قتل الكل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • زكرياء قانت
    أديب وكاتب
    • 24-02-2013
    • 120

    قتل الكل

    بحديقة عمها الندى إستيقظت لتوها من ليل طويل جلس تاركا أمواجا ريحية تداعب خصلات شعره, أطياف المكان تتواصل في ما بينها بعفوية إستسلم لسحر المكان لا ضجيج..لا بشر..لا شيء يعكر صفو باله. فتح دفتي طلاسم القباني الشيطانية و شرع بقراءتها بصوت لا يكاد يسمع منتقلا بين بيوت بالكاد يعرفها, فقد عاش بكل منها يوما من حياته بالأمس القريب. تجاويف الذاكرة التي لم يزرها النسيان إعتراها الصمت منبهرة بسحر كلمات لغة الضاد, متجاوزة جغرافية المكان متنفسة هواء وهران وبغداد.
    سمح بأن يسمي نفسه كاتبا بكل ثقة و إفتخار رغم انه لم يحمل القلم يوما و لم يختبر مخاض الكتابة ,إلا أنه كان واثقا من قدرته على كتابة آلاف الروايات و الدواوين التي تجلس و حيدة بذاكرته و لا تنتظر إلا أن تخرج لفضاء أوسع و أرحب يكتنسه البياض و الصمت و النظرات الباردة التي لا تحمل أدنى تعبير أو إحساس.
    أحب تسمية نفسه كاتبا ,و ما زال يفعل و هذا ما هو مقتنع به الآن و هو جالس بالحديقة يقرأ سطورا لشاعر المرأة, واضعا نظارات سميكة من مثيل التي يضعها محفوظ .
    القلم لا يفارق أصابعه دون أن يستعمله إلا في تدوينه لملاحظات حول كتب, وجد نفسه جديرا بنقذها.
    يحضر معارض الكتب و محاضرات حول الكتابة و واقع القراءة يشاهد الندوات على جهاز التلفاز, و ينصت لمقابلات مع أقلام عربية و أجنبية على المذياع ,يفعله كل ما يفعل الكتاب و كيف له ألا يفعل و قد صار منهم كما يعتقد .
    صالون حلاقته المتواضع الكائن بحي شعبي حوله لصالون أدبي يرتاده لجانب الزبائن كتاب و مهتمون بالشأن الثقافي, يستمتعون بتبادل اللأراء في ما بينهم تحت وقع نغمات فيروز و رائحة الشاي المنعنع السائرة بصمت بين الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة .
    ذلك المساء في حوالي الساعة الخامسة إلا ربع إقتحم عزلتهم رجل أربعيني مع شعر طويل و لحية سوداء كثيفة لا تبدي عن تدين, وضع نظاراته الشمسية فوق المنضدة و طلب منه حلق شعر رأسه بالكامل مخرجا كومة أوراق يبدو أنها أخذت منه وقتا لكتابتها صارخا بأعلى صوته :
    - لقد فعلتها ,قتلت الكل.
    الاختلاف أنت و ما تكتب لا ما أنت عليه
  • حارس الصغير
    أديب وكاتب
    • 13-01-2013
    • 681

    #2
    الأخ الفاضل
    هي أحلام وهواجس الكثيرين بأن يصبحوا كتابا.
    الكتابة مسؤولية وموهبة لا تأتي من فراغ
    بشأن النص:
    من وجهتي نظري تحتاج المقدمة إلى تعديل شأن بعض الكلمات
    كما أن لم أفهم علاقة العنوان وقتل الجميع بالكتابة
    هل يعني أنه صار بأدبه أن يقتل الجميع؟ لا أدري
    أرى النص يحتاج إلى بعض تعديل يزيد من مساحة الرؤية لدى القارئ
    هذه وجهة نظر ليست إلا
    تحيتي

    تعليق

    • بسباس عبدالرزاق
      أديب وكاتب
      • 01-09-2012
      • 2008

      #3
      أتفق تماما مع أخي حارس الصغير

      أراك قتلت الدهشة في نصك ببعض الترهل، سببه عدم تحضير العمل جيدا
      عملك يحتاج لعودتك إليه
      ما يلمس من حرفك هو قدرتك و فنية التلاعب بالحرف بحرفية جميلة
      فاستغربت كيف فعلت بنا هذا و حجبت عنا متعة القراءة

      العمل مشتت نوعا ما و سأنتظر مراجعتك له
      لأفرح بعمل جميل معك

      محبتي أخي زكرياء قانت
      و أظنها أول مرة أقرأ و سعيد بالتعرف بحرفك

      تقديري
      السؤال مصباح عنيد
      لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

      تعليق

      • عبدالرحيم التدلاوي
        أديب وكاتب
        • 18-09-2010
        • 8473

        #4
        قد أجد في صرخة الرجل الأخيرة ، قتل انتسابه ، بمعنى ، نسيان كل ما قرأه ، باعتماد وصية أبي نواس ، ليعيش .
        قتل الكل ليولد.
        ربما ظن نفسه كاتبا ، و قد حلق شعره بالكامل ، إذ إنه ، في هاته الحالة ، صار شبيها بأصحاب الأحزمة الناسفة.
        شطط في استعمال القراءة.
        مودتي

        تعليق

        • بسباس عبدالرزاق
          أديب وكاتب
          • 01-09-2012
          • 2008

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
          قد أجد في صرخة الرجل الأخيرة ، قتل انتسابه ، بمعنى ، نسيان كل ما قرأه ، باعتماد وصية أبي نواس ، ليعيش .
          قتل الكل ليولد.
          ربما ظن نفسه كاتبا ، و قد حلق شعره بالكامل ، إذ إنه ، في هاته الحالة ، صار شبيها بأصحاب الأحزمة الناسفة.
          شطط في استعمال القراءة.
          مودتي
          أعجبتني هذه القراءة الجميلة
          رائعة و صبرت بحق غور النص

          شكرا لك استاذي عبدالرحيم و شكرا للأخ زكرياء قانت
          السؤال مصباح عنيد
          لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

          تعليق

          • زكرياء قانت
            أديب وكاتب
            • 24-02-2013
            • 120

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حارس الصغير مشاهدة المشاركة
            الأخ الفاضل
            هي أحلام وهواجس الكثيرين بأن يصبحوا كتابا.
            الكتابة مسؤولية وموهبة لا تأتي من فراغ
            بشأن النص:
            من وجهتي نظري تحتاج المقدمة إلى تعديل شأن بعض الكلمات
            كما أن لم أفهم علاقة العنوان وقتل الجميع بالكتابة
            هل يعني أنه صار بأدبه أن يقتل الجميع؟ لا أدري
            أرى النص يحتاج إلى بعض تعديل يزيد من مساحة الرؤية لدى القارئ
            هذه وجهة نظر ليست إلا
            تحيتي
            الأخ الفاضل أشكرك على إنتقاذك للنص فما أعز من يقدم لي النقذ بغير مجاملة
            الاختلاف أنت و ما تكتب لا ما أنت عليه

            تعليق

            • زكرياء قانت
              أديب وكاتب
              • 24-02-2013
              • 120

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
              أتفق تماما مع أخي حارس الصغير

              أراك قتلت الدهشة في نصك ببعض الترهل، سببه عدم تحضير العمل جيدا
              عملك يحتاج لعودتك إليه
              ما يلمس من حرفك هو قدرتك و فنية التلاعب بالحرف بحرفية جميلة
              فاستغربت كيف فعلت بنا هذا و حجبت عنا متعة القراءة

              العمل مشتت نوعا ما و سأنتظر مراجعتك له
              لأفرح بعمل جميل معك

              محبتي أخي زكرياء قانت
              و أظنها أول مرة أقرأ و سعيد بالتعرف بحرفك

              تقديري
              سرني التعرف بك أيضا أستاذي الفاضل بالنسبة لغموض النهاية فقد تعمدت ذلك لأدفع معي القارئ للتفكير و الشخصية الأخيرة ما هي إلا لكاتب إنتهى لتوه من عمله الروائي بعد أن قتل كل شخصيات روايته
              الاختلاف أنت و ما تكتب لا ما أنت عليه

              تعليق

              • زكرياء قانت
                أديب وكاتب
                • 24-02-2013
                • 120

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحيم التدلاوي مشاهدة المشاركة
                قد أجد في صرخة الرجل الأخيرة ، قتل انتسابه ، بمعنى ، نسيان كل ما قرأه ، باعتماد وصية أبي نواس ، ليعيش .
                قتل الكل ليولد.
                ربما ظن نفسه كاتبا ، و قد حلق شعره بالكامل ، إذ إنه ، في هاته الحالة ، صار شبيها بأصحاب الأحزمة الناسفة.
                شطط في استعمال القراءة.
                مودتي
                أستاذي عبد الرحيم أتشكرك لقراءتك النص
                الاختلاف أنت و ما تكتب لا ما أنت عليه

                تعليق

                يعمل...
                X