عدتُ إلى النهاية من جديد ..فلم أجدكِ ،
ولا أدري لما انقَدّتُ إلى حيث كان اللقاء ضروساً متوعراً ..لا أدري !
المحصلة أنّي وجدتُ اسمكِ و أنفاسكِ والغيابَ هناك..
إلاّ أنتِ كنتِ عدماً مريداً !
فبترتُ وردةً يانعة و سميّتها باسمكِ ،
كانت تدعى ياسمينة ، فأسميتها ياسمينة ../
بترتُها مسرعاً ومضيتُ بقهوتي حيثُ اللاّمكان، فانقضتْ عليَّ بهوادةِ متمردة،
حتى إزدردتْ بقايا مهجتي ،و الوجدانٌ ما زال ينثرُ أملاً بمخيلتي بصدفةٍ عابرة ../
يا لكِ من قهوةٍ شرسة ! أمَا بجلتِّ الليلَ الأزرقَ ، وما تبلَّجَ فيه من نجومٍ شاجنة ؟
ليل و نجوم شاردة تدقُ ذاكرتي ،والباب قاصلٌ كقلبي،
أما اسمك ما زال ينزفُ من وجهي ، وقهوتي تَتَلذَّذ بالسكونِ ../
قهوتي أنا ، و فكرتي قصيدة ، والفكرة هنا ، و القصيدة أنا ..و لا يوصبني إلاّ اسمكِ ، و لا ذنبَ لي إلاّ غيابكِ ...ماذا اقترفنا أيّتها الياسمينة لنترك القصيدة وحيدة ؟
اسألك و الوجدُ يراق من يدايَ ، و القهوة بدأتْ بالغثيان و الغياب ..
أنا وحيدٌ أيها الليل فأقْبِل على براثنِ اسمها ،و لا تسألني عن الحال !
لا اسم لي إلا الغياب ثم الغياب ،
وَ صوتكِ يتصدع من قصائدي كالحبرِ الفاسد ،
يا لاسمكِ كم يعجُّ بالأمراض المزمنة؛ كانفلوانزا الحنين ، ومتلازمة النسيان ../
فوضوية الياسمين مؤنقة كعطرك ، تشتمها قصائدي فتغدو بلا قرآء ولا عناوين ، أما فوضوية هذا النص كالصبوة ..بعثرتهُ لأنساكِ فلا تخبري قلبي بذلك.. و اسمك يحيطُ بالمكان ../
اسمكِ ليس جرحاً كما يدّعون ، ولا جناً شعرياً ، اسمكِ هو الياسمين أيتّها الغائبة ..
فلا تخذلني أيها الياسمين ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : محمد كنعان
تعليق