جلست فوق صخرة و أمواج البحر تضربها بقوة، تطايرت حبيبات من الماء الشفاف في الهواء إلى أن سقطت على وجهي و هي ترسم لوحة مائية ممزوجة بابتسامة مشرقة، يصعب الفصل بين مكوناتها و بين خيوط شمس صيفية ساحرة، أضفت عليها حمرة كتلك التي تشبه حمرة زهرة الرمان ..فجأة، سمعت ذبذبات تشبه أنين كائن حي يختنق، أمعنت النظر جيدا على صفحة البحر المنبسطة، فلم أرى سوى ماءا ممزوجا بزرقة اﻷفق و بياض ثلج غيوم صافية .. دققت أكثر، فإذا بسمكة متوسطة الحجم، يميل لونها إلى اﻷزرق الشفاف المزركش بمزيج من اﻷلوان الفاتنة، تخرج من فمها فوقعات أنين ، كتلك التي تخرج من اﻻنسان عندما يحتضنه الموت..فشدني حالها حزنا، حتى أن تلك اللوحة التي كانت تزين و جهي تشققت و تقلصت زوايا خطوطها شيئا فشيئا حتى صارت خطا فاصﻼ بين الحياة و الموت..لم أشعر بنفسي حتى قفزت من أعلى الصخرة، و كل أملي أن أقدم لها يد المساعدة.و أنا أسبح، كنت أقاوم أمواجا شرسة تحاول دفعي بقوة نحو الصخور المسننة، فلم أجد حﻼ آخر غير أن أسبح من تحت اﻷمواج الهائجة ..و أنا من تحت السمكة، أمسكت بها، فلبستها الرجفة و كأنها تخاف من قبضتي .. تأملت وجهها، و جدت دما يخرج من فمها، فعلمت أن شوكة صيد عمياء بداخله، فتحته و أخرجت الشوكة برفق، ثم أرجعتها إلى الماء من جديد، فبدأت تسبح بحرية فوق الماء و هي تنظر نحوي و ترفع ذيلها بكل حيوية و أمواج البحر تراقبنا في هدوء ...
عندما تكتمل اللوحة..
تقليص
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة ادريس الحديدوي مشاهدة المشاركةجلست فوق صخرة و أمواج البحر تضربها بقوة، تطايرت حبيبات من الماء الشفاف في الهواء إلى أن سقطت على وجهي و هي ترسم لوحة مائية ممزوجة بابتسامة مشرقة، يصعب الفصل بين مكوناتها و بين خيوط شمس صيفية ساحرة، أضفت عليها حمرة كتلك التي تشبه حمرة زهرة الرمان ..فجأة، سمعت ذبذبات تشبه أنين كائن حي يختنق، أمعنت النظر جيدا على صفحة البحر المنبسطة، فلم أرى سوى ماءا ممزوجا بزرقة اﻷفق و بياض ثلج غيوم صافية .. دققت أكثر، فإذا بسمكة متوسطة الحجم، يميل لونها إلى اﻷزرق الشفاف المزركش بمزيج من اﻷلوان الفاتنة، تخرج من فمها فوقعات أنين ، كتلك التي تخرج من اﻻنسان عندما يحتضنه الموت..فشدني حالها حزنا، حتى أن تلك اللوحة التي كانت تزين و جهي تشققت و تقلصت زوايا خطوطها شيئا فشيئا حتى صارت خطا فاصﻼ بين الحياة و الموت..لم أشعر بنفسي حتى قفزت من أعلى الصخرة، و كل أملي أن أقدم لها يد المساعدة.و أنا أسبح، كنت أقاوم أمواجا شرسة تحاول دفعي بقوة نحو الصخور المسننة، فلم أجد حﻼ آخر غير أن أسبح من تحت اﻷمواج الهائجة ..و أنا من تحت السمكة، أمسكت بها، فلبستها الرجفة و كأنها تخاف من قبضتي .. تأملت وجهها، و جدت دما يخرج من فمها، فعلمت أن شوكة صيد عمياء بداخله، فتحته و أخرجت الشوكة برفق، ثم أرجعتها إلى الماء من جديد، فبدأت تسبح بحرية فوق الماء و هي تنظر نحوي و ترفع ذيلها بكل حيوية و أمواج البحر تسحبني معها.. بعيدا!!.
صدقني منذ أمس وأنا أتشوق لأقرأ لك
هادئة جدا هذه
تركت ك ملاحظات طفيفة
لم تجزم فيصبح الفعل مجزوما لم أر .لم أع.. لم أك.. وهكذا
مامعنى فوقعات هل القصد منها فقاعات أو ربما كلمة لاأعرف معناها وسأستفيد منك
جاءت النهاية أكثر هدوءا من المعتاد وأجدني مضطرة أن أراها كما باللون الأحمر ولك الأمر طبعا لأنها رؤيتك أنت
لا أدري
أردت أن أجعل اللوحة أكثر حيوية وتأثيرا وأنت تبتعد مع الموج دون أن أفصح ماالذي يجري وأن أحرك الماء الساكن جدا وكأني سمكة تخبط صفاء وجه الماء معاندة أو طيشا وربما مرحا!!
محبتي لكالشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق
تعليق
-
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 114338. الأعضاء 9 والزوار 114329.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.
تعليق