التشرد في الكمد !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شعلاني سارة
    عضو الملتقى
    • 27-03-2014
    • 38

    التشرد في الكمد !


    " اقرأ بعناية .. أنا أتألم الآن و أنا أكتب هذا !
    الطور التي أمامك في هاته اللحظة ،!
    تخرج عبر شراييني مدببة و شائكة فتفتح الجراح التي التأمت و تخمش ما نجى مني !
    اقرأ بعناية تامة .. !
    شيء شامخ يعلو ، منبعه وديان حزينة نساها الظلام ، تقبع في أعماقي ..!
    ها الصوت الشجي الذي خلفي و بقايا الدموع على الأرض ، ما هما إلا رفاتي ! "

    ~

    هذا السبات الذي دام ستة أشهر ،
    بددته رجة عجيبة لم أعرف إذ كانت بفعل تحرك الصفائح القارية أو الشهب التي تُرجَم بها الشياطين الجاسوسة من حين لآخر !

    كنت أقف كل يوم طوال تلك المدة و أقوم بأعمالي المملة اليومية ،!
    كنت أقوم بك شيء تافه , و لكني ما استيقظت أبدًا ..!
    اليوم ، ها أنا أفيق لأدرك أنك في البرزخ تنظرين إليََّ بعينيك العسليتين الحلوتين .. !
    إني أفيق لأدرك أنك بعيدة جدًا عني !

    لست أدري ما هاته الانكماشات أو الترهلات التي أشعر بها تَتكَوَنُ في داخلي أو ما هاته الأشياء التي تتغير خلقتها ، !
    ربما إني أجهز نفسي لاستقبال الفجيعة بعد مدة من الإجحاد و الإنكار ..!
    أجل كنت أقاوم الحقيقة و أتشبث بالأوهام التي خجلت ان تحيطني بكذبة رغم أن هذا من سجيتها ، !
    و حاولت في كل مرة أن تفكني من رجليها اللتين تمسكت بهما بكل قوة و إبعادي عن نطاقها ، !
    و لكني ما كنت مستعدة لأن أتألم بهذا الشكل المهول ، لا ادري ما يجب أن أقول ، ما أمكنني تحمل هذا الأفول .. !

    ها أنا على أعتاب الدوامة التي كان من المفترض أن تحدث قبل ستة أشهر و تنتهي فلا تترك خلفها إلا الحطام و الخراب
    الذي سأتفقده من حين لآخر لأبلل وجنتيَّ قليلًا ، ثم أنسى كل شيء مع مرور الزمن ،!
    و تُنْقَشَ على وجهي التجاعيد و الخنادق لأبدو وقورة ، كما كنت .. !

    ~

    ما تسنى لي وداعك ، لم يتركوا لي إلا شرف البكاء .. !
    لست أدري إن كنت الآن في كامل وعيي أو في أوج جنوني ،!
    لكني أحاول الثبات و عدم الهُوِي من الأعالي ، أحاول إبقاء فاصل بيني و بين الهاوية ؛!
    ربما لم أستفق بعد ، لكني اجتهد على تمالك نفسي و منع قنبلتي من الانفجار ،!
    فالقنابل اليدوية أخطر من التي تُجَهَز تحت الرقابة و أشدها ضررًا !

    مَّا .. قبل أن أفقد وعيي ، توقفي على حافة البرزخ رفقًا بي لدقيقة فقط ،!
    و دعيني أخبرك بالكنوز المحروسة و المغلقة على سرها بإحكام ها هنا ..!
    دعيني أحدثك عن الكثير من الأمور التي ما حنَّ عليَّ الزمان و تركني أفتح البواطن لك و أشقها !

    مَّا ، إنا بعدك نتحسس السبيل في الظلام و لا نبصر شيئًا !
    كل ما يدق أبوابنا الخيبات و فجائع أخرى ، أصبح الصباح لهم و الليل لنا ..!
    رغم هذا القيظ و الحر ما جفت مياهنا الجوفية و لازلنا نبكي و نبكي .. !

    مَّا .. ما عاد احد يقوم لأجلي في جنح الظلام و يدعو لي كي لا يمسني السوء ،!
    أصبحت أسير في الشوارع خائفة من الدوس على قنبلة مختبئة تحت التراب تنتظرني ..!
    ما عاد الزمن آمنًا حين رحلتي مَّا !

    قد غادرت البسمة لبلدان تستقبلها بشكلٍ أفضل ،!
    ما عادت ملا محنا تُحسِن الابتسام أبدًا ..!
    اعذريني لصوتي المتحشرج الشجي ،!
    إني أكدس الرغبة الجامحة في الصراخ منذ وقت أحِسُه طويلًا ، طويلاً جدًا !

    مَّا ، أنت تتبصرين الحزن الباذخ الذي يترعرع من مقامك ذاك ..!
    أرجوك لا تبكي معنا ، هاته الدموع عزيزة سيؤلمنا سقوطها أكثر .. !
    أرجوك لا تقلقي علينا ، إنا بخير ، !
    إننا نرتاح فقط على حافة الطريق و سنكمل سبيلنا مع البقية ..!
    أعلم أنك ترين هاته الأشياء الصغيرة المثير للدهشة التي تكبر يومًا بعد يومٍ في صدورنا ،!
    أنت ترين الأحلام الغضة و الافراح و ترينا كم كبرنا أعوامًا و أصبحت دماءنا معجونة ببقايا ما عَظُمَ .. !
    مَّا ، لا يُعَكر راحة روحك في السماء أو رفاتك في الأرض شيء ، فإنا بخير !

    إني أشتاقكـ مَّا ، إني احبك .. ما أعتقد أني قلتها يومًا لك بصريح العبارة لكني أهواك ، و أنت تعلمين هذا ..!
    مَّا اعذريني لما بدر مني ، اعذريني لما سيبدر .. !
    اعذريني لأني أومن أنك حية ، و لا زلت معي ، فقد قيل لي يومًا أن الأعزاء لا يموتون لأن الحب خالد ..!
    إني امسك بقبضة فولاذية أي أمل مجنون .. !

    مَّا .. إنها تمطر الآن في المدينة ،!
    أتمنى أنها ليست دموعك علينا ، لكنها مياه من الكوثر جاءت لتُطَهرنا و تسقينا ..!
    مَّا ، انا طائر حزين قد كُسِرَت جناحاه ، لكن ريشه
    ينمو من جديد !

    بقلم : شعلاني سارة



    23:35
    27/05/2014
    27/07/1435

    * تم نشرها في منتدى آخر
    [CENTER][SIZE=4][URL="http://up.top4top.net/downloadf-top4top_41c3114bcb1-pdf.html"][COLOR=#ee82ee]هدايا الشهاب تحميل [/COLOR][/URL]
    [/SIZE][SIGPIC][/SIGPIC]
    [/CENTER]
  • حور العازمي
    مشرفة ملتقى صيد الخاطر
    • 29-09-2013
    • 6329

    #2
    عزيزتي/ شعلاني سارة

    نص يعتريه الألم
    ويتمكن منه الحزن
    لفقدان إنسانه عزيزة كثيرا
    تناجين طيفها
    ولا تستطيعين أن تجزمي أنها
    ذهبت ولن تريها ثانيه
    تكذبين على نفسك وتفرحين
    لأنها تريحك لاتريدين الإعتراف
    لنفسك بفقدانها
    رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنه
    نص وارف الوفاء

    تقديري
    حور

    تعليق

    • زياد الشكري
      محظور
      • 03-06-2011
      • 2537

      #3
      دعاء لها بالرحمة والغفران ..
      نص كتبته بعاطفة جياشة ، وتعبير متمكن ..
      تقديري لكِ ، وما يليق بكِ من التحايا ..

      تعليق

      • أمينة اغتامي
        مشرفة ملتقى صيد الخاطر
        • 03-04-2013
        • 1950

        #4
        نص باذخ في صياغته اللغوية ومعانيه البليغة
        رغم الأ لم العميق الذي يغلفه برداء من الحزن والشجن
        ليرحمها الله أما وحبيبة الحياة بعدها مقفرة
        الأديبة الجميلة سارة شعلاني
        سعدت بالقراءة لك والنهل من رحيق حرفك
        تقبلي تحيتي وحدائق الورد والياسمين

        تعليق

        • بدرية مصطفى
          أديب وكاتب
          • 16-09-2013
          • 7612

          #5
          و رغم الحزن الذي اكتنف السطور
          وألم الفراق الذي يبكينا فقد و حنين
          لكن الحياة تستمر لنكون الصلة التي
          تبقت لهم في الدنيا بدعاء و ذكر
          رحمها الله و اسكنها فسيح جناته

          تقديري و الياسمين




          الحياة كالوردة .. كل ورقة خيال .. وكل شوكة حقيقة

          تعليق

          • شعلاني سارة
            عضو الملتقى
            • 27-03-2014
            • 38

            #6



            شكرا لكل من مرَّ من هنا .. أشكر لكم مقاسمتي هذا الشجن !
            [CENTER][SIZE=4][URL="http://up.top4top.net/downloadf-top4top_41c3114bcb1-pdf.html"][COLOR=#ee82ee]هدايا الشهاب تحميل [/COLOR][/URL]
            [/SIZE][SIGPIC][/SIGPIC]
            [/CENTER]

            تعليق

            يعمل...
            X