أحادث البحر

أغرق فيه أحزاني ، وأصندق فيه أسراري. أجمع فيه أفكاري ،وأعيد بعثرتها .

كم أعشقك ياذاك الجنون !

ياتلك الرقة والشجون!

كيف تنصت إلى كل الضجيج الصامت بداخلي

كيف تسمع ذاك السراب وترتويه ؟

تقتات على هواك روحي.

تستنشق نسيمك دقات قلبي ؛ فلا تختنق حزناً

تشربك دموعي قطرات ندى،

تكسرت مع أمواجك أحلامي.

ياداري وغربة أوطاني .

على شواطئك نثرت آمالي حفراً على الرمال

فحملها الموج بقايا طلل .

سكبت الأحلام شذى وجع

زرعت الورد شوك حصاد.

سقيت بالعذب كرمة الحب فأثمرت حنظلة وهم.

بنيت قصور التراب فتهاوت تصدع أركان .

في حضنك الأمان؛ فكما تلملم الشمس مواسياً عند رحيل الغروب لملم شعث روحي.

أعانقك بشوق عاشق مشتاق ؛فيزداد شوقي ظمأً

تلون مرجانك بنزف فؤادي ،فما أزعجك

ماأحدثه من تلوث حمله الإنسان إلى أعماق

طهرك وكأن الأرض لاتكفيه تلويث دماء

أضحت سقي أرض حين عز الزلال.

خذني إلى جزرك البعيدة

حيث يشدو لي النورس بأهازيج البقاء والحب والوفاء

حين تلاشى الوفاء.

حيث الوحدة أعز الأصدقاء.