ثورة مضادة
انتفضت حيوانات الغابة على ملكها الأسد في ثورة مهيبة مطالبة بالعيش والحرية والعدالة
كانت انتفاضة لم تشهد مثلها غابات العالم . التحمت جموع الحمير والكلاب والقطط
والقرود والفيلة والزرافات والتماسيح والأفاعي والفهود والنمور والنمل وجحافل الجراد والقراد ، أي والله
القراد والصراصير والذباب ... في مشهد سجّله التاريخ كأعظم ثورة في عالم الحيوان .
لم يشأ الأسد أن يقف أمام الحيوانات متحديّا ، لأن السيل جارف وسيضيع بين الأرجل .
انسحب وفي نيّته العودة بعد نجاح خطته في إذكاء ثورة مضادة تلتهم عفوية وصدق الثوار الحقيقيون .
دفع بالضباع من وراء الستار لتقود المسيرة بعد انسحابه وهو يعلم أن لهم ميلا منذ قرون وأحلاما لا تفارقهم في
بسط سيطرتهم على الغابة . راهن على غبائهم وجهلهم وأطماعهم وأحقادهم لتكون وقودا للثورة المضادة .
لم يخيبوا ظنّه فقد قاموا بالدور على أكمل وجه .
فبدأت الحيوانات تتململ متوجة تململها بثورة ثانية أشد قوّة وإصرارا من الأولى .
ها هو الأسد يدفع بشبله للجلوس على العرش . لكنه نسي تماما أن المياه الجارية لا ترجع للخلف .
وتجاهل أيضا دعاء الكروان يُنشد لولادة فجر جديد يَعِدُ بالحرية والعدالة والعيش الكريم .
تُرى هل للشبل أذنين يسمع بهما ، أنف يشم ، عيون ترى ، قلب ينبض وعقل يعي الدروس والعِبَر ؟!
كلما فكرت أن أعتزل السلطة ..
للشاعر : نزار قباني
كلما فكرت أن أعتزل السلطة..إ
ينهاني ضميري..إ
من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين ؟
من سيشفي بعدي الأعرج..إ
والأبرص..إ
والأعمى..إ
ومن يحيي عظام الميتين ؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر ؟
من ترى يرسل للناس المطر ؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة ؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر ؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر ؟
ويموتوا كالبقر ؟..إ
كلما فكرت أن أتركهم..إ
فاضت دموعي كغمــــامة..إ
وتوكلت على الله..إ
وقررت أن أركب الشعب..إ
من الآن الى يوم القيامة.
انتفضت حيوانات الغابة على ملكها الأسد في ثورة مهيبة مطالبة بالعيش والحرية والعدالة
كانت انتفاضة لم تشهد مثلها غابات العالم . التحمت جموع الحمير والكلاب والقطط
والقرود والفيلة والزرافات والتماسيح والأفاعي والفهود والنمور والنمل وجحافل الجراد والقراد ، أي والله
القراد والصراصير والذباب ... في مشهد سجّله التاريخ كأعظم ثورة في عالم الحيوان .
لم يشأ الأسد أن يقف أمام الحيوانات متحديّا ، لأن السيل جارف وسيضيع بين الأرجل .
انسحب وفي نيّته العودة بعد نجاح خطته في إذكاء ثورة مضادة تلتهم عفوية وصدق الثوار الحقيقيون .
دفع بالضباع من وراء الستار لتقود المسيرة بعد انسحابه وهو يعلم أن لهم ميلا منذ قرون وأحلاما لا تفارقهم في
بسط سيطرتهم على الغابة . راهن على غبائهم وجهلهم وأطماعهم وأحقادهم لتكون وقودا للثورة المضادة .
لم يخيبوا ظنّه فقد قاموا بالدور على أكمل وجه .
فبدأت الحيوانات تتململ متوجة تململها بثورة ثانية أشد قوّة وإصرارا من الأولى .
ها هو الأسد يدفع بشبله للجلوس على العرش . لكنه نسي تماما أن المياه الجارية لا ترجع للخلف .
وتجاهل أيضا دعاء الكروان يُنشد لولادة فجر جديد يَعِدُ بالحرية والعدالة والعيش الكريم .
تُرى هل للشبل أذنين يسمع بهما ، أنف يشم ، عيون ترى ، قلب ينبض وعقل يعي الدروس والعِبَر ؟!
كلما فكرت أن أعتزل السلطة ..
للشاعر : نزار قباني
كلما فكرت أن أعتزل السلطة..إ
ينهاني ضميري..إ
من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين ؟
من سيشفي بعدي الأعرج..إ
والأبرص..إ
والأعمى..إ
ومن يحيي عظام الميتين ؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر ؟
من ترى يرسل للناس المطر ؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة ؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر ؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر ؟
ويموتوا كالبقر ؟..إ
كلما فكرت أن أتركهم..إ
فاضت دموعي كغمــــامة..إ
وتوكلت على الله..إ
وقررت أن أركب الشعب..إ
من الآن الى يوم القيامة.
تعليق