دعم الحركة الفنية الفلسطينية بقلم المستشار د نزار نبيل أبو منشار الحرباوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د نزار نبيل الحرباوي
    أديب وكاتب
    • 16-08-2014
    • 76

    دعم الحركة الفنية الفلسطينية بقلم المستشار د نزار نبيل أبو منشار الحرباوي

    دعم الحركة الفنية الفلسطينية
    بقلم المستشار د نزار نبيل أبو منشار الحرباوي

    أثناء تجوالي في دول العالم المختلفة وجدت العديد من النماذج والتجارب الخاصة بتنمية وتطوير الحركة الفنية في هذه البلد أو تلك ، وركزت على وجوه التنافس الموجود بين هذه الدول بالتعريف بفنانيها ومثقفيها ونخبها الإبداعية ، بحيث يتم تسخير جهود جبارة على كل المستويات لتعزيز الحضور الفني والوجوه الفنية المقصودة لتبرز أمام العالم وتعبر عن الوجه الفني للدول.

    وخلال تجوالي في العديد من الدول العالمية ، ومن خلال المتابعات الإعلامية التي أقوم بها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات ، وجدت أن نسبة كبيرة من الإبداع الفني مغمورة في فلسطين ، تعيش وتموت ولا يخرج إبداعها عن إطار المعارف المحصورة التي تعلم بها، دون أن تبرز للعالم ببصمة فنية فلسطينية لها نكهتها وسماتها .

    الأدب والشعر ، والمسرح والعمل الوثائقي ، والرسم التشكيلي والتعبيري والتجريدي ، الخط العربي الاحترافي ، التصوير الفوتوغرافي ، الزجل والأهازيج ، الفلكلور الشعبي ، التمثيل والفنون التعبيرية ، كلها موجودة بمستويات مميزة تضاهي المستويات العالمية ، ولكنها لا تجد طريقها نحو العالمية .

    أدرك أن فلسطين تحت الاحتلال ، وأن الاحتلال يحاول جاهداً أن يقضي على بذار الأمل والتوهج في فلسطين ، ولكني أدرك أيضاً أن المعاناة تصنع مدارس فنية خاصة بها ، وتستفز عقول وقلوب المبدعين فيزيدوا من حجم وشكل ومستويات عطائهم بشكل يعجز المتابعون عن اقتفائه.

    بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية ، وبداية دخولها لمناطق نفوذها في الضفة وغزة ، بتنا أمام جسم مؤسساتي حكومي اسمه وزارة الثقافة ، واسم حكومي آخر اسمه وزارة الإعلام ، ووزارة تحمل اسم الشباب ، وغيرها من الجهات الرسمية التي تمنينا فعلاً أن تخلف مناخ الإبداع وترفع راية الفن والأدب والفلكلور الفلسطيني ، ولكني شخصياً - وقد يتفق معي كثيرون - أصبت بالإحباط من شكل تعاطيها مع الفن الفلسطيني ، الذي خبا أواره ولم يستعر .

    على مستوى المناهج الدراسية والسياسات التعليمية الhساسية والثانوية والعليا ،تصدمك نتائج تحليل المنهاج ، فلو فرغت القيم والمفاهيم والقيم التربوية والسلوكية والنفس- حركية فيها لوجدتها لا تخرج للمجتمع إنساناً قادراً على الإبداع في تخصص فني واحد ، مع أن هناك آلاف التجارب الدولية التي يمكن لنا اقتباسها وتضمينها في هذا المجال كمنهج .

    ومع افتقادنا المعاهد التخصصية الحاضنة - ولو وُجدت اسماً - فنحن اليوم نتوجه صوب الفرد وصناعته لنفسه ، وهذا لن يتيح له مجالاً للإبداع العالمي والظهور على مسرح الأحداث الفنية ، فالصناعة الإعلامية للوجوه تتطلب احترافية عالية ، في عالم التلحين والغناء والعمل الفني الجماعي إنتاجا وإخراجاً وتسويقاً.

    سنبقى بحاجة لأن نصرخ في وجه المسؤولين ليتحملوا مسؤولياتهم ، وفي وجه مؤسسات المجتمع المدني أن تحتضن الإبداع وترعاه ، وفي القطاع الخاص كي يدخل في ميدان الخدمة العامة ورعاية المبدعين، وفي المبدعين أن لا يفقدوا الأمل حتى الرمق الأخير ، فلربما تغيرت الأحوال ووجد المبدعون يداً حانية تصنع لهم نجوميتهم المستحقة على المسرح الكوني .
  • سعد الأوراسي
    عضو الملتقى
    • 17-08-2014
    • 1753

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة د نزار نبيل الحرباوي مشاهدة المشاركة
    دعم الحركة الفنية الفلسطينية
    بقلم المستشار د نزار نبيل أبو منشار الحرباوي

    أثناء تجوالي في دول العالم المختلفة وجدت العديد من النماذج والتجارب الخاصة بتنمية وتطوير الحركة الفنية في هذه البلد أو تلك ، وركزت على وجوه التنافس الموجود بين هذه الدول بالتعريف بفنانيها ومثقفيها ونخبها الإبداعية ، بحيث يتم تسخير جهود جبارة على كل المستويات لتعزيز الحضور الفني والوجوه الفنية المقصودة لتبرز أمام العالم وتعبر عن الوجه الفني للدول.

    وخلال تجوالي في العديد من الدول العالمية ، ومن خلال المتابعات الإعلامية التي أقوم بها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات ، وجدت أن نسبة كبيرة من الإبداع الفني مغمورة في فلسطين ، تعيش وتموت ولا يخرج إبداعها عن إطار المعارف المحصورة التي تعلم بها، دون أن تبرز للعالم ببصمة فنية فلسطينية لها نكهتها وسماتها .

    الأدب والشعر ، والمسرح والعمل الوثائقي ، والرسم التشكيلي والتعبيري والتجريدي ، الخط العربي الاحترافي ، التصوير الفوتوغرافي ، الزجل والأهازيج ، الفلكلور الشعبي ، التمثيل والفنون التعبيرية ، كلها موجودة بمستويات مميزة تضاهي المستويات العالمية ، ولكنها لا تجد طريقها نحو العالمية .

    أدرك أن فلسطين تحت الاحتلال ، وأن الاحتلال يحاول جاهداً أن يقضي على بذار الأمل والتوهج في فلسطين ، ولكني أدرك أيضاً أن المعاناة تصنع مدارس فنية خاصة بها ، وتستفز عقول وقلوب المبدعين فيزيدوا من حجم وشكل ومستويات عطائهم بشكل يعجز المتابعون عن اقتفائه.

    بعد قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية ، وبداية دخولها لمناطق نفوذها في الضفة وغزة ، بتنا أمام جسم مؤسساتي حكومي اسمه وزارة الثقافة ، واسم حكومي آخر اسمه وزارة الإعلام ، ووزارة تحمل اسم الشباب ، وغيرها من الجهات الرسمية التي تمنينا فعلاً أن تخلف مناخ الإبداع وترفع راية الفن والأدب والفلكلور الفلسطيني ، ولكني شخصياً - وقد يتفق معي كثيرون - أصبت بالإحباط من شكل تعاطيها مع الفن الفلسطيني ، الذي خبا أواره ولم يستعر .

    على مستوى المناهج الدراسية والسياسات التعليمية الhساسية والثانوية والعليا ،تصدمك نتائج تحليل المنهاج ، فلو فرغت القيم والمفاهيم والقيم التربوية والسلوكية والنفس- حركية فيها لوجدتها لا تخرج للمجتمع إنساناً قادراً على الإبداع في تخصص فني واحد ، مع أن هناك آلاف التجارب الدولية التي يمكن لنا اقتباسها وتضمينها في هذا المجال كمنهج .

    ومع افتقادنا المعاهد التخصصية الحاضنة - ولو وُجدت اسماً - فنحن اليوم نتوجه صوب الفرد وصناعته لنفسه ، وهذا لن يتيح له مجالاً للإبداع العالمي والظهور على مسرح الأحداث الفنية ، فالصناعة الإعلامية للوجوه تتطلب احترافية عالية ، في عالم التلحين والغناء والعمل الفني الجماعي إنتاجا وإخراجاً وتسويقاً.

    سنبقى بحاجة لأن نصرخ في وجه المسؤولين ليتحملوا مسؤولياتهم ، وفي وجه مؤسسات المجتمع المدني أن تحتضن الإبداع وترعاه ، وفي القطاع الخاص كي يدخل في ميدان الخدمة العامة ورعاية المبدعين، وفي المبدعين أن لا يفقدوا الأمل حتى الرمق الأخير ، فلربما تغيرت الأحوال ووجد المبدعون يداً حانية تصنع لهم نجوميتهم المستحقة على المسرح الكوني .

    سنبقى بحاجة لأن نصرخ في وجه المسؤولين وغيرهم ..
    تحت سقف الحاجة تراني أبحث عن من في يده مفتاح الوسيلة ، وتحت سقف الحاجة أرى المواطن العربي تاه حشو مصطلح وتسميات من تماس دائرتها تداولتها نخب بأضعف الإيمان ، وأخرى بأضعف انتماء وحاشية بأبسط احتواء ..
    وتحت سقف الحاجـــة أرى طفلا فلسطينيا يضم نصف رغيف يحترق ، وآخر تحت الركام يبحث عن نصفه الآخر ..
    كل هذا ويبقى التطلع في أمس الحاجة لوسيلة تحقق ما بررها لهدف موضوعك القيم والجميل ، فما هي الوسيلة إذا؟ كل الوسائل في قاموس السلط ، غير شريفة ، تخدم أجندات خارجية ، دعاء الحاجة تخابرا ، والفن خارج أحادية الفكر السلطوي تجمهرا .. نعم حين تُرَوَضُ الحاجــة على لبس القليل ، مزكومـة وسيلتنا عارية وتهمتها معروفة ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
    سبحان الله ، هذا الذي بررت له غاية من الفرات إلى النيل كل الوسائل ، كنا ولازلنا من أنجع وسائله اللينة ، وهذا يكفي أن أتجول في عيني أي فلسطيني كان لأكتشف أنه فنان بالفطرة ، هذا العظيم الذي استلهمت منه المذاهب أبجديات المرحلة ، أراه الآن بالذات ليس في حاجة لأن يصرخ في وجه أي سلطة ، قبل أن يكمل بناء مشروعه الوحدوي وهو في حد ذاته أكبر مشروع فني في تاريخهم يقدمونه لتاريخ أولادنا ..
    احترامي وتقديري سيدي

    تعليق

    يعمل...
    X