مما كتبت ويليق بهذا الوقت للمرة الألف :
الاطفال الرجال
في تلك البلاد البعيدة تسطع شمسها في الليل – عشبها احمر كلون الدم – نسيمها يحرك الريح –نورها له رائحة كعشب الزعتر – وسماؤها تصرخ في النهار اين هو ذاك الليل .
كانت هناك فتاة جميلة – عيناها تشع من صميم الفؤاد – شعرها طويل أبعد من الافق – أحبها رجل يحمل على ظهره الجبال – هدير صوته يهز الوديان – وتتجمد له الانهار- وتطرب له العصافير والاشجار – تعلق بها بحواسه الخمسة – ترك اولاده عندها – وبحاسته السادسة تركها ثم اخذ حقيبته وغا...در حيث ما كان يعرف الى اين هو سار – فلا هم رأوه بعدها ولا هو عاد الى ذلك المكان .
في تلك البلاد البعيدة طعامها لا يشبع سربا من النمل – وماؤها لا يروي عطشا – ودواؤها لا يشفي جرحا – وأهلها لا يشكون ضعفا – يبكون من غدر وهوان – يشككون باسطورتهم بدموع العتاب والاستغراب – وبكل فخر يحملون بين ايديهم ايادي اطفالهم بلا اطفال عرفوا انهم خلقوا من نور واجساد حمراء بلون النار .
في تلك البلاد البعيدة مـُزِّقت كل قصائد الحب والعشق والغرام والهيام والمدح والكذب – وشطبت من التاريخ روايات التاريخ والنخوة وملاحم عبلة وعنترة وقيس ولبنى وعفراء وعروة وحروب الجان - وتغيرت الالوان والاشكال – دموعهم دماء – بردهم من نيران - رجال يبكون كالاطفال – ودموع اطفال كالرجال.
نشأت حداد
في تلك البلاد البعيدة لم يعد يوجد صبايا أو نساء أو اطفال كلهم ومع فخرنا بهم هم رجال .
نشات حداد