وللدموع ألوانها المتباينة
دموع أم أحمد كقطر الندى يطفئ حرقة بيلسان الفقدان -يالله عليك اتكالي
يقولون أنَّ قيزان النجار نسفوا فيها البيوت على أهلها وييلي يا خانيونس
نكبوكي-أما كان يكفيهم ما فعلوه في عبسان وخزاعة، لعنهم الله مجرمين.
لابدّمن تهدئة خاطر أم عطا-قالوا من قوة القصف طارت بعيداً عن البيت
وباقي الأسر خالطت الركام والحرائق ،مسكينة وجدوها مدفونة في الرمال .
انطلقت أم أحمد من المعسكر، تمشي وتتذارى بين الأحياء، ياستار يا رب
لا تجعلني جثة بين الأحياء ، اللهم سترك أنت تعلم بالحال
وتردد المعوذات ، قالت إن الله سبحانه منحها القوة إلى أن وصلت
احتضنت -أم عطا التي بدت مخلوقة أخرى .
انهمرت مدامعها تبكيها فقدت الصواب غاضت دموعها،بهتت نظراتها
بتعابير قريبة من الخبل، تهمس لمن قربها برعب، تنظر يميناً وشمالاً من
سيسقي البنفسج، من يزرع الريحان؟ من يأخذ الأولاد للمدارس
وعرس عطا موعده اقترب، حجزنا في صالة السعادة ، من سندعو
كانت تهمس بصوت نصف صاح.
ضجة وضوضاء، القصف صمت ، اتجهه نحو رفح،ماهذه الضجة-ياستار يا رب
اندفع طفل من الخارج كالريح قائلاً وجدنا حياة--وجدنا حياة بين مزرعة البندورة.
انتفضت أم عطا ،ازدادت حدقتا عينيها اتساعاً مرعبا بتعابير مبهمة ، بينما
دخل أحد الشبان يحمل طفلة رضيعة،انفجرت بالبكاء ، تحضنها تقبلها
التصقت الطفلة بصدرها فانفجر الجالسون بالبكاء،أم عطا تهذي أرضعتها العصافير حبيبتي، الحمد لله
أنا وأنت يا حياة- أبوك وإخوانك، أين هم الآن أرأيتيهم ،اخطفتهم الغربان؟ انطلقت أصوات المواساة هامسة
وحِّدي الله، يا عين هوني مثل الناس كوني، اصبري أخية ربما نلحقهم حالاً
درّ لحياة حليب أمّها ساعدتها أم محمود في تلقيمه للطفلة،ضياع كل ما أحاط بالأم وطفلتها
كانت دموعها تنهمر بلون ألف سؤال وسؤال-بينما الطفلة انهمكت في الرضاعة-أم محمود تسيل دموعها بلون الرعب
كيف ومتى سيقصف البيت عليهم، هل تطير مثل أم عطا لتتشرب الحسرات، هل تموت
ويطير أحد أبنائها ومن سيجده ويربيه؟ تهز رأسها بالنفي ترد ما تتوقعة مرددة:-قل أعوذ
الناس ، هدأتها أم أحمد- وهي تجهل مصيرها ونظراتها سارحة هناك مع صوت الزنانة(طائرة الأباتشي)
تسبق القصف،الوجوم يستحوذ على المكان--اقترب المساء
هرولت أم أحمد مسرعة ، بينما شظية طائشة من دبابة متوغلة ترش الموت في كل مكان، تصْفرُ نحوها شظية
انبطحت أرضاً، زحفت لمسافة بعض الأمتار، تدارت بين الأحياء ألى أن وصلت بيتها
تهذي وتهذي -يا الله الموت هنا بألوان همجية الاحتلال- النوم بألوان الكوابيس- حتى الدموع هنا لها ألوان.
4-8-2014
الثلاثاء

دموع أم أحمد كقطر الندى يطفئ حرقة بيلسان الفقدان -يالله عليك اتكالي
يقولون أنَّ قيزان النجار نسفوا فيها البيوت على أهلها وييلي يا خانيونس
نكبوكي-أما كان يكفيهم ما فعلوه في عبسان وخزاعة، لعنهم الله مجرمين.
لابدّمن تهدئة خاطر أم عطا-قالوا من قوة القصف طارت بعيداً عن البيت
وباقي الأسر خالطت الركام والحرائق ،مسكينة وجدوها مدفونة في الرمال .
انطلقت أم أحمد من المعسكر، تمشي وتتذارى بين الأحياء، ياستار يا رب
لا تجعلني جثة بين الأحياء ، اللهم سترك أنت تعلم بالحال
وتردد المعوذات ، قالت إن الله سبحانه منحها القوة إلى أن وصلت
احتضنت -أم عطا التي بدت مخلوقة أخرى .
انهمرت مدامعها تبكيها فقدت الصواب غاضت دموعها،بهتت نظراتها
بتعابير قريبة من الخبل، تهمس لمن قربها برعب، تنظر يميناً وشمالاً من
سيسقي البنفسج، من يزرع الريحان؟ من يأخذ الأولاد للمدارس
وعرس عطا موعده اقترب، حجزنا في صالة السعادة ، من سندعو
كانت تهمس بصوت نصف صاح.
ضجة وضوضاء، القصف صمت ، اتجهه نحو رفح،ماهذه الضجة-ياستار يا رب
اندفع طفل من الخارج كالريح قائلاً وجدنا حياة--وجدنا حياة بين مزرعة البندورة.
انتفضت أم عطا ،ازدادت حدقتا عينيها اتساعاً مرعبا بتعابير مبهمة ، بينما
دخل أحد الشبان يحمل طفلة رضيعة،انفجرت بالبكاء ، تحضنها تقبلها
التصقت الطفلة بصدرها فانفجر الجالسون بالبكاء،أم عطا تهذي أرضعتها العصافير حبيبتي، الحمد لله
أنا وأنت يا حياة- أبوك وإخوانك، أين هم الآن أرأيتيهم ،اخطفتهم الغربان؟ انطلقت أصوات المواساة هامسة
وحِّدي الله، يا عين هوني مثل الناس كوني، اصبري أخية ربما نلحقهم حالاً
درّ لحياة حليب أمّها ساعدتها أم محمود في تلقيمه للطفلة،ضياع كل ما أحاط بالأم وطفلتها
كانت دموعها تنهمر بلون ألف سؤال وسؤال-بينما الطفلة انهمكت في الرضاعة-أم محمود تسيل دموعها بلون الرعب
كيف ومتى سيقصف البيت عليهم، هل تطير مثل أم عطا لتتشرب الحسرات، هل تموت
ويطير أحد أبنائها ومن سيجده ويربيه؟ تهز رأسها بالنفي ترد ما تتوقعة مرددة:-قل أعوذ
الناس ، هدأتها أم أحمد- وهي تجهل مصيرها ونظراتها سارحة هناك مع صوت الزنانة(طائرة الأباتشي)
تسبق القصف،الوجوم يستحوذ على المكان--اقترب المساء
هرولت أم أحمد مسرعة ، بينما شظية طائشة من دبابة متوغلة ترش الموت في كل مكان، تصْفرُ نحوها شظية
انبطحت أرضاً، زحفت لمسافة بعض الأمتار، تدارت بين الأحياء ألى أن وصلت بيتها
تهذي وتهذي -يا الله الموت هنا بألوان همجية الاحتلال- النوم بألوان الكوابيس- حتى الدموع هنا لها ألوان.
4-8-2014
الثلاثاء
تعليق