رحلتي الرائعة إلى سلسلة جبال كايزر شتول البركانية في ولاية بادن
د . عدنان جواد الطعمة

دعينا ، زوجتي وأنا ، لحضور حفلة عيد ميلاد إحدى صديقاتها في مدينة زيوريخ بسويسرا في مساء اليوم الخامس من هذا الشهر تموز 2008 .

قامت زوجتي بحجز غرفة في أحد فنادق زيوريخ و غرفة ثانية في مدينة بشوفينغن الواقعة في وادي جبال كايزر شتول البركانية في ولاية و منطقة بادن الخضراء الساحرة التي تبعد عن مدينة زيوريخ بساعتين و أربعين دقيقة تقريبا ,

ومن خصائصي وطبعي من زمان كنت أجمع بين الواجب والونسة و الراحة في رحلاتي و سفراتي أينما حللت . وكان واجبي الشخصي هو البحث عن مخطوطاتنا و آثارنا العربية و الإسلامية في مكتبات و متاحف الدول أو المدن التي زرتها و أزورها كما فعلت ذلك في أسبانيا و لندن و باريس و كوبنهاغن و أمريكا و النمسا و هولندا و غيرها من البلدان .

وقبل سفرنا بحثت في الإنترنت عن متاحف سويسرا و خاصة زيوريخ من أجل التأكد عما إذا كانت آثار عراقية و إسلامية موجودة فيها .

و يا دهشتي عندما وجدت إفتتاح معرض معهد الآثار التابع لجامعة زيوريخ بمناسبة مرور 125 سنة على تأسيسها يحمل عنوانا بإسم : ملك على ( ضفاف ) دجلة .

فرحت بهذا الخبر و فرحت زوجتي معي أيضا و قلت لها إن إفتتاح معهد الآثار في يومي السبت و الأحد سيكون بين الحادية عشر إلى الرابعة عصرا و علي زيارته في الساعة الحادية عشر و أخرج منه في الرابعة عصرا . و سأكتب تفاصيل الرحلة إلى زيوريخ في المقالة الثانية إن شاء الله .

لذا إقترحت علي زوجتي أن نسافر صباح الجمعة إلى كايزر شتول و نزور المدن و القرى و الأرياف طيلة النهار و نبقى ليلة واحدة . و على راحتنا نسافر صباح السبت إلى مدينة زيوريخ لزيارة معرض معهد الآثار و متحفين آخرين من الساعة الحادية عشر إلى الساعة الرابعة عصرا .

كان موعد إفتتاح الحفلة في الساعة السابعة و النصف مساء السبت في زيوريخ .

و في الساعة الثامنة و عشرين دقيقة من صباح يوم الرابع من هذا الشهر ، تموز 2008 غادرنا مدينتنا الجامعية الخضراء ماربورغ باتجاه مدينة فرانكفورت و مدينة بازل .

بوابة المدينة
و قد مررنا بعدة مدن فرانكفورت و دارمشتات و هايدلبرغ و كارلسروهه فوصلنا مدينة إندنغن Endingen في الساعة الثانية عشر ظهرا و اتجهنا إلى مزرعة مرتفعة للعنب المشرفة على المدينة .

زوجتي
كان الجو رائعا و الشمس مشرقة و السماء ملبدة بمئات من الغيوم و السحب المتنوعة الأشكال .
حملنا أمتعة الغداء و الشاي نصبنا الكراسي و بدأنا بالإستراحة و الغداء لمدة ساعة بالضبط ، قمت خلالها بالتقاط الصور للمدينة و مزارع الكروم و الأعناب و الغيوم .

شعرنا فعلا بالراحة لهدوء و جمال الطبيعة و تمتعنا بالإستماع إلى زغردة العصافير و الطيور المختلفة وكأنها تعزف موشحات أندلسية في مثل هذا الجو الحار الجميل .

ذهبت إلى مزارع العنب ( الكرم ) المخططة تخطيطا هندسيا على هيئة صفوف مرتبة بينها مسافة تقريبا مترين و نصف و بين كل شجيرة عنب و أخرى مسافة متر و نصف . إن إرتفاع كل شحيرة حوالي مترين .

و أجمل ما شاهدته بداية نمو عناقيد حبات العنب الخضراء نحن نسميها في العراق بالحصرم ، الذي سيكون موعد نضوج العنب في نهاية الشهر القادم .

و بعد الساعة الواحدة ظهرا ذهبنا بالسيارة إلى داخل مدينة إندنغن و أوقفنا سيارتنا في وسط المدينة بالقرب من بوابة المدينة . و أخذنا نتمشى في شوارعها التي تحت التعميرننظر إلى جمال الأبنية و العمارات الصغيرة و المحلات إلى أن وصلنا ساحة دار البلدية الواسعة .

و على جوانب الساحة توجد مطاعم و محلات تجارية و مقاهي . أما الأبنية فكانت مزينة بالزهور و سنادين الأوراد المختلفة .

قمت بالتقاط الصور لبعضها . و بعد قضاء ما يقارب ثلاثة أرباع الساعة عدنا إلى سيارتنا و سافرنا باتجاه القرية الصغيرة بشوفينغن الجميلة .

أبهرتنا المناظر الطبيعية و مزارع العنب الموزعة بشكل يدعو إلى البهجة و الإعجاب .

وكنت أثناء السير ألتقط الصور و أحيانا كنا نقف و أصور هذا و ذاك المنظر و هذه الغيمة و تلك الغيمة و الغيوم عامة .

ومن مدينة إندنغن سافرنا باتجاه قرية بشوفينغن التي تبعد عن إندنغن مسافة 15 كبلبومترا Bischoffingen . و على جانبي الطريق كانت مزارع العنب الجميلة منتشرة بأشكال هندسية .

وصلنا غرفتنا في حدود الثانية والنصف بعد الظهر و وضعنا حقائبنا فيها . يوجد منحدرجبلي مرتفع حوالي 370 مترا عن مستوى سطح البحر إسمه منحدر القمر .

سافرنا بسيارتنا إليه و قطعنا عدة منحنيات و شوارع متعرجة إلى أن وصلنا قمة منحدر القمر .

أوقفنا سيارتنا في البارك و صعدنا إلى الأعلى . في وسط المنحدر يوجد مكان دائري مسقف بقبة خشبية في محلات للجلوس . وأمام هذا المحل صخور بركانية كبيرة .

بدأت بالتقاط الصور للمناظر الطبيعية و مزارع العنب في كافة الإتجاهات و الوديان كما التقطت مجموعة من الصور للغيوم و السحب المختلفة .

و في الساعة السادسة إنحدرنا من قمة منحدر القمر باتجاه سيارتنا .

و تحركنا باتجاه المدينة فوجدنا مطعما من الدرجة الأولى و جلسنا في حديقة المطعم الزاهية .

و بعد تناول طعام العشاء قررنا الذهاب مرة ثانية إلى قمة منحدر القمر لمشاهدة غروب الشمس .

بقينا هناك حتى الساعة العاشرة مساءا .

وعلى الرغم من كثرة الضباب و الغيوم تمتعنا بغروب الشمس و أشعتها الممتدة إلى عنان السماء .

ثم عدنا إلى السكن و جلسنا فترة قصيرة على البالكون متمتعين الهدوء و المناظر الجميلة المحيطة بالبيت .

و بعد الإستحمام بدأنا بشد و ضبط حقائبنا و نمنا ليلة هانئة مريحة .

أفقت في حدود الخامسة و النصف و استحميت مرة أخرى و ارتديت ملابس السفر و جلست على البالكون مستمعا إلى زغردة طيور و عصافير و بلابل القرية .

ومن البالكون إلتقطت بعض اللقطات لمزارع العنب و القرية .

أما الغيوم فكانت في هذا الصباح قليلة جدا و السماء صافية .

و بعد ذلك أفاقت زوجتي من نومها و استحمت و ارتدت ملابسها و جلست بالقرب مني على البالكون حتى الساعة الثامنة ، موعد الفطور .

نزلنا من غرفتنا إلى فناء البيت المزين بمختلف الأوراد و الصبار التي قمت بتصويرها أيضا .

و بعد تناولنا الفطور و الشاي المركز و القهوة المركزة صعدنا إلى غرفتنا و جلبنا حقائبنا و وضعناها في السيارة .

ثم شكرنا السيدة على حسن الضيافة و الترحيب و سلمناها مفتاح الغرفة .

و غادرنا القرية في الساعة الثامنة و 45 دقيقة باتجاه مدينة بازل في سويسرا .

وفي المقالة الثانية سأحدثكم عن رحلتنا الممتعة إلى زيوريخ بإذن الله، آملا أن تستمتعوا بهذه اللقطات ، ودمتم جميعا بخير و عافية
ألمانيا في 11 / 7 / 2008
تعليق