أهل دمشق أدرى بشعابها ! بقلم : حسن حجازي / مصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن حجازى
    أديب وكاتب
    • 20-10-2007
    • 359

    أهل دمشق أدرى بشعابها ! بقلم : حسن حجازي / مصر

    أهل دمشق أدرى بشعابها !
    بقلم : حسن حجازي / مصر
    ///////
    قالت :
    " أهل مكة أدرى بشعابها "
    قلتُ :
    بل أهل دمشق أدرى ,
    والناتو , وداعش ,
    وسكان العَراء !
    /////
    فلا تسألي
    عن المواويل الليلية ,
    والأغاني الكلثومية ,
    و القدود الحلبية ,
    والموسيقى الصادرة
    من بيتِ الحكمة ,
    أين توارت ؟
    وهي تبكي دمشقْ !
    /////
    لاتسألي
    عَمَن أطفأ جذوة النار
    في قلبِ حلب وحمص
    وفي ريف دمشق
    وهي تشكو البردْ ؟ !
    /////
    لاتسألي
    عَمَن سرقَ ذكرياتنا الطفولية
    من " سوق الحميدية "
    عندما كنا صغارا ,
    نهيمُ بين ضفافِ الكتب
    نقرأ قصص الحب
    ونرنو لوحدةِ شَعبْ !
    /////
    لاتسألي عَمَن أوقفَ
    التراتيلَ الفيروزية
    المُنبعثة من مذياعٍ قديم
    تَتَحدى الدمارْ ,
    وتَكسرَ الحصارْ ,
    تنادي مع فيروز :
    " بلادي عليكِ
    سلامُ الشعوبِ ,
    ففي البالِ أنتِ
    وفي المسمعِِ " ,
    كَذِبَ المانحونَ ولو منحوا !
    /////
    الفرسانُ على النواصي
    وفي الثكناتِ ,
    ينتظرونَ المددْ ,
    في البيوت الخاوية ,
    يطولُ الغيابْ ,
    الأبواب الخلفية لملوكِ بابل
    تشكو قسوة الليلِ والمُنقَلَبْ ,
    أيادٍ على الزناد
    لا تفرقُ بين الضحية ولا الجلادِ
    من أهلِ حلب ْ !
    ///
    الدمعُ كَحَلَ الجفون ,
    ينتظرُ الفرجْ ,
    ليروي ريفَ دمشق
    أفراحاً وأتراحا ,
    وقصائدَ وَجدْ ,
    تناجي " شهرزاد" الحكاية ,
    فتاوىً في جُنحِ الليل
    تَمنحُ الشهادة
    لاغتيال البراءة :
    " فادخلوا من أى باب ٍ
    من أبواب الجنةِ شئتم " ,
    هذا قدرُ الشهداء
    في الحربِ بالوكالة
    واصطيادِ الأوفياء
    بوركَ مَن أفتى
    ولُعِنَ مَن نَصَبْ !
    /////
    تسألنا الريحُ
    مَن قتلَ الأبرياء
    في تلِ الزور ؟
    في رفح ؟
    في كربلاء ؟
    ومَن ومَن ومَنْ .. ؟!
    " فلا نامت أعينُ الجُبناء "
    فاللجحيمِ أبا لهب ْ !
    ////
    لاتسألي
    عَمَن سَرقَ الفرحة
    في الليالِ القمرية
    و" أم كلثوم " تشدو للساهرين
    حول المواقد , في ليل الشتاء :
    " الصبُ تفضحهُ عيونه "
    فيحلو الشدوَ
    ويطولُ الغزلْ !
    ////////////
    على أوتار " زرياب" ,
    نزدادُ حنينا وأنيناً ,
    إشتياقا واحتراقا واقتراباً
    لقيثارة ً أندلسية ,
    طواها الحزنُ
    في ذكرى " كربلاء "
    فيزدادُ الشَجَن ْ !
    /////////
    أتى " الأحدبُ " باسماً ,
    يبشرُ بالربيع ,
    يقسم المقسومْ ,
    ويقطع المقطوعْ ,
    ويشطر المشطورْ ,
    يعيد رسمَ خريطةِ العالم
    كأنهُ ينظرُ في النجوم ,
    يبكي الماضي التليد ,

    محررا , على زعمه ,
    ملايينَ العبيد ,
    مُنشداً مترنماً متصنعاً :
    I have a dream""
    ذراً في العيونِ التراب
    مُبشراً بربيع العربْ !
    /////
    يومَ أن وقفَ بين يدي
    "أبو الهول " صاغراً ,
    يقدم قربانهُ
    للأهراماتِ تقرباً :
    ( فما تُقبلَ منهُ .. ولنْ ! )
    فروضاً من طاعةٍ وولاء ,
    لا ندري لكهنة أمون
    أم لمسيلمة الكذابْ ؟
    خَسِأ المرجفونَ في المدينة ,
    حتى لو عَمَ بدونهم البلاء
    وخبا ضوء القمرْ !
    ///////
    يوم أن حََج (بلا وضوء )
    لآخر الملوكِ المُتوجينَ
    بالخنوعِ والخضوعِ ,
    مؤذناً ببزوغ فجر الحرية
    والفوضى الخَلاقة الثورية
    على مدن الشرق
    المدينة بالطاعة والولاء ,
    لتتحَمم في الدماء ,
    ولتنعمَ بالشقاء !
    /////
    كان اللقاء من قلب :
    " القاهرة " ,
    مُبشرا بربيع ٍ
    لم تُخمُد نارهُ
    حتى الفجر القابع
    في قلب "حورس "
    البِشارة ,
    منتظراً الوحىَ يعودُ ,
    فَحَسِبنا اليوم َ من الأيامِ :
    عيدْ ,
    مبشراً بالخُضر من السنواتْ ,
    والسبعِ السنبلاتْ ,
    والسمانِ البقراتْ ,
    لكن هيهات ... !
    فكم ضحك من جهلنا : النيلُ ,
    وشاركه , من قبل ,
    في الدمعِ : الفرات ,
    حنينا وأنينا
    فما حملَ لنا من بُشريات
    سوى تعويذاتٍ مبهمة
    من " الأرضِ اليبابْ " ,
    يحملها الجرادْ , يخنقها السرابْ ,
    يقتلنا الجفاف ْ ,
    وما سدُ النهضة عنا ببعيدْ !.
    /////
    فعاثَ ورثة الكهفِ
    في الأرضِ الفسادْ
    وشرعوا في فرض الجزية
    على العبادْ ,
    وفرشوا الموائد والمكائد
    خبزاً وكلاماً ... للفقراءْ !
    /////
    ادخلوا مساكنكم
    ليحطمنكم الشعبُ وجنوده
    هكذا جاء البشيرْ ,
    وعلا صوتُ النفيرْ :
    من " طيبة " الحبيبة ,
    من خير أجناد الأرض
    عندما لبوا النداءْ !
    ///////////////
    الحاكم بأمر " الناتو " والشرعية ,
    يشكو الجُب وحُراسهُ الأشداء ,
    لكن .. هيهاتْ .. هيهاتْ !
    فالسَيارة قد خرجوا من :
    " كتاب الموتى " بالملايينْْْْْْْْْْْْْْ ,
    وقد أقسموا اليمينْ ,
    ملأوا الميادينْ ,
    حاملينَ : " حورس "
    ومعهُ ميزانُ العدلْ ,
    مرتديا : قميص " يوسف "
    متجها نحو العرشْ
    محمولاً على الأعناقْ ,
    تُباركُ خطوه الأرضُ
    وتحرسهُ ملائكة ُ السماءْ !
    ////
    أَفَاطِمُ مَهْلاً
    فالجرحُ كبيرْ ,
    عَطَرَ المواييلْ ,
    يفترشُ الطرقاتْ
    يبحثُ عن سبيلْ ,
    يختبيء في دمعةِ عينٍ ,
    في رعشةِ هدبٍ ,
    تسكنُ قلبَ صبية
    من ريفِ دمشق ,
    قسراً , قهرا , دمعاً ,
    فَرت بالرضيعْ ,
    الأيامُ صقيعْ,
    الدربُ يضيعْ ,
    بلا متاع ٍ و لا هوية ,
    تنتظرُ نبؤاتِ الربيع
    الوردية , بلا جدوى ,
    فقد ضاعت بين الرفاقِ القضية ,
    وتفرقُ الدم العربي رخيصاً
    بينَ الفرقاء ,
    في اقتسامِ الضَحية !
    ////
    أَفَاطِمُ مهلاً
    فقد سَقطَ المتاعْ
    في جهادِ النكاحْ
    فيمَن أحقُ بالخلافة :
    بنو العباس أو بنو أمية ؟
    أو مِمَن يمتلكونَ
    صكوكَ الغفرانْ ؟
    ومفاتيحَ الجِنَاتِ القمرية ؟
    في خَفاء !
    ///
    الحربُ الشاردة الباردة
    تحيا من جديدْ ,
    تُعيد ما مضى
    من عصورِ العبيدْ ,
    الدبُ الروسي .. عنيدْ ,
    على الحدود طفلٌ ينتظر ,
    في قاعةِ الدرس
    يشكو في ضَجرْ ,
    تاقََ للرفاقْ ,
    لحوشِ مدرستهِ القديمة ,
    للحرية , للركضِ , خلفَ الفراشاتْ ,
    يسألُ معلمتهُ , مخنوقَ الكلماتْ ,
    تقتلها الأخبار
    ووكالاتُ التطبيعْ ,
    يغتالها الجرحُ , تنتظرُ الفرجْ ,
    عينٌ على بوابةِ المخيم ,
    وعينٌ محاطة ً بالخوفْ ,
    بالعجزْ , بنيرانِِ البردْ ,
    تُراجِع الدفاترَ البيضاء ,
    لليماماتِ الخُضرْ ,
    تنتظرُ فارسها المشطور نصفينْ
    الموسوم بالخيانة
    والعَمالة , والغدرْ ,
    ما بينَ قواتِ النظامْ
    والجيشِِ الحُرْ ,
    ومِِمن يتاجرونَ
    بالوطنِ والقضية ,
    فلتحيا الحرية !!
    ///
    يا فاطمة : حيى على الفلاح !
    الفجرُ تأخرْ , الدمعُ تحجرْ ,
    دعينا ننتظرُ الصَباحْ ,
    فالأخبارُ لا تبشرُ بالخيرْ ,
    ولا تسألي الطيرْ ,
    الأخبارُ حقيقة ً
    لا تبشرُ بالخيرْ !
    ////
    شهرزاد :
    باعت نفسها للجلادْ ,
    ونعسة :
    تلملمُ الآمالَ ,
    تجوبُ البلادْ ,
    و" يوسف " على بعد خطواتٍ
    من بابِ القصرْ ,
    وعليهِ القميصِ المُقدس
    ينتظر إذنَ الحرافيش
    بالدخولْ , في " يومِ الزينة " ,
    يومَ اجتمعَ القومْ
    فهل يهدأ " السامري " ؟
    ويتركَ أهلَ مصرْ ؟
    /////
    عروس النيل تُجهز العَقد ,
    معطراً بالياسمينْ ,
    والشهودُ بالملايينْ ,
    جنودا ووفودا وحشودا :
    من كنيسةِ السيدةِ العذراء
    من الأزهر و الحُسينْ ,
    من عهد " مينا " " للدويقة "
    و ما " بينَ القصرين "
    و بأهل مصرَ الطيبين ازْدَانَ القصرْ ,
    عادَ الأولادُ من جديد
    يقرأونَ " عودة الروحْ " ,
    وفي جماعة يُصَلونَ الفجرْ
    عينٌ على (طيبة ) الحبيبة ,
    وعينٌ ترنو نحو القدسْ !
    ///
    عندما تعانقُ الصليبُ
    واحتضنَ الهلالْ ,
    الخيرُ يملأ الآفاقْ ,
    وبقراتُ "يوسف"
    ترعى عندَ الشط ْ ,
    على ربوعِ الوادي
    يحرسها الذئبْ ,
    فيذهبُ البلاءُ
    ويشبع ُ الطيرْ !
    //////////
    يا فاطمة :
    " أهل دمشق أدرى بشعابها "
    والعالم أجمعْ ,
    إَنَّما
    أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ " "
    عندما سَقَطت بغدادْ
    ورحلت شهرزاذ
    في رحلتها الأبدية
    تبحث عن فارسٍ
    في كتبِ الأجداد !
    //////
    يا فاطمة :
    ماجدوى الشِعر في زماننا ؟
    ما جدوى الكلمات ؟
    ما جدوى الكلمات ؟!

    /////////
    الكلمة أمانة
    خالصة لوجه الله


    عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب
    عضو جمعية المترجمين واللغويين المصريين
يعمل...
X