كنت أسترق النظر إلى زنزانتها ، كانت الوحشة تقضم الجدار الزمني الذي يفصل بيننا وبين آلاف السنوات المطوية على عتبات عمرنا. كنت أنظر إليها ماتت ولم تنحني، لم تأكل ولم تشرب لأن طعام الأسر والزنزانة كان طعاما لكل صحرائنا فتعففت عن موت الروح بموت الجسد. كانت روما تطرب لموتها إلا أن خيطا من روحها كان معلقا عند معابد تدمر وعلى أسوارها رافضا أن يهتز.
زنوبيا ماتت والصحراء مازالت صلدة تحرق الغريب وتثمر نخلا للمارين. مازلت أحدق في عينيها وفي كحلها وقرط أذنها وصلابة يديها وكأنني لمست ذلك الخيط الذي علق قبل آلاف السنين في الهياكل وعلى أبواب المعابد.
ناهد
زنوبيا ماتت والصحراء مازالت صلدة تحرق الغريب وتثمر نخلا للمارين. مازلت أحدق في عينيها وفي كحلها وقرط أذنها وصلابة يديها وكأنني لمست ذلك الخيط الذي علق قبل آلاف السنين في الهياكل وعلى أبواب المعابد.
ناهد
تعليق