العنّاب الجَاف
كَرِيبَةٍ تَرْتَبِكُ أصَابِعُ الكَونِ بشَعرِهااللعوب ِ
عواءٌ يَطغى على صَدَى القَمَرِ المُبَاحِ للدَّهشَةِ
كلُّ ما حَولها يَدسُّ قطَعَ اللّيلِ في جَوفِ المَاءِ
قَاتِمَةٌ غُيومُها
تَأبَى الرِّيحُزَحزَحَتَها
فالعشبُ أصبَحَ غَيمةَ دَمٍ
لا ثَرْثَرَةَ تُؤنِسُ المرورَ الكَتومَ
إيَّاكَ أن تلقيَ الفَزَعَ فَيَنْهَرُ غُبَارَهم المزعوم ِ
اقتَربْ تحتَ المَسَامِ الرَّابضِ للأنفاسِ المُملَّحَةِ
يبَشّرونَ بأسرّةٍ فوقَ جَدَاول من كَدِّ النَّحْلِ
وبناتِ الماءِالخُرافيّةِ
يَهذونَ بأسماءِالله المُمهِلُ لقرقعتِهم خَلفَ ذِئبٍ شَرهٍ
لا أمواجَ في البُحَيرةِ الفضيّةِ
لا تمتماتٍ
شرفاتٌ عاليةٌ
الكلُّ ألقى بأَسرَّتِهِ كي ينالَ المُمكِنَ وهوَ يَغرقُ في الأكيدِ
غبارٌ يَملأُ أجنحَتي لأزيلَ عن السكونِ وحشَتَهُ
أرتِّبُ عظامي على المَوقدِ كفُكَاهَةٍ هَندَسيّةٍ
إناثٌ تتعثَّرُ بِعُرييها في حَضرَةِ العَرَاءِ
تَبُوحُ للمديةِ عن ألوانِ العنَّابِ
وتَمضي بهنَّ وبي إلى سوقِ النخاسةِ
لأنّي لم أعدْ إنساناً كما كنْتُ يَومَاً
صيف 2014 م
تعليق