( المسيرى مات) رحيل المفكر المصرى الكبير عبدالوهاب المسيرى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود مغربى
    الفرعون العاشق
    • 22-02-2008
    • 694

    ( المسيرى مات) رحيل المفكر المصرى الكبير عبدالوهاب المسيرى

    [align=center]





    ( المسيري مـات )



    آمـال عويضة











    الحادية عشر صباحاً تدق في البي بي سي، التي اعتدت سماعها للإحاطة بما دار في العالم في أثناء نومي.
    أخبار تتوالى دون خصوصية تذكر، ثم المذيعة تقول في تقريرية: توفي اليوم في القاهرة د.عبد الوهاب المسيري!... وووووووووو لم أستمع جيداً لما قالته بعد ذلك.
    في ثوانٍ، مرت الصور وأغلبها باسمة وضاحكة يتوسطها صديقي العجوز المسيري خفيف الظل ذو السبعين ربيعاً حقاً وصدقاً. أتصل بعم محمد الأشول ساعده الأيمن، سألته: ماذا سنفعل، قال أشياء، ولكنها لم تكن ما أقصد السؤال عنه.


    • • • • •


    أذكر أننا حاولنا طيلة الأشهر القليلة الماضية أن نلتقي ليعرف أخباري ويتابع ما أفعل؛ كما يحرص أن يفعل مع المقربين، ولم ننجح. قبل أسابيع وجدته يتصل بي ويسألني عما إذا ما كان لدي وقت لأشاكسه قليلاً، فوافقت على الفور. ولم أف بوعدي. وفي نهاية الأسبوع نفسه اتصلت به وسألته عن إمكانية معاكسته في ذلك اليوم فرحب على الفور.

    عندما وصلت كان لديه صحفيتان شابتان، أثنى على أدائهما في دبلوماسية وطلب منهما استكمال الحوار في التليفون. انتهزنا فرصة خلو الساحة من زوجته الطيبة د.هدى؛ لنتبادل قبلات وأحضان صديقين التقيا بعد طول غياب؛ وهو ما كانت تنهانا د.هدى عن فعله لمناعة المسيري الضعيفة التي أنهكتها فيضانات أدوية كيمائية وغيرها.
    كان يربت على كتفي بسعادة وهو يستمع لكل أخباري وينظر لي في حنان وأنا أتحدث عن توافه انشغالاتي.

    خطفنا دقائق قطعتها تليفوناته ومتابعاته الصبورة لمساعديه من الباحثين في الطابق الأول، ووصول مساعده لتغيير مكان لوحة انضمت إلى قائمة مقتنياته الفنية. قال لي المسيري في لهجة طفولية: ( عشان ما يقولوش عليا خايب بقى)!
    إذ أنه كان ينفق جزءًا من دخله على شراء لوحات فنية لهواة ومحترفين من مصريين وعرب زين بها بيته الذي تحول إلى متحف صغير يرتاده الأصدقاء الذين احتضنهم المسيري في أسعد وأحلك لحظات حياتهم.
    ها هو الوقت قد حان للاستفادة من مجموعته في تحقيق أرباحاً ليثبت لأهل بيته نصاحته وقدرته على الكسب من وراء هوايته التي واصلها مصراً على إحاطة نفسه بالجمال الذي انعكس على معاملاته، ومنها ما فعله مع إحدى تلميذاته عندما ترك ما وراءه وذهب معها لشراء سيراميك بيته، وسؤاله عني وقلقه لتغيبي عنه في أحد المرات خوفاً من زواجي من دونه كوكيل.


    • • • • •


    كان المسيري قادراً على أن يجد وقتاً في ظل كل انشغالاته ليسأل عن أصدقائه الصغار والكبار، الأثرياء والمستورين، الأكاديميين والشعبيين، أو ليكتب بحماس عن روبي وهيفاء والرقص الرأسي والرقص الأفقي وانعكاساته في حياتنا، وذلك في خفة ظل فريدة لم تمنعه من السخرية من السرطان عندما هالني في آخر لقاء نحافته، وعندما داعبته: ( ده رجيم قاسي؟)، فقال دون أن تتغير ابتسامته أو نبرة صوته: (ده سرطان قاسي)، ليبتسم الجالسون في حضرته: عبد الرحمن يوسف ود. منار الشوربجي، ود.مازن، والإعلامي بشار من الجزيرة وزوجته د.هدى التي أسبغت علينا كرمها بحلوى وقطع من المخبوزات لم يشاركنا المسيري منها شيئاً بعد أن تناول متبرماً طبقاً من الحساء دون شعور بالجوع، بينما كانت أمامه تربض سلة مملوءة بالأدوية يتعامل معها باعتبارها مكملاً للصالون الشرقي الذي ضمنا، والتي امتدت إليه يده عندما اشتكى أحد الجالسين من صداع ليبحث بين عن حبات "البنادول".


    • • • • •


    مرت الجلسة سريعاً ونحن نتكلم عنه وعن مصر والجامعة والشارع والناس والصهيونية ومشروعات يعمل بجد على تنفيذها، وقلت له هامسة قبل أن أخرج: (الجلسة دي مش محسوبة إحنا لينا قعدة تانية لوحدنا) فقال لي بجملته التأكيدية: طبعاً.

    قبل أسبوع، حاولت الاتصال به بعد دخوله إلى المستشفى بعد أن داهمته حرارة ولكن لم يرد أحد فخمنت أنه بحاجة لراحة وأرجأت الاتصال لوقت آخر يكون قد استعاد فيه بعضاً من حيويته التي يوزعها على الجميع.
    واليوم قبل أن يكمل الأسبوع دورته يفاجئني خبر رحيله دون تنفيذ مشروع جلستنا المنفردة.


    • • • • •


    سأفتقد صديقي العجوز الذي أشاركه البرج نفسه وأتباهى به كالصلعاء في تراثنا الشعبي وشعر ابنة شقيقتها.
    سأفتقد نشاط رجل تحول إلى مؤسسة ثقافية يديرها بمفرده بينما نحن الشباب نلهث من حوله لدأبه الذي نفتقده.
    سأفتقد تليفوناتنا الضاحكة التي أبدأها بسؤال صغير: تسمحي لي أعاكسك، فيرد بطفولية: (أوي أوي معنديش مانع).
    سأفتقد المسيري لأسباب يطول شرحها تكشف عن مسيري ستندمون لأنكم لم تعرفوه، ذلك الكائن الرائع الخرافي.

    لم يكن المسيري رسولاً ولا نبياً، ولكنه كان إنساناً نبيلاً وصديقاً رائعاً وكائناً خرافياً لم يستطع الوفاء بعهوده لي ولمشروعات راودته، اختطفه منها سرطان قاس وموت هو سيف مسلط على رقاب العباد.
    رحمه الله.







    • • • • •






    الإعلامية آمـال عويضة

    كاتبة صحفية بالأهرام



    0000000000000000





    الدكتور عبد الوهاب المسيري في سطور




    • مفكر عربي من مواليد مدينة دمنهور، مصر، في أكتوبر عام 1938م.
    • تخرج من كلية الآداب، جامعة الإسكندرية عام 1959.
    • حصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1964
    • دكتوراه في الأدب الإنجليزي والأمريكي والمقارن، من جامعة رتجرز بنيوجيرزي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1969.
    • يعتبر واحداً من أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيوينة، صدرت له عشرات الدراسات والمقالات عن إسرائيل والحركة الصهيونية. وهو مؤلف موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية"، أحد أهم الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين.
    • ترجمت كتبه إلى العديد من اللغات؛ منها: الإنجليزية، الفرنسية، الفارسية، البرتغالية، التركية
    • رئيس وحدة الفكر الصهيوني وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام (1970-1975).
    • المستشار الثقافي للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975-1979).
    • أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن بجامعة عين شمس (1979-1983)، وجامعة الملك سعود (1983-1988)، وجامعة الكويت (1988-1989). وعمل أستاذاً غير متفرغ بجامعة عين شمس (1988-حتى وفاته). كما عمل أستاذاً زائراً بجامعة ماليزيا الإسلامية في كوالا لامبور وبأكاديمية ناصر العسكرية.
    • المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن منذ عام 1992.
    • عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في ليسبرج في فيرچينيا بالولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1993
    • عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية، واشنطن منذ عام 1997
    • مستشار تحرير عددٍ من الحَوْليات التي تصدر في مصر وماليزيا وإيران وأمريكا وإنجلترا وفرنسا.
    • في يناير 2007 تولى منصب المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)
    • توفى في القاهرة يوم الخميس 3 يوليو (تموز) 2008 عن عمر يناهز السبعين عاما.

    • الأعمال المنشورة بالعربية :

    - نهاية التاريخ : مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني. مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، القاهرة 1972
    - موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية : رؤية نقدية. مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، القاهرة 1975
    - العنصرية الصهيونية : سلسلة الموسوعة الصغيرة، بغداد 1975
    - اليهودية والصهيونية وإسرائيل : دراسة في انتشار وانحسار الرؤية الصهيونية للواقع. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1975
    - مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي: النصوص الأساسية وبعض الدراسات التاريخية والنقدية. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1979
    - الفردوس الأرضي : دراسات وانطباعات عن الحضارة الأمريكية. المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1979
    - الأيديولوجية الصهيونية : دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة "جزءان" : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عالم المعرفة، الكويت 1981
    - الغرب والعالم "ترجمة بالاشتراك" : تأليف كيفين رايلي. المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عالم المعرفة، الكويت 1985
    - الانتفاضة الفلسطينية والأزمة الصهيونية : دراسة في الإدراك والكرامة. منظمة التحرير الفلسطينية، تونس 1987- الهيئة العامة للكتاب، القاهرة 2000
    - افتتاحيات الهادئ "ترجمة بالاشتراك" : تأليف ستيفن سوندايم وجون ويدمان. وزارة الإعلام، سلسلة المسرح العالمي، الكويت 1988
    - الاستعمار الصهيوني وتطبيع الشخصية اليهودية : دراسات في بعض المفاهيم الصهيونية والممارسات الإسرائيلية. مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت 1990
    - هجرة اليهود السوفييت : منهج في الرصد وتحليل المعلومات. دار الهلال، كتاب الهلال، القاهرة 1990
    - الأميرة والشاعر : قصة للأطفال. الفتى العربي، القاهرة 1993
    - الجمعيات السرية في العالم : دار الهلال، كتاب الهلال، القاهرة 1993
    - إشكالية التحيز : رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد. المعهد العالمي للفكر الإسلامي، القاهرة 1993
    - أسرار العقل الصهيوني : دار الحسام، القاهرة 1996
    - الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ : رؤية حضارية جديدة. دار الشروق، القاهرة 1997
    - من هو اليهودي؟ : دار الشروق، القاهرة 1997
    - موسوعة تاريخ الصهيونية : دار الحسام، القاهرة 1997
    - اليهود في عقل هؤلاء : دار المعارف، سلسلة اقرأ، القاهرة 1998
    - اليد الخفية : دراسة في الحركات اليهودية، الهدامة والسرية. دار الشروق، القاهرة 1998 - الهيئة العامة للكتاب، القاهرة 2000
    - موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية : نموذج تفسيري جديد "ثمانية مجلدات". دار الشروق، القاهرة 1999
    - فكر حركة الاستنارة وتناقضاته : دار نهضة مصر، القاهرة 1999
    - قضية المرأة بين التحرر والتمركز حول الأنثى : دار نهضة مصر، القاهرة 1999
    - نور والذئب الشهير بالمكار : قصة للأطفال. دار الشروق، القاهرة 1999
    - سندريلا وزينب هانم خاتون : قصة للأطفال دار الشروق، القاهرة 1999
    - رحلة إلى جزيرة الدويشة : قصة للأطفال دار الشروق، القاهرة 2000
    - معركة كبيرة صغيرة : قصة للأطفال. دار الشروق، القاهرة 2000
    - سر اختفاء الذئب الشهير بالمحتار : قصة للأطفال. دار الشروق، القاهرة 2000
    - العلمانية تحت المجهر "بالاشتراك مع الدكتور عزيز العظمة" : دار الفكر، دمشق 2000
    - رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر : سيرة غير ذاتية غير موضوعية. الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة 2001
    - الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى انتفاضة الأقصى : دار المعارف، سلسلة اقرأ، القاهرة 2001
    - الصهيونية والعنف من بداية الاستيطان إلى انتفاضة الأقصى : دار الشروق، القاهرة 2001
    - فلسطينيةً كانت ولم تَزَلِ : الموضوعات الكامنة المتواترة في شعر المقاومة الفلسطيني. نشر خاص، القاهرة 2001
    - قصة خيالية جداً : قصة للأطفال. دار الشروق، القاهرة 2001
    - العالم من منظور غربي : دار الهلال، كتاب الهلال، القاهرة 2001
    - الجماعات الوظيفية اليهودية : نموذج تفسيري جديد. دار الشروق، القاهرة 2001
    - ما هي النهاية؟ : قصة للأطفال "بالاشتراك مع الدكتورة جيهان فاروق". دار الشروق، القاهرة 2001
    - قصص سريعة جداً : قصة للأطفال. دار الشروق، القاهرة 2001
    - من الانتفاضة إلي حرب التحرير الفلسطينية : أثر الانتفاضة على الكيان الإسرائيلي. عدة طبعات: القاهرة، دمشق، برلين، نيويورك، نشر إلكتروني، 2002م
    - أغنيات إلى الأشياء الجميلة : ديوان شعر للأطفال. دار الشروق، القاهرة 2002
    - انهيار إسرائيل من الداخل : دار المعارف، القاهرة 2002
    - الإنسان والحضارة والنماذج المركبة : دراسات نظرية وتطبيقية. دار الهلال، كتاب الهلال، القاهرة 2002
    - مقدمة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي : جذوره ومساره ومستقبله. دار الفكر، دمشق 2002
    - الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان : دار الفكر، دمشق 2002
    - اللغة والمجاز : بين التوحيد ووحدة الوجود. دار الشروق، القاهرة 2002
    - العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة : جزءان، دار الشروق، القاهرة 2002
    - أغاني الخبرة والحيرة والبراءة : سيرة شعرية، شبه ذاتية شبه موضوعية. دار الشروق، القاهرة 2003
    - الحداثة وما بعد الحداثة : "بالاشتراك مع الدكتور فتحي التريكي". دار الفكر، دمشق 2003
    - البروتوكولات واليهودية والصهيونية : دار الشروق، القاهرة 2003
    - الموسوعة الموجزة : دار الشروق، القاهرة 2003

    • الأعمال المنشورة باللغة الإنجليزية :
    - A Lover from Palestine and Other Poems :Palestine Information Office, Washington D.C., 1972
    - Israel and South Africa: The Progression of a Relationship :North American, New Brunswick, N.J., 1976;
    Second Edition 1977; Third Edition, 1980; Arabic Translation, 1980).
    - The Land of Promise: A Critique of Political Zionism :North American, New Brunswick, N.J., 1977.
    - Three Studies in English Literature : North American, New Brunswick, N.J., 1979
    The Palestinian Wedding: A Bilingual Anthology of Contemporary Palestinian Resistance Poetry (Three Continents Press, Washington D.C., 1983).
    A Land of Stone and Thyme: Palestinian Short Stories (Co-editor) (Quartet, London, 1996).



    • شهادات تقدير وجوائز محلية ودولية :

    - شهادة تقدير من رابطة المفكرين الإندونسيين (1994).
    - شهادة تقدير من جامعة القدس بفلسطين المحتلة (1995).
    - شهادة تقدير من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (1996).
    - International Educators' Hall of Fame ,1996
    - شهادة تقدير من نقابة أطباء القاهرة (1997).
    - شهادة تقدير من محافظة البحيرة (1998).
    - شهادة تقدير من اتحاد الطلبة الإندونسيين (1999).
    - شهادة تقدير من كلية الشريعة والقانون، جامعة الإمارات عن موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (1999).
    - شهادة تقدير من جريدة آفاق عربية بالقاهرة (1999).
    - شهادة تقدير من مؤتمر أدباء البحيرة (1999).
    - جائزة سوزان مبارك لأحسن كاتب لأدب الطفل (2000).
    - جائزة أحسن كتاب، معرض القاهرة الدولي للكتاب: عن كتاب رحلتي الفكرية (2001).
    - شهادة تقدير من منظمة فتح الفلسطينية (2001).
    - جائزة سلطان العويس بالإمارات العربية المتحدة عن مجمل الإنتاج الفكري (2002).
    - شهادة تقدير من مؤتمر أدباء مصر السابع عشر في الإسكندرية (2002).
    - شهادة تقدير من نقابة الأطباء العرب (2003).
    - جائزة سوزان مبارك أحسن كاتب لأدب الطفل (2003)
    - جائزة "القدس"، من الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب (2008).

    - الموقع الإلكتروني: www.elmessiri.com











    [/align]
    مدوناتى ونشرف بكم:
    http://magraby1962.maktoobblog.com


    http://mahmoudmagraby.blogspot.com
    للتواصل
    m.magraby@yahoo.com
    magrapy2007@hotmail.com
  • حميد
    عضو الملتقى
    • 04-07-2007
    • 306

    #2


    أخي محمود مغربي

    رحم اله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
    وجعل كل حرف له في ميزان حسناته
    والشكر الجزيل لك على هذه الذكرى

    تعليق

    • محمود مغربى
      الفرعون العاشق
      • 22-02-2008
      • 694

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة حميد مشاهدة المشاركة


      أخي محمود مغربي

      رحم اله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
      وجعل كل حرف له في ميزان حسناته
      والشكر الجزيل لك على هذه الذكرى

      الجميل حميد
      شكرا لمرورك الطيب
      محبتى
      مغربى
      مدوناتى ونشرف بكم:
      http://magraby1962.maktoobblog.com


      http://mahmoudmagraby.blogspot.com
      للتواصل
      m.magraby@yahoo.com
      magrapy2007@hotmail.com

      تعليق

      • مازن العناني
        عضو الملتقى
        • 21-07-2008
        • 179

        #4
        لو كان للحروف دمعا لبكته من جمع الوعي بالفكر فكان المسيري ..رجلا مها به قلت..قلت تعابير عن وصف فضله على الامه فيما اورث لنا..من موسوعات سعت لتمسح الضباب عن وعينا..منذ وعى صيهون وصيهون شر البلاء..فما قراناه ولا عندنا نقرأ ما فاض به..فغصنا في رمال بني صيهون..حتى اضحى اقرب لنا من اخا بغداد شيعناه ويحدا..ومن ابنا بغزه اغلقنا الحياه عنه برفح..وبالضفة سيجناه برضى المحب الاوحدا..
        رحل المسيري..ولا زلنا لا نتقن المسير باتجاه المصير ..شرذما نحن..ولم نسمعه يوما وهو يصرخ كفى...فمات وحيدا بين مليار مسلم..يصلون الجمعه فرادا..وان اتجهوا لذات القبلة.
        رحم الله الفقيد واسكنه المكان المحمودا...
        عزائي به ان ترك لنا معينا لاينضب من الكتب والموسوعات
        اخي محمود المغربي لا عزاء بمن يحيون بنا..من جعلوا لحياتنا معنى وقيمه..ورسموا لنا المستقبل رغم نفق الصهيونيه المظلم والظالم..
        لك التحيه والاحترام..
        مازن العناني
        [align=center]النكبه في عيون رغم الحزن باسمه
        صور بعدستي تنتظر تشريفكم وارائكم
        [url=http://www.almolltaqa.com/vb/album.php?albumid=23][img]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?pictureid=76&albumid=23&dl=1216810844&thumb=1[/img][/url]

        [size=5][color=#0000FF]حسنا أيها العصر , لقد هزمتني
        لكني لا أجد في كل هذا الشرق مكانا مرتفعا أرفع عليه راية استسلامي .[/color]
        م . الماغوط [/size][/COLOR][/align][/align]

        تعليق

        • مازن العناني
          عضو الملتقى
          • 21-07-2008
          • 179

          #5
          موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية

          للدكتور عبد الوهاب المسيري


          صدرت عام 1999 ، والتي نالت جائزة أحسن كتاب في معرض القاهرة للكتاب ذلك العام، هي من ضمن مساعي الدكتورالمسيري العديدة الرامية إلى إلقاء الضوء على حقيقة الحركة والدولة الصهيونيةالعقيدة اليهودية والجماعات اليهودية في العالم

          تتناول هذه الموسوعة كل جوانب تاريخ العبرانيين في العالم القديم،وتواريخ الجماعات اليهودية بامتداد بلدان العالم، وتعدادتها وتوزيعاتها، وسماتهاالأساسية، وهياكلها التنظيمية، وعلاقات أفراد الجماعات اليهودية بالمجتمعات التييوجدون فيها وبالدولة الصهيونية. وتغطى الموسوعة كذلك أشهر الأعلام من اليهود (مثلموسى بن ميمون) وغير اليهود ممن ارتبطت أسماؤهم بتواريخ الجماعات اليهودية (مثلنابليون وهتلر). كما تتناول هذه الموسوعة كل الجوانب المتعلقة بتاريخ اليهودية،وفرقها وكتبها الدينية، وطقوسها وشعائرها، وأزمتها في العصر الحديث، وعلاقتهابالصهيونية وبمعاداة السامية (معاداة اليهود). وتغطى الموسوعة الحركة الصهيونيةونشاطاتها ومدارسها وأعلامها، وبعض الجوانب الأساسية للدولة الصهيونية.

          وتهدف الموسوعة إلى توفير الحقائق التاريخية المعاصرة عن الظواهر اليهوديةوالصهيونية والإسرائيلية، وإلى تقديم رؤية جديدة للموضوعات التي تغطيها.


          السيرةالذاتية لمؤلف الموسوعة (الدكتور/ عبد الوهاب المسيري)

          * ليسانس آداب ـ أدب إنجليزي ـ جامعة الإسكندرية (1959)
          * ماجستير في الأدبالإنجليزي والمقارن ـ جامعة كولومبياColumbia University ـ الولايات المتحدةالأمريكية (1964)
          * دكتوراه في الأدب الإنجليزي والأمريكي والمقارن ـ جامعة رتجرز Rutgers University ـ الولايات المتحدة الأمريكية (1969)
          * خبير الصهيونية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام (حتى عام 1975).
          * عضو الوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم (حتى عام 1979).
          * أستاذ بجامعة عين شمس وجامعة الملك سعود وجامعة الكويت (حتى عام 1989)
          * أستاذ غير متفرغ بجامعة عين شمس (1989 ـ حتى الآن)
          * المستشارالأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي (1992 ـ حتى الآن).
          * عضو مجلسالأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية ـ واشنطن ـ الولايات المتحدة (1997 ـحتى الآن)
          * أستاذ زائر بجامعة ماليزيا الإسلامية فى كوالالامبور، وبعديدمن الجامعات العربية وبأكاديمية ناصر العسكرية.

          رابط تحميل الموسوعة كأملة:


          أضغط على أسم الموسوعة في الأعلى مع رجا ءسرعه التحميل قبل نفاذ المخصص لاستضافه الكتاب
          مع التحية
          مازن العناني
          [align=center]النكبه في عيون رغم الحزن باسمه
          صور بعدستي تنتظر تشريفكم وارائكم
          [url=http://www.almolltaqa.com/vb/album.php?albumid=23][img]http://www.almolltaqa.com/vb/picture.php?pictureid=76&albumid=23&dl=1216810844&thumb=1[/img][/url]

          [size=5][color=#0000FF]حسنا أيها العصر , لقد هزمتني
          لكني لا أجد في كل هذا الشرق مكانا مرتفعا أرفع عليه راية استسلامي .[/color]
          م . الماغوط [/size][/COLOR][/align][/align]

          تعليق

          • محمود مغربى
            الفرعون العاشق
            • 22-02-2008
            • 694

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مازن العناني مشاهدة المشاركة
            لو كان للحروف دمعا لبكته من جمع الوعي بالفكر فكان المسيري ..رجلا مها به قلت..قلت تعابير عن وصف فضله على الامه فيما اورث لنا..من موسوعات سعت لتمسح الضباب عن وعينا..منذ وعى صيهون وصيهون شر البلاء..فما قراناه ولا عندنا نقرأ ما فاض به..فغصنا في رمال بني صيهون..حتى اضحى اقرب لنا من اخا بغداد شيعناه ويحدا..ومن ابنا بغزه اغلقنا الحياه عنه برفح..وبالضفة سيجناه برضى المحب الاوحدا..
            رحل المسيري..ولا زلنا لا نتقن المسير باتجاه المصير ..شرذما نحن..ولم نسمعه يوما وهو يصرخ كفى...فمات وحيدا بين مليار مسلم..يصلون الجمعه فرادا..وان اتجهوا لذات القبلة.
            رحم الله الفقيد واسكنه المكان المحمودا...
            عزائي به ان ترك لنا معينا لاينضب من الكتب والموسوعات
            اخي محمود المغربي لا عزاء بمن يحيون بنا..من جعلوا لحياتنا معنى وقيمه..ورسموا لنا المستقبل رغم نفق الصهيونيه المظلم والظالم..
            لك التحيه والاحترام..
            مازن العناني


            أخى مازن العانى
            شكرا لمرورك الكريم
            واضافتك الهامة..
            رحم الله المسيرى..
            القيمة..
            الرمز..
            رأيته عن قرب أثناءمشاركتى فى مؤتمر أدباء مصر
            والذى عقد تحت تحت رئاسته بموطنه.. ومسقط راسه ( دمنهور )
            كان رائعا وحميما
            محبا لمصر
            لتاريخها
            محبا للعروبة
            كان رائعا فى كل مايقدم
            ومتحدثا فى كل شىء 0
            مدوناتى ونشرف بكم:
            http://magraby1962.maktoobblog.com


            http://mahmoudmagraby.blogspot.com
            للتواصل
            m.magraby@yahoo.com
            magrapy2007@hotmail.com

            تعليق

            • صبرى حماد
              أديب وكاتب
              • 22-04-2008
              • 115

              #7
              الأخ محمود مغربى
              تحياتى الحاره ولا يدعنى فى هذا المقام وفى هده الذكرى الأليمه الا ان اترحم على فقيد الأمه د المسيرى ويعجز للسان عن وصف شعورى ويعتصرنى الألم لاننا امام حدث كبير وهو فراق عظيم من عظماء هذه الأمه فقد رحل فارس الكلمه صاحب الإحساس المرهف والكلمه المعبره الصادقه فيلسوف هذا العصر فقد كان رجلاً مخلصاً وفياً لقضايا امته العربيه لا يهاب ولا يخاف يقول كلمه الحق ولا يخشى فى الله لومه لائم وكتيراً ما دافع عن قضايا شعوب العالم العربى واولاها القضيه الفلسطينيه ولكن هذه اراده الله ولا راد لقضاءه
              وداعا د المسيرى ونسأل الله ان يدخله فسيح جنانه وإنا لله وإنا اليه راجعون
              sigpicإذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر
              ولا بد لليــــــــل أن ينجلي *** ولا بد للقيـــد أن ينكسر

              تعليق

              • محمود مغربى
                الفرعون العاشق
                • 22-02-2008
                • 694

                #8
                [align=center]
                المشاركة الأصلية بواسطة صبرى حماد مشاهدة المشاركة
                الأخ محمود مغربى
                تحياتى الحاره ولا يدعنى فى هذا المقام وفى هده الذكرى الأليمه الا ان اترحم على فقيد الأمه د المسيرى ويعجز للسان عن وصف شعورى ويعتصرنى الألم لاننا امام حدث كبير وهو فراق عظيم من عظماء هذه الأمه فقد رحل فارس الكلمه صاحب الإحساس المرهف والكلمه المعبره الصادقه فيلسوف هذا العصر فقد كان رجلاً مخلصاً وفياً لقضايا امته العربيه لا يهاب ولا يخاف يقول كلمه الحق ولا يخشى فى الله لومه لائم وكتيراً ما دافع عن قضايا شعوب العالم العربى واولاها القضيه الفلسطينيه ولكن هذه اراده الله ولا راد لقضاءه
                وداعا د المسيرى ونسأل الله ان يدخله فسيح جنانه وإنا لله وإنا اليه راجعون
                الاخ صبرى حماد
                شكرا لكلماتك
                وجميل ياصديق أن ندرك قيمة الرجال الرجال
                من قدموا الكثير للوطن وللانسانية
                دمت رائعا
                محبتى
                مغربى
                [/align]
                مدوناتى ونشرف بكم:
                http://magraby1962.maktoobblog.com


                http://mahmoudmagraby.blogspot.com
                للتواصل
                m.magraby@yahoo.com
                magrapy2007@hotmail.com

                تعليق

                • محمد عمر أمطوش
                  عضو الملتقى
                  • 24-01-2008
                  • 482

                  #9
                  المسيري.. سيرة أمة في سيرة رجل

                  السروتي محمد




                  أطفال مغاربة يطالعون كتب المسيري
                  بعد صراع مرير مع مرض عضال توفي العالم الموسوعي الدكتور عبد الوهاب المسيري، أحد أهم الأعلام الفكرية في العالمين العربي والإسلامي، والمرجع الرئيسي في الدراسات الصهيونية والصراع العربي الإسرائيلي.
                  رحل الدكتور المسيري بعد حياة حافلات بالعطاءات والانجازات التي قل نظيرها، جعلته أحد الرموز الثقافية العربية والإسلامية الكبيرة، فكان أبرز المفكرين العرب قاطبة، وأكثرهم غزارة وإنتاجا، إذ أصدر على سبيل المثال في عام 2002 وحده: "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة"، ، و"انهيار إسرائيل من الداخل"، و"الإنسان والحضارة والنماذج المركبة:دراسات نظرية وتطبيقية"، و"اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود"، و"مقدمة لدراسة الصراع العربي-الاسرائيلي:جذوره ومساره ومستقبله"، و"الفلسفة المادية وتفكيك الانسان"، وديوان شعر للأطفال.

                  فضلا عن عدد كبير من المقالات والدراسات، في العديد من المجلات والصحف في الوطن العربي، إضافة إلى انشغالاته السياسية، إذ يعد من مؤسسي حركة "كفاية" المعارضة ورئيسها حتى وفاته رحمه الله تعالى.

                  سيرة أمة

                  قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان:"رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر.. سيرة غير ذاتية غير موضوعية". (2001)صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي استخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري، إذ يذكر بداية اهتمامه بالموضوع اليهودي والصهيوني، حيث كان أول كتبه هو: "نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني" (1972)، وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره...

                  ويعد هذا الكتاب "يوغا للعقل" –إذا صح التعبير- ، إذ أن كل مقطع من مقاطعه ليدفع القارئ للتأمل وسبر أغوار العبارات، وما تحمل من أبعاد إنسانية، وأفكار فلسفية عميقة، لا يضجر ولا يمل منها القارئ.

                  ورغم ضخامة الكتاب الشكلية، إلا أنه من أخف الكتب الفلسفية والتأملية، وهذا راجع بالأساس للقدرة المعرفية المدهشة التي انفرد بها المسيري، من خلال قدرته العجيبة على صياغة سيرته وإخراجها من ذاتيتها وموضوعيتها لتكون نموذجا لسير ذاتية قابلا للتعميم، يكاد يجد فيه كل باحث ذاته الفكرية وطموحه العلمي، وهو التنبيه الأول الذي يحمله عنوان السيرة :" سيرة غير ذاتية غير موضوعيةّ"، فكانت ذات عمق حميمي خاص، خرجت أو بالأحرى وضعت قطيعة مع ما ألفناه في السير الذاتية الأخرى، التي تكون عادة مفاصلها السردية خاضعة بشكل كبير لأدبيات النقد والتنظير السير الذاتي، بل استطاع أن ينفلت من كل تعقيدات الأجناس النظرية للآدب، وكذا المقاربات النقدية الشكلية.

                  لقد استطاع المسيري إخراج نص سيرة ذاتية خارج مواصفات الأجناس الكلاسيكية، مما يلهم النقد الأدبي العربي أفكارا ورؤى جديدة عن جنس أدبي جديد، في حين رأى آخرون أنه ليس بالضرورة أن يكون جنسا أدبيا، بقدر ما هو تجربة فكرية وحياتية تصلح لأخذ العبر والدروس، وتجسيدا حيا للفكرة التي تتحول إلى رسالة إنسانية تلامس آمال وأشواق الحيارى.

                  وعليه يمكن القول أن المسيري لم يكتب في الحقيقة سيرته وحده، بل كتب سيرة الأمة ككل، فالنص لم يعرف تمركزا أنانيا حول الذات، بقدر ما عرف تمركزا للفكرة في نموها وتطور مسارها عبر مراحل حياة المتكلم.

                  حب خاص

                  لهذه الأسباب لما نزلت السيرة إلى السوق المغربية في طبعتها الأولى تسابق إليها المغاربة؛ حتى نفذت طبعتها الأولى. وهذا نابع من حب خاص يكنه المغاربة عموما لهذا المفكر، وأتذكر جيدا الإقبال المنقطع النظير وحرارة الاستقبال الذي خصه به الباحثون والطلبة في مدينة وجدة بالمغرب، أثناء مشاركته في الندوة الدولية سنة 2005، التي كانت في موضوع: "إشكالية العلاقة بين الفكري والسياسي: مقاربات متعددة"، حيث شارك بموضوع علاقة الديني بالسياسي.. علمنة السياسة".

                  وقبل أن يستهل محاضرته حرصت أن يوقع لي الدكتور أحد كتبه، وهو كتاب: "من هو اليهودي؟" فابتسم ابتسامة ذات مغزى، وحين أحيلت له الكلمة تحدث عن الكتاب، وقال بطرافته المعهودة أن هذه النسخة من الكتاب سجلت أدنى المبيعات في فلسطين، وسأل الحاضرين أتعرفون السبب؟ ليضيف أن الفلسطينيين كانوا يقولون إننا نعرف الجواب عن السؤال المطروح : "دا حا يكون مين يعني، دا ابن الكلب"، لذا كانوا يعتقدون بأنه ليس هناك داع لشراء الكتاب، فارتجت بالضحك أرجاء قاعة المؤتمرات الغاصة بالجمهور الذين ضاقت بهم جوانبها.

                  لقد امتدت حفاوة الترحيب حتى خارج أسوار الجامعة، حيث وقف المسيري رحمه الله تعالى في إحدى الصيدليات لشراء دواء خاص، إذ ما أن وطئت قدماه المكان حتى نطقت الطبيبة :"أنا لا أصدق عيني، الدكتور المسيري عندنا". رغم اندهاش الدكتور المسيري أجابها: "بلى صدقي"، فرفضت بشكل قاطع أخذ ثمن الدواء منه تعبيرا منها عن تقديرها وترحيبها بالضيف الكريم.

                  لقد كان لهذا الموقف بالغ الأثر في وجدان المسيري وظل مرتبطا بالمدينة حتى أخر يوم من حياته، إذ قبل ثلاثة أيام من رحيله تلقى مركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة مكالمة هاتفية من الدكتور يعبر فيها عن رغبته الحضور في إحدى الفعاليات العلمية التي ستعقد هذا الصيف بالمغرب، وسعدنا بالأمر كثيرا... لأنه كان يعني تجدد اللقاء به في المغرب... لذا حين وردتنا رسالة إخبارية برحيله لدار البقاء، لم نصدق الخبر حقيقة... فقد كان الخبر صدمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

                  تكريم بالفرنسية

                  يرجع السبب في اختيار السيرة الفكرية للدكتور المسيري لترجمتها إلى الفرنسية دون غيرها من الكتابات، إلى ما يحويه الكتاب من مفاتيح للعالم الفكري للمسيري، المتدفق في سرد نابض وآسر، كما تعد السيرة مدخلا حقيقيا إلى فهم مؤلفاته النظرية الكثيرة.

                  ويقول الدكتور سيمر بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، والذي يتولى إصدار الترجمة"، إن السيرة الفكرية تشكل معلمة المشروع الفكري للمسيري في كافة أبعاده، فهي تصور المسيري الإنسان في مسارات تكوينه: جذورها وبذورها كما يسميها، قبل أن تكون انعكاسات لآرائه ومواقفه الفكرية من قضايا الإنسان والمجتمع والكون، أو الثمر كما أطلق عليها في عنوان هذه السيرة، واقتناعه أنه ليس بالإمكان نقل هذا المشروع الفكري ذي الطابع الإنساني إلى مجال تداولي لغوي مغاير كمجال الثقافة الفرنسية اعتمادا فحسب على ترجمة الكتب أو الدراسات المختارة للمسيري رحمه الله...

                  أما اختيار الفرنسية فنابع من اعتبارات عدة أهمهما أنها ثاني أهم لغة قراءة في منطقة المغرب العربي، فضلا عن قرب فرنسا كمجال جغرافي وثقافي قارئ بالفرنسية، والسبب الآخر هو إدراك المركز لما ستشكله السيرة الفكرية بغناها المعرفي الإنساني من إضافة في المجال الثقافي للقارئ بالفرنسية، خاصة عند النخبة المثقفة، ويراهن المركز أن صدور النسخة الفرنسية من السيرة الفكرية، بالتزامن في المغرب وفرنسا سيكون حدثا ثقافيا.

                  ويرتقب أن تصدر الترجمة الفرنسية في ذكرى ميلاد الدكتور المسيري رحمه الله تعالى السبعين في أكتوبر من السنة الجارية، على هامش فعالية علمية وطنية تستحضر عطاءات هذا المفكر الموسوعي الفذ.

                  واهتمام المركز بمشروع المسيري، يندرج أساسا في إطار اهتمامه بالمجالات الثقافية والحضارية المختلفة في عالمنا، وعنايته بنشرها يمثل إضافة نوعية سواء على المستوى المعرفي النظري أو المنهج الابستيمولوجي لثقافتنا أولا ولمختلف الثقافات مجال تواصلنا.

                  فعاليات تكريمية

                  ما أن تناهى إلى الأسماع خبر وفاة الدكتور المسيري، حتى بادرت مجموعة من الفعاليات العلمية والثقافية لعقد مجموعة من الأنشطة العلمية التعريفية والتأبينية لهذا العالم الموسوعي، حيث نظمت مدرسة البعث الإسلامي بمدينة وجدة، مساء يوم الأحد: 06 يوليوز 2008، حفلا تأبينيا أحياه طلبة المدرسة بقراءات قرآنية وأدعية ترحما على روح الفقيد، وتوجت بمحاضرة علمية حول الحياة الفكرية والمسار العلمي للدكتور المسيري، حيث تم التأكيد على أن الدكتور المسيري واحد من الأعلام الفكرية التي أفنت عمرها في خدمة الأمة، ولم يكن لهم من الحياة الدنيا إلا المتاع الزهيد، كما لم يكن لهم إلا ذكر قليل بين الناس في إعلامهم ومنتدياتهم، ولعل أقل الواجب المفروض على أبناء الأمة لمثل هؤلاء الأعلام أن يذكروا في محافلها ومنتدياتها، واستحضار سيرهم وأعمالهم، لجعلها سراجا ومنارا للاحتذاء لشباب الأمة وباحثيها.

                  كما تمت الإشارة إلى المحطات الرئيسة في حياته رحمه الله تعالى، حيث بدأها بعيدا عن حياة الإسلام بيد أن فطرته السليمة وبحثه الدائم وعمله الدأب، جعله يعلن تحوله الفكري إلى رحاب الفكر الإسلامي، فكان بتحوله من أكثر من خدموا الإسلام وفكره، أما الميزة الثانية في حياته رحمه الله، ويدركها من قدر له أن يعرفه عن قرب فقد كان رجلا لا يتوقف عن العمل أبدا، رغم أن الداء العضال هد بدنه ونال من جسده، بيد أنه لم ينفذ إلى روحه ولم ينل من عزمه ولم يثن من إصراره، بشكل يجعل المرء يحار أمام هذا العزم الشامخ في مثل هذا السن المتقدم.

                  فقدان الأعلام

                  كما نظم المجلس العلمي بالتنسيق مع مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، يوم السبت 12-07- 2008 بمسجد الأمة، فعالية علمية في موضوع:" كلمة عن المسيري المفكر والإنسان"، حيث تم التأكيد على أن فقدان الأعلام الكبار الأمة، هي لحظة تستدعي وقفات للتأمل والاعتبار، لأخذ الدروس والعبر... وأحد هؤلاء الأعلام الذين يستحقون أكثر من وقفة هو الدكتور المسيري الذي كان علما في الحقول المعرفية التي سبر أغوارها، وقد دخل رحمه الله تعالى رحاب الفكر الإسلامي من باب الأدب، وهو باب تزل فيه الأقدام كثيرا، واستعرض المشاركون جوانب من أعماله الموسوعية الرائدة، سواء تلك المتعلقة بالحداثة الغربية، وعمله الجبار عن اليهود واليهودية والصهيونية، ودراساته عن العلمانية، ثم أعماله حول قضية التحيز.

                  كل هذه الأعمال الفكرية لم تزد العالم الموسوعي سوى ثقة وصمودا وعزة بانتمائه الحضاري والفكري، رغم مختلف الإغراءات والجوارف التي اعترضت سبيله، ويذكر للمسيري محاورته للمفكر الحداثي لويس عوض في الستينات، والتي وصفها فيها بأنه سيكون له مستقبل كمنظر لليمين الذكي، وهي صفة كانت بمثابة السبة والإهانة في تلك المرحلة.

                  وجدير بالذكر أن المسيري رحمه الله ظل مفتخرا أواخر عمره بوصفه من التراثيين الجدد، وللإشارة أنه رفع دعوى قضائية منافحا فيها عن اللغة العربية مطالبا بإنصافها، حيث كان يقول:" إن قطع الأمة عن هويتها اللغوية، هو قطع عن ثرات حضاري بالغ الغنى والثراء".

                  شعر لروح المسيري

                  وختم اللقاء بقصيدة شعرية ألقاها الشاعر محمد الشركي يقول فيها:

                  أيا عيني وبالدماع سيلي -*-*-*- ألا سيلي لقد رحل المسيري

                  أفي رمز الكفاية قد فجعنا-*-*-*-وديدننا الفواجع في العشير

                  بكت أرض الكنانة فتى -*-*-*- يبكى و يندب بالزفير

                  فتى حطت يراعاته سجالا -*-*-*- به ماز العزيز من الحقير

                  فتى فضح المطامع في عدو -*-*-*- ينافسنا السيادة في السدير

                  فإن تبغي الحضارة في يهود -*-*-*- فسل صحفا يرقشها المسيري

                  لقد داسوا كرامتنا بقدس -*-*-*- وسيناء وجولان أسير

                  وما كانت لتغزونا يهودا -*-*-*- بلا وهن يعشش في العشير

                  وفي أرض المعز وفي ربوع -*-*-*- بها تدعوا العروبة بالثبور

                  فإن باعوا الكرامة في مزاد -*-*-*- فقد نالوا من الخزي الوفير

                  كفانا يعرب الذل الهوان-*-*-*- إذا نصح العروبة ذا المسيري

                  فحاز بنصحه فضلا علينا -*-*-*- وريحان وروحا في المصير

                  سقى دمع السحاب ظلم قبر -*-*-*- به سكن السميدع كالمسيري

                  وقد تخلل هذه الفعالية العلمية معرض تعريفي بجميع إصدارات الدكتور المسيري، كما يرتقب أن ينظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة إضافة إلى الندوة التي ستقدم فيها السيرة الفكرية المترجمة الآنفة الذكر، ندوة وطنية سيسعى المركز لتنظيمها بتنسيق مع عدد من المؤسسات الفكرية بالرباط أواسط العام المقبل إن شاء الله.


                  --------------------------------------------------------------------------------

                  أستاذ زائر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور- مسئول الأنشطة العلمية بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، وجدة، المغرب.
                  [size=3][font=Arial][color=#000000]د/ محمد عمر أمطوش[/color][/font][/size]

                  تعليق

                  • محمود مغربى
                    الفرعون العاشق
                    • 22-02-2008
                    • 694

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد عمر أمطوش مشاهدة المشاركة
                    المسيري.. سيرة أمة في سيرة رجل

                    السروتي محمد




                    أطفال مغاربة يطالعون كتب المسيري
                    بعد صراع مرير مع مرض عضال توفي العالم الموسوعي الدكتور عبد الوهاب المسيري، أحد أهم الأعلام الفكرية في العالمين العربي والإسلامي، والمرجع الرئيسي في الدراسات الصهيونية والصراع العربي الإسرائيلي.
                    رحل الدكتور المسيري بعد حياة حافلات بالعطاءات والانجازات التي قل نظيرها، جعلته أحد الرموز الثقافية العربية والإسلامية الكبيرة، فكان أبرز المفكرين العرب قاطبة، وأكثرهم غزارة وإنتاجا، إذ أصدر على سبيل المثال في عام 2002 وحده: "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة"، ، و"انهيار إسرائيل من الداخل"، و"الإنسان والحضارة والنماذج المركبة:دراسات نظرية وتطبيقية"، و"اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود"، و"مقدمة لدراسة الصراع العربي-الاسرائيلي:جذوره ومساره ومستقبله"، و"الفلسفة المادية وتفكيك الانسان"، وديوان شعر للأطفال.

                    فضلا عن عدد كبير من المقالات والدراسات، في العديد من المجلات والصحف في الوطن العربي، إضافة إلى انشغالاته السياسية، إذ يعد من مؤسسي حركة "كفاية" المعارضة ورئيسها حتى وفاته رحمه الله تعالى.

                    سيرة أمة

                    قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان:"رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر.. سيرة غير ذاتية غير موضوعية". (2001)صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي استخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري، إذ يذكر بداية اهتمامه بالموضوع اليهودي والصهيوني، حيث كان أول كتبه هو: "نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني" (1972)، وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره...

                    ويعد هذا الكتاب "يوغا للعقل" –إذا صح التعبير- ، إذ أن كل مقطع من مقاطعه ليدفع القارئ للتأمل وسبر أغوار العبارات، وما تحمل من أبعاد إنسانية، وأفكار فلسفية عميقة، لا يضجر ولا يمل منها القارئ.

                    ورغم ضخامة الكتاب الشكلية، إلا أنه من أخف الكتب الفلسفية والتأملية، وهذا راجع بالأساس للقدرة المعرفية المدهشة التي انفرد بها المسيري، من خلال قدرته العجيبة على صياغة سيرته وإخراجها من ذاتيتها وموضوعيتها لتكون نموذجا لسير ذاتية قابلا للتعميم، يكاد يجد فيه كل باحث ذاته الفكرية وطموحه العلمي، وهو التنبيه الأول الذي يحمله عنوان السيرة :" سيرة غير ذاتية غير موضوعيةّ"، فكانت ذات عمق حميمي خاص، خرجت أو بالأحرى وضعت قطيعة مع ما ألفناه في السير الذاتية الأخرى، التي تكون عادة مفاصلها السردية خاضعة بشكل كبير لأدبيات النقد والتنظير السير الذاتي، بل استطاع أن ينفلت من كل تعقيدات الأجناس النظرية للآدب، وكذا المقاربات النقدية الشكلية.

                    لقد استطاع المسيري إخراج نص سيرة ذاتية خارج مواصفات الأجناس الكلاسيكية، مما يلهم النقد الأدبي العربي أفكارا ورؤى جديدة عن جنس أدبي جديد، في حين رأى آخرون أنه ليس بالضرورة أن يكون جنسا أدبيا، بقدر ما هو تجربة فكرية وحياتية تصلح لأخذ العبر والدروس، وتجسيدا حيا للفكرة التي تتحول إلى رسالة إنسانية تلامس آمال وأشواق الحيارى.

                    وعليه يمكن القول أن المسيري لم يكتب في الحقيقة سيرته وحده، بل كتب سيرة الأمة ككل، فالنص لم يعرف تمركزا أنانيا حول الذات، بقدر ما عرف تمركزا للفكرة في نموها وتطور مسارها عبر مراحل حياة المتكلم.

                    حب خاص

                    لهذه الأسباب لما نزلت السيرة إلى السوق المغربية في طبعتها الأولى تسابق إليها المغاربة؛ حتى نفذت طبعتها الأولى. وهذا نابع من حب خاص يكنه المغاربة عموما لهذا المفكر، وأتذكر جيدا الإقبال المنقطع النظير وحرارة الاستقبال الذي خصه به الباحثون والطلبة في مدينة وجدة بالمغرب، أثناء مشاركته في الندوة الدولية سنة 2005، التي كانت في موضوع: "إشكالية العلاقة بين الفكري والسياسي: مقاربات متعددة"، حيث شارك بموضوع علاقة الديني بالسياسي.. علمنة السياسة".

                    وقبل أن يستهل محاضرته حرصت أن يوقع لي الدكتور أحد كتبه، وهو كتاب: "من هو اليهودي؟" فابتسم ابتسامة ذات مغزى، وحين أحيلت له الكلمة تحدث عن الكتاب، وقال بطرافته المعهودة أن هذه النسخة من الكتاب سجلت أدنى المبيعات في فلسطين، وسأل الحاضرين أتعرفون السبب؟ ليضيف أن الفلسطينيين كانوا يقولون إننا نعرف الجواب عن السؤال المطروح : "دا حا يكون مين يعني، دا ابن الكلب"، لذا كانوا يعتقدون بأنه ليس هناك داع لشراء الكتاب، فارتجت بالضحك أرجاء قاعة المؤتمرات الغاصة بالجمهور الذين ضاقت بهم جوانبها.

                    لقد امتدت حفاوة الترحيب حتى خارج أسوار الجامعة، حيث وقف المسيري رحمه الله تعالى في إحدى الصيدليات لشراء دواء خاص، إذ ما أن وطئت قدماه المكان حتى نطقت الطبيبة :"أنا لا أصدق عيني، الدكتور المسيري عندنا". رغم اندهاش الدكتور المسيري أجابها: "بلى صدقي"، فرفضت بشكل قاطع أخذ ثمن الدواء منه تعبيرا منها عن تقديرها وترحيبها بالضيف الكريم.

                    لقد كان لهذا الموقف بالغ الأثر في وجدان المسيري وظل مرتبطا بالمدينة حتى أخر يوم من حياته، إذ قبل ثلاثة أيام من رحيله تلقى مركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة مكالمة هاتفية من الدكتور يعبر فيها عن رغبته الحضور في إحدى الفعاليات العلمية التي ستعقد هذا الصيف بالمغرب، وسعدنا بالأمر كثيرا... لأنه كان يعني تجدد اللقاء به في المغرب... لذا حين وردتنا رسالة إخبارية برحيله لدار البقاء، لم نصدق الخبر حقيقة... فقد كان الخبر صدمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

                    تكريم بالفرنسية

                    يرجع السبب في اختيار السيرة الفكرية للدكتور المسيري لترجمتها إلى الفرنسية دون غيرها من الكتابات، إلى ما يحويه الكتاب من مفاتيح للعالم الفكري للمسيري، المتدفق في سرد نابض وآسر، كما تعد السيرة مدخلا حقيقيا إلى فهم مؤلفاته النظرية الكثيرة.

                    ويقول الدكتور سيمر بودينار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، والذي يتولى إصدار الترجمة"، إن السيرة الفكرية تشكل معلمة المشروع الفكري للمسيري في كافة أبعاده، فهي تصور المسيري الإنسان في مسارات تكوينه: جذورها وبذورها كما يسميها، قبل أن تكون انعكاسات لآرائه ومواقفه الفكرية من قضايا الإنسان والمجتمع والكون، أو الثمر كما أطلق عليها في عنوان هذه السيرة، واقتناعه أنه ليس بالإمكان نقل هذا المشروع الفكري ذي الطابع الإنساني إلى مجال تداولي لغوي مغاير كمجال الثقافة الفرنسية اعتمادا فحسب على ترجمة الكتب أو الدراسات المختارة للمسيري رحمه الله...

                    أما اختيار الفرنسية فنابع من اعتبارات عدة أهمهما أنها ثاني أهم لغة قراءة في منطقة المغرب العربي، فضلا عن قرب فرنسا كمجال جغرافي وثقافي قارئ بالفرنسية، والسبب الآخر هو إدراك المركز لما ستشكله السيرة الفكرية بغناها المعرفي الإنساني من إضافة في المجال الثقافي للقارئ بالفرنسية، خاصة عند النخبة المثقفة، ويراهن المركز أن صدور النسخة الفرنسية من السيرة الفكرية، بالتزامن في المغرب وفرنسا سيكون حدثا ثقافيا.

                    ويرتقب أن تصدر الترجمة الفرنسية في ذكرى ميلاد الدكتور المسيري رحمه الله تعالى السبعين في أكتوبر من السنة الجارية، على هامش فعالية علمية وطنية تستحضر عطاءات هذا المفكر الموسوعي الفذ.

                    واهتمام المركز بمشروع المسيري، يندرج أساسا في إطار اهتمامه بالمجالات الثقافية والحضارية المختلفة في عالمنا، وعنايته بنشرها يمثل إضافة نوعية سواء على المستوى المعرفي النظري أو المنهج الابستيمولوجي لثقافتنا أولا ولمختلف الثقافات مجال تواصلنا.

                    فعاليات تكريمية

                    ما أن تناهى إلى الأسماع خبر وفاة الدكتور المسيري، حتى بادرت مجموعة من الفعاليات العلمية والثقافية لعقد مجموعة من الأنشطة العلمية التعريفية والتأبينية لهذا العالم الموسوعي، حيث نظمت مدرسة البعث الإسلامي بمدينة وجدة، مساء يوم الأحد: 06 يوليوز 2008، حفلا تأبينيا أحياه طلبة المدرسة بقراءات قرآنية وأدعية ترحما على روح الفقيد، وتوجت بمحاضرة علمية حول الحياة الفكرية والمسار العلمي للدكتور المسيري، حيث تم التأكيد على أن الدكتور المسيري واحد من الأعلام الفكرية التي أفنت عمرها في خدمة الأمة، ولم يكن لهم من الحياة الدنيا إلا المتاع الزهيد، كما لم يكن لهم إلا ذكر قليل بين الناس في إعلامهم ومنتدياتهم، ولعل أقل الواجب المفروض على أبناء الأمة لمثل هؤلاء الأعلام أن يذكروا في محافلها ومنتدياتها، واستحضار سيرهم وأعمالهم، لجعلها سراجا ومنارا للاحتذاء لشباب الأمة وباحثيها.

                    كما تمت الإشارة إلى المحطات الرئيسة في حياته رحمه الله تعالى، حيث بدأها بعيدا عن حياة الإسلام بيد أن فطرته السليمة وبحثه الدائم وعمله الدأب، جعله يعلن تحوله الفكري إلى رحاب الفكر الإسلامي، فكان بتحوله من أكثر من خدموا الإسلام وفكره، أما الميزة الثانية في حياته رحمه الله، ويدركها من قدر له أن يعرفه عن قرب فقد كان رجلا لا يتوقف عن العمل أبدا، رغم أن الداء العضال هد بدنه ونال من جسده، بيد أنه لم ينفذ إلى روحه ولم ينل من عزمه ولم يثن من إصراره، بشكل يجعل المرء يحار أمام هذا العزم الشامخ في مثل هذا السن المتقدم.

                    فقدان الأعلام

                    كما نظم المجلس العلمي بالتنسيق مع مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، يوم السبت 12-07- 2008 بمسجد الأمة، فعالية علمية في موضوع:" كلمة عن المسيري المفكر والإنسان"، حيث تم التأكيد على أن فقدان الأعلام الكبار الأمة، هي لحظة تستدعي وقفات للتأمل والاعتبار، لأخذ الدروس والعبر... وأحد هؤلاء الأعلام الذين يستحقون أكثر من وقفة هو الدكتور المسيري الذي كان علما في الحقول المعرفية التي سبر أغوارها، وقد دخل رحمه الله تعالى رحاب الفكر الإسلامي من باب الأدب، وهو باب تزل فيه الأقدام كثيرا، واستعرض المشاركون جوانب من أعماله الموسوعية الرائدة، سواء تلك المتعلقة بالحداثة الغربية، وعمله الجبار عن اليهود واليهودية والصهيونية، ودراساته عن العلمانية، ثم أعماله حول قضية التحيز.

                    كل هذه الأعمال الفكرية لم تزد العالم الموسوعي سوى ثقة وصمودا وعزة بانتمائه الحضاري والفكري، رغم مختلف الإغراءات والجوارف التي اعترضت سبيله، ويذكر للمسيري محاورته للمفكر الحداثي لويس عوض في الستينات، والتي وصفها فيها بأنه سيكون له مستقبل كمنظر لليمين الذكي، وهي صفة كانت بمثابة السبة والإهانة في تلك المرحلة.

                    وجدير بالذكر أن المسيري رحمه الله ظل مفتخرا أواخر عمره بوصفه من التراثيين الجدد، وللإشارة أنه رفع دعوى قضائية منافحا فيها عن اللغة العربية مطالبا بإنصافها، حيث كان يقول:" إن قطع الأمة عن هويتها اللغوية، هو قطع عن ثرات حضاري بالغ الغنى والثراء".

                    شعر لروح المسيري

                    وختم اللقاء بقصيدة شعرية ألقاها الشاعر محمد الشركي يقول فيها:

                    أيا عيني وبالدماع سيلي -*-*-*- ألا سيلي لقد رحل المسيري

                    أفي رمز الكفاية قد فجعنا-*-*-*-وديدننا الفواجع في العشير

                    بكت أرض الكنانة فتى -*-*-*- يبكى و يندب بالزفير

                    فتى حطت يراعاته سجالا -*-*-*- به ماز العزيز من الحقير

                    فتى فضح المطامع في عدو -*-*-*- ينافسنا السيادة في السدير

                    فإن تبغي الحضارة في يهود -*-*-*- فسل صحفا يرقشها المسيري

                    لقد داسوا كرامتنا بقدس -*-*-*- وسيناء وجولان أسير

                    وما كانت لتغزونا يهودا -*-*-*- بلا وهن يعشش في العشير

                    وفي أرض المعز وفي ربوع -*-*-*- بها تدعوا العروبة بالثبور

                    فإن باعوا الكرامة في مزاد -*-*-*- فقد نالوا من الخزي الوفير

                    كفانا يعرب الذل الهوان-*-*-*- إذا نصح العروبة ذا المسيري

                    فحاز بنصحه فضلا علينا -*-*-*- وريحان وروحا في المصير

                    سقى دمع السحاب ظلم قبر -*-*-*- به سكن السميدع كالمسيري

                    وقد تخلل هذه الفعالية العلمية معرض تعريفي بجميع إصدارات الدكتور المسيري، كما يرتقب أن ينظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة إضافة إلى الندوة التي ستقدم فيها السيرة الفكرية المترجمة الآنفة الذكر، ندوة وطنية سيسعى المركز لتنظيمها بتنسيق مع عدد من المؤسسات الفكرية بالرباط أواسط العام المقبل إن شاء الله.


                    --------------------------------------------------------------------------------

                    أستاذ زائر بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور- مسئول الأنشطة العلمية بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، وجدة، المغرب.

                    الرائع محمد عمر أمطوش
                    شكرا مرورك الرائع
                    شكرا كبيرة للاضافة اخى
                    دمت فى خصر وسعادة
                    مغربى
                    مدوناتى ونشرف بكم:
                    http://magraby1962.maktoobblog.com


                    http://mahmoudmagraby.blogspot.com
                    للتواصل
                    m.magraby@yahoo.com
                    magrapy2007@hotmail.com

                    تعليق

                    يعمل...
                    X