في الخندق القتالي الثالث
طوى المساء صفحته على اخر شعاع من الشمس التي شارفت على الاختفاء وراء الأفق ،،وارتمى الظلام بسرعة على أحشاء الأزقة فتحولت الى أنفاق سوداء خاليه بعد ان كانت تعج بالناس طيلة النهار.بداية الليل تعني بداية الدخول في المجهول.
كان يحدق في جوف احد الازقه بحثا عنها فقد أرسل اليها يطلب حضورها لأمر هام .. وطال تحديقه حتى غشيت عينيه سحابة عاتية ..لمح بصعوبة سواداً يتحرك . فتسارعت نبضات قلبه،وتبعثرت الأفكار في رأسه وتقافزت المشاعر والأحاسيس مثل ومضات برق أفقدته السيطره على نفسه.فهذه تجربته الاولى وقد تكون الاخيره،لا احد يدري.
الزقاق يخلو تماماً من الماره ..وعواطف مدججه بالارتباك تستوطن فيه.. تمر الدقائق والثواني ثقيلة ُمرّة ويصبح الموعد بعد مرورها في خبر كان .بدت جذوة الامل تخفت داخله. وراح يحس بعدم جدوى الانتظار. خاصة وان الليل قد أرخى سدوله .واشتدت حلكة الظلام.
المنطقة بأكملها محاصرة ماعدا الجهة المطله على السفح.. ليس ثمة وقتٍ كافٍ لرص الصفوف ووضع الخطط،وإخلاء العوائل!
افزعته رنّة تلفونه الصاخبة ،وسارع يقرأ الرسالة:
-عذراً حبيبي ..الان وصلت رسالتك؟؟اعتذر عن الحضور فالوقت متأخر الان..
احس كأنه يسبح في فراغ هائل ..تسمرت قدماه،وراح يعيد قراءة الرسالة،مرة ثانيهً وثالثه..وعلته موجة من الغضب.
آلتقى به جمع من الرجال وتشاور معهم في وضع خطة نزوح العوائل الى منطقه أمنه .
في الصباح توزعت الواجبات القتاليه..واتخذ الجميع مواقعهم في خنادق متقدمة .. متهيئين لصد غزوة مبيّته على قريتهم التى حباها الله بالأمان والطمأنينة .. فجأة بدت أمامه مثل زهرة خلابة السحر والجمال .. محدقة فيه بنظرات مشعشعه بعينين خضراوين ..رافعة يديها نحوه فأحس بحنانها وهو يغور في بحر عينيها.
داهمته رغبة عارمة لسماع صوتها للمرة الاخيرة .. نقر على الرقم،،جاءه صوتها صافيا نقيا :
-اهلًا حبيبي
رد بسرعه عليها متلهفا :
-اين انت وهل وصلتم الى منطقه أمنه؟
اجابت:
-انا بخير .. والآن في الخندق القتالي الثالث الى جهة اليمين منك؟؟
هادي المياح
9\9\2014
طوى المساء صفحته على اخر شعاع من الشمس التي شارفت على الاختفاء وراء الأفق ،،وارتمى الظلام بسرعة على أحشاء الأزقة فتحولت الى أنفاق سوداء خاليه بعد ان كانت تعج بالناس طيلة النهار.بداية الليل تعني بداية الدخول في المجهول.
كان يحدق في جوف احد الازقه بحثا عنها فقد أرسل اليها يطلب حضورها لأمر هام .. وطال تحديقه حتى غشيت عينيه سحابة عاتية ..لمح بصعوبة سواداً يتحرك . فتسارعت نبضات قلبه،وتبعثرت الأفكار في رأسه وتقافزت المشاعر والأحاسيس مثل ومضات برق أفقدته السيطره على نفسه.فهذه تجربته الاولى وقد تكون الاخيره،لا احد يدري.
الزقاق يخلو تماماً من الماره ..وعواطف مدججه بالارتباك تستوطن فيه.. تمر الدقائق والثواني ثقيلة ُمرّة ويصبح الموعد بعد مرورها في خبر كان .بدت جذوة الامل تخفت داخله. وراح يحس بعدم جدوى الانتظار. خاصة وان الليل قد أرخى سدوله .واشتدت حلكة الظلام.
المنطقة بأكملها محاصرة ماعدا الجهة المطله على السفح.. ليس ثمة وقتٍ كافٍ لرص الصفوف ووضع الخطط،وإخلاء العوائل!
افزعته رنّة تلفونه الصاخبة ،وسارع يقرأ الرسالة:
-عذراً حبيبي ..الان وصلت رسالتك؟؟اعتذر عن الحضور فالوقت متأخر الان..
احس كأنه يسبح في فراغ هائل ..تسمرت قدماه،وراح يعيد قراءة الرسالة،مرة ثانيهً وثالثه..وعلته موجة من الغضب.
آلتقى به جمع من الرجال وتشاور معهم في وضع خطة نزوح العوائل الى منطقه أمنه .
في الصباح توزعت الواجبات القتاليه..واتخذ الجميع مواقعهم في خنادق متقدمة .. متهيئين لصد غزوة مبيّته على قريتهم التى حباها الله بالأمان والطمأنينة .. فجأة بدت أمامه مثل زهرة خلابة السحر والجمال .. محدقة فيه بنظرات مشعشعه بعينين خضراوين ..رافعة يديها نحوه فأحس بحنانها وهو يغور في بحر عينيها.
داهمته رغبة عارمة لسماع صوتها للمرة الاخيرة .. نقر على الرقم،،جاءه صوتها صافيا نقيا :
-اهلًا حبيبي
رد بسرعه عليها متلهفا :
-اين انت وهل وصلتم الى منطقه أمنه؟
اجابت:
-انا بخير .. والآن في الخندق القتالي الثالث الى جهة اليمين منك؟؟
هادي المياح
9\9\2014