اعترافات عاشق في أرذل العمر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد المهدي السقال
    مستشار أدبي
    • 07-03-2008
    • 340

    اعترافات عاشق في أرذل العمر

    اعترافات عاشق في أرذل العمر

    محمد المهدي السقال

    والشمس آفلة خجلى من صدود أشعتها احتواء بعض همومي،
    لمحتها تتردد في الانزواء جهة الأفق الكليح، و رمادي زبد الموج المسابق خفق القلب إلى حافة البحر،
    تركت جسدي المثقل بأحمال الخوف من تملك النعي من نفسي،
    يهوي فوق منثور الحجر، أراوح بين المسنون منه و المستوي،
    وحده السكر يسعفني في تلمس الطريق إلى مهادنة نزف الجرح،
    تجذبني مرايا الذاكرة، فيلقى بي في غياهب الحضور المعلق بألسنة غبش الغروب:
    هنا اقتعدت مثلي حافة البحر بانتظار الرحيل الموعود،
    أقرأ لها أسماء المراكب تعبر إلى الضفة الأخرى فتعاند التهجي في لساني الواجف من سقوط الحروف:
    إنك لا تقرأ إلا ما تحب أن ترى انعكاسه في أعماقك،
    سفينة '' أطلس '' مرت منذ قليل، اقرأ جيدا، وابتسمت.
    كانت تعرف أنني أرسم من فيض عينيها أحلاما قزحية،
    و أني حين أسعف بلقائها، أتحلل من خوفي على نفسي وعليها،
    كنت حينها أمسك بالجيد يعبث الريح حواليه بخصلات شعرها الفاحم،
    مازالت يداي مغلولتين يسند رغبتهما تضايق الاستواء،
    سألتني عما بي اليوم، وجدتني غريب الأطوار في نظراتي إلى تفاصيل جسدها المنحل أمامي برائحة البحر:
    ربما يكون اشتهائي الذوب فيك حتى التلاشي،
    ابتسمت وقالت :
    الكون يشهد أنا تكاشفنا بكل أشيائنا مرة ومرات،
    فلماذا تعيد الحديث عن تفجر الرغبة في الرغبة؟
    أخجلتني كما خجلت أول عرينا يدثرنا الليل، لكنني ابتسمت،
    و تسرب بداخلي صوتها الساكن أوصالي صمتا حادا كالغربة:
    لماذا لا تفتأ تردد على مسمعي خوفك من الموت؟
    أليس قدرا محتوما نحن على أبوابه في لائحة انتظار؟
    لأنه سيفرق بيننا تاركا وراءه قصتنا الجميلة،
    قالت وحمرة تراود بياض العين الباردة،
    قلت: محض سراب،
    لم أدرك أنني أعيد نفس العبارة للمرة الألف أو أكثر، فابتسمت واضعا بحنو العاشق ما استطال من ذراعي على كتفها الأيسر،
    دنت مني تدفن رأسها في حضن صدري،
    كم كان مؤلما حضن سراب الغياب، لعلي في الكأس الخامسة،
    انتصاف قرص الشمس يوازي انتصاف قنينة الخمر،
    أعرضها للاختراق فتبدو بوجهين،
    وجه لامرأة ماتت فارتحلت دوني،
    ووجه لخيال ما استبقت الشمس من ضوء على حافة الأفق الكليح.
    يسألني العابرون على ذكراها بألوية الشك البارق في العيون:
    بماذا تقسم أنها منك وفيك ليست حكاية حب قديمة؟!
    أجيب وحلف يميني آيات من سورة العشق الذي يسكنني لسواها :
    بقبر أمي وحب الجنية الغجرية التي ملكتني لما استبقى لي العمر عهدا على واحدة أشهد ألا امرأة أغوتني إلا هي:
    ما كان بيني وبين الراحلة قبلي أكثر من شبه في الفقدان على حافة الموت حتى التماهي.


    " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "
  • حياة سرور
    أديب وكاتب
    • 16-02-2008
    • 2102

    #2


    [type=405338]أي رجلٍ أنت ؟!
    حين عدتَ من زمن العتمة ضوءً يفجّر كل طاقات العشق لديه ..
    جددتَ الخلايا فامتزجتَ بمساماتها ..
    أعدتَ سيرة الحب وعشت في كنف أغنية وردة ((في يوم وليلة)) ..
    وفي غفلةٍ منك .. رحلت هي إلى الصمت ..
    وتركتك لجحيم الشوق وعذابات الإهمال ..
    تدّور في متاهات الذكريات ولا تجدها ..![/type]
    ::

    ::

    [type=273010]أيُّ زائرٍ أنت حين تستنبتُ ذاتُك بين تفاصيلها ..
    وترسلها لحن أغنيةٍ طفوليـّةٍ لايحكمها زمن..
    أيُّ عاشقٍ أنت بليلي يوشك أن يعصف برغبتها ..ويحمـّلها وزر أشواقه ولهفته..
    وبكلّ مابكَ من تراتيل وجد تريدها ..
    لتخنقها بين تفاصيلك بغيرة رجلٍ لايريد سواها..!![/type]

    \
    /
    \
    /
    سيدي العاشق ... الأديب الأريب ... الفاضل محمد المهدي السقال

    " تذكر أنه بقدر عمق الجراح يطول وقت الشفاء " !!!

    لا نستشعر مدى حبنا لهم إلا حين الفقد أو الرحيل ، ربما هي طبيعة العين

    البشرية لا تحس بقيمة ما لديها و تنظر و تتشوق للبعيد لما لدى الآخرين أو صعب المنالـــــــ

    أستاذي كان لي تجوالاً في مدار نفسٍ شفيفةٍ شقيّةٍ في آن واحد

    كانت رحلةُ عناء بمقدار صدق تلك الكلمات و أساها على المفقودة (رحمها الله وجعل مثواها الجنة)

    فعلاً ليتها كانت قربُكَ الآن لكانت الأسعد بسماع ما بحت به

    خاطرة تلامس الحس بكل جدارة و سلاسة ...

    أنفاس حرفكِ الشجي العبق بالحب والعشق الأبدي

    تشبّعت بها رئتي فكانت كما العذوبة بل أروع

    دام قلبك عامرٌ بالحب لها /بها ...

    تحيتي وتقديري لكِ أيها الباسق السامق


    تعليق

    • رشيدة فقري
      عضو الملتقى
      • 04-06-2007
      • 2489

      #3
      اخي الاديب الكبير محمد المهدي السقال
      اسجل حضوري بين ثنايا حرفك السامق
      ولي عودة بعد اعطاء نصك حقه من الدرس
      فمثلك لا يقرأ قراءة ضوئية
      تقديري وودي
      اختك رشيدة فقري
      [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

      [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
      عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
      وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
      وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
      وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
      [align=center]
      [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
      [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

      [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

      تعليق

      • بسباس عبدالرزاق
        أديب وكاتب
        • 01-09-2012
        • 2008

        #4
        سلام الله عليك أستاذي

        نص عذب و هامس و فيه من الفلسفة و الشاعرية و اللغة العذبة الكثير
        بعض الجمل كانت رائعة جدا

        وجدتني داخل قصة و أنا أحضر نفسي لخاطرة

        كل مقومات القص كانت حاضرة بقوة فشكلت جسد قصة رائعة
        واضح جدا أنك تمتلك لغة هامسة و حريرية

        أعجبني المكوث عندك أستاذي و أنا أقرأ نصك الرائع

        محبتي و تقديري
        السؤال مصباح عنيد
        لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

        تعليق

        • نورالضحى
          أديب وكاتب
          • 06-07-2014
          • 3837

          #5
          ..
          .
          .
          آهلآ سيدى الفآضل ..
          ..
          حسبٌك كلمآتك الرقرآقة وآعترآفك ..
          الهمس المُطبق ..
          لقلق ..
          الخجل
          الخوف المبهم من لآشئ..!
          حسبُك :
          أن كل مآفي الأمر أنك تلقفتهآ بأصابعك وملأت بهآ قلبك وآضلعك ..
          وآن قلبك لآزآل مُقيم فيهآ ..
          لم آجد مآ يمكن إضآفته لهذآ الوجد المتدفق من خلآيآ التخلق المكين إلآ الآستمتآع بقرآءته والمكوث فى رحآب الحرف ..
          لقلمك أجمل تحية وتقدير ..
          .
          .!
          [aimg=borderSize=0,borderType=none,borderColor=blac k,imgAlign=none,imgWidth=,imgHeight=]http://n4hr.com/up/uploads/4c757e359a.gif[/aimg]



          ________________________________________
          ,’
          ** ذاتَ مرة آحببت وَ جلّ من لا يُخطئ ...!

          تعليق

          • محمد فهمي يوسف
            مستشار أدبي
            • 27-08-2008
            • 8100

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
            اعترافات عاشق في أرذل العمر

            محمد المهدي السقال

            والشمس آفلة خجلى من صدود أشعتها احتواء بعض همومي،
            لمحتها تتردد في الانزواء جهة الأفق الكليح، و رمادي زبد الموج المسابق خفق القلب إلى حافة البحر،
            تركت جسدي المثقل بأحمال الخوف من تملك النعي من نفسي،
            يهوي فوق منثور الحجر، أراوح بين المسنون منه و المستوي،
            وحده السكر يسعفني في تلمس الطريق إلى مهادنة نزف الجرح،
            تجذبني مرايا الذاكرة، فيلقى بي في غياهب الحضور المعلق بألسنة غبش الغروب:
            هنا اقتعدت مثلي حافة البحر بانتظار الرحيل الموعود،
            أقرأ لها أسماء المراكب تعبر إلى الضفة الأخرى فتعاند التهجي في لساني الواجف من سقوط الحروف:
            إنك لا تقرأ إلا ما تحب أن ترى انعكاسه في أعماقك،
            سفينة '' أطلس '' مرت منذ قليل، اقرأ جيدا، وابتسمت.
            كانت تعرف أنني أرسم من فيض عينيها أحلاما قزحية،
            و أني حين أسعف بلقائها، أتحلل من خوفي على نفسي وعليها،
            كنت حينها أمسك بالجيد يعبث الريح حواليه بخصلات شعرها الفاحم،
            مازالت يداي مغلولتين يسند رغبتهما تضايق الاستواء،
            سألتني عما بي اليوم، وجدتني غريب الأطوار في نظراتي إلى تفاصيل جسدها المنحل أمامي برائحة البحر:
            ربما يكون اشتهائي الذوب فيك حتى التلاشي،
            ابتسمت وقالت :
            الكون يشهد أنا تكاشفنا بكل أشيائنا مرة ومرات،
            فلماذا تعيد الحديث عن تفجر الرغبة في الرغبة؟
            أخجلتني كما خجلت أول عرينا يدثرنا الليل، لكنني ابتسمت،
            و تسرب بداخلي صوتها الساكن أوصالي صمتا حادا كالغربة:
            لماذا لا تفتأ تردد على مسمعي خوفك من الموت؟
            أليس قدرا محتوما نحن على أبوابه في لائحة انتظار؟
            لأنه سيفرق بيننا تاركا وراءه قصتنا الجميلة،
            قالت وحمرة تراود بياض العين الباردة،
            قلت: محض سراب،
            لم أدرك أنني أعيد نفس العبارة للمرة الألف أو أكثر، فابتسمت واضعا بحنو العاشق ما استطال من ذراعي على كتفها الأيسر،
            دنت مني تدفن رأسها في حضن صدري،
            كم كان مؤلما حضن سراب الغياب، لعلي في الكأس الخامسة،
            انتصاف قرص الشمس يوازي انتصاف قنينة الخمر،
            أعرضها للاختراق فتبدو بوجهين،
            وجه لامرأة ماتت فارتحلت دوني،
            ووجه لخيال ما استبقت الشمس من ضوء على حافة الأفق الكليح.
            يسألني العابرون على ذكراها بألوية الشك البارق في العيون:
            بماذا تقسم أنها منك وفيك ليست حكاية حب قديمة؟!
            أجيب وحلف يميني آيات من سورة العشق الذي يسكنني لسواها :
            بقبر أمي وحب الجنية الغجرية التي ملكتني لما استبقى لي العمر عهدا على واحدة أشهد ألا امرأة أغوتني إلا هي:
            ما كان بيني وبين الراحلة قبلي أكثر من شبه في الفقدان على حافة الموت حتى التماهي.

            الأستاذ الكريم
            محمد المهدي السقال
            تحيتي لك وأمنياتي لإبداع ممتع في مساهمات جديدة
            كما أمتعت بهذه الاعترافات
            أشكر لكَ دعوتك لإلقاء إطلالة
            عاشق للغة العربية
            على نبض وفصاحة لفظك وعباراتك في قصتك الرمزية
            الحقيقة بحثت فيها عن مخالفة للغتنا العربية في قواعدها
            فلم أعثر على شيء ، مما يدل على تمكنك منها

            لكن تذوقي لأحداث القصة القصيرة التي قمت بسردها
            بإتقان يفضح وجدان المحب العاشق
            بغزل قد يخرج عن
            العفيف المتعارف عليه سواء من الحبيب أو المحبوب
            كما يجلب للذهن ما تفعله الخمر في أعماق العاشقين
            مما يتعارض مع ديننا الحنيف ( الإسلام ) الذي حرمها
            وحتى لو كانت الرمزية تحيلنا
            إلى خمر الهوى والذوب في المحبوب ، وحلف يميني
            آيات من سورة العشق لغجرية أغوت حبيبها لدرجة التماهي

            كثرة توالد الصور البيانية في الأقصوصة أخرجها إلى خاطرة
            وجدانية في اعترافات مفضوحة بين أحضان السراب والكؤوس
            والبحر والشمس والأفق الكليح الحزين على رحيل الجميع
            فنحن في طابور السفر إلى الذكريات
            .
            تحياتي

            تعليق

            • الهويمل أبو فهد
              مستشار أدبي
              • 22-07-2011
              • 1475

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد المهدي السقال مشاهدة المشاركة
              اعترافات عاشق في أرذل العمر

              محمد المهدي السقال

              والشمس آفلة خجلى من صدود أشعتها احتواء بعض همومي،
              لمحتها تتردد في الانزواء جهة الأفق الكليح، و رمادي زبد الموج المسابق خفق القلب إلى حافة البحر،
              تركت جسدي المثقل بأحمال الخوف من تملك النعي من نفسي،
              يهوي فوق منثور الحجر، أراوح بين المسنون منه و المستوي،
              وحده السكر يسعفني في تلمس الطريق إلى مهادنة نزف الجرح،
              تجذبني مرايا الذاكرة، فيلقى بي في غياهب الحضور المعلق بألسنة غبش الغروب:
              هنا اقتعدت مثلي حافة البحر بانتظار الرحيل الموعود،
              أقرأ لها أسماء المراكب تعبر إلى الضفة الأخرى فتعاند التهجي في لساني الواجف من سقوط الحروف:
              إنك لا تقرأ إلا ما تحب أن ترى انعكاسه في أعماقك،
              سفينة '' أطلس '' مرت منذ قليل، اقرأ جيدا، وابتسمت.
              كانت تعرف أنني أرسم من فيض عينيها أحلاما قزحية،
              و أني حين أسعف بلقائها، أتحلل من خوفي على نفسي وعليها،
              كنت حينها أمسك بالجيد يعبث الريح حواليه بخصلات شعرها الفاحم،
              مازالت يداي مغلولتين يسند رغبتهما تضايق الاستواء،
              سألتني عما بي اليوم، وجدتني غريب الأطوار في نظراتي إلى تفاصيل جسدها المنحل أمامي برائحة البحر:
              ربما يكون اشتهائي الذوب فيك حتى التلاشي،
              ابتسمت وقالت :
              الكون يشهد أنا تكاشفنا بكل أشيائنا مرة ومرات،
              فلماذا تعيد الحديث عن تفجر الرغبة في الرغبة؟
              أخجلتني كما خجلت أول عرينا يدثرنا الليل، لكنني ابتسمت،
              و تسرب بداخلي صوتها الساكن أوصالي صمتا حادا كالغربة:
              لماذا لا تفتأ تردد على مسمعي خوفك من الموت؟
              أليس قدرا محتوما نحن على أبوابه في لائحة انتظار؟
              لأنه سيفرق بيننا تاركا وراءه قصتنا الجميلة،
              قالت وحمرة تراود بياض العين الباردة،
              قلت: محض سراب،
              لم أدرك أنني أعيد نفس العبارة للمرة الألف أو أكثر، فابتسمت واضعا بحنو العاشق ما استطال من ذراعي على كتفها الأيسر،
              دنت مني تدفن رأسها في حضن صدري،
              كم كان مؤلما حضن سراب الغياب، لعلي في الكأس الخامسة،
              انتصاف قرص الشمس يوازي انتصاف قنينة الخمر،
              أعرضها للاختراق فتبدو بوجهين،
              وجه لامرأة ماتت فارتحلت دوني،
              ووجه لخيال ما استبقت الشمس من ضوء على حافة الأفق الكليح.
              يسألني العابرون على ذكراها بألوية الشك البارق في العيون:
              بماذا تقسم أنها منك وفيك ليست حكاية حب قديمة؟!
              أجيب وحلف يميني آيات من سورة العشق الذي يسكنني لسواها :
              بقبر أمي وحب الجنية الغجرية التي ملكتني لما استبقى لي العمر عهدا على واحدة أشهد ألا امرأة أغوتني إلا هي:
              ما كان بيني وبين الراحلة قبلي أكثر من شبه في الفقدان على حافة الموت حتى التماهي.

              الأستاذ السقال
              أعجبني كثيرا توظيفك "الشمس" خيطا ناظما لتيمة الفقد والغياب، بل وصلت الصورة منتهاها في:

              كم كان مؤلما حضن سراب الغياب، لعلي في الكأس الخامسة،
              انتصاف قرص الشمس يوازي انتصاف قنينة الخمر،
              أعرضها للاختراق فتبدو بوجهين،
              وجه لامرأة ماتت فارتحلت دوني،
              ووجه لخيال ما استبقت الشمس من ضوء على حافة الأفق الكليح.


              كما أرى أن نسيان قراءة اسم سفينة "أطلس" أو الفشل في ذكرها في مرحلة المرايا والذاكرة أهم مفتاح لقراءة القصة، فأطلس هو المركب الوحيد الذي يرد اسمه والراوي (يقرأ لها أسماء المراكب تعبر إلى الضفة الأخرى) لكنه لم يقرؤه. ونحن نعلم أن أطلس يعني صورة الكون، وأسطوريا يعني من يحمل الكون على كتفيه.

              سأعود لاحقا إن شاء الله لقراءة أكثر تفصيلا

              لك كل الشكر والتقدير

              تعليق

              • محمد المهدي السقال
                مستشار أدبي
                • 07-03-2008
                • 340

                #8
                اعترافات عاشق في أرذل العمر
                أو شهادة تقي
                في حق الراحلة مليكة مستظرف
                السبت 9 سبتمبر 2006
                رحيل مليكة مستظرف

                بعد عامين على رحيلها،
                كتبت هذا النص
                وليس في ذهني تصنيف له
                بين خاطرة و قصة،
                لأنه في الأصل شهادة للمشاركة
                في تخليد الذكرى الثانية لرحيلها،
                غير أن سكوت الجهة التي عبرت عن نيتها في تنظيم اللقاء،
                سيحفزني على التفكير في إخراجها،
                بالطريقة التي رأيتها مناسبة لمقامها في نفسي،
                بعدما احتلت مكانة أعز صديقة عرفتها على الإطلاق،
                وقد بلغنا ذلك الشبه في الفقدان على المستوى الإنساني،
                بعيداً عن أي شكل آخر من الارتباط.
                فكان نص: "اعترافات عاشق في أرذل العمر"
                راق لي أن يجد في نفوس المتلقين،
                تلك النفحة الصوفية
                لأرقى ما تصل إليه علاقة وصل بين رجل وامرأة.
                بقدر ما راقني،
                أن أجد من خلال استحضارها،
                طريقا لفيض تعبيرات الحب
                بأقصى مشاعر التواصل الكوني،
                حين لا يكون الارتباط بين أنثى وذكر
                موصولا بحافة الجنس.
                عايشت الراحلة أكثر من عامين،
                تواصلا بالكتابة منطلقا،
                ثم نجحنا في الانتقال بالافتراضي إلى الواقعي،
                عبر لقاءاتنا الشخصية المتكررة،
                في كل مكان عام يكون طريقنا
                بين محطة القطار
                و مقهى فرنسا
                والحديقة الكبرى
                بالبيضاء.
                بعيدا عن أضواء حفلات اليوم،
                مما ليس له ذوق أو طعم،
                غير ما يتبقى من صور للعرض إثباتا للحضور،
                لحضور مليكة مستظرف في النفس،
                فضل نسج هذه الكتابة بما لها وما عليها،
                و لا أبغي أكثر من قراءة تعبيراتها،
                باعتبار صدورها عن رؤية من الداخل،
                إزاء ما تركه فقد الراحلة مليكة مستظرف،
                من أثر
                توجست الخوف من انمحائه مع الزمن،
                فما كان منه
                إلا أن يكبر كل يوم أحسبه عابرا من عمري،
                و هي حاضرة أمامي،
                تحدثني عن تجربتها،
                عن رؤيتها للحياة في زمن العهر الثقافي،
                عن هموم كبيرة،
                لا تجاوز عتبة الاعتراف بحقوق صغيرة،
                أسماها الحق في الوجود.
                أما ما كان من تصوير بالتخيل
                لحالة التوجدن الروحي بيني وبين الراحلة،
                فقد أشهدت عليه العالم أكثر من مرة،
                حين قلت ساعتها،
                بأن الراحلة ظلت،
                تلك المرأة التي عرفت
                من تكون الغجرية في نفسي،
                فكانت على ذلك الشاهدة و الشهيدة.
                ***
                سأذكر هنا فقط
                أول نص جمعني بها في المجلة الورقية " طنجة الأدبية" بعنوان:
                v(طنجة الوشم في الذاكرة
                إلىمليكة مستظرف
                شبيهتي في الفقدان
                محمد المهدي السقال)
                vوآخر نص ودعتني به، بعنوان "قمل" بالتقديم التالي:
                إهداء:
                الى شبيهي في الفقدان…
                المهدي المنتظر، محمد المهدي السقال
                ********
                يمكن النقر على العنوانين في جبة الشيخ غوغل للوصول إلى النصين .

                " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

                تعليق

                • لميس الامام
                  أديب وكاتب
                  • 20-05-2007
                  • 630

                  #9
                  جاءني نثرك المتميز كجدارية ملونة بألوان العشق والحزن وألم الفراق وأنا من هناك ..من البعيد البعيد .. اراك متكأًأً مراقبا وابلاً أغرق شرفة الزمن مع أول خيوط مساء عنيد
                  محدقاً في الأفق متأملا أعوام العمر الفتي
                  تلك الأعوام التي مضت بوجع ولذة طعم عناق قديم
                  بِحِيْرَة المحترق السقيم
                  ونوبات عشق تراود قلبك الذي ما زال يافعا
                  متدثرا بصمتك المعلن في الوراء البعيد

                  أراك يا سيدي تستشعر رجفة أناملك الشاحبة
                  وحروفا سكبت بخفة ورشاقة -بريشة العمر الفتي-
                  لوحات غروب سافرت بالحبيبة على متن سفينة
                  غرقت في أفق الأزرقٍ الحزين
                  تتهادى اناملك - ترسم- انعكاس مرآة الذكريات بتلك الأنامل تلك التي كانت فتية،
                  لوحة لقصيدة عشق امرأة ، تتهادى قفزاتها فوق رمال الشطآن الحزينة بخفة ظباء البراري
                  بوشاحها الحريري المتموج مع نسمات البحر المصغي لتؤهاتك الثكلى ، مؤنسا وحشة أفول الشمس الآخذة في التماهي مع أفق الغروب مع نسمات حالمات، وأمل معقود ان تريح ساعديك على كتفي تلك المعشوقة وغابات شعرها الأكحل كغابات شتاء منصرم كان بالأمس مقوزح.
                  رسمت بأناملك تلك ال كانت فتية شيخا مسافرا
                  الى تيه يبتلعه وسبابة
                  تشير الى غلالة ضباب يصعد خارج الــ فوق
                  يرتشي برقا باهتا..وأنين رعدمحملقاً بأحداق قلبه في سنينه البعيدة
                  شيخ .. كان لسانه يغرد
                  بقصيد الغزل لمعشوقته الــغائبة الحاضرة-
                  بثغره الذي لم يكف عن الابتسام والأمل
                  وعيونه تلك التي كانت تدور هنا وهناك بوهجهها
                  رأيتك تبحث عن الجمال ..لتدشن الجمال
                  في لوحات غيبية
                  وها أنت هنا وهناك بعد انبلاج المسافات بعيون ساهمة
                  تصغي بصمت
                  وقع خطوات العمر ، صاعدة بتثاقل فوق درجات
                  البياض ..ولا شئ وراء البياض
                  يسمع وداع خطوك من فوق سحابة عابرة، لتمضي
                  برجفة السواعد والأكف الــ كانت فتيه..
                  متوكأً ، متشبثا برأس نسر شامخ فوق عصاك
                  خوفا وحذرا من الترنح والانكسار
                  فما عادت عظام الظهر ناهضة
                  وما عادت تلك الحيطان التي شاخت معك
                  تحتمل اتكاءاً..
                  بل بكاءً على أطلال السنين
                  لتحتمي من المجهول ،
                  تغدو عائدا صوب صومعتك
                  التي كانت بالأمس ملاذ عشق
                  ومحفلا لا يكف عن الحياة.
                  .
                  تقبل يا سيدي مني كل تقدير واحترام لهذه المشاعر الشفيف التي ترتدي ثوب الوفاء والعشق

                  لميس الامام
                  جده - السعودية
                  التعديل الأخير تم بواسطة لميس الامام; الساعة 25-05-2015, 10:24.

                  تعليق

                  • لمياء كمال
                    أديب وكاتب
                    • 26-10-2012
                    • 270

                    #10
                    ممتع وبليغ ومميز
                    واللغة خاصة تجذبك إلى أرضها وتفاصيلها ومشاعرها
                    وحتى تتحد معها

                    تقديري للكاتب المبدع
                    وتمنياتي أن أقرأ لك المزيد

                    تعليق

                    • جلال داود
                      نائب ملتقى فنون النثر
                      • 06-02-2011
                      • 3893

                      #11
                      الأستاذ محمد المهدي السقال
                      تحايا وسلام

                      تم قبول إعترافاتك في محكمة العشق وتم تحويل حيثياتها لفضيلة مفتي فحوى رسائل الغرام المضمّخة بالصدق والممهورة بالتوغل في فيافي الفؤاد ومسارب الروح. فقالوا في صوت واحد : براءة ولا تثريب عليك يا رجل.

                      أما بعد
                      نص جميل
                      ودائما ما أقرأ أي نص ، ثم تجذبني من بين سطورها جزئية تقول لي في إلحاح :
                      قف هاهنا ، فأنت ضمن حاشيتي.
                      وقد كان
                      هذه الجزئية قرأتها حتى الثمالة :

                      ***

                      هنا اقتعدت مثلي حافة البحر بانتظار الرحيل الموعود،
                      أقرأ لها أسماء المراكب تعبر إلى الضفة الأخرى فتعاند التهجي في لساني الواجف من سقوط الحروف:
                      إنك لا تقرأ إلا ما تحب أن ترى انعكاسه في أعماقك،
                      سفينة '' أطلس '' مرت منذ قليل، اقرأ جيدا، وابتسمت.
                      كانت تعرف أنني أرسم من فيض عينيها أحلاما قزحية،
                      و أني حين أسعف بلقائها، أتحلل من خوفي على نفسي وعليها،
                      كنت حينها أمسك بالجيد يعبث الريح حواليه بخصلات شعرها الفاحم،

                      ***

                      دمتم
                      ولا تبخل علينا بالمزيد

                      تعليق

                      • الهويمل أبو فهد
                        مستشار أدبي
                        • 22-07-2011
                        • 1475

                        #12
                        قراءة يعتريها النقص (فأعذروني)

                        محمد المهدي السقال
                        في

                        اعترافات عاشق في أرذل العمر




                        "والشمس آفلة خجلى من صدود أشعتها احتواء بعض همومي،"


                        الشمس (مصدر النور والحيوية) آفلة وخجلى، ولخجلها أسبابه؛ والبحر (رمز الحياة) موجه رمادي الزبد. ومثلما أن لخجل الشمس الآفلة صلة سلبية بي (لا تريد احتواء بعض همومي)، كذلك هو الأمر مع البحر وموجه (المسابق خفق القلب). ومع أن مثل هذه الرموز (الشمس والبحر) تستحضر الحياة والحيوية، إلّا أنها ترد في سياق سلبي. فالشمس آفلة وصدود أشعتها مدعاة خجلها. كذلك البحر: موجه رمادي الزبد وفي سرعته يحاكي خفق القلب أو يسابقه، ثم إنه يأتي على خلفية "الأفق الكليح."

                        كل هذا يمهد الأرضية المناسبة لدخول "جسد" شخص "في أرذل العمر." هذه الصورة بكل إيحاءاتها تتبدى في اقتصاد عرض لا تزيد كلماته عن الثلاثين، وهذا تكثيف هائل!

                        تركت جسدي المثقل بأحمال الخوف من تملك النعي من نفسي،
                        يهوي فوق منثور الحجر، أراوح بين المسنون منه و المستوي

                        وحده السكر يسعفني في تلمس الطريق إلى مهادنة نزف الجرح،

                        كان من المناسب أن يدخل الراوي (المتكلم) جسدًا يتهاوى، ليصبح جزءا من المشهد؛ جزءا مثقلا بأحمال الخوف، وهو خوف مختلف (الخوف من تملك النعي من نفسي). وكما أن للشمس أسبابا تملي صفاتها، كذلك الأمر مع أحمال الجسد، فخوفه خوف "من تملك النعي نفسي"، خوف يأتي بين جسد مثقل بأحمال الخوف نفسه وبين منثور الحجر الذي فوقه سيهوي. فنحن نرى عيانا هذه الحركة السريعة (يهوي) التي يحاول تركيب الجملة فقط كبح تسارعها: (تركت جسدي المثقل بأحمال الخوف من تملك النعي من نفسي، يهوي فوق منثور الحجر، أراوح بين المسنون منه و المستوي)! وحتى عند نهاية السقوط ما زال هذا الجسد يراوح (بين المسنون منه والمستوي). لذلك سيكون المشهد القادم مشهد نزف وعلاج، وليس له في هذه الحال غير الخمر بلسم ونديم: (وحده السكر يسعفني في تلمس الطريق إلى مهادنة نزف الجرح)! وكأن هذا العلاج يوقف التسارع (مهادنة). ثم إن هذا الوضع هو أيضا تكرار لحال الشمس وحال البحر، فكل المكاسب خسارة في مرحلة "أرذل العمر"! وهنا— للمتأمل – تنتسج التيمة في بنية السرد واللغة لتتشكل سبيكة لا يمكن فصل مكوناتها عن بعضها.


                        في مثل حالة اليأس هذه، ليس غريبا أن يفر هذا الجسد من الواقع إلى المرايا وإلى الذاكرة لتعود الشمس في "غبش الغروب" شأنها شأنه، فهو هنا ملقى "في غياهب الحضور" و"الحضور" نفسه "معلق بألسنة غبش الغروب"! وهنا يبدأ الهذيان، ربما نتيجة تهاوي الجسد أو نتيجة التداوي، أو هو النتيجة الحتمية لعمر تهاوى إلى مرحلة "أرذله"!

                        ومهما كان الأمر، فهو مثل الراحلة (هنا اقتعدت مثلي حافة البحر)، ذات البحر السابق الذي رأينا زبد أمواجة، وكلاهما على حافة البحر، وينتظران الرحيل. هذا الرحيل ليس رحيلا عاديا، إنه الرحيل بالف ولام، ويؤكده وعد. ويؤكده لسانه (الواجف من سقوط الحروف)، سقوط يعيدنا إلى تهاوي الجسد في المشهد السابق؛ والذي هو ايضا سقوط يحاكي عبور المراكب إلى الضفة الأخرى. فكلاهما عبور من حال إلى حال.



                        لحظة القراءة


                        ينبغي هنا عند لحظة الذاكرة والذكريات أن "نقرأ" كما يقرأ، نقرأ الذاكرة أو المذكرة كما تعرض نفسها على صفحة مرآة أو مرايا. وهو مشهد حقيق بالتأمل والقراءة الحصيفة. هنا قرأ الراوي للراحلة "أسماء المراكب تعبر إلى الضفة الأخرى"، مراكب بأسمائها تعبر فقط، فهي لا تمثل حركة مألوفة ذهابا وإيابا، بل فقط تعبر إلى الضفة الأخرى من بحر لا تظهر ضفته الأخرى إلّا لغويا. بل إن أسماءها تعاند التهجي، واللسان نفسه (لسان اللغة) واجف وحروف الأسماء تسقط حتى اختلت القراءة. إنها قراءة لا تقرأ. قراءة انتخابية تخشى سقوط الحروف.

                        لا بد للراحلة نفسها، وليس الراوي (هذا الجسد)، أن تنبهه (إنك لا تقرأ إلا ما تحب أن ترى انعكاسه في أعماقك). لا بد لها أن تنهره وإنْ ابتسمت ابتسامة من يدرك أسباب القراءة الانتخابية، وأن تصر بأن يقرأ "جيدا"، أن يقرأ ما مضى!

                        فما هي أسباب هذا الإصرار على جودة القراءة؟ لم تكن الأسباب غير إهماله أو إسقاطه "أطلس"، فهي هنا تذكره وهو في حالة تذكر وذكرى:(سفينة '' أطلس '' مرت منذ قليل، اقرأ جيدا، وابتسمت). هذه السفينة التي سقطت من الذاكرة وتجاوزها اللسان فسقطت من القراءة ليست سفينة حياة أو سفينة نوح عليه السلام وإنما هي الكون بأكملة على كاهل إنسان أنهكه الحمل وخانته السنون، إنسان في أرذل العمر ينفذ حكما بالعبور إلى "الضفة الأخرى"! لها كل الحق في أن تبتسم وهي تقرأ له من ذاكرتها سفينة أطلس. لهذا يدرك ما أدركته مجبرا:

                        كانت تعرف أنني أرسم من فيض عينيها أحلاما قزحية، و أني حين أسعف بلقائها، أتحلل من خوفي على نفسي وعليها.

                        غني عن القول هنا إنها سراب وإنها ذكرى استحضرها فقط لتذكره بسفينة أطلس! أما المكاشفات في مشهد الذاكرة فمجرد هلوسة تؤكد غرابة أطواره، لكنها تفضي في النهاية إلى (الذوب فيكِ حتى التلاشي). هذا التلاشي بدأ مع الشمس الآفلة والجسد الهاوي وغبش الغروب والمراكب العابرة إلى الضفة الأخرى. لا فائدة إذن من (تفجر الرغبة في الرغبة)، لأن مثل هذا التفجر هو التلاشي عينه! فـ(ـالرغبة في الرغبة) تستبعد الاختلاف الذي يؤكد الهوية ويبني الدلالة. ولهذا فالرغبة في الرغبة ما هي إلّا تماهٍ تام حتى على مستوى الحروف واللفظ، تماهٍ يلغي الدلالة والمعنى؛ يلغي الرغبة أو هو بالأحرى ذوبان "حتى التلاشي"! لهذا كان لا بد أن يذوب الكون ومكوناته حتى التلاشي:


                        دنت مني تدفن رأسها في حضن صدري،
                        كم كان مؤلما حضن سراب الغياب، لعلي في الكأس الخامسة،
                        انتصاف قرص الشمس يوازي انتصاف قنينة الخمر،
                        أعرضها للاختراق فتبدو بوجهين،
                        وجه لامرأة ماتت فارتحلت دوني،
                        ووجه لخيال ما استبقت الشمس من ضوء على حافة الأفق الكليح


                        إنْ لم أقف هنا، فإنني سأعيد القصة نفسها ولهذا سأكتفي باقتباس خاتمة القصة:

                        ما كان بيني وبين الراحلة قبلي أكثر من شَبَهٍ في الفقدان على حافة الموت حتى التماهي.

                        تعليق

                        • محمد المهدي السقال
                          مستشار أدبي
                          • 07-03-2008
                          • 340

                          #13
                          كلمة صدق في حق قراءات "اعترافات عاشق في أرذل العمر"

                          كلمة صدق في حق قراءات
                          "اعترافات عاشق في أرذل العمر"


                          يشارف التحاقي بموقع "ملتقى الأدباء والمبدعين العرب" سنواته السبع
                          وقد ظل ارتباطي به موصولا بحبل الصدق في التعامل مع فضائه الأدبي والفكري والثقافي،
                          من منطلق التناسب مع شعاره المؤسس على الحرية المشروطة بانتفاء الضرر،
                          منذ الشهر السابع من السنة 2008 الميلادية،
                          و أنا منخرط بالمشاركة الفعلية بما وسعتني إمكانياتي،
                          متطلعا باستمرار لتطويرها أملا في الارتقاء أبعد،
                          دون أدنى إحساس بضيق أو مضايقة في الحضور،
                          بل أحس بمزيد من الرغبة في مواصلة الكتابة مع حسن التلقي ونبل التفاعل،
                          ضمن فعاليات الموقع بمختلف تعبيراتها.
                          لكن اليوم بالذات،
                          أحسست بسعادة تغمرني
                          و أنا أستمتع بقراءات متميزة لأصدقائي وصديقاتي في الموقع،
                          على هامش نصي المتواضع:
                          "اعترافات عاشق في أرذل العمر"
                          فأبيت إلا أن أشرك كل من ساهم في خلق هذه اللحظة الجميلة من السعادة،
                          و أقول بصوت مرتفع،
                          كنتم جميعا بناة نص آخر أعتز بولادته على أيديكم،
                          بعدما قرأتم نبضه بعميق تأملكم،
                          و وقفتم على بنيته العميقة بتذوق و عي أدبيين ،
                          جعلكما شركاء في إعادة الحياة إليه،
                          إلى موقع " ملتقى الأدباء والمبدعين العرب "
                          شكري وتقديري الجزيل على هذه الفسحة التواصلية الجميلة،
                          و إلى كل المشاركين في القراءات واحدا واحدا و واحدة واحدة،


                          كبير اعتزازي وامتناني بما عرفه النص من اهتمام لديهم ولديهن.
                          صديقكم
                          محمد المهدي السقال


                          ولي عودة.

                          " مُـجَـرَّدُ كَـلاَمِ عَـجُـوزٍ لَـمْ يُـدْرِكْـهُ الْـبُـلُـوغ "

                          تعليق

                          • فاطمة الضويحي
                            أديب وكاتب
                            • 15-12-2011
                            • 456

                            #14
                            سيطرة عجيبة على تسخير الحرف حيث الوجدان ..
                            وأريج المفردات يعبق بالمكان ..
                            بين أضلع هذه القصة لا الخاطرة !!
                            ذكريات عبرت مثل الرؤى : ربما أفلح من قد ذكرى
                            ياسماء الوحي قد طال المدى: بلغ السيل الزبى وانحدرى

                            تعليق

                            يعمل...
                            X