المقامة الفسبوكية:
حكى غفلان بن سهوان القفل بابْ أنه في ليل العاشر من آبْ ؛وعندما حرق المسمار الباب1 ؛زارني من الأصدقاء من كان يعزّني ؛وأسمعني من الحديث ما يستفزّني؛وبعد طولِ عرضٍ ؛واسقاط فرضٍ؛وَلـَجنا ديار "العنكبوتية"؛ نردد عبارات الجلجلوتية ؛واذا بصفحة "الفسبوكِ"بالشباب مزدحمةْ؛كالجيوش المقتحمة ؛فلما بلغتها بعد شق النفس وجنوح اليأس ؛ألفيتها كما تصفُها الألسنُ ؛فيها ما تغورُ بها الأعينُ ؛فشكرت يد النوى- بيني وبين من غوى؛ وطفقت أفض ختوم الريبةِ؛ وأنصب خيام الخيبة؛ حتى أوصلني الصديقُ لِما قطع لي من العهودِ؛ والى هدفه المنشودِ؛فبدأ بصورٍ منشورةْ؛ من كافة أرجاء المعمورة ْ؛كأنها التقطت للتوّ أو ألقيتْ من الجوّ ؛ صورِ نساء ورجال ؛أو أشباه الرجال ؛سرابيلهم جلودُهم وقد برّزتْ نهودُهم ؛عيونهم غائرة متعبةْ ؛كأنْ نفثتْ في فيهمُ عقربةْ
قال غفلان :فقلت يا صديقي ؛أناشدك بالبيت العتيقِ ؛أهؤلاء من جنسنا أم ماذا؟ فلقد لمحتهم شواذا
فقال:هؤلاء كما حدّثتك أصدقاء؛ وهم من غير النساء :يجتمعون كل ليل الى مطلع الفجر؛ وحديثهم يستشري ؛وحين طلوع سهيلْ ؛يوضع كيل ويرفع كيلْ2؛ فقلت: ما حديثهم الأدبي الأهم ؟وما علمُهم الأعم !قال ---أدبهم أغنية شيرين: "بتغيرين"لأنها من الفن المعاصرْ؛ وعِلمُهم آخرُ قميصٍ يرتديه الساهرْ؛فقلت موافيا :(كفى بك داء إن تر الموت شافيا)3 ؛ولِم لم يلبسوا قميصا؟ كأنهم لا يملكون عيصا4 و(البطنَ منهم خميصا)5؛ فإن أصابهم "الإيبولا" ويشكون الذبولا ؛فليراجعوا أوباما يشفيهم السقاما ؛أم أنّ وقت ال"نت" ممدودا -أرهقهم صَعودا؟ألا ؛فالنصيحة لمن اعتبر؛ ألا جيلُكم في خطر؛ واحذروا من "الفيس" كل الحذر؛ فانه لا يبقي من المبادئ ولا يذر:::
أفكك علاقاتك من "فيس" *** فإن "الفيس" يفنيكا
و(اشدُد حيازيمك للموت *** فإن الموت لاقيكا)6
___________________
1-مثل شعبي؛يضرب لشدة الحر صيفا
2-مثل قديم ؛يضرب لانقلاب الآمر
3-من شعر الحكمة للمتنبي
4-العيص:الأصل؛الجذر
5- من مشهور الشعر في العروض
6-من شعر للإمام علي رضي الله عنه
2-مثل قديم ؛يضرب لانقلاب الآمر
3-من شعر الحكمة للمتنبي
4-العيص:الأصل؛الجذر
5- من مشهور الشعر في العروض
6-من شعر للإمام علي رضي الله عنه
تعليق