النورس صار رمادا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    النورس صار رمادا

    [align=center]
    مطفأة شمعة روحي تحترقُ
    وأنيني يغرس سنبكه في وجه أحاسيسي
    تبكي..
    ويصير بكاها نورس بحرٍ..
    هجرته الأمواجُ..
    وخاصمه الماءُ..
    وسافر عنه السمكُ..
    فلا قلع يواسيهِ..
    أو بحار فيهِ..
    ينفخ مزماراً كالطيف الغارق في عين تختنقُ
    ***
    النورس أتعبه رائحة الحزن البحريِّ..
    ورائحة نبات الشوقِ..
    فنزَّف دمعٌ حتى يغرق عطش البحرِ
    ولكنْ..
    لكن سحاباً طفلاً كالحلم الزاهي في عينيك المعشوشبتين أبى
    أن يلبس جلد المطر
    فيكفكف شيئاً من عطش البحرِ
    ***
    أسأل:
    يا العين الباخلة بدمعة خصب تكتبني بالعشبِ
    وتفرشني بالأفقِ
    بأمواج البحرِ..
    بأصداف الؤلؤ والياقوتِ
    وتلبسني عصفورين وعشّا
    أسأل:
    هل يجهد ثدي الأفقِ
    رضاعُ الزنبقة العطشى
    أسأل:
    هل تعيى عينُ البحر إذا الريح
    رمى دمعتها فوق الشطى وغشَّى
    فالنورس صار رماداً محترقاً تشربه الغربةْ
    والشمعة مطفأةً تصغر مكتئبةْ
    و "الأُنَنُ" السابح في شرياني..
    نبتت من شدو الحزن على فمه حبةْ
    وعلى طرف لساني حرف عارٍ
    يطلب -من عينك- ثوبهْ [/align]


    2003
  • أحمد حسن محمد
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 716

    #2
    وهذه مناقشة بيني وبين الدكتور حسان الشناوي.. كانت في أحد المنتديات على الشبكة.. وأرجو ممن يتصل به الآن أن يخبره بإلحاح رغبة محب وطالب علم وأخ يجل أخاه الأكبر .. أن يكمل المناقشة هنا في ملتقانا الكبير وبيت المبدعين العرب هنا...



    المشاركة الأصلية بواسطة د. حسان الشناوي
    حين يصر الشاعر على التحليق في أفق جديد ، ويطمح إلى معانقة المجهول متخطيا الحوجز بمقدرة فائقة ؛ تاتيه اللغة فكرا وتصويرا وشعورا على نحو جديد كل الجدة .
    وأحسب أن أخانا أحمد نجح في هذا نجاحا سابقا ؛ لأنه عالج الفكرة بمزيج من سلاسة الكلمة ، وجدة المعنى ، وعمق الرؤية المغلفة بحزن رقيق تمثل الأسئلة التي أجاد طرحها طرحا شعريا رائعا .

    شاكر لك أيها المعلم الغالي الحبيب ذلك الكلام الرائع في حق قصيدة يشرفها المثول بين يدي فكرك ونقدك الكريم


    المشاركة الأصلية بواسطة د. حسان الشناوي
    النورس أتعبه رائحة الحزن البحريِّ..
    ورائحة نبات الشوقِ..
    فنزَّف دمعاً حتى يغرق عطش البحرِ
    ولكنْ..
    لكن سحاباً طفلاً كالحلم الزاهي في عينيك المعشوشبتين أبى
    أن يلبس جلد المطر
    فيكفكف شيئاً من عطش البحرِ
    وهذا المقطع - على روعتك فيه - استاذنك في تساؤل يتعلق بما يبدو لي متعلقا بسياق المضمون واتساقه :
    ربما عن لي أن يكون الفعل مضارعا : النورس تتعبه ... ليس من أجل تأنيث الفعل ؛ فهذه نقطة لا تحتاج توقفا طويلا ، بل من أجل ما ينقدح من المعنى في ذهن المتلقي إذا جاء الفعل مضارعا ؛ ومن ثم أحسب أن الفعل ( فنزَّف ) يجيء مضارعا ( فينزف ...) ، فربما كان ذلك مدعاة لتجدد التعب والنزيف .
    وأحسب أن لكن الساكنة تحدث شيئا من القلق الموسيقي المنساب بروعة عبر رائعتك هنا فهل من الممكن الاستغناء عنها ، والاكتفاء بالمشددة بعدها؟
    وحرصا على الاتساق الموسيقي أيضا ربما كان من الأفضل أن يكون الجزء الأخير :
    فليس يكفكف ...
    أو :
    أتراه يكفكف ...
    لك الحق يا أستاذي الجميل أن ترغب في أن تجدد الفعل..
    ولي في حضرتك الكريمة الغالية عليّ ولو حق الرغبة الكتابية أن أؤكد الحدوث بكون الفعل ماضيا..
    وفي أني أنقل حادثا كاملاً لا حادثا يخضع لتجزّؤ الفعلف المضارع (بمعنى أن يحدث شيئا فشيئا) كما قال شيخنا عبد القاهر.. ولعلنا لا نعدم حضور الحدث في الوقت المضارع بل والمستقبل مهما كانت صياغته في الماضي..
    وكذلك نزّف..
    ولعل اختلاف الرؤية والرغبة في أني بدأت بذكر الاحترق وانطفاء الروح التي بعد النزف وجفاف المكان إلى درجة حرارة تستدعي الاحترق والموت..

    المشاركة الأصلية بواسطة د. حسان الشناوي
    بأصداف الؤلؤ واليايقوتِ( الياقوت ) وربما كان هذا من سهو الطباعة .

    د. حسان

    وهذه أصلحتها بإذن الله وشكرا لك..


    المشاركة الأصلية بواسطة د. حسان الشناوي
    وأحسب أن لكن الساكنة تحدث شيئا من القلق الموسيقي المنساب بروعة عبر رائعتك هنا فهل من الممكن الاستغناء عنها ، والاكتفاء بالمشددة بعدها؟
    وحرصا على الاتساق الموسيقي أيضا ربما كان من الأفضل أن يكون الجزء الأخير :
    فليس يكفكف ...
    أو :
    أتراه يكفكف ...
    لعله قلق الفكر نفسه .. فلا حق للموسيقى إذن إن لم تعاون على إحساس القارئ بقلقي الداخلي أكثر مما تمتعه بإحساس أذني.. أنا أتوقف كثيرا في الكتابة..

    ولكن لو تفيدني أيها المعلم الغالي عن معنى الاتساق الموسيقي؟
    أهو الوزن مثلا؟؟
    حسنا دعني أزن بشكل آخر -قد يخصني وحدي- ولكن ما إحساسك بالأمطار المتطايرة في حرف الراء المشبع الذي يوحي بما يوحي من الضخامة والتجمع!!

    المشاركة الأصلية بواسطة د. حسان الشناوي
    أسأل:
    هل تعيى عينُ البحر إذا الريح
    رمى دمعتها فوق الشطى وغشَّى
    لم لم تؤنث الفعل ( رمى )؟ فالريح - فيما أحسب - مؤنثة ، وفي التنزيل : " ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها " ، " بريح صرصر عاتية سخرها عليهم ".
    ولعل عندك تخريجا لتذكير الفعل مع عود الضمير على الريح .
    أما "الريح رمى"
    فلك أن تأخذها باتجاهات:

    - أن تقتنع برغبتي أن يكون هناك مضاف إلى "الريح" محذوف .. حسب قول ابن مالك:
    وما يلي المضاف يأتي خلفا
    عنه في الاعراب إذ ما حذفا
    "وأشربوا في قلوبهم العجل..
    -أو أن لا تكون من باب جواز تذكير الفعل ما دام سمع ولو قليلا عن العرب "قال فلانة" أو طلع الشمس"

    - واستشهد النحاة .. "ولا أرض أبقل إبقالها" ..


    - ولكن باعتبار بعض مبادئ اللغة .. أما تصلح هذه طريقة في التصوير.. أن نستخدم إمكانية التغليب في استخدام (التذكير) لأجل أن نقول أن الأمر لا يقتصر على الصورة الذهنية المشهورة للريح، ولكنه هناك نوع من العمومية والاختلاف والتخالف فيما يدلنا إليه ذلك الدال الكتابي أو السمعي الذي أمامنا..

    واستشهد النحاة .. "ولا أرض أبقل إبقالها" ..



    دمت بخير أيها الغالي

    تعليق

    • عارف عاصي
      مدير قسم
      شاعر
      • 17-05-2007
      • 2757

      #3
      شاعرنا الجميل
      المغلف بهالات الحزن الشفيف
      أحمد حسن محمد

      جميل ذلك التماوج بين الحزن و
      السفر في الأفق الرحب والغربة

      وهنا سيدي :-

      مطفأة شمعة روحي تحترقُ
      وأنيني يغرس سنبكه في وجه أحاسيسي
      تبكي..
      ويصير بكاها نورس بحرٍ..
      هجرته الأمواجُ..
      وخاصمه الماءُ..
      وسافر عنه السمكُ..
      فلا قلع يواسيهِ..
      أو بحار فيهِ..
      ينفخ مزماراً كالطيف الغارق في عين تختنقُ


      صور متلاحقة ترسم بريشة راقية
      ظلال النفس في غربة الروح
      قلق وتمرد ألم ورجاء


      وهنا أيضا :-

      يا العين الباخلة بدمعة خصب تكتبني بالعشبِ
      وتفرشني بالأفقِ
      بأمواج البحرِ..
      بأصداف الؤلؤ والياقوتِ
      وتلبسني عصفورين وعشّا
      أسأل:
      هل يجهد ثدي الأفقِ
      رضاعُ الزنبقة العطشى
      أسأل:
      هل تعيى عينُ البحر إذا الريح
      رمى دمعتها فوق الشطى وغشَّى
      فالنورس صار رماداً محترقاً تشربه الغربةْ
      والشمعة مطفأةً تصغر مكتئبةْ
      و "الأُنَنُ" السابح في شرياني..
      نبتت من شدو الحزن على فمه حبةْ
      وعلى طرف لساني حرف عارٍ
      يطلب -من عينك- ثوبهْ



      استحلاب الأماني
      وارتشاف رحيقها
      وبكائية حلم ذوى
      صار رمادا محترقا
      في غربة روح

      ****

      بوركت شاعرنا الحبيب

      للتثبيت
      إكراما للجمال الحزين

      تحاياي
      عارف عاصي

      تعليق

      • أحمد حسن محمد
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 716

        #4
        ما الذي يمكنني أن أقوله وقد حباني الله اليوم أن أشارك تعقيبا على مشاركة منك أكثر من مرة!!
        أنا لن أقول إلا أنني سعيد بهذا الرزق الفكري..

        شكرا لك دوما

        تعليق

        • تركي عبد الغني
          عضو الملتقى
          • 19-05-2007
          • 96

          #5
          يعجبني عمقك العميق

          حتى أكاد أخشى الغرق فيه

          يعجبني فهمك لأدواتك وتمكنك منها

          وإن كانت أحيانا على حساب موسيقية النص

          لله درك

          رائع

          فبوركت والزقازيق

          تعليق

          • مجذوب العيد المشراوي
            أديب وكاتب
            • 19-05-2007
            • 162

            #6
            أسجل فقط أن سمفونياتك لها أوقاتها وصمتها فهيَ مقدسة عندي يا أحمد ..


            سأرجه إليها يوما وأنا قد تخلصت من فوضايَ

            تعليق

            • أحمد حسن محمد
              أديب وكاتب
              • 16-05-2007
              • 716

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة تركي عبد الغني مشاهدة المشاركة
              يعجبني عمقك العميق

              حتى أكاد أخشى الغرق فيه

              يعجبني فهمك لأدواتك وتمكنك منها

              وإن كانت أحيانا على حساب موسيقية النص

              لله درك

              رائع

              فبوركت والزقازيق
              بوركت والأردن..
              بوركت ولا بورك في غيابك عني أكثر من ذلك يا تركي..
              أنتظرك دوما..
              فقط طمئني عليك يا صديقي..

              تعليق

              • د. جمال مرسي
                شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                • 16-05-2007
                • 4938

                #8
                المبدع الرقيق أحمد حسن
                حين قرأت النورس صار رمادا أول مرة في أماكن أخرى قلت في قرارة نفسي
                أن لغة أخرى قد هبطت وحيا على الشاعر غير اللغة التي نكتب بها
                و حين قرأتها اليوم تأكد لي هذا المعنى .
                قصيدة عميقة تحمل الحزن و الألم الذي لا بد و أن يتبعه أمل .
                و عجبت لهذا النقاش الحضاري بين عملاقين هما الصديق د. حسان الشناوي
                و المبدع الفذ أحمد حسن
                فلك و له و لكل من مر من هنا كل الحب
                sigpic

                تعليق

                يعمل...
                X