للحنين .. طرق أخرى/ ربيع عقب الباب.....معانقة بقلم سليمى السرايري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    للحنين .. طرق أخرى/ ربيع عقب الباب.....معانقة بقلم سليمى السرايري


    *
    *
    *

    للحنين .. طرق أخرى/ ربيع عقب الباب.....
    معانقة بقلم سليمى السرايري
    في
    قراءة بانورامية


    *
    *
    *
    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2


    هل كان الكاتب
    هنا يرنو إلى شيء لم يتحقق؟؟
    شيء يشبه الحزن
    يشبه الرصيف؟؟
    فالحزن والرصيف توأمان لحالة واحدة "الوحدة"
    حالة متأرجحة بين الشكّ واليقين ، بين أمل في العثور عن مفقود
    حالة فقد تطفو و ضبابيّة حاول أن يلوّن بها لوحة أولى
    جاءت عفويّة كبداية لشجن يقطن زوايا الروح.
    -
    والضفّة ، ليست إلاّ ذلك الانتظار الذي يشاغبنا ، حين تسرع الخطى نحو المجهول...
    تلك الخطى التي مازلنا ننتظرها عند اسفل الحلم.

    الكاتب مليء بالوجع،،،و كأنّ دخانا يصعد من روحه،
    يجوب صرخة عالقة.....متأرجحة بين الكبت والانطلاق....

    -
    وهنا لابدّ من استحضار الأنثى،أو توضيفها ،

    ربّما لتخفّف حدّة ذلك الوجع..
    أو ربّما أرادها الكاتب ربيع عقب الباب، موجودة رغم الصمت الجاثم والألوان الشاحبة....
    -
    هنا يحاول في لوحة ثانية، أن يتخلّص تماما من زنزانة خفيّة بلا قضبان ،،
    بلا جدران،،
    ولا سلاسل

    أراد الإنفلات - وليس الهروب ،
    وكأنّ فزّاعة في ذلك الضباب الذي ازداد قتامة في اللوحة الثانية، خنقه ...

    -
    نعم انه "الإختناق"
    الإختناق الذي يسقط علينا فجأة حين تضيق الاتجاهات,,,
    وتموء في الزوايا آهة متأرجحة أيضا

    اختناق حدّ الغرق...
    الاختناق حدّ البوح بما اكتضّ به القلب وفاضت به النفس...
    -
    هكذا كان يتقن بانوراميّة الموت البطيئ والحياة فوضّف النهر للغرق
    ورئتيه لوجوه عابرة و أجساد منهكة...(الرئتان اشارة للحياة)
    وجوه و أجساد أنهكتها سطحية الذات العابثة...
    لذا لا نستغرب كل هذا الحضور: للشعر - للحزن- للقلق- للموت
    وتلك العتمة الرابضة هناك في استعداد للقفز كلّما ارتفع الصدى وتموّج النصّ.
    -
    ربيع عقب الباب، من الذين لا حدود للغتهم،
    فهو يحملك إلى أبعد مكان بين الأرض والسماء –
    أستطيع أن أطلق عليه : شاعر قصيدة التفاصيل....
    وما أصعبها ....
    -
    انظروا هنا ونحن نلامس أبعاد اللوحة الثالثة وهي اللوحة أكثر التفاصيل دقّة و وصف ..
    وصف سرياليّ يجعل المتلقّي يبحث عن مخرج لأسئلة عرجاء,,
    و يتعاطف معها،،،
    ويعطف عليها،،
    ويبحث لها عن حلّ ...
    -
    كائنات متحركة داخل هذا المشهد التشكيلي,,,
    اسئلة لها أرجل يمكن بترها في لحظة نسيان....
    توضيف ذكيّ، ليعود بنا في خفّة متناهية إلى تلك الأنثى التي تسكنه
    أنثى تشبه الغيوم
    فهي سريعة الحضور والاختفاء....
    سريعة الانسجام ،سريعة الانفعال.
    -
    مزج الشاعر الأسئلة العرجاء ، مع الجسد الحالم بالعشق و المعشوق
    انزاح في تصوير مدهش نحو تفاصيل أخرى كثيرة وعميقة ومتعبة..لدرجة الغياب واللاّعودة.
    تدور أحداث متفرّعة إلى اتجاهات مختلفة وكأنّ الشاعر نسى أين هو بالضبط...
    تماما كما الاسئلة التي نست أرجلها....
    -
    هل هي لعبة المصير؟؟
    مصير الانسان بما يحمل في ذاته من وجع وحب وهذيان...؟؟

    هل هو القلق من شيء ما لا يعرفه الشاعر نفسه؟؟
    كان لابدّ للصراخ هنا وللرفض نظرة المجتمع الذي أصبح لا يضمّ الكتاب
    ويستهلك حشاشة الناص وما خطّه لأغراض أخرى
    .
    اشارة ذكيّة مليئة بالقهر والوجع والخيبة حين تُدَسّ مشاعرنا في "حاويات القمامة"
    وتُصبح خلجاتنا حطبا لسهرات آخر العتمة حين يسكن الليل إلى نفسه ولا يبقى سوى "بقبقة " في براد شاي يلتهم
    حروفا تبكي وكلمات تحترق......
    -
    ربيع عقب الباب، جعلنا فعلا نتأرجح بين الجمال حدّ السعادة وبين الحيرة حد الضياع...
    لنغوص أعمق في اللوحة الأخيرة وقد وضّف بذكاء ملفت،
    قدرته على توضيف الأسطورة، اشارة إلى المرأة الأفعى...

    ولمحنا من خلال هذا التوضيف "لاميا"
    ضحيّة الغيرة والحقد كيف تحوّلت إلى أفعى تخرج ليلا لقتل الأطفال......
    وهي تلبس في الليل غير ما تظهر به على جسد النهار....

    -
    نحن أمام شخصيّة كبيرة بمخزونها الثقافي الواسع
    بانسانيّتها الراقية
    بضعفها وقوّتها في آن ٍ
    بصبرها
    بشجنها
    بغضبها
    بطيبتها...
    شخصيّة لا نستطيع أن نمرّ بها مرور الكرام


    هي:

    ربيـــع عقـــب البـــاب.

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3

      للحنين طرق أخرى


      أعانق حزني كرصيف متأرجح
      أعانق رصيفي كحزن متأرجح
      أعانق ما ظل متأرجحا
      مذ كان ضفة تشاغب آثار الخطى
      تلمها
      أثرا.. أثرا
      تحصي بها نظرات الحالمين
      قيظ القابضين على أشلاء موتاهم
      ثم تدخل بها فصلا خارجا عن تقاسيم كفين متشابكين
      وبعد كثير من وجع تطوي رقعتها
      حين لم تعبر شهقة امرأة كما حدثتها أوراقها ..
      رئة الصمت .
      تلفلف الصمت
      تلتهمه غير خائفة من تخمة تسرق أنفاسها
      و هي لا تدري
      أنها الآن في بطن الصمت ..
      محض وجبة لملء احتمالاته !




      أنفلت من حزني
      من رصيفي
      مما ظل متأرجحا
      ألقي بي للنهر
      فيتهالك ضحكا
      وأتهالك غرقا
      وهو يقذف قبضته في حلقي
      متفننا في تعرية ما خبأت
      من ظنون ..
      وعود ..
      نساء ..
      أشلاء رجال يسكنون برئتي بكامل أحلامهم
      بنفس الوجوه اللامعة
      يجرعون كؤوس البراعة
      غازلين القبل و النكات الظامئة للعبث
      اللعبة القديمة ذاتها حاضرة
      والخيار مفتوح النوايا
      و كثوب أتلفته الثقوب .. يلقي بي على امتداد شقوتي !



      ما بين الضفة و النهر
      أسئلة عرجاء
      نسيت أرجلها
      نسيت حتى أين نسيتها
      أهناك حيث أدركت أن الكتب لا تنام تحت الوسادة
      أرفف المكتبات عند الجيران
      بين نهدي حالمة
      في حلم عاشق
      بل تعطي نفسها للترمس / البقالة / الفلفل / البهارات
      لحاوية قمامة
      لأصابع تمسح وسخ الطفل
      لضحكة تطلقها طائرة في الهواء
      لا فرق بين ( أم ) جوركي
      ( تجليات ) ابن عربي
      و بين ( الوصفات الثرية في عمل البيتزا و السحق )
      لا تدري لما هُزّ عرجُها .. حتى كادت تنكفئ
      حين أبصرتها نارا في ليالي الثلج
      أسفل براد شاي للملتفين حول بؤسهم ؟!
      بيد أنها ظلت عرجاء
      و الإجابات أفعى
      تلبس في الليل غير ما تظهر به على جسد النهار !

      تخلت الضفة عن خضرتها
      و أشجانها
      بعد ما التهمها الصمت
      أسلمها لأحجار البازلت و الجرانيت
      وحين طال حزن النهر عليها
      ارتكب الغياب
      فقصمت ظهره الحافلات و المركبات الطائرة و الزاحفة
      و أنتَ كما أنتَ ..
      تعانق حزنك كرصيف متأرجح
      كخيال حامض تقصفت أضلاعه ..

      فحنّ للتراب !






      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4


        أتمنى من القلب ان هذه البانوراميّة نالت القبول الحسن لديكم
        مع فائقي تقديري ومحبتي






        نداء
        للأستاذ الأديب الكبير ربيع عقب الباب العودة إلى بيته
        ملتقى الادباء والمبدعين العرب
        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • البكري المصطفى
          المصطفى البكري
          • 30-10-2008
          • 859

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة

          للحنين طرق أخرى


          أعانق حزني كرصيف متأرجح
          أعانق رصيفي كحزن متأرجح
          أعانق ما ظل متأرجحا
          مذ كان ضفة تشاغب آثار الخطى
          تلمها
          أثرا.. أثرا
          تحصي بها نظرات الحالمين
          قيظ القابضين على أشلاء موتاهم
          ثم تدخل بها فصلا خارجا عن تقاسيم كفين متشابكين
          وبعد كثير من وجع تطوي رقعتها
          حين لم تعبر شهقة امرأة كما حدثتها أوراقها ..
          رئة الصمت .
          تلفلف الصمت
          تلتهمه غير خائفة من تخمة تسرق أنفاسها
          و هي لا تدري
          أنها الآن في بطن الصمت ..
          محض وجبة لملء احتمالاته !




          أنفلت من حزني
          من رصيفي
          مما ظل متأرجحا
          ألقي بي للنهر
          فيتهالك ضحكا
          وأتهالك غرقا
          وهو يقذف قبضته في حلقي
          متفننا في تعرية ما خبأت
          من ظنون ..
          وعود ..
          نساء ..
          أشلاء رجال يسكنون برئتي بكامل أحلامهم
          بنفس الوجوه اللامعة
          يجرعون كؤوس البراعة
          غازلين القبل و النكات الظامئة للعبث
          اللعبة القديمة ذاتها حاضرة
          والخيار مفتوح النوايا
          و كثوب أتلفته الثقوب .. يلقي بي على امتداد شقوتي !



          ما بين الضفة و النهر
          أسئلة عرجاء
          نسيت أرجلها
          نسيت حتى أين نسيتها
          أهناك حيث أدركت أن الكتب لا تنام تحت الوسادة
          أرفف المكتبات عند الجيران
          بين نهدي حالمة
          في حلم عاشق
          بل تعطي نفسها للترمس / البقالة / الفلفل / البهارات
          لحاوية قمامة
          لأصابع تمسح وسخ الطفل
          لضحكة تطلقها طائرة في الهواء
          لا فرق بين ( أم ) جوركي
          ( تجليات ) ابن عربي
          و بين ( الوصفات الثرية في عمل البيتزا و السحق )
          لا تدري لما هُزّ عرجُها .. حتى كادت تنكفئ
          حين أبصرتها نارا في ليالي الثلج
          أسفل براد شاي للملتفين حول بؤسهم ؟!
          بيد أنها ظلت عرجاء
          و الإجابات أفعى
          تلبس في الليل غير ما تظهر به على جسد النهار !

          تخلت الضفة عن خضرتها
          و أشجانها
          بعد ما التهمها الصمت
          أسلمها لأحجار البازلت و الجرانيت
          وحين طال حزن النهر عليها
          ارتكب الغياب
          فقصمت ظهره الحافلات و المركبات الطائرة و الزاحفة
          و أنتَ كما أنتَ ..
          تعانق حزنك كرصيف متأرجح
          كخيال حامض تقصفت أضلاعه ..

          فحنّ للتراب !






          الأديبة الراقية سليمى السرايري تحيتي العطرة .
          قراءة بارونامية بعمق حلقي طويل zoom زادت المشهد روعة ؛ عندما يسبح الخيال في ظلال المعنى ؛يرسم للقراءة الثانية مشاهد بجمال الإكليل الذي يتوج به الكاتب صاحب المعزوفة الأولى إنه ربع عقب الباب .
          أبدعت بار الله في جهودك.

          تعليق

          • سليمى السرايري
            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
            • 08-01-2010
            • 13572

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة البكري المصطفى مشاهدة المشاركة
            الأديبة الراقية سليمى السرايري تحيتي العطرة .
            قراءة بارونامية بعمق حلقي طويل zoom زادت المشهد روعة ؛ عندما يسبح الخيال في ظلال المعنى ؛يرسم للقراءة الثانية مشاهد بجمال الإكليل الذي يتوج به الكاتب صاحب المعزوفة الأولى إنه ربع (
            ربيع)عقب الباب .
            أبدعت بار (
            بارك) الله في جهودك.
            مرحبا بك أستاذنا الفاضل البكري المصطفى
            شكرا جزيلا لمرورك من هذا القسم الذي لا يقلّ أهمّية عن بقيّة الأقسام في نظري
            فالدراسات النقدية لها مكانتها الكبيرة اليوم في المشهد الثقافي والساحة الأدبية العربية والغربية.
            -
            تحياتي مع ملاحظة اسم شاعرنا هنا هو ربيع وليس ربع
            خطأ مطبعي اكيد
            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

            تعليق

            • جمال عمران
              رئيس ملتقى العامي
              • 30-06-2010
              • 5363

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
              أتمنى من القلب ان هذه البانوراميّة نالت القبول الحسن لديكممع فائقي تقديري ومحبتينداءللأستاذ الأديب الكبير ربيع عقب الباب العودة إلى بيته ملتقى الادباء والمبدعين العرب
              مرحبا زهرة الأوركيد.كنت حتى وقت ليس بعيد أهاتف ربيع،وفجأة وجدته غير متاح..أعتقده بخير ان شاء الله،،وأضم صوتى الى دعوتك..مودتي
              *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

              تعليق

              • سليمى السرايري
                مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                • 08-01-2010
                • 13572

                #8
                صباح الخير أستاذ جمال عمران

                شكرا لتفاعلك هنا وأرجو منك العودة إلى بيتك الأوّل ولو مرة في الأسبوع
                كما لك في قسمي أدب الفنون ومتصفح اعترف أيّها العضو الكريم ، منشور صغير لك..
                -
                تقبّل فائق التحية والتقدير أخي العزيز
                لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                تعليق

                يعمل...
                X