دعم الحركة الفنية الفلسطينية
بقلم المستشار د نزار نبيل أبو منشار الحرباوي
أثناء تجوالي في دول العالم المختلفة وجدت العديد من النماذج والتجارب الخاصة بتنمية وتطوير الحركة الفنية في هذه البلد أو تلك ، وركزت على وجوه التنافس الموجود بين هذه الدول بالتعريف بفنانيها ومثقفيها ونخبها الإبداعية ، بحيث يتم تسخير جهود جبارة على كل المستويات لتعزيز الحضور الفني والوجوه الفنية المقصودة لتبرز أمام العالم وتعبر عن الوجه الفني للدول.
وخلال تجوالي في العديد من الدول العالمية ، ومن خلال المتابعات الإعلامية التي أقوم بها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات ، وجدت أن نسبة كبيرة من الإبداع الفني مغمورة في فلسطين ، تعيش وتموت ولا يخرج إبداعها عن إطار المعارف المحصورة التي تعلم بها، دون أن تبرز للعالم ببصمة فنية فلسطينية لها نكهتها وسماتها .
الأدب والشعر ، والمسرح والعمل الوثائقي ، والرسم التشكيلي والتعبيري والتجريدي ، الخط العربي الاحترافي ، التصوير الفوتوغرافي ، الزجل والأهازيج ، الفلكلور الشعبي ، التمثيل والفنون التعبيرية ، كلها موجودة بمستويات مميزة تضاهي المستويات العالمية ، ولكنها لا تجد طريقها نحو العالمية .
أدرك أن فلسطين تحت الاحتلال ، وأن الاحتلال يحاول جاهداً أن يقضي على بذار الأمل والتوهج في فلسطين ، ولكني أدرك أيضاً أن المعاناة تصنع مدارس فنية خاصة بها ، وتستفز عقول وقلوب المبدعين فيزيدوا من حجم وشكل ومستويات عطائهم بشكل يعجز المتابعون عن اقتفائه.
بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية ، وبداية دخولها لمناطق نفوذها في الضفة وغزة ، بتنا أمام جسم مؤسساتي حكومي اسمه وزارة الثقافة ، واسم حكومي آخر اسمه وزارة الإعلام ، ووزارة تحمل اسم الشباب ، وغيرها من الجهات الرسمية التي تمنينا فعلاً أن تخلف مناخ الإبداع وترفع راية الفن والأدب والفلكلور الفلسطيني ، ولكني شخصياً - وقد يتفق معي كثيرون - أصبت بالإحباط من شكل تعاطيها مع الفن الفلسطيني ، الذي خبا أواره ولم يستعر .
على مستوى المناهج الدراسية والسياسات التعليمية الhساسية والثانوية والعليا ،تصدمك نتائج تحليل المنهاج ، فلو فرغت القيم والمفاهيم والقيم التربوية والسلوكية والنفس- حركية فيها لوجدتها لا تخرج للمجتمع إنساناً قادراً على الإبداع في تخصص فني واحد ، مع أن هناك آلاف التجارب الدولية التي يمكن لنا اقتباسها وتضمينها في هذا المجال كمنهج .
ومع افتقادنا المعاهد التخصصية الحاضنة - ولو وُجدت اسماً - فنحن اليوم نتوجه صوب الفرد وصناعته لنفسه ، وهذا لن يتيح له مجالاً للإبداع العالمي والظهور على مسرح الأحداث الفنية ، فالصناعة الإعلامية للوجوه تتطلب احترافية عالية ، في عالم التلحين والغناء والعمل الفني الجماعي إنتاجا وإخراجاً وتسويقاً.
سنبقى بحاجة لأن نصرخ في وجه المسؤولين ليتحملوا مسؤولياتهم ، وفي وجه مؤسسات المجتمع المدني أن تحتضن الإبداع وترعاه ، وفي القطاع الخاص كي يدخل في ميدان الخدمة العامة ورعاية المبدعين، وفي المبدعين أن لا يفقدوا الأمل حتى الرمق الأخير ، فلربما تغيرت الأحوال ووجد المبدعون يداً حانية تصنع لهم نجوميتهم المستحقة على المسرح الكوني .
بقلم المستشار د نزار نبيل أبو منشار الحرباوي
أثناء تجوالي في دول العالم المختلفة وجدت العديد من النماذج والتجارب الخاصة بتنمية وتطوير الحركة الفنية في هذه البلد أو تلك ، وركزت على وجوه التنافس الموجود بين هذه الدول بالتعريف بفنانيها ومثقفيها ونخبها الإبداعية ، بحيث يتم تسخير جهود جبارة على كل المستويات لتعزيز الحضور الفني والوجوه الفنية المقصودة لتبرز أمام العالم وتعبر عن الوجه الفني للدول.
وخلال تجوالي في العديد من الدول العالمية ، ومن خلال المتابعات الإعلامية التي أقوم بها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات ، وجدت أن نسبة كبيرة من الإبداع الفني مغمورة في فلسطين ، تعيش وتموت ولا يخرج إبداعها عن إطار المعارف المحصورة التي تعلم بها، دون أن تبرز للعالم ببصمة فنية فلسطينية لها نكهتها وسماتها .
الأدب والشعر ، والمسرح والعمل الوثائقي ، والرسم التشكيلي والتعبيري والتجريدي ، الخط العربي الاحترافي ، التصوير الفوتوغرافي ، الزجل والأهازيج ، الفلكلور الشعبي ، التمثيل والفنون التعبيرية ، كلها موجودة بمستويات مميزة تضاهي المستويات العالمية ، ولكنها لا تجد طريقها نحو العالمية .
أدرك أن فلسطين تحت الاحتلال ، وأن الاحتلال يحاول جاهداً أن يقضي على بذار الأمل والتوهج في فلسطين ، ولكني أدرك أيضاً أن المعاناة تصنع مدارس فنية خاصة بها ، وتستفز عقول وقلوب المبدعين فيزيدوا من حجم وشكل ومستويات عطائهم بشكل يعجز المتابعون عن اقتفائه.
بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية ، وبداية دخولها لمناطق نفوذها في الضفة وغزة ، بتنا أمام جسم مؤسساتي حكومي اسمه وزارة الثقافة ، واسم حكومي آخر اسمه وزارة الإعلام ، ووزارة تحمل اسم الشباب ، وغيرها من الجهات الرسمية التي تمنينا فعلاً أن تخلف مناخ الإبداع وترفع راية الفن والأدب والفلكلور الفلسطيني ، ولكني شخصياً - وقد يتفق معي كثيرون - أصبت بالإحباط من شكل تعاطيها مع الفن الفلسطيني ، الذي خبا أواره ولم يستعر .
على مستوى المناهج الدراسية والسياسات التعليمية الhساسية والثانوية والعليا ،تصدمك نتائج تحليل المنهاج ، فلو فرغت القيم والمفاهيم والقيم التربوية والسلوكية والنفس- حركية فيها لوجدتها لا تخرج للمجتمع إنساناً قادراً على الإبداع في تخصص فني واحد ، مع أن هناك آلاف التجارب الدولية التي يمكن لنا اقتباسها وتضمينها في هذا المجال كمنهج .
ومع افتقادنا المعاهد التخصصية الحاضنة - ولو وُجدت اسماً - فنحن اليوم نتوجه صوب الفرد وصناعته لنفسه ، وهذا لن يتيح له مجالاً للإبداع العالمي والظهور على مسرح الأحداث الفنية ، فالصناعة الإعلامية للوجوه تتطلب احترافية عالية ، في عالم التلحين والغناء والعمل الفني الجماعي إنتاجا وإخراجاً وتسويقاً.
سنبقى بحاجة لأن نصرخ في وجه المسؤولين ليتحملوا مسؤولياتهم ، وفي وجه مؤسسات المجتمع المدني أن تحتضن الإبداع وترعاه ، وفي القطاع الخاص كي يدخل في ميدان الخدمة العامة ورعاية المبدعين، وفي المبدعين أن لا يفقدوا الأمل حتى الرمق الأخير ، فلربما تغيرت الأحوال ووجد المبدعون يداً حانية تصنع لهم نجوميتهم المستحقة على المسرح الكوني .
تعليق