عودة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسن لشهب
    أديب وكاتب
    • 10-08-2014
    • 654

    عودة

    عودة

    كل خطوة يخطوها في اتجاه الحرية تصبح عبارة عن جمرات تحرق قدميه... يلتصق الجلد الدامي بالأحجار، جوانبها المسننة تمزق لحمه، تفتح مسارات لسيلان الدم مدرارا...
    مع كل خطوة فوق التراب ينتابه شعور بالارتياح... تختلط الدماء بالتراب فتغدو عجينا يلتصق بالجراح... يصبح مانعا لها من السيلان.
    يتوسل لبقايا إرادة جريحة ويناجي نفسه، لا أريد أن أنسى... أريد أن أحيا لأتذكر...
    لكأنه ساع لاسترداد شيء عزيز ضاع منه...
    ويصر قائلا "مؤكد أنني لن أنسى"
    لأكثر من عشرين سنة عاش أسيرا ، قضاها مع رفقاء حولهم السجانون إلى عبيد، تفننوا في إذلالهم وكسر عزيمتهم.
    يجمع قبضة يديه بعزم ويواصل السير، "مؤكد أنني لن أنسى".
    كانت الزنازين عبارة عن غرف طينية ضيقة وخانقة. تملؤها روائح البول والغائط، ونتانة أجساد متسخة؛ بل هياكل آدمية توشك على الهلاك جراء الهزال والجروح غير المندملة والقمل الذي يتغذى على ما تبقى فيها من حياة.
    كائنات لم تعد تملك من شيء بارز غير اللحي والشعر الكثيف، ونتوءات العظام في كل مناحي الجسد. يخال من رآهم أنهم موتى خارجون لتوهم من القبور، يبدون في سيرهم إلى حيث يجبرون على العمل وكأنهم في يوم الحشر، ولا يتوانى حراسهم عن ضربهم والبصق عليهم وكأنهم ينفسون عن حقد دفين تراكم في قلوبهم قرونا خلت.
    مؤكد أنهم ليسوا بشرا، وليس بإمكانهم أن يكونوا كذلك...
    يواصل السير... يمزق الأفق بعينيه...
    وحين يجن الظلام، لا يسود شيء آخر غير الصمت والظلال المخيفة، وموجة برد قارس.
    الريح الباردة تفسح لنفسها الطريق بين الأشواك والأحجار. بالنهار تظهر كائنات وبالليل تخلي الفضاء لأخرى لا مرئية تسمع لها أصوات تملأ الذات رعبا وخوفا.
    يتذكر الأرانب المختبئة في مغاراتها، دافئة متعانقة فيما بينها، وكل ذكر يحتضن أنثاه نائما قرير العين في مأمن من كل شر.
    تذكرها حاول استعادة ملامح وجهها، وصور أبنائه... تعذر عليه ذلك... أطرافه متجمدة من شدة التعب، والإنهاك...
    يشعر بالبرودة لأنه جائع، ولأنه وحيد في العراء،
    يشعر بالبرودة لأنه منهك من شدة الجوع،
    منهك إذ لم يعد يملك غير ذكريات قديمة لم تعد كافية لتعطيه القوة للأمل في الغد.
    وحتى فكرة الدفء لم تعد تشعره بالدفء، فنام...
    نام وكأنه ينفلت من وطأة ما يشعر به من ألم ووحدة، وعزلة، وخوف، كل شيء إلى زوال ولا يبقى غير ذلك الإحساس المدمر باليأس القاتل.
    توقظه الأصوات مبكرا... ويواصل السير... كل خطوة تدمي القدمين...
    تدمي القلب...
    تفتح جراح الذاكرة...
    لم يعد يطيق الانتظار....
    يزداد الأمل مع ظهور ملامح مركز المراقبة الحدودي، تظهر ملامح الراية الحمراء ونجمتها الخضراء مع أولى أشعة الشمس...
    يخاطبها مناجيا،
    يتذكر صورة أبنائه...
    أنا عائد يا أحبائي
    افتحوا نوافذ البيت عسى أن تداعب أنفي روائح الدفء...
    عساكم تسمعون صياحي...
    عساكم ما تزالون بالانتظار...
    عساني أجد بينكم مساحة للدفء
    والأحلام...



    حسن لشهب
  • المصطفى العمري
    أديب وكاتب
    • 24-09-2010
    • 600

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
    عودة

    كل خطوة يخطوها في اتجاه الحرية تصبح عبارة عن جمرات تحرق قدميه... يلتصق الجلد الدامي بالأحجار، جوانبها المسننة تمزق لحمه، تفتح مسارات لسيلان الدم مدرارا...
    مع كل خطوة فوق التراب ينتابه شعور بالارتياح... تختلط الدماء بالتراب فتغدو عجينا يلتصق بالجراح... يصبح مانعا لها من السيلان.
    يتوسل لبقايا إرادة جريحة ويناجي نفسه، لا أريد أن أنسى... أريد أن أحيا لأتذكر...
    لكأنه ساع لاسترداد شيء عزيز ضاع منه...
    ويصر قائلا "مؤكد أنني لن أنسى"
    لأكثر من عشرين سنة عاش أسيرا ، قضاها مع رفقاء حولهم السجانون إلى عبيد، تفننوا في إذلالهم وكسر عزيمتهم.
    يجمع قبضة يديه بعزم ويواصل السير، "مؤكد أنني لن أنسى".
    كانت الزنازين عبارة عن غرف طينية ضيقة وخانقة. تملؤها روائح البول والغائط، ونتانة أجساد متسخة؛ بل هياكل آدمية توشك على الهلاك جراء الهزال والجروح غير المندملة والقمل الذي يتغذى على ما تبقى فيها من حياة.
    كائنات لم تعد تملك من شيء بارز غير اللحي والشعر الكثيف، ونتوءات العظام في كل مناحي الجسد. يخال من رآهم أنهم موتى خارجون لتوهم من القبور، يبدون في سيرهم إلى حيث يجبرون على العمل وكأنهم في يوم الحشر، ولا يتوانى حراسهم عن ضربهم والبصق عليهم وكأنهم ينفسون عن حقد دفين تراكم في قلوبهم قرونا خلت.
    مؤكد أنهم ليسوا بشرا، وليس بإمكانهم أن يكونوا كذلك...
    يواصل السير... يمزق الأفق بعينيه...
    وحين يجن الظلام، لا يسود شيء آخر غير الصمت والظلال المخيفة، وموجة برد قارس.
    الريح الباردة تفسح لنفسها الطريق بين الأشواك والأحجار. بالنهار تظهر كائنات وبالليل تخلي الفضاء لأخرى لا مرئية تسمع لها أصوات تملأ الذات رعبا وخوفا.
    يتذكر الأرانب المختبئة في مغاراتها، دافئة متعانقة فيما بينها، وكل ذكر يحتضن أنثاه نائما قرير العين في مأمن من كل شر.
    تذكرها حاول استعادة ملامح وجهها، وصور أبنائه... تعذر عليه ذلك... أطرافه متجمدة من شدة التعب، والإنهاك...
    يشعر بالبرودة لأنه جائع، ولأنه وحيد في العراء،
    يشعر بالبرودة لأنه منهك من شدة الجوع،
    منهك إذ لم يعد يملك غير ذكريات قديمة لم تعد كافية لتعطيه القوة للأمل في الغد.
    وحتى فكرة الدفء لم تعد تشعره بالدفء، فنام...
    نام وكأنه ينفلت من وطأة ما يشعر به من ألم ووحدة، وعزلة، وخوف، كل شيء إلى زوال ولا يبقى غير ذلك الإحساس المدمر باليأس القاتل.
    توقظه الأصوات مبكرا... ويواصل السير... كل خطوة تدمي القدمين...
    تدمي القلب...
    تفتح جراح الذاكرة...
    لم يعد يطيق الانتظار....
    يزداد الأمل مع ظهور ملامح مركز المراقبة الحدودي، تظهر ملامح الراية الحمراء ونجمتها الخضراء مع أولى أشعة الشمس...
    يخاطبها مناجيا،
    يتذكر صورة أبنائه...
    أنا عائد يا أحبائي
    افتحوا نوافذ البيت عسى أن تداعب أنفي روائح الدفء...
    عساكم تسمعون صياحي...
    عساكم ما تزالون بالانتظار...
    عساني أجد بينكم مساحة للدفء
    والأحلام...



    حسن لشهب
    هكذا هي الخطوات نحو الحرية ... طريقها لهيب وعلى المريد أن يتفنن في التنقل بين ألسنة اللهب.
    للذكرى حياة... ما أروع أن يحافظ المرء على سيرته الأولى مهما حاول الجلادون غسل دماغه وإفراغ جيوب جمجمته .
    فكما للرصاص سنواته المظلمة وكما للحياة وراء الحدود قهرها وبطشها وشططها فإن للأمل في الرجوع حافز على لقاء الدفئ.أعرف أبناء ظلوا ينتظرون دون جدوى وكأن لأشواك وأحجار ورمال ذاك المكان أفواه تلتهم من يمر بها فيسقط بين أيدي أعداء وحدتنا الترابية.
    الأستاذ القديرحسن لشهب أستاذي العزيز لسنتين متتابعتين لمادة الفلسفة السادسة والسابعة ثانوي أدب إنجليزي لك التقدير والإحترام حتى ترضى ولك التقدير والإحترام بعد الرضى دمت مبدعا راقي الحرف جميله.
    تلميذك: المصطفى العمري
    نل عرفاني اللامشروط فقد تعلمت على يديك الكريمتين الشيء الكثير جزاك الله عني ألف خير وأمدك بالصحة والعافية وطول العمر إن شاء الله يا رب.

    ارحل بنفسك من أرض تضام بها.....ولاتكن من فراق الأهل في حرق
    من ذل بـين أهالـيه ببلدتـه..... فالإغتراب له من أحسن الخلق.

    عن الإمام الشافعي

    تعليق

    • حسن لشهب
      أديب وكاتب
      • 10-08-2014
      • 654

      #3
      أنا سعيد وسعادتي بلقائك ولو في العالم الافتراضي لا توصف
      أفخر بك إنسانا وصديقا ومبدعا
      لي عودة أخرى لأوفي مداخلتك حق قدرها من الاهتمام
      شكرا

      تعليق

      • حسن لشهب
        أديب وكاتب
        • 10-08-2014
        • 654

        #4
        مثلما للذكرى حياة فلا حياة بدون ذاكرة حية نابضة ترسم ملامح المستقبل بعزم وإصرار.
        شاكر لك حضورك الوارف ماضيا وحاضرا.
        مودتي الدائمة.

        تعليق

        • حدريوي مصطفى
          أديب وكاتب
          • 09-11-2012
          • 100

          #5
          تتلبسه

          روحا وجسدا.

          ينزف وتنزف معه ويئن وتكون لأنينيه صدى

          لا ينكسر يثابر ...فانت إرادته

          ذا هو القص الجميل. قص يجعلنا نتبعه رغما عنا فنصير نحن ايضا شيئا من المحكي والمحكى .

          اولا ظننتني في الزنزانة عشرة (10) مع المرزوقي...فالأثاث والشخوص والهوام وهي تسبح، والقر والحر

          هي السيدة كما في تازمامارت. لكن،عندما أطلت عليّ الراية من وراء الحدود علمت يقينا أن المكان ما كان إلا سجن الرشيد بظلماته الثلاث: القهر والبعاد وظلم ذوي القربى

          جميل هذا النص الإنساني التوأم مع نص ناصية على الرمل.

          جميل هذا النص سي حسن...والأجمل هذا الإحساس النبيل الذي دفعك لتكتب على هذا الجانب من حياتنا...من يأبه له من الكتاب؟ ! قلة هم

          لك الإبداع ولي الإعجاب ووكامل التقدير...وليدم قلمك نابضا بالسحر

          مودتي واحترامي
          التعديل الأخير تم بواسطة حدريوي مصطفى; الساعة 07-09-2014, 07:56.
          بت لا أخشى الموت منذ عرفت أن كل يوم بل كل لحظة يموت شيء مني

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            ليس سوى الإحساس بالبرد و الجوع
            وركام بعضه فوق بعض
            و لن ينسى
            كل ما يعنيه الآن .. العودة إلي ما اختطف منه
            عشرون سنة مرت ..و آنت العودة للاسير
            لم يكن هناك سوى الاحساس بالقهر ، و تلك المشاهد البائسة على ضجيج السجان
            و ليس من شعارات .. كيف و لم و أين ؟
            لم تكن هنا .. لكنه لن ينسى
            ربما الغربة الطويلة اقتات الماضي ، و لاكته حتى الثمالة
            لكنه لن ينسى .. فقط الحنين إليهم و إليها !

            ربما تمنيت لو صار الأمر على نحو آخر ، ووضعت يدي على بعض ما خلفه النص ،
            لأقف مشدودا أو منكس الرأس .. و كأنك اكتفيت بفضح هذه المشاعر و هذه الأجواء و فقط
            و هي كافية بالفعل !

            محبتي
            sigpic

            تعليق

            • حسن لشهب
              أديب وكاتب
              • 10-08-2014
              • 654

              #7
              هي حال الذاكرة ....
              لا يكتمل وجودها إلا بالوعي والعزم والإصرار
              بها نتصالح مع الحاضر
              من أجل المستقبل والقادم من الأجيال
              حضورك الكريم دوما يملأني بالسعادة
              دم معطاء أخي مصطفى

              تعليق

              • حسن لشهب
                أديب وكاتب
                • 10-08-2014
                • 654

                #8
                سعيد بما خلفه النص لديك أستاذي
                كانت قراءة مميزة بحق كدأبك
                احترامي وتقديري
                محبتي

                تعليق

                • حسن لشهب
                  أديب وكاتب
                  • 10-08-2014
                  • 654

                  #9
                  نحتاج في الإبداع إلى التلميح بدل التصريح
                  ولا يمكن لأي نص أن يجيب على كل شيء
                  ولكن تبقى القصة القصيرة محاولة للإحاطة بحالات وجودية وحياتية معينة
                  قد نفلح في الإمساك ببعض منهاأحيانا وقد لا ننجح أحيانا أخرى...
                  شكرا لقرائتك المحفزة على التفكير في مآلات أخرى لهذا النص...
                  كل المودة لك أستاذ ربيع.

                  تعليق

                  • محمد الحزامي
                    عضو الملتقى
                    • 13-06-2014
                    • 356

                    #10
                    مؤكد إنني لن أنسى أنّ الحرية لها ثمن باهض وأن دربها طويل وشاق ، إلاّ أن الأمل في اللقاء يحتم الإصرار حتى تتحقق المعجزة بعد الشقاء وتتم العودة بعد العناء . نص روعة له العديد من التفسيرات والتاويلات والتوجهات تلميحا وإيحاءا ينم عن مدى براعة الاستاذحسن لشهب وتصوره للموضوع ، فشكرا

                    تعليق

                    • حسن لشهب
                      أديب وكاتب
                      • 10-08-2014
                      • 654

                      #11
                      مؤكد أن ثمن الحرية باهض ويستلزم الإصرار والمكابدة
                      قراءة مميزة أخي المكرم
                      شاكرا لك طيب المتابعة
                      محبتي

                      تعليق

                      • حسن لختام
                        أديب وكاتب
                        • 26-08-2011
                        • 2603

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حسن لشهب مشاهدة المشاركة
                        عودة

                        كل خطوة يخطوها في اتجاه الحرية تصبح عبارة عن جمرات تحرق قدميه... يلتصق الجلد الدامي بالأحجار، جوانبها المسننة تمزق لحمه، تفتح مسارات لسيلان الدم مدرارا...
                        مع كل خطوة فوق التراب ينتابه شعور بالارتياح... تختلط الدماء بالتراب فتغدو عجينا يلتصق بالجراح... يصبح مانعا لها من السيلان.
                        يتوسل لبقايا إرادة جريحة ويناجي نفسه، لا أريد أن أنسى... أريد أن أحيا لأتذكر...
                        لكأنه ساع لاسترداد شيء عزيز ضاع منه...
                        ويصر قائلا "مؤكد أنني لن أنسى"
                        لأكثر من عشرين سنة عاش أسيرا ، قضاها مع رفقاء حولهم السجانون إلى عبيد، تفننوا في إذلالهم وكسر عزيمتهم.
                        يجمع قبضة يديه بعزم ويواصل السير، "مؤكد أنني لن أنسى".
                        كانت الزنازين عبارة عن غرف طينية ضيقة وخانقة. تملؤها روائح البول والغائط، ونتانة أجساد متسخة؛ بل هياكل آدمية توشك على الهلاك جراء الهزال والجروح غير المندملة والقمل الذي يتغذى على ما تبقى فيها من حياة.
                        كائنات لم تعد تملك من شيء بارز غير اللحي والشعر الكثيف، ونتوءات العظام في كل مناحي الجسد. يخال من رآهم أنهم موتى خارجون لتوهم من القبور، يبدون في سيرهم إلى حيث يجبرون على العمل وكأنهم في يوم الحشر، ولا يتوانى حراسهم عن ضربهم والبصق عليهم وكأنهم ينفسون عن حقد دفين تراكم في قلوبهم قرونا خلت.
                        مؤكد أنهم ليسوا بشرا، وليس بإمكانهم أن يكونوا كذلك...
                        يواصل السير... يمزق الأفق بعينيه...
                        وحين يجن الظلام، لا يسود شيء آخر غير الصمت والظلال المخيفة، وموجة برد قارس.
                        الريح الباردة تفسح لنفسها الطريق بين الأشواك والأحجار. بالنهار تظهر كائنات وبالليل تخلي الفضاء لأخرى لا مرئية تسمع لها أصوات تملأ الذات رعبا وخوفا.
                        يتذكر الأرانب المختبئة في مغاراتها، دافئة متعانقة فيما بينها، وكل ذكر يحتضن أنثاه نائما قرير العين في مأمن من كل شر.
                        تذكرها حاول استعادة ملامح وجهها، وصور أبنائه... تعذر عليه ذلك... أطرافه متجمدة من شدة التعب، والإنهاك...
                        يشعر بالبرودة لأنه جائع، ولأنه وحيد في العراء،
                        يشعر بالبرودة لأنه منهك من شدة الجوع،
                        منهك إذ لم يعد يملك غير ذكريات قديمة لم تعد كافية لتعطيه القوة للأمل في الغد.
                        وحتى فكرة الدفء لم تعد تشعره بالدفء، فنام...
                        نام وكأنه ينفلت من وطأة ما يشعر به من ألم ووحدة، وعزلة، وخوف، كل شيء إلى زوال ولا يبقى غير ذلك الإحساس المدمر باليأس القاتل.
                        توقظه الأصوات مبكرا... ويواصل السير... كل خطوة تدمي القدمين...
                        تدمي القلب...
                        تفتح جراح الذاكرة...
                        لم يعد يطيق الانتظار....
                        يزداد الأمل مع ظهور ملامح مركز المراقبة الحدودي، تظهر ملامح الراية الحمراء ونجمتها الخضراء مع أولى أشعة الشمس...
                        يخاطبها مناجيا،
                        يتذكر صورة أبنائه...
                        أنا عائد يا أحبائي
                        افتحوا نوافذ البيت عسى أن تداعب أنفي روائح الدفء...
                        عساكم تسمعون صياحي...
                        عساكم ما تزالون بالانتظار...
                        عساني أجد بينكم مساحة للدفء
                        والأحلام...



                        حسن لشهب
                        حتما لن يخونه الوطن الذي سجن من أجله، وذاق عذاب المرارة والإهانة من أجل ألا تمس شعرة من شرف بلده. عودة ويالها من عودة ..إلى الوطن والأهل والأحباب..وسيجد حتما الدفء الذي يرمز إليه السارد في النص بأشعة الشمس، وعلم الوطن الأحمر بنجمته الخضراء وهو يرفرف في الأفق
                        تقديري، أخي حسن

                        تعليق

                        يعمل...
                        X