ورودٌ في تـربـةٍ مالحـة..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمرعيد
    أديب وكاتب
    • 19-04-2013
    • 2036

    ورودٌ في تـربـةٍ مالحـة..


    ورودٌ في تربـةٍ مـالحــة





    لم يكن صوتُه أقل إيلاماً من ملامحه التي غابت تحت وطأة الغبار،ودكنة أسدلتها عيونُ الشمس القاسية،
    كما هي القلوب التي تحجّرت في بلادي..
    راح صوتُه يجوب الساحةَ الواسعةَ،بينما تسمَّرَ جسده الغضُ في مكانه،فهو لايقوى على التدافع كما يفعل رفاقه
    الأكبر سناً في استجداء العابرين ليشتروا خبزَهم وقد تكدس فوق رؤوسهم الصغيرة،،غير آبهين برصاصة عمياء أو قذيفة رعناء!!
    سبقني نظري إليه؛ فتقدم نحوي ،ليسند جسده الرقيق على السيارة قائلا في رجاء:
    -اشتري مني أرجوكِ؛ ثلاث ربطات بمئة ليرة، إنها طازجة اشتريتها للتو من الفرن..أمانة عليك أن تأخذيها مني..اشتري مني..
    لم أتردّدْ لحظة في وضع النقود بيده وتناول الربطة ، ومضيت سريعا أحبس غصّة ودمعة..دون أن يبرح صوتُه مسامعي..
    -ربنا يرزقكِ ويوفقكِ..
    إحساس يراودني بأن المسافات باتت تتغير، وتطول كل يوم أكثر..!!
    هل هرم الزمانُ وتعب من الدوران، فتثاقلت خطواتُه وتباطأت أوقاتُه.
    أم أن الحزنَ قد توسدّه، كحبات قلوب الأمهات في وطني..
    ليته يتوقف.. أو يعود للوراء؛إنها أمنيتنا جميعاً..أن يعود الزمن إلى عهد كان..وياماكان..
    علي أن أعودَ إلى البيت بسرعة؛ فقد تعبت من التفكير، وأنا أجتاز الطريق نفسه ،الذي لم تزل تفاصيلُه
    تبعثرني أشلاء متناثرة على جانبي رصيفه المهترئ،وبيوته المترامية والمتكئة على بعضها،في محاولة للنهوض ،
    ترفض السقوط هي الأخرى،كدمعة ذلك الطفل الذي ناولني الخبز ،وفي عيونه استجداء لأشياء
    لم أعد أملكها في زمن الفقد..
    لماذا..كيف..ومتى؟!!أسئلة كثيرة تطرق ذاكرتي المتلبدة بغيوم الألم ؛دون العثور على إجابة شافية..
    وصلتُ منزلي وسوادُ الحزن يكحّل عينيّ الغارقتين في بحيرة من الحيرة..
    تناولتُ كسرةَ خبزٍ أُسكت فيها عصافيرَ معدة خاوية إلامن مرارة ألم ، وعصارة حزن !!.
    هبّت من الكيس الممزق فجأةً رائحةُ العفن المتراكم على الأرغفة الساخنة من حرارة التفاعل الناشر للحرارة كما تعلمنا..
    تجمدت الدمعة في عيوني..وبدأت أطوي الخبزَ وماتبقى من أمل في براعم تشوهت ذاكرتها ،
    وغاب عطرُها في زمن الحرب.. !!
    هل كان الطفل يخدعُني ، ويستغلُّ إنسانيتي ومشاعري..!! أم علموه هذا ، وأتقن الدرس ؟!!
    هل خلعت البراءة ثوبها وسقطت في مستنقع الشر..!!
    و السؤال لمّا يزل يتكرر وينخر ذاكرتي أكثر..لماذا..كيف..ومتى؟!..
    أسئلة حول نفسها تدور كالأرض، كسحابات الأماني غير الماطرة في زمن الجدب..

    سمر عيد
    دمشق 16/6/2014


    التعديل الأخير تم بواسطة سمرعيد; الساعة 16-06-2014, 16:46.
  • بسباس عبدالرزاق
    أديب وكاتب
    • 01-09-2012
    • 2008

    #2
    لعلها أولى القصص التي جاد قلمك علينا


    جميلة و ممتعة و لغة شاعرية وجذابة

    هل أصبح الوطن فنجان دماء نتجرعها يوميا

    عندما تستلب براءة الطفل و تشوه معالمه الربيعية نكون قد آذنا لأنفسنا بالزوال
    و لكن للياسمين روح ترفض الرضوخ للذبول

    تقديري أستاذة سمر عيد
    السؤال مصباح عنيد
    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

    تعليق

    • حواء الأزداني
      أديبة وكاتبة
      • 28-10-2013
      • 138

      #3
      قرروا ذات يوم أن يخلعون إنسان من جسد ..ففعلوا ..والغريب أن الجميع قلدهم بلا هواده ..تحياتي نص غني وجميل جداً .
      التعديل الأخير تم بواسطة حواء الأزداني; الساعة 16-06-2014, 21:26.
      حــــــواء الأزداني

      ربي إن رفعتني عند الناس (درجة) ’’’’فـــ احططني عند نفسي بمثلها .

      تعليق

      • عاشقة الادب
        أديب وكاتب
        • 16-11-2013
        • 240

        #4
        ربما فقط الصراع من اجل البقاء
        فالطفل تلعم الدرس وشاب من هول ما رأتعينه في زمن تفنن الانسان في قتل انسانيته واستعملقانون الغاب
        ابدعتي لغةشاعرية روعة حملتنا الى وجع الاوطان الممزقة
        ابدعتي

        تعليق

        • سمرعيد
          أديب وكاتب
          • 19-04-2013
          • 2036

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
          لعلها أولى القصص التي جاد قلمك علينا


          جميلة و ممتعة و لغة شاعرية وجذابة

          هل أصبح الوطن فنجان دماء نتجرعها يوميا

          عندما تستلب براءة الطفل و تشوه معالمه الربيعية نكون قد آذنا لأنفسنا بالزوال
          و لكن للياسمين روح ترفض الرضوخ للذبول

          تقديري أستاذة سمر عيد

          إنها تجربتي الثانية في القصة القصيرة..والأولى المطروحة للقراءة في المنتديات..
          ولن تكون الأخيرة؛إن شاء الله تعالى.
          يشرفني أنك أول من تمر وتشجع حروفي المتواضعة،
          والتي لم تتحمل الصمت عن موت البراءة في زمن المرارة
          كما تسعدني باقة الأمل التي أهديتني؛فللياسمين عطر يتجدد مادامت الحياة..!!
          أشكرك من القلب على مرور راقٍ أخي الكريم بسباس عبد الرزاق..
          تحيتي وتقديري..

          تعليق

          • سمرعيد
            أديب وكاتب
            • 19-04-2013
            • 2036

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حواء الأزداني مشاهدة المشاركة
            قرروا ذات يوم أن يخلعوا إنسانا من جسد ..ففعلوا ..والغريب أن الجميع قلدهم بلا هواده ..تحياتي نص غني وجميل جداً .
            أجمل وأطيب تحياتي على مرورك الجميل
            تقديري وشتائل الورد..

            تعليق

            • غالية ابو ستة
              أديب وكاتب
              • 09-02-2012
              • 5625

              #7
              سمرعيد;
              [gdwl]ورودٌ في تربـةٍ مـالحــة





              لم يكن صوتُه أقل إيلاماً من ملامحه التي غابت تحت وطأة الغبار،ودكنة أسدلتها عيونُ الشمس القاسية،
              كما هي القلوب التي تحجّرت في بلادي..
              راح صوتُه يجوب الساحةَ الواسعةَ،بينما تسمَّرَ جسده الغضُ في مكانه،فهو لايقوى على التدافع كما يفعل رفاقه
              الأكبر سناً في استجداء العابرين ليشتروا خبزَهم وقد تكدس فوق رؤوسهم الصغيرة،،غير آبهين برصاصة عمياء أو قذيفة رعناء!!
              سبقني نظري إليه؛ فتقدم نحوي ،ليسند جسده الرقيق على السيارة قائلا في رجاء:
              -اشتري مني أرجوكِ؛ ثلاث ربطات بمئة ليرة، إنها طازجة اشتريتها للتو من الفرن..أمانة عليك أن تأخذيها مني..اشتري مني..
              لم أتردّدْ لحظة في وضع النقود بيده وتناول الربطة ، ومضيت سريعا أحبس غصّة ودمعة..دون أن يبرح صوتُه مسامعي..
              -ربنا يرزقكِ ويوفقكِ..
              إحساس يراودني بأن المسافات باتت تتغير، وتطول كل يوم أكثر..!!
              هل هرم الزمانُ وتعب من الدوران، فتثاقلت خطواتُه وتباطأت أوقاتُه.
              أم أن الحزنَ قد توسدّه، كحبات قلوب الأمهات في وطني..
              ليته يتوقف.. أو يعود للوراء؛إنها أمنيتنا جميعاً..أن يعود الزمن إلى عهد كان..وياماكان..
              علي أن أعودَ إلى البيت بسرعة؛ فقد تعبت من التفكير، وأنا أجتاز الطريق نفسه ،الذي لم تزل تفاصيلُه
              تبعثرني أشلاء متناثرة على جانبي رصيفه المهترئ،وبيوته المترامية والمتكئة على بعضها،في محاولة للنهوض ،
              ترفض السقوط هي الأخرى،كدمعة ذلك الطفل الذي ناولني الخبز ،وفي عيونه استجداء لأشياء
              لم أعد أملكها في زمن الفقد..
              لماذا..كيف..ومتى؟!!أسئلة كثيرة تطرق ذاكرتي المتلبدة بغيوم الألم ؛دون العثور على إجابة شافية..
              وصلتُ منزلي وسوادُ الحزن يكحّل عينيّ الغارقتين في بحيرة من الحيرة..
              تناولتُ كسرةَ خبزٍ أُسكت فيها عصافيرَ معدة خاوية إلامن مرارة ألم ، وعصارة حزن !!.
              هبّت من الكيس الممزق فجأةً رائحةُ العفن المتراكم على الأرغفة الساخنة من حرارة التفاعل الناشر للحرارة كما تعلمنا..
              تجمدت الدمعة في عيوني..وبدأت أطوي الخبزَ وماتبقى من أمل في براعم تشوهت ذاكرتها ،
              وغاب عطرُها في زمن الحرب.. !!
              هل كان الطفل يخدعُني ، ويستغلُّ إنسانيتي ومشاعري..!! أم علموه هذا ، وأتقن الدرس ؟!!
              هل خلعت البراءة ثوبها وسقطت في مستنقع الشر..!!
              و السؤال لمّا يزل يتكرر وينخر ذاكرتي أكثر..لماذا..كيف..ومتى؟!..
              أسئلة حول نفسها تدور كالأرض، كسحابات الأماني غير الماطرة في زمن الجدب..

              سمر عيد
              دمشق 16/6/2014


              [/gdwl]

              نعم قرأت ---تمثل لي الحدث أمام عينيَ
              عندما يقتل الوطن يهيألي أن كل شيء فيه يقتل
              ذكرتني---بزمن ربما هو قبل أن يرخص الدم كثيراً
              ربما الدم المراق بيد الأهل أصعب--أذكر أنني مع رفيقات لي
              قبل العيد في زمن فائت سألت بائع العجوة (لعمل كعك العيد)
              عن مدى نقائها من الرمل--قال لي:- لا أقدر أن أقول لك أنها
              خالية مائة بالمائة--قلت اذن اعطني كيسين تقريبا في الكيس كيلو
              وصاحباتي يتهامسن ويسحبنني مستهجنات-صممت على الشراء منه
              دفعت له --وتركت الكيسين في مكان بارز فمن معي يعرفن أنها
              ليست نظيفة---كان ذلك احتراماً للرجل الصادق لأن البلاد تحت
              الاحتلال ساءت أحوالها--فالحروب مدمرة لكل شيء-وضيق العيش
              لكن كون الطفل يقول للتو احضرته من الفرن هذا هو المؤلم حقاً
              أحسنت التوصيف والسرد وترقرقت في قلبي حسرة على البراءة تقتل
              نعم ترشق الورود بالملح في الزمن القبيح ليموت الجمال
              لكن الخير لن يعدم تماماً---ككل شيء
              ستشرق الشمس حبيبتي سمر-وسيبقى هناك بعض
              ورود على شواطئ نهر العذوبة--لك ولوطنك وللطفولة
              البريئة كل أمنياتي وزهوري
              محبتي وكوني بخير سموووووووور حبيبتي
              ورمضان مبارك وينعاد عليكم باليمن والبركات
              سلامي

              يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
              تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

              في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
              لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



              تعليق

              • سمرعيد
                أديب وكاتب
                • 19-04-2013
                • 2036

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عاشقة الادب مشاهدة المشاركة
                ربما فقط الصراع من اجل البقاء
                فالطفل تعلم الدرس وشاب من هول ما رأت عينه في زمن تفنن الانسان في قتل انسانيته واستعمل قانون الغاب
                ابدعتي لغةشاعرية روعة حملتنا الى وجع الاوطان الممزقة
                ابدعتي
                إنها نتائج الحرب المجنونة التي لم تستثنِ أحداً من ألسنة نارها الهوجاء..
                تحية طيبة لطيب مرورك وحضورك أختي عاشقة الأدب..
                وكل عام وأنت بألف خير

                تعليق

                • سمرعيد
                  أديب وكاتب
                  • 19-04-2013
                  • 2036

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
                  سمرعيد;
                  [gdwl]ورودٌ في تربـةٍ مـالحــة





                  لم يكن صوتُه أقل إيلاماً من ملامحه التي غابت تحت وطأة الغبار،ودكنة أسدلتها عيونُ الشمس القاسية،
                  كما هي القلوب التي تحجّرت في بلادي..
                  راح صوتُه يجوب الساحةَ الواسعةَ،بينما تسمَّرَ جسده الغضُ في مكانه،فهو لايقوى على التدافع كما يفعل رفاقه
                  الأكبر سناً في استجداء العابرين ليشتروا خبزَهم وقد تكدس فوق رؤوسهم الصغيرة،،غير آبهين برصاصة عمياء أو قذيفة رعناء!!
                  سبقني نظري إليه؛ فتقدم نحوي ،ليسند جسده الرقيق على السيارة قائلا في رجاء:
                  -اشتري مني أرجوكِ؛ ثلاث ربطات بمئة ليرة، إنها طازجة اشتريتها للتو من الفرن..أمانة عليك أن تأخذيها مني..اشتري مني..
                  لم أتردّدْ لحظة في وضع النقود بيده وتناول الربطة ، ومضيت سريعا أحبس غصّة ودمعة..دون أن يبرح صوتُه مسامعي..
                  -ربنا يرزقكِ ويوفقكِ..
                  إحساس يراودني بأن المسافات باتت تتغير، وتطول كل يوم أكثر..!!
                  هل هرم الزمانُ وتعب من الدوران، فتثاقلت خطواتُه وتباطأت أوقاتُه.
                  أم أن الحزنَ قد توسدّه، كحبات قلوب الأمهات في وطني..
                  ليته يتوقف.. أو يعود للوراء؛إنها أمنيتنا جميعاً..أن يعود الزمن إلى عهد كان..وياماكان..
                  علي أن أعودَ إلى البيت بسرعة؛ فقد تعبت من التفكير، وأنا أجتاز الطريق نفسه ،الذي لم تزل تفاصيلُه
                  تبعثرني أشلاء متناثرة على جانبي رصيفه المهترئ،وبيوته المترامية والمتكئة على بعضها،في محاولة للنهوض ،
                  ترفض السقوط هي الأخرى،كدمعة ذلك الطفل الذي ناولني الخبز ،وفي عيونه استجداء لأشياء
                  لم أعد أملكها في زمن الفقد..
                  لماذا..كيف..ومتى؟!!أسئلة كثيرة تطرق ذاكرتي المتلبدة بغيوم الألم ؛دون العثور على إجابة شافية..
                  وصلتُ منزلي وسوادُ الحزن يكحّل عينيّ الغارقتين في بحيرة من الحيرة..
                  تناولتُ كسرةَ خبزٍ أُسكت فيها عصافيرَ معدة خاوية إلامن مرارة ألم ، وعصارة حزن !!.
                  هبّت من الكيس الممزق فجأةً رائحةُ العفن المتراكم على الأرغفة الساخنة من حرارة التفاعل الناشر للحرارة كما تعلمنا..
                  تجمدت الدمعة في عيوني..وبدأت أطوي الخبزَ وماتبقى من أمل في براعم تشوهت ذاكرتها ،
                  وغاب عطرُها في زمن الحرب.. !!
                  هل كان الطفل يخدعُني ، ويستغلُّ إنسانيتي ومشاعري..!! أم علموه هذا ، وأتقن الدرس ؟!!
                  هل خلعت البراءة ثوبها وسقطت في مستنقع الشر..!!
                  و السؤال لمّا يزل يتكرر وينخر ذاكرتي أكثر..لماذا..كيف..ومتى؟!..
                  أسئلة حول نفسها تدور كالأرض، كسحابات الأماني غير الماطرة في زمن الجدب..

                  سمر عيد
                  دمشق 16/6/2014


                  [/gdwl]

                  نعم قرأت ---تمثل لي الحدث أمام عينيَ
                  عندما يقتل الوطن يهيألي أن كل شيء فيه يقتل
                  ذكرتني---بزمن ربما هو قبل أن يرخص الدم كثيراً
                  ربما الدم المراق بيد الأهل أصعب--أذكر أنني مع رفيقات لي
                  قبل العيد في زمن فائت سألت بائع العجوة (لعمل كعك العيد)
                  عن مدى نقائها من الرمل--قال لي:- لا أقدر أن أقول لك أنها
                  خالية مائة بالمائة--قلت اذن اعطني كيسين تقريبا في الكيس كيلو
                  وصاحباتي يتهامسن ويسحبنني مستهجنات-صممت على الشراء منه
                  دفعت له --وتركت الكيسين في مكان بارز فمن معي يعرفن أنها
                  ليست نظيفة---كان ذلك احتراماً للرجل الصادق لأن البلاد تحت
                  الاحتلال ساءت أحوالها--فالحروب مدمرة لكل شيء-وضيق العيش
                  لكن كون الطفل يقول للتو احضرته من الفرن هذا هو المؤلم حقاً
                  أحسنت التوصيف والسرد وترقرقت في قلبي حسرة على البراءة تقتل
                  نعم ترشق الورود بالملح في الزمن القبيح ليموت الجمال
                  لكن الخير لن يعدم تماماً---ككل شيء
                  ستشرق الشمس حبيبتي سمر-وسيبقى هناك بعض
                  ورود على شواطئ نهر العذوبة--لك ولوطنك وللطفولة
                  البريئة كل أمنياتي وزهوري
                  محبتي وكوني بخير سموووووووور حبيبتي
                  ورمضان مبارك وينعاد عليكم باليمن والبركات
                  سلامي


                  اعذريني ياغالية..وأنت الغالية..
                  لقد نالت الحروب منا..
                  دمرت طفولتنا، شوهت أحلامنا..مزّقت أمانينا..
                  وماذا بعد..
                  لم تعد الحياة كما كانت..
                  فقدت الورود طيبتها وعطرها ونقاءها..
                  إنه زمان الفقد والحزن والألم..
                  أدعو الله أن ينصركم في فلسطين على القوم الظالمين..
                  تقبلي مني أطيب دعاء ورجاء أن تكوني وأسرتك بألف خير..
                  ياملكة جمال الورد..

                  تعليق

                  • سعد هاشم الطائي
                    أديب وكاتب
                    • 05-08-2010
                    • 241

                    #10
                    الأديبة الرائعة سمر عيد
                    الحروب عادة تخلف اشياء خبيثة وعديدة منها: الجوع .. الغش.. الخداع.. موت البراءة.. وأد الطفولة.....
                    أمتعتني قصتك المتقنة كثيرا .. شكرا لثرائك اللغوي.
                    دمت لنا ورمضان مبارك

                    تعليق

                    • هادي المياح
                      أديب وكاتب
                      • 13-05-2014
                      • 50

                      #11
                      قصه لطيفه فيها جميع المقومات ،،أهنئك لاختيارك هذا الموضوع،،وأشد على يدك لصياغته والتفاعل معه بتوضيف مشاعر الألم والحزن للوصول الى النهايه المفاجئة ،،تقبلي تحياتي

                      تعليق

                      • سمرعيد
                        أديب وكاتب
                        • 19-04-2013
                        • 2036

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة سعد هاشم الطائي مشاهدة المشاركة
                        الأديبة الرائعة سمر عيد
                        الحروب عادة تخلف اشياء خبيثة وعديدة منها: الجوع .. الغش.. الخداع.. موت البراءة.. وأد الطفولة.....
                        أمتعتني قصتك المتقنة كثيرا .. شكرا لثرائك اللغوي.
                        دمت لنا ورمضان مبارك
                        أسعدني وشرّفني أن نالت القصة رضاكم..
                        لقد دمرت الحروب كل الأشياء الحلوة في حياتنا..والله المستعان..
                        تحيتي وتقديري
                        وكل عام وأنتم بخير

                        التعديل الأخير تم بواسطة سمرعيد; الساعة 27-07-2014, 18:30.

                        تعليق

                        • سمرعيد
                          أديب وكاتب
                          • 19-04-2013
                          • 2036

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة هادي المياح مشاهدة المشاركة
                          قصه لطيفه فيها جميع المقومات ،،أهنئك لاختيارك هذا الموضوع،،وأشد على يدك لصياغته والتفاعل معه بتوضيف مشاعر الألم والحزن للوصول الى النهايه المفاجئة ،،تقبلي تحياتي

                          مشاعر الألم والحزن فرضتها علينا تلك الحرب الطاعنة في الجنون
                          والانتشار..
                          والتي اغتالت الأمان في بلادي، التهمت الأخضر والفرح والطفولة..
                          تحياتي لطيب الحضور
                          مع خالص الشكر..

                          تعليق

                          • عبد الحميد عبد البصير أحمد
                            أديب وكاتب
                            • 09-04-2011
                            • 768

                            #14
                            لعلني أتذكرك أ. سمر..
                            النص ماتع ..
                            المقدمة استولت على القاريء ..
                            النص مصفوف بحرفية وتقنية خالي من العوار ..
                            يروق لي الكاتب الذي يتمتع بشياكة واناقه عند تقديم مادته للقاريء
                            ومائدتك حافلة بالأطايب رأيت ذلك في ثنايا حرفك الذي يتألق كالموديلز..

                            شكراً لك.
                            التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد عبد البصير أحمد; الساعة 10-06-2015, 03:03.
                            الحمد لله كما ينبغي








                            تعليق

                            • عماد الحنجيري
                              محظور
                              • 06-06-2015
                              • 9

                              #15
                              أجمل ما في القصة هو نبل المشاعر ، وروعة الفكرة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X