السّلام عليكم .. في رأيي المتواضع فإنّه يجوز إعرابُ هذه الجملة بطريقتين لأنّ التقديم والتأخير ليس شرطًا واجبًا فيها وإنّما يكون كذلك في سياقات معلومة كأنْ يكون المبتدأُ نكرة ويكون الخبر مركّبا حرفيّا بالجرّ أو مركّبًا إضافيًّا في مثل: مثال 1: فوق الطّاولة كتابٌ (كان فوق الطّاولة كتابٌ) مثال 2: في الدّار رجلٌ (كان في الدّار رجلٌ) ففي المثالين تأخّر المبتدأ واسم الناسخ الفعلي (كتابٌ + رجلٌ ) وجوبًا لورودهما نكرتين والأصل أنْ يكونا معرفتين. أما في جملة "كان خلقه القرآن" فالأمرُ مختلفٌ لذلك يجوزُ فيها تأويلان: التأويل الأول:كَانَ خلُقُهُ القرآنَ على اعتبار أنَّ "خلُـــــــقُـــــــــــهُ" اسمُ كان مرفوع وعلامةُ رفعه الضّمّة الظاهرة في آخره واعتبارِ "القرآنَ" خبرًا لها منصوبًا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره التأويل الثاني: كَانَ خلُقَهُ القرآنُ على اعتبار أنَّ "خلُـــــــقَـــــــــــهُ" خبر كان مقدّم منصوب وعلامةُ نصبه الفتحة الظاهرة في آخره واعتبارِ "القرآنُ" اسمًا لها مؤخَّرًا مرفوعًا وعلامة رفعه الضّمّة الظاهرة في آخره هناك بعضُ الحالات التي يستحيلُ فيها ظهورُ علامات الإعراب في أواخر الكلم فيلتبسُ المعنى على السّامع فتكون رُتَبُ الألفاظُ ومواضعُها هي المحدّدُ الأساسي لوظائفها الإعرابية. ففي حالات المقصور والممدود مثلا يعتدُّ في إعربها بقرينة الرّتبة مثال: ضرَب عيسى موسى في هذه الجملة يعتبر "عيسى" فاعلاً و"موسى" مفعولاً به لأنّ الفاعل يردُ في الأصل قبل المفعول والله أعلم