أنتِ متهمة بالإرهاب, هذا ما قالوه للطائرة و قد أحاطوها من كل جانب. أنتِ مسئوله عن تدمير المساكن و البيوت و أنتِ المتسببة بقتل المئات من أهلنا.
صرخت الطائرة متوسلة, أنا بريئة, بريئة
لست أنا من فعل كل هذه الجرائم, هو الطيار الذي أحتل قمرة القيادة, وحده من يقرر و هو من يقوم بكل تلك الأفعال.
دخلت المجاميع الثائرة قمرة القيادة و عثروا على رجل من البشر, استدار نحوهم مبتسما و هو يدخن سيجارة و قربه فنجان قهوة ساخن.
سحبوه خارجا, و أخبروه بأنه متهم بتدمير المدن, حرق المزارع و قتل الأنفس, نظرَ الطيار إليهم ببرود, و أشار إلى الطائرة, لا, هي من فَعل.
احتار الغاضبون في أمرِهم, ترى من يصدقوا الطيار أم الطائرة؟ توجه الطيار إليهم و قال بصوت واثق و عميق, فتشوني و إن وجدتم رصاصة واحدة عندي فاقتلوني.
فتشوه و فتشوه, ما وجدوا غير علبة سجائر, سلسلة مفاتيح و صورة له مع كلب ضخم.
نظروا إلى الطائرة و تسابقوا نحوها, فتشوها و عثروا على صواريخ و عتاد و كذلك على صور, خرائط و تسجيلات لمدنهم المهدمة.
أطلقوا سراح الطيار مع اعتذار شديد, ثم هجمت الجموع الثائرة على الطائرة و أخذوا ينزعون شبابيكها و أبوابها و يدمرون كل جزء منها. كانت تبكي و تتوسل, أن تريثوا, تريثوا, لكن لا جدوى.
كانوا يتصايحون الثار, الثأر
أشعل بعضهم الطائرة, تخاصموا فيما بينهم إذ الطائرة مليئة بالعتاد و الأسلحة, تشاجروا و تعالى صياحهم, تضاربوا و تعاركوا فيما بينهم, و النار تسري سريعا تحرق كل شيء.
دقائق قليلة,
دوي انفجار هائل, تلاحم مع صرخات الوجع و الموت للثائرين و استغاثة الطائرة. النيران تتصاعد عاليا و أعمدة الدخان تحجب الشمس.
الطيار المبتسم على مبعدة يراقب ما يحدث بهدوء و هو يدخن سيجارته. ثم أخذ يتجول فوق الأرض المحروقة, يقلب بقدمه الأشلاء المتفحمة و بقايا حطام الطائرة. توتر الطيار و تضايق قليلا, ثم شهق متحسرا, لو أنهم تركوني فقط أكمل فنجان القهوة.
تحياتي - شاكرين السامرائي
تعليق