من أحزن مراثي العرب رثاء مالك بن الريب نفسه
فكان لرثائه الأثر البالغ في النفوس عبر الزمان
وها أنا أرثي حالي وأهلي وشآمي الحزين
لعلَّها تؤثر في نفوس من تخلوا عن الشعب السوري ومحنته
واعتذاري الشديد لابن الريب إن اقتبست من رثائه شيئاً
أَلَا لَيْتَ شِعْرِيْ هَلْ أَطُوفُ بأُمَّتي =أَزُوْرُ الوَرَى أَنْسَى القُيُوْدَ قَوَاصِيَا
فَيَا لَيْتَنَا لَمْ يَقْطَعِ البُعْدُ وَصْلَنا =وَليْتَ الرُؤَى تَحْظَى بِشَمْلٍ لَيَالِيَا
لَقَدْ كَانَ فِيْ أَهْلِ الوَرَى صَفْوَةٌ لَنَا =كِرَامٌ وَلَكِنَّ الوَرَى لَيْسَ دَانِيَا
سَأَشْكَو لَهُمْ قَوْمِيْ وَمَا حَلَّ بَعْدَمَا=أَبَاحُوا دِمَاءً بالشَّآمِ زَوَاكِيَا
لَعَمْرِيْ لَقَدْ ذَاقَتْ شَآمِيْ وَأَهْلُهُا=مَرَارَاً طَمَى أًعْيَا الطَّبِيْبَ المُدَاوِيَا
فَهِمْنَا عَلَى البُلْدَانِ فِيْنَا عَوَاجِزٌ=عِطَاشٌ و لَمْ يَتْركْ لَنَا القَهْرُ سَاقِيَا
أَلَمْ تَرَنِيْ بِعْتُ السَعَادَةَ بالنَّوَى=وَأصْبَحْتُ أَنْعِي في بَرَارِيَّ حَالِيَا
فَظُلْمُ بَني أُمِّيْ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ=سُمُوْمِ الأَفَاعِيْ بِالزُّعَافِ رَوَاغِيَا
أَتَانِيْ الرَّدَى مِنْ أهْلِ دِيْنِيْ وَمِلَّتِيْ=فَبِتُّ إِلَى الرَّحْمنِ حُزْنِيَ شَاكِيَا
أَنَامُ وَأصْحُو لَا أَرَى غَيْر ذلِّهِمْ =أُدَاوِي جِرَاحِيْ وَالعُيُوْنَ البِوَاكِيَا
سَقُوْنِيْ بِكَأْسٍ مَا عَلِمْتُ بمُرِّهَا = مَضَى بِيْ فَخَابَ البُرْءُ بالبَطْنِ خَاوِيا
هَتَفْتُ بِجَلَّادِيْ فَلَمَّا أَجَابَنِيْ = لِحُرِّيَةِ الأوْطَانِ ثُرْتَ مُوَالِيَا؟
فَمَا أَنْتَ إلَّا عَبْدُ سُوءٍ خَدَمْتَنا= و عِشْتَ ذَلَيْلاً لِيْ وَ مَا كُنْتَ غَالِيَا
فَللهِ دَرِّي إنْ قُتلتُ مُجَاهِدَاً = أَيَا أُمَّةَ المِلْيَارِ هَلْ هَانَ مَا بِيَا
فَشَدَّ بِكِ الأزْرَ المُصَابُ بِعِرْضهِ=وَأَطْفَالُهُ الأَيْتَامُ بَاتُوا نَوَائيا
تَذّكَّرْتُ مَنْ يَرْثِيْ لِحَالِ مُصَاِبِهِم =فَلمْ أرَ لِيْ غَيْرَ الوُحُوشِ رَوَاثِيَا
وَبعْضَاً مِنَ الصَحْبِ الكِرَامِ وَأَهْلَنَا=وَنَوْحَ الثَّكَالَى وِابْنَ عَمِّيْ وَخَالِيَا
فَطَيْرُ البَرَارِيْ لَمْ تُغَادِرْ خِيَامَهُمْ=وَأَنْتُمْ تَرَكْتُمْ لِلْمَجُوْسِ خِيَامِيَا
أَأنْعِيْ نِسَاءً بالبَرَارِيْ سَكَنَّهَا =عَزِيْزٌ عَلَيْهِنَّ الرِثَاءُ غَوَالِيَا
أَأَنْعِيْ صِغَارَاً كَالزُّهُورِ تَيَتَّمُوا=وَ لَيْتَ لِأَطْفَالِ الشَّآَمِ كَوَاسِيَا
أأَنْعْيْ دِيَارَاً كَالْفَلاةِ تَوَحَّشَتْ=نَأَى أَمْنَهَا قَدْ عَافَهَا البُوْمُ رائِيَا
سَأَمْدَحُكَمْ حَيْثُ المَدِيْحُ مَذَمَّةٌ =فَهَذَا عَزَائِيْ هَلْ عَرَفْتُمْ عَزَائِيا؟
فَلِلَّهِ أَمْرِيْ لَا ألُوذُ بِغَيْرهِ= وَ أَحْمدُ أَمْراً فِيَّ لَا شَكَ مَاضِيَا
أَنَا مِنْ بِلَادِ الشَّامِ أَرْثِيْ لِأُمَّةٍ =تُهَانُ بِسَوْطِ الغَرْبِ طَلْقٌ لِسَانِيَا
فَلِلَّهِ دَرُّ الحُرِّ إنْ ثَارَ غَاضِبَاً=فَتَىً لَا يَهَابُ المَوْتَ يُسْرِعُ آتِيَا
فَمَا لِيْ حَيَاةٌ والحَيَاةُ مّذَلَّةٌ=إِذِا صَارَ عِرْضُ المرْءِ يُطغي الأَعَادِيَا
وَقَوْمِي يَخَافُوْنَ الأعَادِيْ وَكَثْرَةٌ =لَنَا كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَغْزُو الفَيَافِيَا
فكان لرثائه الأثر البالغ في النفوس عبر الزمان
وها أنا أرثي حالي وأهلي وشآمي الحزين
لعلَّها تؤثر في نفوس من تخلوا عن الشعب السوري ومحنته
واعتذاري الشديد لابن الريب إن اقتبست من رثائه شيئاً
أَلَا لَيْتَ شِعْرِيْ هَلْ أَطُوفُ بأُمَّتي =أَزُوْرُ الوَرَى أَنْسَى القُيُوْدَ قَوَاصِيَا
فَيَا لَيْتَنَا لَمْ يَقْطَعِ البُعْدُ وَصْلَنا =وَليْتَ الرُؤَى تَحْظَى بِشَمْلٍ لَيَالِيَا
لَقَدْ كَانَ فِيْ أَهْلِ الوَرَى صَفْوَةٌ لَنَا =كِرَامٌ وَلَكِنَّ الوَرَى لَيْسَ دَانِيَا
سَأَشْكَو لَهُمْ قَوْمِيْ وَمَا حَلَّ بَعْدَمَا=أَبَاحُوا دِمَاءً بالشَّآمِ زَوَاكِيَا
لَعَمْرِيْ لَقَدْ ذَاقَتْ شَآمِيْ وَأَهْلُهُا=مَرَارَاً طَمَى أًعْيَا الطَّبِيْبَ المُدَاوِيَا
فَهِمْنَا عَلَى البُلْدَانِ فِيْنَا عَوَاجِزٌ=عِطَاشٌ و لَمْ يَتْركْ لَنَا القَهْرُ سَاقِيَا
أَلَمْ تَرَنِيْ بِعْتُ السَعَادَةَ بالنَّوَى=وَأصْبَحْتُ أَنْعِي في بَرَارِيَّ حَالِيَا
فَظُلْمُ بَني أُمِّيْ أَشَدُّ عَلَيَّ مِنْ=سُمُوْمِ الأَفَاعِيْ بِالزُّعَافِ رَوَاغِيَا
أَتَانِيْ الرَّدَى مِنْ أهْلِ دِيْنِيْ وَمِلَّتِيْ=فَبِتُّ إِلَى الرَّحْمنِ حُزْنِيَ شَاكِيَا
أَنَامُ وَأصْحُو لَا أَرَى غَيْر ذلِّهِمْ =أُدَاوِي جِرَاحِيْ وَالعُيُوْنَ البِوَاكِيَا
سَقُوْنِيْ بِكَأْسٍ مَا عَلِمْتُ بمُرِّهَا = مَضَى بِيْ فَخَابَ البُرْءُ بالبَطْنِ خَاوِيا
هَتَفْتُ بِجَلَّادِيْ فَلَمَّا أَجَابَنِيْ = لِحُرِّيَةِ الأوْطَانِ ثُرْتَ مُوَالِيَا؟
فَمَا أَنْتَ إلَّا عَبْدُ سُوءٍ خَدَمْتَنا= و عِشْتَ ذَلَيْلاً لِيْ وَ مَا كُنْتَ غَالِيَا
فَللهِ دَرِّي إنْ قُتلتُ مُجَاهِدَاً = أَيَا أُمَّةَ المِلْيَارِ هَلْ هَانَ مَا بِيَا
فَشَدَّ بِكِ الأزْرَ المُصَابُ بِعِرْضهِ=وَأَطْفَالُهُ الأَيْتَامُ بَاتُوا نَوَائيا
تَذّكَّرْتُ مَنْ يَرْثِيْ لِحَالِ مُصَاِبِهِم =فَلمْ أرَ لِيْ غَيْرَ الوُحُوشِ رَوَاثِيَا
وَبعْضَاً مِنَ الصَحْبِ الكِرَامِ وَأَهْلَنَا=وَنَوْحَ الثَّكَالَى وِابْنَ عَمِّيْ وَخَالِيَا
فَطَيْرُ البَرَارِيْ لَمْ تُغَادِرْ خِيَامَهُمْ=وَأَنْتُمْ تَرَكْتُمْ لِلْمَجُوْسِ خِيَامِيَا
أَأنْعِيْ نِسَاءً بالبَرَارِيْ سَكَنَّهَا =عَزِيْزٌ عَلَيْهِنَّ الرِثَاءُ غَوَالِيَا
أَأَنْعِيْ صِغَارَاً كَالزُّهُورِ تَيَتَّمُوا=وَ لَيْتَ لِأَطْفَالِ الشَّآَمِ كَوَاسِيَا
أأَنْعْيْ دِيَارَاً كَالْفَلاةِ تَوَحَّشَتْ=نَأَى أَمْنَهَا قَدْ عَافَهَا البُوْمُ رائِيَا
سَأَمْدَحُكَمْ حَيْثُ المَدِيْحُ مَذَمَّةٌ =فَهَذَا عَزَائِيْ هَلْ عَرَفْتُمْ عَزَائِيا؟
فَلِلَّهِ أَمْرِيْ لَا ألُوذُ بِغَيْرهِ= وَ أَحْمدُ أَمْراً فِيَّ لَا شَكَ مَاضِيَا
أَنَا مِنْ بِلَادِ الشَّامِ أَرْثِيْ لِأُمَّةٍ =تُهَانُ بِسَوْطِ الغَرْبِ طَلْقٌ لِسَانِيَا
فَلِلَّهِ دَرُّ الحُرِّ إنْ ثَارَ غَاضِبَاً=فَتَىً لَا يَهَابُ المَوْتَ يُسْرِعُ آتِيَا
فَمَا لِيْ حَيَاةٌ والحَيَاةُ مّذَلَّةٌ=إِذِا صَارَ عِرْضُ المرْءِ يُطغي الأَعَادِيَا
وَقَوْمِي يَخَافُوْنَ الأعَادِيْ وَكَثْرَةٌ =لَنَا كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَغْزُو الفَيَافِيَا
تعليق