الجمال شيء نسبي، و هذا متفق عليه في كل أرجاء المعمورة.
و كل أنثى في الدنيا إختصها الله بشيء جميل، يشمل ذلك العقل الراجح رغم أنه مستتر و لا يظهر إلا بأدوات معينة ومواقف ذات صولات وجولات.
أما العرب، فهم أهل خبرة في وصف جمال المرأة ( حتة حتة ) وجهابذة في هذا المضمار. ينبهرون بأي آية من آيات الجمال وكرّسوا جُلّ أشعارهم لوصف المرأة.
كما قلت في غير مجال، بأن أجمل أبيات قرأتها عن وصف المرأة هي القصيدة العصماء التي يقول البعض أن شاعرها مجهول والبعض ينسبها إلى شاعر معين،
و هي قيلت في أميرة بدوية تدعى ( دَعْد )، و هي قصيدة طويلة ممتعة، كنت أحفظها عن ظهر وبطن قلب، ولكنها تبخرت و لم يتبق في ذهني إلا بضع أبيات بسبب عوامل التعرية العقلية التي تصيب المغترب، فيجد نفسه بعد سنوات الغربة أنه لا يجيد غير مصطلحات عمله وعنوان بيته ودرب سفارته ومواعيد حفلات المناسبات وعطلته الصيفية.
يقول الشاعر المجهول صاحبة اليتيمة :
و لها خصرٌ يُزَيِّينه هَيَفٌ إذا تـَنُوءُ يكاد يَنْقَدُّ
و لها بنانٌ إن أردت له عقدا بكفك أمْكن العقدُ
بفتور عين ما بها رمد و بها تُدَاوَى الأعْينٌ الرُّمْدُ
***
فلننظر لهذه الأبيات الثلاث وهذا الوصف المبالغ فيه ، و التي تتحدث عن الخصر والبنان والعين، و هي أركان مهمة في تضاريس بائنة بينونة كبرى في جمال المرأة،، فالموصوفة هنا يقول الشاعر أن لها خصر إنبعاجي مثل صباع المعجون ، إن تمايلت ، (يكاد ينخرم من النص) ، فلا ندري ماذا كانت تأكل هذه البنت و أي ريجيم كانت تتبع و بأي كريم كانت تتمسح ، و أي رياضة كانت تمارس. ( هذه أسئلة تخص خبراء التخسيس والتجميل فليبحثوا, لعل وعسى ).
ثم يقول أن لديها إصبع لو أردت أن تربطه في عقدة فيمكنك ذلك ،، ( يعني دوبارة منو فيه ).
ثم يقول أن عينيها منكسرة ونعسانة، و لكن ليس بمرض الرمد الذي كان مستشريا وقتها في البادية مثل مرض الأيبولا هذه الأيام ، بل كانت عيناها يداوون بها مرض الرمد، ( بس هي تيجي و تبص للعيانة بالرمد، و تفقعها نظرة نظرتين، وبالشفا إن شاء الله) ،،، عيونها كأشعة الليزك في مستشفى المغربي للعيون.
تقول العرب أن شمائل الحسن في المرأة هي :
أربعة أشياء سوداء ،،، شعر الرأس والحاجبان ورموش العينبن والحدقة.
وطبعا الآن كل شيء مقدور عليه بفضل تقنيات متقدمة، فيمكن تسويد الشعر والحاجبين، على شوية رموش إصطناعية على عدسات لاصقة، والأمور تمشي وتعدي خاصة يوم العرس و كم يوم بعده ،، مع الإعتذار للاتي يملكن كل شيء طبيعي.
ثم تقول العرب : أربعة أشياء حمراء ،، اللسان والشفتان والوجنتان واللثة.
اللسان كيف يجعلونه أحمر اللون؟ لا أعتقد حتى ولو تشرب يوماتي كباية كركدي مركز، ثم هل هذه الأنثى التي سأختارها بعلة لي، كيف أعرف أن لسانها ولثتها يحاكيان المنقة الهندية ؟؟ هل أقول لها أفتحي فمك ومدِّي لسانك و من ثم أقيس درجة الإحمرار وعدد الأسنان اللبنية المتبقية وضرس العقل إن كان قابعا في محله؟ بالغ الشاعر في الوصف. حتى الخاطبة لا يمكن أت تتغلغل في هذه التفاصيل.
إحمرار الشفتين برضو مقدور عليه .
أما بخصوص الوجنتين ، فإن المصريين يقولون : يا خارجة من باب الحمام و كل خد عليه خوخة ،،،
طبعا كناية عن إحمرار الخدين من الصحة والعافية، و هو أمر ممكن مع شوية حك وقَرْص للوجنتين ، فكيف بالاحمرار لصاحبة بشرة سمراء ؟؟؟؟
و تقول العرب :
أربعة عفيفة : الطرف واللسان والبطن واليد.
أما هذه، فالشهادة لله، نساؤنا في الغالب الأعم يغضضن البصر وألسنتهن عفيفة إلا فيما ندر وبالطبع لكل قاعدة شواذ.
أما أروع وصف قرأته عن المرأة فهو ما قاله أحد الأعراب :
كاد الغزال يكونها ............. لولا ما نقص منه و تم فيها
يعني أن هناك أشياء ناقصة في الغزال وكاملة في هذه البنت، و كاد الغزال أن يكون شبيها لها.
بلاغة متشابكة كأنها حبات مسبحة لا تعرف البداية أو النهاية، كلام يعتلج إلى ما لا نهاية
يقول أبو الفرج الجوزي في كتاب النساء
المرأة طفلة إذا كانت صغيرة
ثم وليدة إذا تحركت و نمتْ
ثم كاعب و هي حديثة السن
ثم ناهد ، حيث لم يكتمل شبابها
ثم مُعْصِر ، و هي الممتلئة شبابا
ثم عانس ، و هي المتوسطة الشباب ، و ليس كما يفهم الناس أن العانس من فاتها قطار الزواج.
ثم المتناهية و هي التي إنتهى شبابها
يعني لو عاوز ترشح واحدة للزواج ،، تقول للشاب بعد أن تعدد محاسنها و تراوغ عن مثالبها وسلبياتها:
والله هي في النهاية عانس وبتنفع معاك ومناسبة جدا لك فتوكل على الحى القيوم.
و لا بد أن تشرح له أولا معنى عانس لغويا ،، و إلا ستندم على محاولتك في لم راسين في الحلال.
تعليق