(صَباحِيَّات)
أتَاني صَوتُها العَــذْبُ الشَّجيُّ
طَرِبْتُ, كأنَّني الطِّفلُ الشَّـــقيُّ
تمنيتُ الحَديثَ يطُــــــولُ دَهراً
يبوحُ بحُــــــــــــــبّها الغُصْنُ النَّديُّ
تُحـــــدِّثُني حَديثَ القلبِ حِيناً
وحِيناً يَنجَلي النَّغَــــــــــمُ الخَفيُّ
وتكتمُ حُبّها , فَتشِي خُـــــــدودٌ
لِحُمْرتِهـــــــــــــــــــــا , يَغارُ العَنْدَميُّ
وتصْرخُ مُقلتاها :يا لِلَــــــــــــهفي !
لأنتَ الحِــــــبُّ والخِـــــــلُّ الوَفيُّ
عَشِقْتُكَ والهَوى يَلهو بِقــــــلبي
فَيضْعفُـــــه , وَما نَفَعَ القَـــــــــــويُ
**
هَتفْتِ فجَاءَني الصَّوتُ الحَنونُ
مُناغــــــــــــــــاةً , تُعانقُها الشُّـــــــجونُ
تراءَى لي على بُعـــــــــدٍ غَــــــــــــزالٌ
يُظللُــــــــــــــهُ بِغَابٍ زَيْزَفــُــــــــــــــــونُ
سَكَرْتُ بِنَغمةِ الثَّغرِ المُندَّى
وَيُنْعِشُني كما خِلتُ اليَقينُ
وليلةَ نلتقي تزهو القَــــــــــوافي
وتفرحُ في مَحاجرِها العُيونُ
فتَفترُّ الشِّــــــــــــــفاهُ على غَرامٍ
تلقَّــــــــــــــــــتهُ النفوسُ بما يَزينُ
أحقّـــــــــــاً أنتِ أنتِ أمِ ادّعاءٌ
يُزخرفُه بأعْمَــــــــــاقي الجُنونُ؟
**
لقاؤكِ أشْـــــــــــــــتهيه وما يَطــــولُ
وكمْ أرْجُـــــــو ويَعذلُني الدَّخيلُ
متى أجدُ السَّبيلَ لِضمّ خَصْـــرٍ
وَتقبيلٍ , وهـــــــلْ عَزَّ السَّــــــــبيلُ
وِصَالُك غيرُ مأمـُـــــــــــــــــولٍ لِقلبي
سَـــــــعادتنا بدنيانا الوُصُــــــــــــــــــــولُ
وُلدتُ لأكتبَ الغزلَ المُصــــفّى
وتسعفني القوافي والأصُـــــــــــولُ
فَكوني قَصِيدتي يا ذاتَ حُسنٍ
أوَقعُّهـــــــــا على نايٍ يَميــــــــــــــــــــــلُ
وأطْربُ كلَّ حَســـــناءِ المَعاني
وأرْقِصُ كلَّ غِصْــــــــنٍ إذ أقولُ
**
وصوتك أيقظَ الإحساسَ فجرا
نداءً للصَـــلاةِ , سألتُ أجْـــــــرا
لأنّي عَاشِقٌ سَأخِطُّ عِشـــــــــــقي
على شَطّ الهَوى عَلناً وجَهـــــرا
وأكتبُ قِصتي نَغما شَـــــــــــــــجيَّا
تردده السُّفوحُ تبوحُ سِـــــــــــــــــــــــرّا
وتقتنص الورودُ لهُ الحَكــــــــــــــــايا
وتَسفحُها على الوديانِ عِطـــــــرا
وَتحكيها الجَــــــــــــــداولُ للصَبايا
لَعلّ تكونُ أشـــــــــــــــــواقا وسِـــــحرا
فما لِحِكايتي رَاوٍ صَـــــــــــــــــــــــدوقٌ
فيرويها إذا في اللَّيــــــــــــــل أسْرى
تَعالي نبتدِ الدَّربَ اصْطِـــــــــــــــلاء
وَنَمْزجُ في الهوى خَمرا وجَمرا
**
تعليق