تويت
غربت شمس ذلك النهار ولم يغرب توتره أحس بالفرح يغمض عينيه مع مغيب نور ذلك اليوم روغم ذلك حافظ على تفاؤله الذي ما لبث يتحنط فجأة في كل أوصاله
يجلس على الكرسي ، يطقطق أصابعه ، يذهب ثم يعود ، يطلق شهقتين متتاليتين وكأنه قد أصيب بمس من شياطين الجموح.
كان في كل دقيقة يطل من على النافذة المطلة على برج إيفل يرقبها ولكنها لم تأت .
وككل مرة يحاول أن ينسى تأخرها بالتحديق في باقات القرنفل أو تذكر الأيام الجميلة التي قضاها معها في الثانوية العتيقة تذكر كم كانت تعشق أشعار ناظم حكمت وبابلوا نيرودا
وروايات غابرييل غارسيا ماركيز والطاهر وطار
هيأ كل شيء حجز مطعما كاملا مقابلا لبرج إيفل .جهز كعكة كبيرة وضعت على مائدة زينت بأحلى المأكولات حتى الكافيار الباهظ الثامن أغلى العصائر والمشروبات
كان كل شيء يوحي بالبذخ والرفاه و ما زاد في هذا أنه اشترى خاتما ماسيا مرصعا بالذهب قد قرر أن يطلبها للزواج في عيد ميلادها
إلا انه كان شبه متيقن أن اصطياد لبؤة أسهل بكثير من اصطياد روائية وايقاعها في شراك الحب لذا قرر أن يكون شاعرا ذلك اليوم ، عزم أن يكون مايسترو الحفلة وأن تكون هي سمفونيته
مرت ساعتان ولم تأت بعد كان في كل مرة يخرج سيجاره ويشعله بعصبية ليطفأه بتفتنن أحيانا لا يصدق أنها قبلت أن تفتح له أبوابها بعد سنتين وهو يحاول التقرب منها ولكنه لم يجرؤ على الاعتراف لها والآن هي تتأخر عن موعد أكدت أنها ستحضره
لم يستطع الانتظار أكثر ارتدى معطفه وقبعته الجلدية السوداء ووضع الخاتم في جيبه وأخذ أيضا شالا أحمرا عزم أن يهديه لها وذهب إلى بيتها ركب سيارته وطار إليها
حتى وصل إلى البيت أراد أن يفاجئها ويدخل عبر النافذة وهو يتسلل أطل إلى الداخل فرأى الصاعقة
رآها تحتفل مع شخص صعق تألم وبكى بصمت وحرقة ثم مسك الشال الوردي ووضعه على شكل قلب على الورد المزروع في حديقة منزلها وكتب في ورقة
أعذريني لأني أحببتك بصدق ...............عيد ميلاد سعيد
ومضى ثم ألقى قلبه في نهر السين العظيم ....................................