" اقرأ بعناية .. أنا أتألم الآن و أنا أكتب هذا !
الطور التي أمامك في هاته اللحظة ،!
تخرج عبر شراييني مدببة و شائكة فتفتح الجراح التي التأمت و تخمش ما نجى مني !
اقرأ بعناية تامة .. !
شيء شامخ يعلو ، منبعه وديان حزينة نساها الظلام ، تقبع في أعماقي ..!
ها الصوت الشجي الذي خلفي و بقايا الدموع على الأرض ، ما هما إلا رفاتي ! "
~
هذا السبات الذي دام ستة أشهر ،
بددته رجة عجيبة لم أعرف إذ كانت بفعل تحرك الصفائح القارية أو الشهب التي تُرجَم بها الشياطين الجاسوسة من حين لآخر !
كنت أقف كل يوم طوال تلك المدة و أقوم بأعمالي المملة اليومية ،!
كنت أقوم بك شيء تافه , و لكني ما استيقظت أبدًا ..!
اليوم ، ها أنا أفيق لأدرك أنك في البرزخ تنظرين إليََّ بعينيك العسليتين الحلوتين .. !
إني أفيق لأدرك أنك بعيدة جدًا عني !
لست أدري ما هاته الانكماشات أو الترهلات التي أشعر بها تَتكَوَنُ في داخلي أو ما هاته الأشياء التي تتغير خلقتها ، !
ربما إني أجهز نفسي لاستقبال الفجيعة بعد مدة من الإجحاد و الإنكار ..!
أجل كنت أقاوم الحقيقة و أتشبث بالأوهام التي خجلت ان تحيطني بكذبة رغم أن هذا من سجيتها ، !
و حاولت في كل مرة أن تفكني من رجليها اللتين تمسكت بهما بكل قوة و إبعادي عن نطاقها ، !
و لكني ما كنت مستعدة لأن أتألم بهذا الشكل المهول ، لا ادري ما يجب أن أقول ، ما أمكنني تحمل هذا الأفول .. !
ها أنا على أعتاب الدوامة التي كان من المفترض أن تحدث قبل ستة أشهر و تنتهي فلا تترك خلفها إلا الحطام و الخراب
الذي سأتفقده من حين لآخر لأبلل وجنتيَّ قليلًا ، ثم أنسى كل شيء مع مرور الزمن ،!
و تُنْقَشَ على وجهي التجاعيد و الخنادق لأبدو وقورة ، كما كنت .. !
~
ما تسنى لي وداعك ، لم يتركوا لي إلا شرف البكاء .. !
لست أدري إن كنت الآن في كامل وعيي أو في أوج جنوني ،!
لكني أحاول الثبات و عدم الهُوِي من الأعالي ، أحاول إبقاء فاصل بيني و بين الهاوية ؛!
ربما لم أستفق بعد ، لكني اجتهد على تمالك نفسي و منع قنبلتي من الانفجار ،!
فالقنابل اليدوية أخطر من التي تُجَهَز تحت الرقابة و أشدها ضررًا !
مَّا .. قبل أن أفقد وعيي ، توقفي على حافة البرزخ رفقًا بي لدقيقة فقط ،!
و دعيني أخبرك بالكنوز المحروسة و المغلقة على سرها بإحكام ها هنا ..!
دعيني أحدثك عن الكثير من الأمور التي ما حنَّ عليَّ الزمان و تركني أفتح البواطن لك و أشقها !
مَّا ، إنا بعدك نتحسس السبيل في الظلام و لا نبصر شيئًا !
كل ما يدق أبوابنا الخيبات و فجائع أخرى ، أصبح الصباح لهم و الليل لنا ..!
رغم هذا القيظ و الحر ما جفت مياهنا الجوفية و لازلنا نبكي و نبكي .. !
مَّا .. ما عاد احد يقوم لأجلي في جنح الظلام و يدعو لي كي لا يمسني السوء ،!
أصبحت أسير في الشوارع خائفة من الدوس على قنبلة مختبئة تحت التراب تنتظرني ..!
ما عاد الزمن آمنًا حين رحلتي مَّا !
قد غادرت البسمة لبلدان تستقبلها بشكلٍ أفضل ،!
ما عادت ملا محنا تُحسِن الابتسام أبدًا ..!
اعذريني لصوتي المتحشرج الشجي ،!
إني أكدس الرغبة الجامحة في الصراخ منذ وقت أحِسُه طويلًا ، طويلاً جدًا !
مَّا ، أنت تتبصرين الحزن الباذخ الذي يترعرع من مقامك ذاك ..!
أرجوك لا تبكي معنا ، هاته الدموع عزيزة سيؤلمنا سقوطها أكثر .. !
أرجوك لا تقلقي علينا ، إنا بخير ، !
إننا نرتاح فقط على حافة الطريق و سنكمل سبيلنا مع البقية ..!
أعلم أنك ترين هاته الأشياء الصغيرة المثير للدهشة التي تكبر يومًا بعد يومٍ في صدورنا ،!
أنت ترين الأحلام الغضة و الافراح و ترينا كم كبرنا أعوامًا و أصبحت دماءنا معجونة ببقايا ما عَظُمَ .. !
مَّا ، لا يُعَكر راحة روحك في السماء أو رفاتك في الأرض شيء ، فإنا بخير !
إني أشتاقكـ مَّا ، إني احبك .. ما أعتقد أني قلتها يومًا لك بصريح العبارة لكني أهواك ، و أنت تعلمين هذا ..!
مَّا اعذريني لما بدر مني ، اعذريني لما سيبدر .. !
اعذريني لأني أومن أنك حية ، و لا زلت معي ، فقد قيل لي يومًا أن الأعزاء لا يموتون لأن الحب خالد ..!
إني امسك بقبضة فولاذية أي أمل مجنون .. !
مَّا .. إنها تمطر الآن في المدينة ،!
أتمنى أنها ليست دموعك علينا ، لكنها مياه من الكوثر جاءت لتُطَهرنا و تسقينا ..!
مَّا ، انا طائر حزين قد كُسِرَت جناحاه ، لكن ريشه ينمو من جديد !
بقلم : شعلاني سارة
23:35
27/05/2014
27/07/1435
* تم نشرها في منتدى آخر
تعليق