هناك رجال خلدهم التاريخ .. انبياء كانوا او علماء ... عظماء ، وقادة ، وطغاة ، وفراعنة ... ومتجبرين .. وحتى الاغبياء والمجانين ...
ولكن لم يشهد العالم ، ولن يشهد .. مثل " حنتوسه بيه " فهو " الرجل الكرسي " او " الكرسي الرجل "
حنتوسه بيه :
بقلمي " أحمدخيري
- ها هو التاريخ لا يـزال يتلاعب بنا .. يقولون انه يعيد نفسه .. ولست ادري لماذا " يسخر منا هكذا "
" حتما التاريخ لا يعيد نفسه معنا .. وإنما يتجمد .
كانت هذه كلمات والدي الساخرة .. وهى يعدل من ربطة عنقه ، ويتهندم بشكل مبالغ فيه .. ارتسمت على وجهه " إبتسامة تجمع بين الحزن ، والسخرية " ..
دفعتني لـ سؤاله في دهشة :
- افهم معنى الحزن يا والدي ، ولكن ما سبب هذه السخرية الان .
فقال في هدوء :
" الا تعلم انه اخر يوم لي في الشركة .. واخيرا سـ اقابل الاسطورة ..
- اي اسطورة
" حنتوسه بيه ..
_ حنتوسه بيه !!!! أهذا الذي قابلته يوم .....
" نعم .. هو كذلك ..
- الم يموت هذا الرجل .. كيف عاش كل هذه الفترة ...
" وهل تموت الاسطورة يا ولدي ..
وانتهينا من فطورنا بسرعة ، وأستقل والدي سيارة الشركة لـ المرة الاخيـرة .. طوال الطريق كان يحدثني عن " حنتوسه بيه " الرجل القوي " الذى إذا سقط او مات " لـ سقطت الشركة كلها , ومن فيها " وربما ماتت بـ السكتة القلبية " ومات معها من عليها ..
وهكذا استمر " الوالد " يحكى ، ويسهب .. ولم ينتهي الحديث .. حتى وصلنا إلى قاعة الاحتفالات الخاصة " بـ تكريم قدامى العاملين " والمحالين إلى المعاش "
عندها قام بعضهم .. لـ يقرضوا بعض الابيات ، او يتحدثوا بكلمات " تكرم والدي ، وعطائه فى الشركة " واستمر الوضع كذلك ، وانا " سعيد بـ محبة هؤلاء لـ والدي ، و وفائهم الظاهر " وما هي الا دقائق " حتى وقف الجميع " قياما " ليدلف هذا القصيـر " الممتلىء نوعا " .. في مشية تبدو شبه عسكرية ، وفي ملابس تظهر " واسعة عليه " ...
لم يجلس الرجل ، ولم يسترح .. فقط سأل احدهم " بعينيه " فمال هذا الاخر على " اذنه " وهو يشير إلى والدي .
فـ اشار اليه الرجل " بشيء من الود .. لا يخلو من الصرامة " فهرول اليه " الوالد " فرحا ، بهذا الشرف ، فاتحا يديه .. قائلاً :
- " والله يا حنتوسه بيه " انا في غاية السعادة والشرف .. إن سعادتك بـ نفسك ....
ولكن الرجل " قاطعه " بـ ربته خفيفة على كتفه .. ثم منحة " هدية الوداع " وما هي الا لحظات " حتى نظر الرجل " في ساعته .. فـ انتفض الحضور فجأة .. ثم انفضوا إلى اعمالهم .. حتى وبدون ان يودعوا والدي ..
انقضت هذه الايام بسرعة .. كنت وقتها في المرحلة الثانوية ..
ومرت سنوات فـ سنوات ... انتهيت فيها من جامعتى ، وأديت خدمتي العسكرية ، وقابلت" فتاتى " وأأحببتها .. ثم تقدمت للعمل فى نفس الشركة ..
وحصلت على وظيفة بسرعة " نظرا لإنى إبن أحد قدامى العاملين " وما هي الا شهور " وتقدمت لـ فتاتي " وتزوجنا ، وانجبنا ..
وارتقيت كذلك في العمل ... حتى وصلت إلى درجة وظيفية محترمة ..
لكن الزمن لا يتوقف ، ولا الشباب يبقى على حاله ..
أتذكر كل هذه الاحداث الان ... وهـ أنا " اتحدث مع إبني .. ونحن فى طريقنا إلى الشركة ..
كان زملائي قد اصروا على إقامة حفلة لي .. برغم عدم إقتناعى بـ هذا النوع من الحفلات .. ولكنها كانت فرصة لا تعوض ..
اصطحبت " ولدي " وانا اتجنب الحديث " فى التاريخ وحتى الجغرافيا "
وطوال الحفلة " ظهرت مهارات اصدقائي وزملائي " .. في الشعر والخطابة .. وهم يحتفون بي ..
حتى كانت اللحظة الموعودة .. وانتفض الحضور " قياما " وظهر احدهم .. ولم اشعر بـ نفسي .. الا وأنا اهرول تجاهه " فاتحا زراعي ويداي ، وحتى قلبي..
وبكل حماسة هتفت :
_ والله يا "حنتوسه بيه" أنا ...
ولكنه يربت على كتفى ، وينظر ساعته ...
،
و
يتجه بصري إلى " ولدي " وانظر إليه في إشفاق .
تمت .
ولكن لم يشهد العالم ، ولن يشهد .. مثل " حنتوسه بيه " فهو " الرجل الكرسي " او " الكرسي الرجل "
كوسترات 2014 " مقال داخل قصة "
حنتوسه بيه :
بقلمي " أحمدخيري
- ها هو التاريخ لا يـزال يتلاعب بنا .. يقولون انه يعيد نفسه .. ولست ادري لماذا " يسخر منا هكذا "
" حتما التاريخ لا يعيد نفسه معنا .. وإنما يتجمد .
كانت هذه كلمات والدي الساخرة .. وهى يعدل من ربطة عنقه ، ويتهندم بشكل مبالغ فيه .. ارتسمت على وجهه " إبتسامة تجمع بين الحزن ، والسخرية " ..
دفعتني لـ سؤاله في دهشة :
- افهم معنى الحزن يا والدي ، ولكن ما سبب هذه السخرية الان .
فقال في هدوء :
" الا تعلم انه اخر يوم لي في الشركة .. واخيرا سـ اقابل الاسطورة ..
- اي اسطورة
" حنتوسه بيه ..
_ حنتوسه بيه !!!! أهذا الذي قابلته يوم .....
" نعم .. هو كذلك ..
- الم يموت هذا الرجل .. كيف عاش كل هذه الفترة ...
" وهل تموت الاسطورة يا ولدي ..
وانتهينا من فطورنا بسرعة ، وأستقل والدي سيارة الشركة لـ المرة الاخيـرة .. طوال الطريق كان يحدثني عن " حنتوسه بيه " الرجل القوي " الذى إذا سقط او مات " لـ سقطت الشركة كلها , ومن فيها " وربما ماتت بـ السكتة القلبية " ومات معها من عليها ..
وهكذا استمر " الوالد " يحكى ، ويسهب .. ولم ينتهي الحديث .. حتى وصلنا إلى قاعة الاحتفالات الخاصة " بـ تكريم قدامى العاملين " والمحالين إلى المعاش "
عندها قام بعضهم .. لـ يقرضوا بعض الابيات ، او يتحدثوا بكلمات " تكرم والدي ، وعطائه فى الشركة " واستمر الوضع كذلك ، وانا " سعيد بـ محبة هؤلاء لـ والدي ، و وفائهم الظاهر " وما هي الا دقائق " حتى وقف الجميع " قياما " ليدلف هذا القصيـر " الممتلىء نوعا " .. في مشية تبدو شبه عسكرية ، وفي ملابس تظهر " واسعة عليه " ...
لم يجلس الرجل ، ولم يسترح .. فقط سأل احدهم " بعينيه " فمال هذا الاخر على " اذنه " وهو يشير إلى والدي .
فـ اشار اليه الرجل " بشيء من الود .. لا يخلو من الصرامة " فهرول اليه " الوالد " فرحا ، بهذا الشرف ، فاتحا يديه .. قائلاً :
- " والله يا حنتوسه بيه " انا في غاية السعادة والشرف .. إن سعادتك بـ نفسك ....
ولكن الرجل " قاطعه " بـ ربته خفيفة على كتفه .. ثم منحة " هدية الوداع " وما هي الا لحظات " حتى نظر الرجل " في ساعته .. فـ انتفض الحضور فجأة .. ثم انفضوا إلى اعمالهم .. حتى وبدون ان يودعوا والدي ..
انقضت هذه الايام بسرعة .. كنت وقتها في المرحلة الثانوية ..
ومرت سنوات فـ سنوات ... انتهيت فيها من جامعتى ، وأديت خدمتي العسكرية ، وقابلت" فتاتى " وأأحببتها .. ثم تقدمت للعمل فى نفس الشركة ..
وحصلت على وظيفة بسرعة " نظرا لإنى إبن أحد قدامى العاملين " وما هي الا شهور " وتقدمت لـ فتاتي " وتزوجنا ، وانجبنا ..
وارتقيت كذلك في العمل ... حتى وصلت إلى درجة وظيفية محترمة ..
لكن الزمن لا يتوقف ، ولا الشباب يبقى على حاله ..
أتذكر كل هذه الاحداث الان ... وهـ أنا " اتحدث مع إبني .. ونحن فى طريقنا إلى الشركة ..
كان زملائي قد اصروا على إقامة حفلة لي .. برغم عدم إقتناعى بـ هذا النوع من الحفلات .. ولكنها كانت فرصة لا تعوض ..
اصطحبت " ولدي " وانا اتجنب الحديث " فى التاريخ وحتى الجغرافيا "
وطوال الحفلة " ظهرت مهارات اصدقائي وزملائي " .. في الشعر والخطابة .. وهم يحتفون بي ..
حتى كانت اللحظة الموعودة .. وانتفض الحضور " قياما " وظهر احدهم .. ولم اشعر بـ نفسي .. الا وأنا اهرول تجاهه " فاتحا زراعي ويداي ، وحتى قلبي..
وبكل حماسة هتفت :
_ والله يا "حنتوسه بيه" أنا ...
ولكنه يربت على كتفى ، وينظر ساعته ...
،
و
يتجه بصري إلى " ولدي " وانظر إليه في إشفاق .
تمت .
تعليق