في أحد أيامه الأخيرة، تلك التي كان ترداد اقتراب الموت على لسانه فيها دائماً.
دعاني إلى حجرة نومه، وفتح أحد أبواب خزانتها، فأخرج قلمين فخمين في علبتهما.
قال لي ساعتها بحزم: هذان لك، لكن على شرط أن لا تمد يدك إلى أحدهما قبل (البكالوريا).
حاولت أن أنالهما في التو مستعيناً ببعض خبث الطفولة، فلم يفتأ يرفع يديه في وجهي ويكرر: للبكالوريا .. للبكالوريا.
بعد بضع عشرة سنة، في ليلة أول امتحانات شهاادة ثانويتي العامة – وكان امتحان مادة التربية الإسلامية – ذكرت فجأة وصيته وعهده اللذين طالما رعيتهما، وأنا في منزلنا بالطابق الأول والقلمان ما يزالان كما وضعهما بيديه في منزلنا بالطابق الرابع ، وعلى عجلة رهيبة صعدت وأصعدت والدتي إلى المنزل الآخر، فأخرجنا القلمين من مخبئهما اللذين أقاما به عقداً من السنين أو يزيد، وكان فرحي بما عظيماً عظم حزني أن مهديهما لم يحملهما إلي بيديه ليلتها.
عند الصباح، مضيت إلى امتحاني ومدية من قهر تمزق نياط قلبي حتى أراني لا أتبين طريقي.
لقد رعيت العهد والوعد، وحفظت هدية والدي إلى يومها الذي أراد، لكنّ القدر كان له كلام آخر، فالقلمان الفخمان قد أودى الزمان بفخامتهما، ولم أجد طوال الليل دكاناً واحداً يبيع معبِّئات الحبر التي تناسبهما.
دعاني إلى حجرة نومه، وفتح أحد أبواب خزانتها، فأخرج قلمين فخمين في علبتهما.
قال لي ساعتها بحزم: هذان لك، لكن على شرط أن لا تمد يدك إلى أحدهما قبل (البكالوريا).
حاولت أن أنالهما في التو مستعيناً ببعض خبث الطفولة، فلم يفتأ يرفع يديه في وجهي ويكرر: للبكالوريا .. للبكالوريا.
بعد بضع عشرة سنة، في ليلة أول امتحانات شهاادة ثانويتي العامة – وكان امتحان مادة التربية الإسلامية – ذكرت فجأة وصيته وعهده اللذين طالما رعيتهما، وأنا في منزلنا بالطابق الأول والقلمان ما يزالان كما وضعهما بيديه في منزلنا بالطابق الرابع ، وعلى عجلة رهيبة صعدت وأصعدت والدتي إلى المنزل الآخر، فأخرجنا القلمين من مخبئهما اللذين أقاما به عقداً من السنين أو يزيد، وكان فرحي بما عظيماً عظم حزني أن مهديهما لم يحملهما إلي بيديه ليلتها.
عند الصباح، مضيت إلى امتحاني ومدية من قهر تمزق نياط قلبي حتى أراني لا أتبين طريقي.
لقد رعيت العهد والوعد، وحفظت هدية والدي إلى يومها الذي أراد، لكنّ القدر كان له كلام آخر، فالقلمان الفخمان قد أودى الزمان بفخامتهما، ولم أجد طوال الليل دكاناً واحداً يبيع معبِّئات الحبر التي تناسبهما.
تعليق