رسالة إلى صـديـقـي
صديقي ..
تَنكِثُني نفسي .. وتَلْهو بِما لم تَعِدْ .. فلا أعرفُ .. أَحقّاً ما أَنجَزَتْ .. أم غَدَرَتْ بِما وَعَدَتْ ؟!.
آمالٌ .. وأحلامٌ آمِنة .. رَنا إليها السّرابُ .. باغَتَها .. فأَفضَاها إلى عَدَم.
ورَنَوْتُ إلى المجهول .. وقد لفَّهُ الحِندِسُ فلا يَبِين .. أَم هكذا هو صِنْوٌ لهُ، فلا وجود ؟! .. لكنَّما المجهولُ قد يَغفو فوقَ جَفنِي .. وعَيْنِي أَعجَزَها النَّظَر!!.
آهٍ يا نفسي ... ! كم بُلِيِتِ وبَلَوْتِني ؟! فأَعيانِي بكِ كلُّ صديقٍ وحبيب !! .. وبكِ رُمِيتُ بالضَّجَر، فلا أنفِضُهُ ولا يَنفِضُني .. وهكذا هيَ .. رحًى تَدورُ .. وتَدورُ .. وتنتظِرُ زَمَنَ الوَفاء .. فَيُنْهي دورةَ التِّيهِ والأملِ المَحزون .. .
صديقي .. لا تَلُمْني ... فما بِي قُدرةٌ على النّدَم ...
قد أَلْهُو في وَقارٍ .. وقد أَلْهُو في انكسار ... لكنِّي أَحكِي حِكايَةَ الغُرِّ الغَرِير .. وحكايةَ الكَهْلِ الضَّعيف .. حِكايةَ الأضدادِ بينَ شايِّ صَباحاتِي ومَساءاتي اليَسيرَة .. وقهوَةَ أوقاتي العَسيرَة .. وأَلتَذُّ فيها بِما كانَ ويَكونُ وبما آمُلُ أن يَكون .. .
وإذا بِي .. تُباغِتُني لَذَّاتٌ مجنُونة .. كأنَّها أَبَتْ إلا أنْ تَهزمَني .. لَذّةُ الصّدمة .. ولَذّةُ المُواجَهة .. ولَذّةُ فَضْحِ الذّات .. .
فأنَا .. كما أنَا .. يَكتُبُ تَلاميذي بِقَلَمي .. ويُصْغُون إلى أَعدادِي ومَقايِيسِي .. لِذا .. لم تكن كلماتي إلا أصفاراً .. ولم تكن شفاهي إلا سَكَنات .. أَضاعَتْها أَمواجٌ وأَمواج .. ثمَّ ارتَدَّتْ خائِبَةً كَسِيرَة .. وقد لَفَّها حُزنٌ كبير..
وباغَتَتْنِي الحَيْرَة .. وباغَتَتْنِي الأسئلة .. فلا قَرارَ ولا جَواب .. !!
يا صديقي .. لِمَ حواري معكَ أضحى صحراءَ تِيهٍ موحِشة ؟!!
ــــ هل من كلمة ؟ ! .. أيّاً كانتْ ...
ــــ بل هي قصيدة .. وسَتبقى .. انتَظِرْها .. واقرَأها اليومَ ...
ــــ نَعم ... سَتبقى ... وسَتبقى .. !!
تَنكِثُني نفسي .. وتَلْهو بِما لم تَعِدْ .. فلا أعرفُ .. أَحقّاً ما أَنجَزَتْ .. أم غَدَرَتْ بِما وَعَدَتْ ؟!.
آمالٌ .. وأحلامٌ آمِنة .. رَنا إليها السّرابُ .. باغَتَها .. فأَفضَاها إلى عَدَم.
ورَنَوْتُ إلى المجهول .. وقد لفَّهُ الحِندِسُ فلا يَبِين .. أَم هكذا هو صِنْوٌ لهُ، فلا وجود ؟! .. لكنَّما المجهولُ قد يَغفو فوقَ جَفنِي .. وعَيْنِي أَعجَزَها النَّظَر!!.
آهٍ يا نفسي ... ! كم بُلِيِتِ وبَلَوْتِني ؟! فأَعيانِي بكِ كلُّ صديقٍ وحبيب !! .. وبكِ رُمِيتُ بالضَّجَر، فلا أنفِضُهُ ولا يَنفِضُني .. وهكذا هيَ .. رحًى تَدورُ .. وتَدورُ .. وتنتظِرُ زَمَنَ الوَفاء .. فَيُنْهي دورةَ التِّيهِ والأملِ المَحزون .. .
صديقي .. لا تَلُمْني ... فما بِي قُدرةٌ على النّدَم ...
قد أَلْهُو في وَقارٍ .. وقد أَلْهُو في انكسار ... لكنِّي أَحكِي حِكايَةَ الغُرِّ الغَرِير .. وحكايةَ الكَهْلِ الضَّعيف .. حِكايةَ الأضدادِ بينَ شايِّ صَباحاتِي ومَساءاتي اليَسيرَة .. وقهوَةَ أوقاتي العَسيرَة .. وأَلتَذُّ فيها بِما كانَ ويَكونُ وبما آمُلُ أن يَكون .. .
وإذا بِي .. تُباغِتُني لَذَّاتٌ مجنُونة .. كأنَّها أَبَتْ إلا أنْ تَهزمَني .. لَذّةُ الصّدمة .. ولَذّةُ المُواجَهة .. ولَذّةُ فَضْحِ الذّات .. .
فأنَا .. كما أنَا .. يَكتُبُ تَلاميذي بِقَلَمي .. ويُصْغُون إلى أَعدادِي ومَقايِيسِي .. لِذا .. لم تكن كلماتي إلا أصفاراً .. ولم تكن شفاهي إلا سَكَنات .. أَضاعَتْها أَمواجٌ وأَمواج .. ثمَّ ارتَدَّتْ خائِبَةً كَسِيرَة .. وقد لَفَّها حُزنٌ كبير..
وباغَتَتْنِي الحَيْرَة .. وباغَتَتْنِي الأسئلة .. فلا قَرارَ ولا جَواب .. !!
يا صديقي .. لِمَ حواري معكَ أضحى صحراءَ تِيهٍ موحِشة ؟!!
ــــ هل من كلمة ؟ ! .. أيّاً كانتْ ...
ــــ بل هي قصيدة .. وسَتبقى .. انتَظِرْها .. واقرَأها اليومَ ...
ــــ نَعم ... سَتبقى ... وسَتبقى .. !!
سَتَبقَى قصيدتُكَ يا صَديقي .. سِرّيَ الصَّغير .. سِنمّارُ ماتَ شَهيداً .. وامتَزجَ الدَّمُ بِفَخرِهِ .. وارتَوَى الإبداعُ بِدَمِهِ .. المَلِكُ يَرتَعُ مُنتَشِياً .. وحروفُ الاسمِ س ن مّ ا ر ذُبالةُ الكُؤوسِ العَطشَى .. كلِماتُكَ .. تعويذةُ قبرٍ مهجورٍ .. أدمَى ذاكرةَ سَيّدَتي .. فَتَبّاً لَهُ .. وللمُوحِشاتِ ... !!
صَديقي .. أَخطَأَ وَحْيِي فيكَ .. فَما سُرِقْتَ مِنِّي !! ولكنْ .. سَرَقْتَ نَفسَكَ مِنِّي .. أَخطأَ وَحيي .. وأَصابَتْ كَلِماتُكَ مَقتَلِي.
صَديقي .. أَخطَأَ وَحْيِي فيكَ .. فَما سُرِقْتَ مِنِّي !! ولكنْ .. سَرَقْتَ نَفسَكَ مِنِّي .. أَخطأَ وَحيي .. وأَصابَتْ كَلِماتُكَ مَقتَلِي.