الطائرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • شاكرين السامرائي
    أديبة وكاتبة
    • 15-06-2012
    • 574

    الطائرة


    أنتِ متهمة بالإرهاب, هذا ما قالوه للطائرة و قد أحاطوها من كل جانب. أنتِ مسئوله عن تدمير المساكن و البيوت و أنتِ المتسببة بقتل المئات من أهلنا.
    صرخت الطائرة متوسلة, أنا بريئة, بريئة
    لست أنا من فعل كل هذه الجرائم, هو الطيار الذي أحتل قمرة القيادة, وحده من يقرر و هو من يقوم بكل تلك الأفعال.
    دخلت المجاميع الثائرة قمرة القيادة و عثروا على رجل من البشر, استدار نحوهم مبتسما و هو يدخن سيجارة و قربه فنجان قهوة ساخن.
    سحبوه خارجا, و أخبروه بأنه متهم بتدمير المدن, حرق المزارع و قتل الأنفس, نظرَ الطيار إليهم ببرود, و أشار إلى الطائرة, لا, هي من فَعل.
    احتار الغاضبون في أمرِهم, ترى من يصدقوا الطيار أم الطائرة؟ توجه الطيار إليهم و قال بصوت واثق و عميق, فتشوني و إن وجدتم رصاصة واحدة عندي فاقتلوني.
    فتشوه و فتشوه, ما وجدوا غير علبة سجائر, سلسلة مفاتيح و صورة له مع كلب ضخم.

    نظروا إلى الطائرة و تسابقوا نحوها, فتشوها و عثروا على صواريخ و عتاد و كذلك على صور, خرائط و تسجيلات لمدنهم المهدمة.
    أطلقوا سراح الطيار مع اعتذار شديد, ثم هجمت الجموع الثائرة على الطائرة و أخذوا ينزعون شبابيكها و أبوابها و يدمرون كل جزء منها. كانت تبكي و تتوسل, أن تريثوا, تريثوا, لكن لا جدوى.
    كانوا يتصايحون الثار, الثأر
    أشعل بعضهم الطائرة, تخاصموا فيما بينهم إذ الطائرة مليئة بالعتاد و الأسلحة, تشاجروا و تعالى صياحهم, تضاربوا و تعاركوا فيما بينهم, و النار تسري سريعا تحرق كل شيء.
    دقائق قليلة,
    دوي انفجار هائل, تلاحم مع صرخات الوجع و الموت للثائرين و استغاثة الطائرة. النيران تتصاعد عاليا و أعمدة الدخان تحجب الشمس.
    الطيار المبتسم على مبعدة يراقب ما يحدث بهدوء و هو يدخن سيجارته. ثم أخذ يتجول فوق الأرض المحروقة, يقلب بقدمه الأشلاء المتفحمة و بقايا حطام الطائرة. توتر الطيار و تضايق قليلا, ثم شهق متحسرا, لو أنهم تركوني فقط أكمل فنجان القهوة.


    تحياتي - شاكرين السامرائي

    التعديل الأخير تم بواسطة شاكرين السامرائي; الساعة 13-09-2014, 18:20.
  • عبدالرحيم التدلاوي
    أديب وكاتب
    • 18-09-2010
    • 8473

    #2
    لم يدركوا حقيقة الأمر لذا اهتموا بالجزئي و تركوا الرئيسي.
    النتيجة انسحاقهم و نجاح المهمة.
    من حق الطيار الغضب.

    تعليق

    • الشرفي
      أديب وكاتب
      • 23-08-2014
      • 159

      #3
      قصة واقعية بامتياز وأنا شخصيا تعجبني هكذا قصص، واستفزتني النهايه صراحة، وصلت به الدرجة ان يتحسر على فنجان قهوة! ولا توقظ مشاعره تلك الأشلاء! إستحق أن يكون بطلا بسبب الغباء ،والثورة تنجح بقوة العقل وليس بالغباء!...تقديري وتقبل مروري

      تعليق

      • شاكرين السامرائي
        أديبة وكاتبة
        • 15-06-2012
        • 574

        #4
        الأستاذ عبد الرحيم التدلاوي
        أحسنتم القراءة استاذي الفاضل,, هناك من يترك الهدف و يهتم بالأشياء الجانبية, و هناك من يدفع الثمن و يترك الفاعل الحقيقي ,, تحياتي لكم للمرور الكريم و التعليق

        تعليق

        • شاكرين السامرائي
          أديبة وكاتبة
          • 15-06-2012
          • 574

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة الشرفي مشاهدة المشاركة
          قصة واقعية بامتياز وأنا شخصيا تعجبني هكذا قصص، واستفزتني النهايه صراحة، وصلت به الدرجة ان يتحسر على فنجان قهوة! ولا توقظ مشاعره تلك الأشلاء! إستحق أن يكون بطلا بسبب الغباء ،والثورة تنجح بقوة العقل وليس بالغباء!...تقديري وتقبل مروري

          مرحبا بكم هنا بين أوراقي و قلمي,, لكم تقديري لحسن القراءة و التحليل للأحداث,, أمتناني و أحترامي لكم
          التعديل الأخير تم بواسطة شاكرين السامرائي; الساعة 17-09-2014, 17:35.

          تعليق

          يعمل...
          X