أيتها الغائبة عني هل تراك سمعت صمتي, وأنا أنتظرك؟ لم يعد لشيء حلاوته بعد أن غبت برائحتك, و إبتسامتك العريضة التي تجعلني أتلعثم و ذهبت لمكان ليس بالبعيد. أنت قربي لكني أحس ببعدك, و بصدمة الفراق.
جمعنا حبنا للأدب و حبنا لبعضنا كذلك,نجتمع بالصباحات الباردة نشرب قهوة دافئة و أنا أستمتع بسماع قصائدك,يروق لي أن تقرئيها لي بصوتك رغم إستطاعتي فعل ذلك بنفسي, فلطالما كنت أشد المؤمنين بقراءة الكاتب لكتاباته بنفس شرارة كتابتها.
بعينيك شيء غامض حرر بي ذلك الأسد النائم بعث في حس المغامرة, وجعلني أغوص دون إدراك ببحر ميت أعلم خطره و ها أنا غارق بشعابه المرجانية.
لم أؤمن بالحب يوما إعتبرته كلام قصائد و أفلام ولا مكان له على أرض الواقع ,كما هو حال المستذئبين و المخلوقات الفضائية لكني أمنت به بعد آن وطأت قدماي جزيرتك التي وجدت نفسي مجبرا على العيش بها و قد غرق زورقي .. أنتظر النجدة..أحاول الخروج و في نفس الوقت لا أرغب بذلك فحتى الموت ملك طعما آخر على أرض هذه الجزيرة.
قرأت اليوم و أنا ناهض للتو من نومي بعض سطور ديوانك الجديد بنهم , أحسست بك تخاطبين روحي و قد لا تكونين كذلك. تراك هل تفعلين ذلك؟ أم أن خيال الشعر قد أخدك و جعلك تكتبين كلاما أحس أنه لي.
لا تحتملين رؤية كأسك فارغة أو هي موشكة على الإنتهاء لذلك كنت تنبهينني إلى أن أسكب لك المزيد, بين الفينة و الأخرى لحد الثمالة و الصراخ بأعلى صوت و عدم القدرة على الحركة, لحد أن تعتقد انك راهب تنطق بكلام حكيم.
نظل جالسين بمكتبتي أو مكتبتك نفرغ الكأوس و نكتب بتلقائية,نقرأ كتاباتنا بصوت مرتفع و كأننا بأمسية أدبية.
لا أحتمل العيش بدونك وقد أمضيت جل عمري كذلك إلى أن أبصرت عيني عيناك و سبحنا بالمياه العكرة معا و الآن قد إفترق البحران فلا بد أن فرعون وجنذه قد غرقوا.
تعليق