النحلة *

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن لشهب
    أديب وكاتب
    • 10-08-2014
    • 654

    النحلة *

    النحلة *


    ألقى بجسده المتهالك فوق الفراش بعد يوم قضاه في التنقل والوقوف أمام أبواب المكاتب والإدارات...
    ـ ليست لدينا وظائف جديدة ... نفس الجواب ربما مقرونا ببعض الازدراء، كذلك كان ولا يزال...
    بدا فوق الفراش مرميا كدمية من قماش، أغمض عينيه وهوى في فراغ سحيق. في الحلم تحول إلى نحلة، طار في الهواء، غمرته سعادة كبرى... ما أروع الأشياء منظورة من العلياء، وهذا الأزيز الرائع المنسجم، يبث في حنايا الذات شعورا بالاسترخاء والانطلاق... لا موانع تحجب الرؤية، ولا عوائق تنهي المسار اللازوردي الشفاف... أماما، دائما إلى الأمام.
    تراءت ملامح المتوسط الزرقاء هادئة، ميناء طنجة يعج بسفن ومراكب بمختلف الأحجام بعضها راسية والأخرى تتأهب للإقلاع.

    ولجت النحلة داخل إحدى السفن، وقبعت بأحد الأركان تسترجع الأنفاس من وعثاء رحلتها الطويلة. حين رسو السفينة بالشط الآخر، انطلقت تستكشف آفاقا تبدو على مرمى العين خضراء، أشجارها مثمرة يانعة، وأزهارها ملونة زاهية.
    رأت سربا من النحل، تبعتهم بتلقائية وداخل الخلية طوقها الجنود وأمام الملكة ألقوا بها كخرقة بالية. غمرها الخوف...

    ما أنا إلا نحلة مثلكم فهل أستحق هذه المعاملة القاسية. !
    ـ أمامك خياران، إما أن تثبتي أنك قادرة على إنتاج العسل مثل الباقين أو الموت الزؤام .
    اختارت الأهون وهي التي قضت وقتا بين الزهور والرياحين، وبدت سعيدة بعد الانتهاء من إفراغ حمولتها، وابتسمت للملكة. ومن حيث لا تدري دوى صوت صفعة على خدها واغتصبت ابتسامة الرضى قبل اكتمالها تلا ذلك صوت قوي وغاضب :
    ـ تحملنا أن تعيش في البيت عالة علينا بلا شغل، ولكن أن تتبول في الفراش كالخنزير فهذا أمر لا يطاق.

    حسن لشهب
    * نكتة مغربية
  • حسن لختام
    أديب وكاتب
    • 26-08-2011
    • 2603

    #2
    قص جميل، لغة متينة سلسلة و منسابة..نهاية ساخرة من خلالها بلّغ السارد رسالته المبطّنة
    نصوصك القصصية لها نكهة خاصة
    تقديري، أخي المبدع حسن لشهب

    تعليق

    • هدير الجميلي
      صرخة العراق
      • 22-05-2009
      • 1276

      #3
      جميل جداً نص يحمل الجدية والهزلية بين حال عاطل عن العمل ودوائر تجعلك تدور حول نفسك
      لتجد في أحلامك مايستحيل الواقع تحقيقه
      سلمت وسلم قلبك النابض بالأبداع
      بحثت عنك في عيون الناس
      في أوجه القمر
      في موج البحر
      فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
      ياموطني الحبيب...


      هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

      تعليق

      • محمد الحزامي
        عضو الملتقى
        • 13-06-2014
        • 356

        #4
        كما سبق أن عودنا الاستاذ القدير : حسن لشهب ، فقد كان نصه "النحلة" ينطوي على تصورّ سردي جميل متوج بنكتة اختلط فيها الهزل بالجد لتشير ولو تلميحا للهدف الباطن . سلمت رؤيتك وتصوّراتك للامور ، شكرا

        تعليق

        • حسن لشهب
          أديب وكاتب
          • 10-08-2014
          • 654

          #5
          شكرا لك أيها المبدع الرائع
          تقبل مودتي الدائمة أخي حسن

          تعليق

          • حسن لشهب
            أديب وكاتب
            • 10-08-2014
            • 654

            #6
            الأستاذة هدير
            شكرا لتشجيعك و تفاعلك الراقي

            تعليق

            • بسباس عبدالرزاق
              أديب وكاتب
              • 01-09-2012
              • 2008

              #7
              و في الجزائر نحكيها أيضا مع فارق أن النائم يصبح عنكبوتا و لشدة إعجابة بانتاج النسيج يعتصر نفسه و يرهق زوجته صباحا

              نكتة مغربية استطعت بحرفية أن تنسج منها قصة تكتب عن معاناة البعض


              سرني ما قرأت كثيرا

              تقديري
              السؤال مصباح عنيد
              لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

              تعليق

              • حسن لشهب
                أديب وكاتب
                • 10-08-2014
                • 654

                #8
                شكرا لمرورك وتفضلك بقراءة هذا النص والتعليق عليه بكرم حاتمي
                مودتي أخي محمد الحزامي

                تعليق

                • حسن لشهب
                  أديب وكاتب
                  • 10-08-2014
                  • 654

                  #9
                  شكرا لكرم المتابعة صديقي محمد الحزامي

                  تعليق

                  • الشرفي
                    أديب وكاتب
                    • 23-08-2014
                    • 159

                    #10
                    تبقى النحلة أنشط
                    من الإنسان ولا يستطيع
                    مجاراتها وإن لم يكن عاطلا
                    تقديري ...

                    تعليق

                    يعمل...
                    X