مائة ألف حتى أذهب بها إلى عمر، فأقول: إنَّ المغيرة اخْتَان هذا، فدفعه إليَّ. قال: فجمعوا له مائة ألف، وأتى عمر، فقال ذلك. فدعا المغيرة ، فسأله، قال: كذب، أصلحك الله، إنما كانت مائتي ألف. قال: فما حملك على هذا؟ قال: العيال والحاجة. فقال عمر للعِلْج: ما تقول؟ قال: لا والله لأصدقَنَّك، ما دفع إليَّ قليلاً ولا كثيرًا. فقال عمر للمغيرة : ما أردت إلى هذا؟ قال: الخبيث كذب عليَّ، فأحببت أن أخزيه.

        و روي أن الملك رستم إلى سعد بن أبي وقاص أنِ ابْعَثْ إلينا برجلٍ نكلمه، فكان فيمن بعثه المغيرة بن شعبة ، فأقبل إليهم وعليهم التيجان والثياب المنسوجة بالذهب وبُسُطهم على غَلْوَة لا يُوصل إلى صاحبهم حتى يُمشى عليها، فأقبل المغيرة حتى جلس مع رستم على سريره، فوثبوا عليه وأنزلوه ومعكوه، وقال: قد كانت تبلغنا عنكم الأحلام، ولا أرى قومًا أسفه منكم، إنا معشر العرب لا نستعبد بعضنا بعضًا، فظننت أنكم تواسون قومكم كما نتواسى، فكان أحسن من الذي صنعتم أن تخبروني أن بعضكم أرباب بعضٍ، فإن هذا الأمر لا يستقيم فيكم ولا يصنعه أحدٌ، وإني لم آتكم، ولكن دعوتموني اليوم، علمت أنكم مغلبون، وأن ملكًا لا يقوم على هذه السيرة ولا على هذه العقول.
        فقالوا: صدق والله العربي.
        وقالت الدهاقين: والله لقد رمى بكلام لا تزال عبيدنا ينزعون إليه، قاتل الله أولينا، ما كان أحمقهم حين كانوا يصغرون أمر هذه الأمة. ثم تكلم رستم فحمد قومه وعظّم أمرهم، وحقّر من شأن العرب، وعرض عليه الأموال لينصرف العرب عن بلاد فارس.

        فتكلم المغيرة فحمد الله وأثنى عليه وقال: "إن الله خالق كل شيء ورازقه، فمن صنع شيئًا فإنما هو يصنعه، وأما الذي ذكرت به نفسك وأهل بلادك من الظهور على الأعداء والتمكن في البلاد فنحن نعرفه، فالله صنعه بكم ووضعه فيكم وهو له دونكم، وأما الذي ذكرت فينا من سوء الحال والضيق والاختلاف فنحن نعرفه ولسنا ننكره، والله ابتلانا به والدنيا دولٌ، ولم يزل أهل الشدائد يتوقعون الرخاء حتى يصيروا إليه، ولم يزل أهل الرخاء يتوقعون الشدائد حتى تنزل بهم، ولو شكرتم ما آتاكم الله لكان شكركم يقصر عما أوتيتم، وأسلمكم ضعف الشكر إلى تغير الحال، ولو كنا فيما ابتلينا به أهل كفر لكان عظيم ما ابتلينا به، مستجلبًا من الله رحمةً يرفه بها عنا؛ إن الله تبارك وتعالى بعث فينا رسولاً". ثم ذكر له الخيارات الثلاث: الإسلام أو الجزية أو القتال، وقال له: "وإن عيالنا قد ذاقوا طعام بلادكم، فقالوا: لا صبر لنا عنه".
        فقال رستم: إذن تموتون دونها. فقال المغيرة : "يدخل من قُتل منا الجنة، ومن قتل منكم النار، ويظفر من بقي منا بمن بقي منكم".

        من أقوال الامام علي عليه السلام

        (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
        حملت طيباً)

        محمد نجيب بلحاج حسين
        أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
        نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

        تعليق

        • نادين خالد
          طالبة جامعية / سنة أولى
          • 09-04-2014
          • 460

          #5
          كما قالت أستاذتنا منيرة تماماً
          أعجبني هذا الذكاء في الطرح
          تتحدثُ عن الدهاء مع أن طرحك للموضوع دهاءٌ بِحدِّ ذاته
          رائعٌ جداً ومُلفِتٌ للانتباه
          تقديري وفائق احترامٍ لك
          التعديل الأخير تم بواسطة نادين خالد; الساعة 12-05-2014, 14:31.
          لفلسطين أنا ولفلسطين أنتمي ...

          تعليق

          • منيره الفهري
            مدير عام. رئيس ملتقى الترجمة
            • 21-12-2010
            • 9870

            #6
            ما شاء الله أستاذنا الباحث الكبير
            حاتم سعيد ابو هادي
            نتعلم منك
            و نقرأ لك بشغف

            تعليق

            • حاتم سعيد
              رئيس ملتقى فرعي
              • 02-10-2013
              • 1180

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة نادين خالد مشاهدة المشاركة
              كما قالت أستاذتنا منيرة تماماً
              أعجبني هذا الذكاء في الطرح
              تتحدثُ عن الدهاء مع أن طرحك للموضوع دهاءٌ بِحدِّ ذاته
              رائعٌ جداً ومُلفِتٌ للانتباه
              تقديري وفائق احترامٍ لك
              تحية عطرة و بعد
              الأخت العزيزة المكرمة نادين خالد أسعدني تواجدك في المتصفح و فهمك (ربما) للأبعاد رغم أن الهدف يبقى صوتا للحضارات و لكنه يحمل قصصا و عبرة
              وكم أتمنى أن تشاركونا في النبش عن هؤلاء الدهاة أو حتى التلميح للشخصيات التي ترونها تستحق هذا اللقب .
              أكرر شكري مع تحياتي

              من أقوال الامام علي عليه السلام

              (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
              حملت طيباً)

              محمد نجيب بلحاج حسين
              أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
              نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

              تعليق

              • حاتم سعيد
                رئيس ملتقى فرعي
                • 02-10-2013
                • 1180

                #8
                السلام عليكم

                الشخصية الرابعة

                الملكة كليوبترا

                يقال أنها كانت من آخر سلالة البطالسة في الاسكندرية، وكانت أميرة من أصل مقدوني عرفت بذكائها و ثقافتها الواسعة ، وقيل إنها من أكثر نساء العالم القديم نشاطاً ودهاًء، وهي الوحيدة من البطالسة التي كانت تتحدث بلغة المصريين، وقد اعتنقت ديانتهم، وتشبهت بالأسر الفرعونية المالكة، فاتخذت لنفسها لقب “ابنة رع” (إله الشمس)·
                ويذكر أنه عندما جاء يوليوس قيصر ليصلح ذات البين بين أعضاء الأسرة الحاكمة في مصر في عام 48 ق·م، كانت كليوباترا مُبعدة من حاشية أخيها، وهي في الثانية والعشرين من عمرها ، ودفعها طموحها إلي أن تأسر قلب يوليوس قيصر وتصبح محظية له، فولدت له ابناً، ورافقته إلي روما، وبعد اغتيال يوليوس قيصر، عادت إلي مصر.
                في عام 41 ق·م· استدعاها أنطونيوس إلي طرسوس للتحقيق معها في قضية اغتيال يوليوس قيصر، فذهبت إليه في موكب رائع، فوقع فى حبائلها وعاشت معه فترة قصيرة، ولكن لما نشب الصراع بين أنطونيوس وأوكتافيوس، جاء أنطونيوس إلي الشرق، فتزوج من كليوبترا، وبذلك انقسمت الامبراطورية الرومانية إلي شرقية وغربية، وأصبح لكيلوبترا نفوذها الكبير في إدارة شؤون القسم الشرقي، فكانت مصدراً لقلق القسم الغربي·
                وقد سعت كليوبترا الطموحة الداهية أن تستخدم أنطونيوس للتغلب على روما نفسها، ولكن هذا الحلم انتهى بهزيمتها البحرية في موقعة أكتيوم في عام 31 ق·م وهى إحدى المعارك الفاصلة في التاريخ، ورأت الملكة الداهية - بعد هزيمة أسطولها - أن الفرصة الوحيدة أمامها هى أن توقع بأوكتافيوس فى حبائلها كما فعلت مع الامبراطور يوليوس وأنطونيوس، وعندما فشلت فى الإيقاع به، دفعها كبرياؤها إلي الانتحار بسم أفعى، وكانت وقتئذ فى الأربعين من عمرها، ويقول “تارن” أحد المؤرخين إن “الرومان كانوا يخشونها - وهي مجرد امرأة - أكثر من أي شخص آخر باستثناء هانيبالقرطاج· وبموتها، انتهى عصر البطالسة وأصبحت مصر ولاية رومانية·
                --نلتقى مع شخصة أخرى في القريب ان شاء الله--

                من أقوال الامام علي عليه السلام

                (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                حملت طيباً)

                محمد نجيب بلحاج حسين
                أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                تعليق

                • حاتم سعيد
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 02-10-2013
                  • 1180

                  #9
                  هند (زوجة الحجاج و عبد الملك)

                  قصة هند بنت النعمان مع الحجاج بن يوسف الثقفي


                  يقال أنه على عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، كان الحجاج بن يوسف الثقفي أحد ولاته على الشام، وكان الحجاج لا يرد له طلب سواء بالقوة أم بالرضى، فتزوج من امرأة اسمها هند، يحكى أنها كانت أجمل نساء زمانها قلبا وقالبا ودهاء وفطنة، رغما عنها وعن أبويها، وبعد مرور سنة على هذا الزواج غير المبارك، جلست هند أمام المرآة تستعرض جمالها أمام نفسها وتندب حظها وهي تقول:

                  وماهند الا مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغل
                  فإن أتاها مهر فلله درُّها ... وإن أتاها بغل فمن ذلك البغل
                  وقيل: إنها قالت:
                  لله درّي مهرةُ عربية ... عُمِيت بليل إذ تَفخذها بغلُ
                  فإن ولدت مهراً فلله درها ... وإن ولدت بغلا فقد جاد به البغل ُ
                  وقيل إنها تعمدت قول هذين البيتين متجاهلة أنها رأت الحجاج خلفها في المرآة، فقط ليطلقها وتتخلص منه.
                  فسمعها الحجاج وغضب من قولها غضبا شديدا، فذهب إلى خادمه وقال له: اذهب إلى هند وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط، لو زدت ثالثة قطعت لسانك، وأعطها هذه العشرين ألف دينار، فذهب إليها الخادم فقال: لها: "كنت، فبنت"
                  يعني كنت زوجته وأصبحت طليقته

                  فقالت:

                  كنا فما فرحنا ... فبنا فما حزنا

                  وقالت للخادم خذ هذة العشرين الف دينار لك بالبشرى التي جئت بها ، وقيل انها بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ احد علي خطبتها وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج ، فاغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها وامتدحوا جمالها عند عبد الملك بن مروان فاعجب بها وطلب الزواج منها
                  ،وارسل الى عامله علي الحجاز ليخَبرها له.. أي يوصفها له، فارسل له يقول أنها لاعيب فيها غير انها عظيمة الثديينفقال عبد الملك وما عيب عظيمة الثديين؟!.. تدفيء الضجيع، وتشبع الرضيع .
                  فلما خطبها وافقت وبعثت اليه برسالة تقول: أوافق بشرط أن يساق البغل أو الجمل من مكاني هذا إليك في بغداد و يكون سائقه الحجاج نفسه فوافق الخليفة .

                  بينما كان الحجاج يسوق الراحلة إذ بها توقع من يدها ديناراً متعمدة ذلك، فقالت للحجاج يا غلام لقد وقع مني درهماُ فأعطنيه أخذه الحجاج وقال لها : إنه ديناراً وليس درهماً
                  فنظرت إلية وقالت: الحمد لله الذي ابدلني بدل الدرهم دينارا.. ففهمها الحجاج واسرها في نفسه اي انها تزوجت خيرا منه
                  وعند وصولهم تاخر الحجاج في الاسطبل والناس يتجهزون للوليمه فارسل اليه الخليفه ليطلب حضوره
                  فرد عليه نحن قوما لا نأكل فضلات بعضنا او انه قال شيئا مشابها :

                  ففهم الخليفه قصده وامر أن تدخل زوجته باحد القصور ولم يقربها الا انه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر
                  لما علمت هند بسبب عدم دخوله عليها، فاحتالت لذلك وامرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها ارسلت اليه انها بحاجه له في أمر ما ثم تعمدت قطع عقد اللؤلؤ عند دخوله ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآليءفلما رآها عبد الملك... أثارته روعتها وحسن جمالها وتندم لعدم دخوله بها لكلمة قالها الحجاج.
                  فقالت: وهي تجمع حبات اللؤلؤ... سبحان الله
                  فقال: عبد الملك مستفهما لم تسبحين اللهفقالت: أن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك

                  قال: نعم
                  قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر
                  فقال متهللا: نعم والله صدقت.. قبح الله من لامني فيك ودخل بها من يومه ذاك.


                  من أقوال الامام علي عليه السلام

                  (صُحبة الأخيار تكسبُ الخير كالريح إذا مّرت بالطيّب
                  حملت طيباً)

                  محمد نجيب بلحاج حسين
                  أكْرِمْ بحاتمَ ، والإبحارُ يجلبُهُ...
                  نحو الفصيح ، فلا ينتابه الغرقُ.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X