فوق هضبة صغيره يرتفع سورا كبيرا شامخا بحجارته الضخمه المتراصه وطلاقاته موشوم بالنصر والعزه يحتضن مدينه , مازال باق من التاريخ تتوسطه بوابة كبيره اسمها باب العامود أو دمشق يحتضن مقدساتنا ذكرياتنا تاريخنا مسجدنا قبور الفاتحين وعظمة الفاروق .... تسيل على حجارته دماء المجاهدين حمراء زكيه تفوح منها رائحة المسك والعنبر لم تجف بعد ولن تجف .
عندما ندلف الى هذه المدينه ( المفقوده ) من بوابتها الكبيره تستقبلنا صرخات المجاهدين ... الله أكبر .. و أصوات صليل السيوف وبريقها التي تضئ سماؤها و في كل زاوية فيها وحجر
سجده أو ركعه أو دم شهيد .
التاريخ هنا ينحني ينادي يصرخ يحدثك عن الأحبه بطولات الأجداد
عن الركع السجود عن بلال يؤذن ولحى الصحابة الفاتحين المضمخة بدموعهم وهم يفقدون نبيهم يصطفون للصلاة ... وقناديل المسجد تتأرجح .
قبل الدخول الى ساحة المسجد لابد أن تمر بسوق خان الزيت وبعده سوق العطارين المفضي الى باب السلسله احدى بوابات المسجد , مجموعات من احفاد القرده ينتشرون بسلاحهم الذليل وعلى وجوههم الذلة والمسكنه مكتوبه بأمر منزل الكتاب .
ساحة فسيحه محاطه بالاروقه في جهتها الشرقيه ينتصب مسجد الاسراء حزينا قويا ينظر اليك
بمجرد دخولك مرحبا بك فهو يعرفك . فتحيه بركعتين ينشرح بعدها صدرك وتنهمر دموعك مبللا بلاطاته الطاهره الملساء من أثر السجود .
تتصاغر الدنيا وتنكمش الأحلام ولن تعود تذكر الا الله .
أصوات همهمه
وتكبير
ومجاهدين
يرمون التمرات
بخ بخ ...
وقعقعة سلاح
ترددها جدران المسجد
وبلال آخر
يؤذن
وحجاره ستتكلم
هذا اذا ألقيت السمع .
تعليق