اللّوحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نادية البريني
    أديب وكاتب
    • 20-09-2009
    • 2644

    اللّوحة

    تلك الدوائر ما عادت تستهويني..مضى زمن وأنا في دوامة من أمري..الفراغات أيضا تمتلئ بها نفسي..القلم بيدي..علي أن أهندس الأشكال الملائمة لملء الفراغات..تعبت نفسي من اللاشيء..كينونتي فيما سيرسمه قلمي وتلونه فرشاتي..قسمت اللوحة بطريقة متناظرة..هنا مستطيلات ومربعات تزدحم داخلها أماني مغلقة وأحلام موؤودة..أرى المشهد بعدسة قلبي وفكري..يجتمعون في تلك البقعة النائية التي لا تلائم جغرافية أحلامهم..وجوه مكدودة شاحبة..تعمدت فرشاتي أن تعبث بها فتضاعف بؤسها وشقاءها..البياض مائل إلى الصفرة..تخيرت اللون الأزرق للأسمال التي تغطي الأجساد..في تلك الرقعة شمس خافتة بالكاد تصل أشعتها إلي تلك الأشكال ..تمعنت في مشروع اللوحة..لا..لا..البؤس المرسوم غير ما هو كائن..هناك في ركن من بياض اللوحة أضفت بقعا من الدم تتقاطر من أعمدة..ثبت على تلك الأعمدة أشلاء آدميين..أحلامهم علقتهم بذلك القدر المحتوم..الفاعل غير منظور..جعلته يملأ الفضاء كله..يخترق حدود الزمان والمكان..
    يتعكر مزاج فرشاتي فيغمر السواد تلك المستطيلات والمربعات حتى لا تكاد ترى..هول السواد لم ينزل من السماء لكنه انطلق من الأرض..
    قلمي الآن يهذي..يرسم خطوطا منفتحة في النصف الثاني من اللوحة..ترى العين المدى واسعا..في ذلك البياض تحلق كائنات ذات أجنحة..تتناغم فيما بينها بشكل يجعل الفضاء الساكن متحركا..تنبثق الحركة من عمق اللوحة تبشر بالحياة..
    تنقل قلمي وفرشاتي عبر هذه العوالم يرسمان تعاريج الزمن على أحلام مبتورة وأخرى موفورة..هما أنا في مدي وجزري..تنتابهما غضبتي فيربد فضاء اللوحة..أرى أحلام الإنسانية في هذه الخطوط والألوان..أدرك أن الكثير منها يجهض في الطريق..لكن عدة رسمي لا تستكين..تنتفض معي..تتمرد..تخرج اللوحة من السكون إلى الحركة..حركة مخضبة بالدم تعلن القيامة.
    التعديل الأخير تم بواسطة نادية البريني; الساعة 25-08-2014, 19:52.
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    رائع النص أستاذة نادية
    لي عودة لقراءة ثانية
    و التعليق

    ليلتك سعيدة بالخير و الجمال
    sigpic

    تعليق

    • حسن لختام
      أديب وكاتب
      • 26-08-2011
      • 2603

      #3
      لوحة تعبر من خلال الفرشاة عن حالة، عن كينونة..راقت لي في النص (اللوحة) الصور اللغوية والبلاغية الرائعة
      راقت لي ضربة الفرشاة الأخيرة(النهاية الشاعرية) في النص، رغم أنها مخيفة ومرعبة
      دمت مبدعة أنيقة، أختي العزيزة نادية البريني
      مودتي وتقديري
      يثبت النص عن جدارة

      تعليق

      • حسن لختام
        أديب وكاتب
        • 26-08-2011
        • 2603

        #4
        أفضل أن يكون العنوان "اللوحة"

        تعليق

        • نادية البريني
          أديب وكاتب
          • 20-09-2009
          • 2644

          #5
          شكرا لأنّك دوما على موعد مع نصوصي أستاذي القدير ربيع...تحفّز قلمي وتدعوني إلى التجويد لتقديم الأفضل...لن أنسى ما حييت هذا الفضل...
          أنتظر عودتك ليزداد عملي بقراءتك روعة...
          تحيّة بك تليق

          تعليق

          • نادية البريني
            أديب وكاتب
            • 20-09-2009
            • 2644

            #6
            لوحة تعبر من خلال الفرشاة عن حالة، عن كينونة..راقت لي في النص (اللوحة) الصور اللغوية والبلاغية الرائعة
            راقت لي ضربة الفرشاة الأخيرة(النهاية الشاعرية) في النص، رغم أنها مخيفة ومرعبة
            دمت مبدعة أنيقة، أختي العزيزة نادية البريني
            مودتي وتقديري
            يثبت النص عن جدارة



            أخي المبدع حسن
            أصبغت على نصي ألوانا أخرى بفرشاتك التي جالت فيه بذهن متيقّظ..النّهاية فعلا مرعبة لكنّها ضروريّة ...لا يمكن أن يقاوم الظّلم دون قيامة...شكرا على ثقتك بالعم
            ل وعلى تثبيتك له...هذا يجعل مهمّتي دوما أعسر...
            فيما يخصّ العنوان نسبت الّلوحة إليّ لأنّها قدّت بمداد روحي ونسجتها أحلامي...أعرف أنّ حلمي هو حلم الكثيرين وهي لوحتنا جميعا...
            دمت بخير أخي الفاضل
            التعديل الأخير تم بواسطة نادية البريني; الساعة 25-08-2014, 19:43.

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              لم تكن بمعزل عن الروح التي أرقتها الألوان
              و لم تكن مجرد عبث ، و بعض خطوط تعبيرا عن حالة من ما من الاحباط أو الوهن
              هي لحظة دخول إلي عالم عريض
              متأملة ، و أيضا و في ذات الوقت قارئة لما كان و ما هو كائن
              و كيف تكون مواجهته ، ضدا أم تحالفا .. أم حيادا .. كل ما يفعل
              القراءة و التعرف على اسباب ما تحمل من انكسارات أو انتصارات !
              ربما لو كانت اللوحة خالية من التقسيم ، الذي لم يأت عفوا ، و إنما بإيحاء
              و اذكاء من الذات الساردة / الكاتبة لكان أكثر قوة ، و تلاحما ..و اشتباكا
              خاصة و الواقع المطروح في المستطيلات و المربعات ، لم يكن بمعزل عن مكونات
              الجزء أو الجانب الآخر من اللوحة !
              هي لوحتك ، لوحتي ،لوحته ، لوحتها .. بتفاصيل قد لا تختلف ، بينها من الائتلاف ما يجعلها
              لوحة كلية لأنسان / إنسانة تعيش نفس الأقدار و الأحداث
              بين أحلام مجهضة و محققة / بين أماني بألوان منتقاة ، لا تقبل التنازل و لو غصبا عن أن تكون ، فتكون الحيلولة
              و ذلك العالم الذي يسير وفق نظام محكم من الأسرار العلوية و الأرضية أيضا !

              اللوحة / لوحتك / لوحتى فيها ما يجعلني أسهب ، و أغوص أكثر
              لكنني أتركها عند هذا الحد .. و بشفتيّ السطر الأخير :تخرج اللوحة من السكون إلى الحركة..حركة مخضبة بالدم تعلن القيامة.

              صباحك الخير و السعادة أستاذة نادية
              عساك بخير و بخير

              sigpic

              تعليق

              • نادية البريني
                أديب وكاتب
                • 20-09-2009
                • 2644

                #8
                لم تكن بمعزل عن الروح التي أرقتها الألوان
                و لم تكن مجرد عبث ، و بعض خطوط تعبيرا عن حالة من ما من الاحباط أو الوهن
                هي لحظة دخول إلي عالم عريض
                متأملة ، و أيضا و في ذات الوقت قارئة لما كان و ما هو كائن
                و كيف تكون مواجهته ، ضدا أم تحالفا .. أم حيادا .. كل ما يفعل
                القراءة و التعرف على اسباب ما تحمل من انكسارات أو انتصارات !
                ربما لو كانت اللوحة خالية من التقسيم ، الذي لم يأت عفوا ، و إنما بإيحاء
                و اذكاء من الذات الساردة / الكاتبة لكان أكثر قوة ، و تلاحما ..و اشتباكا
                خاصة و الواقع المطروح في المستطيلات و المربعات ، لم يكن بمعزل عن مكونات
                الجزء أو الجانب الآخر من اللوحة !
                هي لوحتك ، لوحتي ،لوحته ، لوحتها .. بتفاصيل قد لا تختلف ، بينها من الائتلاف ما يجعلها
                لوحة كلية لأنسان / إنسانة تعيش نفس الأقدار و الأحداث
                بين أحلام مجهضة و محققة / بين أماني بألوان منتقاة ، لا تقبل التنازل و لو غصبا عن أن تكون ، فتكون الحيلولة
                و ذلك العالم الذي يسير وفق نظام محكم من الأسرار العلوية و الأرضية أيضا !

                اللوحة / لوحتك / لوحتى فيها ما يجعلني أسهب ، و أغوص أكثر
                لكنني أتركها عند هذا الحد .. و بشفتيّ السطر الأخير :تخرج اللوحة من السكون إلى الحركة..حركة مخضبة بالدم تعلن القيامة.

                صباحك الخير و السعادة أستاذة نادية
                عساك بخير و بخير



                وتأتي محمّلا بعطائك النّقدي لتصبغ على النّص من روحك...
                هي لوحتنا جميعا...هي أحلامنا التي تحاصرها أنانيّة البشر...لكن يبقى الأمل قائما رغم كلّ شيء...
                ملاحظتك حول تقسيم اللّوحة أخذتها بعين الاعتبار أستاذي الفاضل ربيع...
                ألف شكر على توجيهاتك ...
                تحيّاتي
                تصبح على خير ونعمة

                تعليق

                • بسباس عبدالرزاق
                  أديب وكاتب
                  • 01-09-2012
                  • 2008

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نادية البريني مشاهدة المشاركة
                  تلك الدوائر ما عادت تستهويني..مضى زمن وأنا في دوامة من أمري..الفراغات أيضا تمتلئ بها نفسي..القلم بيدي..علي أن أهندس الأشكال الملائمة لملء الفراغات..تعبت نفسي من اللاشيء..كينونتي فيما سيرسمه قلمي وتلونه فرشاتي..قسمت اللوحة بطريقة متناظرة..هنا مستطيلات ومربعات تزدحم داخلها أماني مغلقة وأحلام موؤودة..أرى المشهد بعدسة قلبي وفكري..يجتمعون في تلك البقعة النائية التي لا تلائم جغرافية أحلامهم..وجوه مكدودة شاحبة..تعمدت فرشاتي أن تعبث بها فتضاعف بؤسها وشقاءها..البياض مائل إلى الصفرة..تخيرت اللون الأزرق للأسمال التي تغطي الأجساد..في تلك الرقعة شمس خافتة بالكاد تصل أشعتها إلي تلك الأشكال ..تمعنت في مشروع اللوحة..لا..لا..البؤس المرسوم غير ما هو كائن..هناك في ركن من بياض اللوحة أضفت بقعا من الدم تتقاطر من أعمدة..ثبت على تلك الأعمدة أشلاء آدميين..أحلامهم علقتهم بذلك القدر المحتوم..الفاعل غير منظور..جعلته يملأ الفضاء كله..يخترق حدود الزمان والمكان..
                  يتعكر مزاج فرشاتي فيغمر السواد تلك المستطيلات والمربعات حتى لا تكاد ترى..هول السواد لم ينزل من السماء لكنه انطلق من الأرض..
                  قلمي الآن يهذي..يرسم خطوطا منفتحة في النصف الثاني من اللوحة..ترى العين المدى واسعا..في ذلك البياض تحلق كائنات ذات أجنحة..تتناغم فيما بينها بشكل يجعل الفضاء الساكن متحركا..تنبثق الحركة من عمق اللوحة تبشر بالحياة..
                  تنقل قلمي وفرشاتي عبر هذه العوالم يرسمان تعاريج الزمن على أحلام مبتورة وأخرى موفورة..هما أنا في مدي وجزري..تنتابهما غضبتي فيربد فضاء اللوحة..أرى أحلام الإنسانية في هذه الخطوط والألوان..أدرك أن الكثير منها يجهض في الطريق..لكن عدة رسمي لا تستكين..تنتفض معي..تتمرد..تخرج اللوحة من السكون إلى الحركة..حركة مخضبة بالدم تعلن القيامة.
                  لوحة مقسمة بشكل عجيب حقا
                  من جهة ترسم الحاصل و في الجهة المقابلة ترسم قيامة الأحلام
                  و كأنها زلزال يخرج أثقال اللوحة

                  و الخط الفاصل كان مرآة للأحلام الموؤودة و كأننا نقف أمام أنفسنا و نحن نحصي خيباتنا و نراكم أحلامنا التي سقطت بالطريق
                  فنعيد ترتيبها لأنقوم نحن مرة أخرى

                  أعجبتني القصة كثيرا و التي كانت تشبه لحد بعيد قراءة للوحة أو لحظة آنية من لحظات ترسيم مشروع لوحة فنية

                  تقديري و احتراماتي استاذة نادية و عساك بخير
                  السؤال مصباح عنيد
                  لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

                  تعليق

                  • نادية البريني
                    أديب وكاتب
                    • 20-09-2009
                    • 2644

                    #10
                    لوحة مقسمة بشكل عجيب حقا
                    من جهة ترسم الحاصل و في الجهة المقابلة ترسم قيامة الأحلام
                    و كأنها زلزال يخرج أثقال اللوحة

                    و الخط الفاصل كان مرآة للأحلام الموؤودة و كأننا نقف أمام أنفسنا و نحن نحصي خيباتنا و نراكم أحلامنا التي سقطت بالطريق
                    فنعيد ترتيبها لأنقوم نحن مرة أخرى

                    أعجبتني القصة كثيرا و التي كانت تشبه لحد بعيد قراءة للوحة أو لحظة آنية من لحظات ترسيم مشروع لوحة فنية

                    تقديري و احتراماتي استاذة نادية و عساك بخير

                    أخي الفاضل بسباس
                    كنت هنا لتشاطرني الحلم...حلم الإنسانيّة في الحريّة والعدل والجمال والطّهر...سعدت بقراءتك كثيرا فهي تعني لعملي الكثير...لست رسّامة أخي بسباس لكنّني أتذوّق الفنّ لذلك فكرت في أن ألّون بحروفي هذه اللّوحة...
                    تحيّاتي وتقديري لقراءتك
                    تصبح على خير

                    تعليق

                    يعمل...
                    X