رحيل طيب
الغريب الذي شدني
إلي الإكثار من زيارته
هو وقوفه في تلك البقعة
ذاتها في كل مرة
و ملاحقته لتفاصيل لم يسبق التحدث فيها
مما سبب لي ارتباكا
وربما عدم ارتياح لما سجلته يوما
في تلك على وجه الخصوص
كان الإشراق يفرش وجهه
كلما تركت له العنان
و أنصت دون مقاطعة
خطر بالفعل كل ما باح به
شيق بدرجة خرافة
مما استلزم مني الانتباه
و صرف وجوه أخواتي التي نال منها مللها
و لها عذرها على كل حال
لكني كثيرا ما نقمت عليهم
و نفرت من ردود أفعالهم الوقحة
كنت أدري
أن تلك الحال سوف تنتهي بالصمت الأخير
و حين انتهيت إلي ما عزمت عليه كثيرا
أن أسجل ما يقول
صوتا و صورة
حاصرني بنظرات دامعات
و شفتين كسيرتين
تشبعتا بصمت اللسان و الأوردة
فتهلل الموت
و أعلن عليه حصارا قاسيا
ظل لشهور طوال
و لم يتركه سوى جسد هامد تحوطه الدموع و الملائكة
تعليق