على أطلال الوطن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشاعر عمر البشيتي
    أديب وكاتب
    • 25-05-2014
    • 3

    شعر عمودي على أطلال الوطن

    يَا أُمَّةً لَمْ تَهُنْ فِيْنَا رَوَاسِيْهَا
    وَ لَا حَوَاضِرُهَا وَ لَا بَوَادِيِهَا.
    يَا أُمَّةً نَزَلَتْ بِالقَاعِ هَاوِيَةً
    وَ لَا يَلِيْقُ بِمِثْلِ القَوْمِ وَادِيِهَا.
    يَا أُمَةً حَوْلَهَا الكِلَابُ نَابِحَةٌ
    أَسُحُّ دَمْعَاً إِذَا ذَكَرْتُ مَاضِيْهَا.
    مَا عَادَ بِالقَلْبِ أَحْزَانٌ أَبُوْحُ بِهِ
    إِلَّا دِيَارَاً أَقُوْمُ اليَوْمَ أَرْثيِهَا.
    دِيَارَ مَنْ عَرَفَ التَّارِيْخُ سِيْرَتَهُمْ
    تَسُوْدُ بِالأَرْضِ قَاصِيْهَا وَ دَانِيِهَا.
    الرَّاشِدُوْنَ وَ مَنْ سَارُوْا بِوِجْهَتِهِمْ
    بَنُو أُمَيَّةَ وَ العَبَّاسِ تَالِيِهَا.
    هُمُ النُّجُوْمُ إِذَا أَخْلَتْ أَمَاكِنَهَا
    َيبْقَى الفَرَاغُ وَ يَبْقَى مَا يُضَوِّيِهَا.
    هُمُ الرَّوَاسِيْ عَلَى الأَكْوَانِ طَلْعَتُهُمْ
    كَالشَّمْسِ تَفْنَى النُّجُوْمُ إِنْ تُلَاقِيِهَا.
    هُمُ السَّمَاءُ بِهَا أَعْمَالُهُمْ نُقِشَتْ
    فَمَنْ يَدُوْرُ بِأَرْضِ اللهِ يُحْصِيِهَا.
    لَسْتُ المُجَامِلَ لِلْمَاضِيْنَ مَا صَنَعُوْا
    وَ لَا أَقُوْلُ بِنَفْسٍ غَيْرَ مَا فِيِهَا.
    هُمُ البُنَاةُ لِأَوْطَانٍ مُوَحَّدَةٍ
    وَ نَحْنُ نَبْكِيْ عَلَى أَطْلَالِ بَانِيِهَا.
    أَعْوَامُ تَمْضِيْ وَ مَا زَالَتْ مَوَاطِنُنَا
    ِبكُلِ عَامٍ مَدِيْنَةً نُوَاسِيِهَا.
    أَعُدُّهَا عَدَّاً فَلَا أُحْصِيْ عَوَاصِمَهَا
    تِسْعَاً وَ تِسْعِيْنَ أَوْ زَادَتْ حَوَاشِيِهَا.
    وَ فِيْكَ يَا وَطَنِيْ حِكَايَةٌ رُوِيَتْ
    قَدْ أَضْحَكَتْ أُمَمَاً إِذْ قُمْتُ أَحْكِيِهَا.
    قَوْمٌ إِذَا انْتَصَرُوا عُدُّوُا لَهُمْ سَنَةً
    حَتَّى إِذَا نَهَضُوُا عَادُوا بِطَاغِيِهَا.
    قَالُوا زَمَانَكَ يَا فِرْعَوْنُ مُنْدَثِرٌ
    فَهَاكَ فِرْعَوْنُ فِيْ البِلَادِ يُغْوِيِهَا.
    وَ إِنْ تَقُلْ أَنَّهُ انْقِلَابُ عَسْكَرِهِمْ
    قَالُوْا إِرَادَتُنَا وَ نَحْنُ نَفْدِيِهَا.
    دَعْهُمْ فَقَدْ وَضَعُوْا قَانُونَ عَسْكَرِهِمْ
    بِرَقْصَةٍ لَا يَزَالُ الجَيْشُ يَحْمِيِهَا.
    أَرَاكَ يَا وَطَنِيْ قَصِيْدَةً نُسِجَتْ
    لَا وَزْنَ فِيْهَا فَأُعدِمَتْ قَوَافِيِهَا.
    أَرَاكَ أَنْدَلُسَاً صَارَتْ طَوَائِفُهُ
    بِكُلِّ قَاصِمَةٍ يَأْتِيْكَ وَالِيِهَا.
    فَلِيْبِيَا احْتَرَقَتْ وَ السُّوْدَانُ مُقْتَسَمٌ
    وَ الجٌوْعُ يَأْكُلُ بِالصُّوْمَالِ أَهْلِيْهَا.
    وَ انْظُرْ لِلُبْنَانَ وَ انْظُرْ إِلَى يَمَنٍ
    مَا كُلُّ قَارِعَةٍ مَسَتْكَ أُحْصِيْهَا.
    تَكَادُ تُصْبِحُ كَالأَحْلَامِ مُتَّكِئَاً
    وَ مَا لِمُتَّكِئٍ إِلَّا أَمَانِيِهَا.
    تَحْيَا فِلِسْطِيْنُ ذِكْرَى لَا مَثِيْلَ لَهَا
    سِتَّاً وَ سِتِّيْنَ عَامَاً فِيْ مَعَازِيِهَا.
    سِتَّاً وَ سِتِّيْنَ مَا بِالقَوْمِ مُعْتَصِمٌ
    وَيْحَ العُرُوْبَةِ مَا زِلْنَا نُعَرِّيِهَا.
    كُنَّا بِصُهْيُونَ صِرْنَا فِيْ رَوَافِضِهِا
    بَغْدَادُ وَ الشَّامُ قَدْ جَفَّتْ مَآقِيِهَا.
    عُيُونُ دِجْلَةَ وَ الْفُرَاتِ دَامِيَةٌ
    وَ بَاكِيَاتٌ عَلَى العَاصِيْ مَجَارِيِهَا.
    وَ العُرْبُ يَنْتَظِرُوْنَ النَّصْرَ فَانْتَظِرُوْا
    وَ يَفْرَحُوْنَ بِغَازِيْهِمْ وَ غَازِيْهَا.
    إِنْ تُخْذَلْ الشَّامُ وَ العِرَاقُ فَانْتَظِرُوْا
    فَالثَّوْرُ تُؤْكَلُ إِنْ ضَحَّتْ بِحَامِيِهَا.
    فَإِنَّ مَدْرَسَةَ التَّارِيْخِ تُخْبِرُنَا
    أَنَّ التَفَرُّقَ بِالأَقْوَامِ يُفْنِيِهَا.
    أَيْنَ البِلَادُ بِشَرْقِ الأَرْضِ يَوْمَ عَدَا
    طُوْفَانُهَا التَتَرِيُّ إِذْ يُغَشِّيِهَا.
    وَ أَيْنَ أَنْدَلُسٌ وَ الْمَوْتُ يَحْصُدُهَا
    حَصْدَ الشِّيَاهِ وَ خَلْقُ اللهِ تَرْثِيِهَا.
    وَ أَيْنَنَا نَحْنُ إِذْ نَمْشِيْ مَسَالِكَهُمْ
    لَا الخَلْقُ خَلْقٌ وَ لَا الأَخْلَاقُ نُعْلِيِهَا.
    دَمْعُ الثَّكَالَى عَلَى الأَبْنَاءِ أَجْمَعُهُ
    بِجَدْوَلٍ سَارَ بِالبُلْدَانِ يَسْقِيْهَا.
    خَنْسَاءُ قَد وَدَّعَتْ للهِ مُقْلَتَهَا
    فَلَنْ تُذَلَّ عَلَى أَيْدِيْ أَعَادِيِهَا.
    بِقَطْرَةٍ تَذْرِفُ العَيْنَانِ يَتْبَعُهَا
    دُعَاءُ مُوْقِنَةٍ فَاللهَ مُغْنِيِهَا.
    كُلُّ القَوَانِيْنِ عَنْ إِرْضَائِهَا احْتَجَبَتْ
    وَ اللهُ حَتْمَاً بِيَوْمِ الحَشْرِ يُرْضِيِهَا.
    أَرَاكَ يَا وَطَنِيْ غَفِلْتَ عَنْ حِكَمٍ
    هِيَ النَّوَامِيْسُ مَا كُنَّا لِنُثْنِيِهَا.
    أَنَّ الشِيَاهَ إِذَا قُطْعَانُهَا اجْتَمَعَتْ
    لَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنْهَا غَيْرَ قَاصِيِهَا.
    وَ أَنَّ لِلْدَّهْرِ أَيَّاماً يُدَاوِلُهَا
    تَفْنَى بِهِا دُوَلٌ لِلْمَوْتِ يَقْضِيِهَا.
    وَ الأَرْضُ تُنْبِتُ أَجْيَالَاً تُحَرِّرُهَا
    تَأْبَى الحَيَاةَ عَلَى أَغْلَالِ سَافِيْهَا.
    وَ العَدْلُ يَنْصُرُ قَوْمَاً لَا إِلَهَ لَهُمْ
    وَ الظُلْمُ يَهْزِمُ مَنْ بِالدِّيْنِ يُحْيِهَا.
    وَ مَا التَّحَرُرُ مِنْ دِيْنٍ نَدِيْنُ بِهِ
    إِنَّ التَّحَرُرَ مِنْ تَقْلِيِدِ عَادِيِهَا.
    وَ أُمَةٌ رَكَدَتْ لَا شَكَّ زَائِلَةٌ
    فَالكَوْنُ إِنْ تَسْكُنِ الأَجْرَامُ يُفْنِيِهَا.
    وَ أَنْتَ يَا وَطَنِيْ لَا بُدَّ مُنْتَصِرٌ
    مَا دَامَ بِالأَرْضِ حٌرٌّ مِنْ ذَرَارِيِهَا.
  • حيدر الوائلي
    أديب وكاتب
    • 07-02-2013
    • 180

    #2
    استاذي الفاضل
    صيحة مدوية توقظ من في القبور ..
    ولكنها لا تصل إلى من ماتت قلوبهم وعميت عن الحق ضمائرهم..
    سلمت يمينك ودمت بخير

    تعليق

    يعمل...
    X