سؤالُ النهرِ: ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد اللطيف السباعي
    شاعر وأديب
    • 09-08-2014
    • 119

    شعر عمودي سؤالُ النهرِ: ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟

    سؤالُ النهرِ: ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟
    عبد اللطيف السباعي


    بُعدانِ يَسْتَعِرانِ في قيظِ المَدَى = حينَ الوجودُ يذوبُ فيهِ مُجَرَّدَا
    هذا التوَجُّسُ مِن سُعار الوقتِ إذْ = شَقَّ الكلامُ به سَرابيلَ الصدى
    وهَوَى الكتابةِ إذْ يَشِفُّ كأنَّهُ = مطرُ الجَوَى ينثالُ مِنِّيَ أسْوَدَا
    يا سَاقِيَ الأحلامِ ويْحَكَ هاتِها = منْ غُرْفةٍ بُنِيتْ على سُقُفِ الرَّدى
    آمَنتُ أنَّكَ قادِمٌ مُتعَجِّلٌ = مِن وَشْوشاتِ الليلِ تشْرُد مُفْردَا
    أوْ منْ جنوبِ الريحِ تحملُ دَوْرقًا = منْ ذكرياتٍ هُنَّ نغْمةُ مَنْ شدَا
    آمَنتُ أنَّ حدودَ خَطِّ الوشمِ في = جَسَدِ الرتابة أن تشِطَّ بلا هُدى
    أن تكسِرَ الوثَنَ الذي يَمتدُّ في = صدْرِ المساءِ.. يَمُدُّ للأفُقِ اليدَا
    أوْ في سؤالِ النهرِ حينَ يطِنُّ في = وعْيِ الترابِ وَمَسْمَعَيْهِ مُرَدَّدَا
    الماءُ ذاتي.. لستُ أدْري كُنْهَهُ = ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟
    يا أيُّها المتجَهِّمونَ بلا رُؤًى = شاهتْ وجوهُ القاعدِينَ على المُدَى
    صُلِبَ الزمانُ على مشارفِ يوْمِكُمْ = لا تذكُرُونَ الأمْسَ منْهُ ولا الغدَا
    النهرُ فيكمْ لوْ أضاعَ ضفافَهُ = أنَّى لِمَجْرَى مائِهِ أنْ يُفْتدَى
    هُنْتُمْ بمْشكاةِ التجَلّيِ مِشْعلا = خِبْتُمْ بمرآةِ التصَوُّرِ مَشْهدَا
    أوَ حيْثُما وَلـَّيْتُ وَجهيَ لا أرى = إلا عُيُونًا مُقْفِراتٍ مِنْ نَدى
    أوْ ألْسُنًا قدْ يَغْتسِلْنَ بوابلٍ = مِن أحْرُفٍ يَذهَبْنَ مِنْ ضَجَرٍ سُدى
    أوْ أوْجُهًا كمُنَغِّصاتِ البحْرِ مِنْ = عرَقِ الهموم جَبينُهُنَّ تفَصَّدَا
    الحِسُّ أجْمَدُ منْ مَلامِحِ صَخْرةٍ = تحْتلُّ حقلا مُسْتطيلا أجْرَدَا
    لا نوْرسُ الغاياتِ يُسْكِرُهُ إذا = غنَّى ولا بَجعُ المسافةِ إنْ بَدَا
    والقلبُ يَسْرقُ بعضَ خُبزِ نهارهِ = مِن سَلَّة الوَجَعِ الكَنُودِ إذا اغْتدَى
    في كلِّ يوْمٍ يرْتدِي أحْزانَهُ = ويَظلُّ يسْعى غافلا عمَّا ارْتدَى


    آيت اورير _ المغرب
    03/09/201
    4
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد اللطيف السباعي; الساعة 15-09-2014, 08:48.
  • عبد اللطيف السباعي
    شاعر وأديب
    • 09-08-2014
    • 119

    #2
    تعليق الأستاذ خالد سرحان الفهد على هذا النص..

    تعليق

    • هيثم ملحم
      نائب رئيس ملتقى الديوان
      • 20-06-2010
      • 1589

      #3
      أهلاً ومرحبا بك
      شاعرنا الكبير : عبد اللطيف السباعي
      أعتذر لك عن تأخري بالحضور هنا
      قصيدة رائعة وفي قمة الإبداع
      وأرفعها للتثبيت استحقاقا واستحسانا
      لتأخد حقها بالنقد الإيجابي والبناء
      وبصفتي مشرفاً في هذا القسم
      سأحدف كل المشاركات السابقة
      مع احترامي الشديد لأصحابها
      وسأحدف أي مشاركة تمس بشخصية الكاتب
      والقصيدة قرأتها مرات عدة ويمكنكم الرجوع إلى الرابط الذي أشار إليه
      أخي عبد اللطيف
      مع تحياتي وتقديري للجميع
      sigpic
      أنت فؤادي يا دمشق


      هيثم ملحم

      تعليق

      • عبد اللطيف السباعي
        شاعر وأديب
        • 09-08-2014
        • 119

        #4
        تعجز الكلمات عن وصف ما أكنه لك من امتنان عميق أخي الكريم الشاعر هيثم ملحم على احتفائك الجميل بالنص..
        تقبل مني أجمل التحيات وأطيبها..
        التعديل الأخير تم بواسطة عبد اللطيف السباعي; الساعة 17-09-2014, 13:47.

        تعليق

        • غالية ابو ستة
          أديب وكاتب
          • 09-02-2012
          • 5625

          #5
          عبد اللطيف السباعي;
          [gdwl]سؤالُ النهرِ: ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟
          عبد اللطيف السباعي


          بُعدانِ يَسْتَعِرانِ في قيظِ المَدَى = حينَ الوجودُ يذوبُ فيهِ مُجَرَّدَا
          هذا التوَجُّسُ مِن سُعار الوقتِ إذْ = شَقَّ الكلامُ به سَرابيلَ الصدى
          وهَوَى الكتابةِ إذْ يَشِفُّ كأنَّهُ = مطرُ الجَوَى ينثالُ مِنِّيَ أسْوَدَا
          يا سَاقِيَ الأحلامِ ويْحَكَ هاتِها = منْ غُرْفةٍ بُنِيتْ على سُقُفِ الرَّدى
          آمَنتُ أنَّكَ قادِمٌ مُتعَجِّلٌ = مِن وَشْوشاتِ الليلِ تشْرُد مُفْردَا
          أوْ منْ جنوبِ الريحِ تحملُ دَوْرقًا = منْ ذكرياتٍ هُنَّ نغْمةُ مَنْ شدَا
          آمَنتُ أنَّ حدودَ خَطِّ الوشمِ في = جَسَدِ الرتابة أن تشِطَّ بلا هُدى
          أن تكسِرَ الوثَنَ الذي يَمتدُّ في = صدْرِ المساءِ.. يَمُدُّ للأفُقِ اليدَا
          أوْ في سؤالِ النهرِ حينَ يطِنُّ في = وعْيِ الترابِ وَمَسْمَعَيْهِ مُرَدَّدَا
          الماءُ ذاتي.. لستُ أدْري كُنْهَهُ = ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟
          يا أيُّها المتجَهِّمونَ بلا رُؤًى = شاهتْ وجوهُ القاعدِينَ على المُدَى
          صُلِبَ الزمانُ على مشارفِ يوْمِكُمْ = لا تذكُرُونَ الأمْسَ منْهُ ولا الغدَا
          النهرُ فيكمْ لوْ أضاعَ ضفافَهُ = أنَّى لِمَجْرَى مائِهِ أنْ يُفْتدَى
          هُنْتُمْ بمْشكاةِ التجَلّيِ مِشْعلا = خِبْتُمْ بمرآةِ التصَوُّرِ مَشْهدَا
          أوَ حيْثُما وَلـَّيْتُ وَجهيَ لا أرى = إلا عُيُونًا مُقْفِراتٍ مِنْ نَدى
          أوْ ألْسُنًا قدْ يَغْتسِلْنَ بوابلٍ = مِن أحْرُفٍ يَذهَبْنَ مِنْ ضَجَرٍ سُدى
          أوْ أوْجُهًا كمُنَغِّصاتِ البحْرِ مِنْ = عرَقِ الهموم جَبينُهُنَّ تفَصَّدَا
          الحِسُّ أجْمَدُ منْ مَلامِحِ صَخْرةٍ = تحْتلُّ حقلا مُسْتطيلا أجْرَدَا
          لا نوْرسُ الغاياتِ يُسْكِرُهُ إذا = غنَّى ولا بَجعُ المسافةِ إنْ بَدَا
          والقلبُ يَسْرقُ بعضَ خُبزِ نهارهِ = مِن سَلَّة الوَجَعِ الكَنُودِ إذا اغْتدَى
          في كلِّ يوْمٍ يرْتدِي أحْزانَهُ = ويَظلُّ يسْعى غافلا عمَّا ارْتدَى


          آيت اورير _ المغرب
          03/09/2014
          [/gdwl]


          الشاعر الشاعر عبد اللطيف السباعي
          حفظك الله ورعاك
          من النهر العربي -جاءت أمواج الحرف
          ومن وجع الضمير جاءت المعاني العميقة
          ومن شاعر عربي متمكن وملتزم جاءت القصيدة


          [marq] هُنْتُمْ بمْشكاةِ التجَلّيِ مِشْعلا = خِبْتُمْ بمرآةِ التصَوُّرِ مَشْهدَا[/marq]

          كم أنت صادق-وكم أنت محترم -وتحترم عقوول المتلقي
          وفقك الله ورعاك-كم نحتاج مثلك من الشعراء
          وخالص التحايا للأخ المشرف الفاضل هيثم ملحم له التحايا
          والاحترام-فلكل حرف زمانه ومكانه وقد أجادالشاعر -وأحسن
          المشرف القراءة والاحتفاء
          تحياتي لكما واحترامي

          يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
          تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

          في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
          لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



          تعليق

          • محمد ابوحفص السماحي
            نائب رئيس ملتقى الترجمة
            • 27-12-2008
            • 1678

            #6
            الاستاذ الشاعر القدير عبد اللطيف السباعي
            تحياتي الطيبات
            افتقدتك كثيرا أيها الاخ الفاضل ، و قد راسلتك على الخاص سائلا عن أحوالك.. الحمد لله أنك بخير و أن الفيض هو الفيض بل زاد حلاوة و طلاوة..
            متمنياتي لك بالتوفيق و السداد..
            و لا احتاج لإطراء القصيدة فشعرك فوق لذلك..
            مع خالص الود و التقدير
            [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
            قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

            تعليق

            • عبد اللطيف السباعي
              شاعر وأديب
              • 09-08-2014
              • 119

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابوحفص السماحي مشاهدة المشاركة
              الاستاذ الشاعر القدير عبد اللطيف السباعي
              تحياتي الطيبات
              افتقدتك كثيرا أيها الاخ الفاضل ، و قد راسلتك على الخاص سائلا عن أحوالك.. الحمد لله أنك بخير و أن الفيض هو الفيض بل زاد حلاوة و طلاوة..
              متمنياتي لك بالتوفيق و السداد..
              و لا احتاج لإطراء القصيدة فشعرك فوق لذلك..
              مع خالص الود و التقدير
              أخي الحبيب الأستاذ الشاعر محمد أبوحفص السماحي..
              حياك الله أخي.. أنا أيضا افتقدتك كثيرا.. أشكر لك اهتمامك الجميل وسؤالك عني في غيابي وتلك شيمتك الغراء أيها الأخ الفاضل..
              تقبل امتناني على حضورك الوازن هنا..
              مودتي التي تعرف.

              تعليق

              • عبد اللطيف السباعي
                شاعر وأديب
                • 09-08-2014
                • 119

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
                عبد اللطيف السباعي;
                [gdwl]سؤالُ النهرِ: ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟
                عبد اللطيف السباعي


                بُعدانِ يَسْتَعِرانِ في قيظِ المَدَى = حينَ الوجودُ يذوبُ فيهِ مُجَرَّدَا
                هذا التوَجُّسُ مِن سُعار الوقتِ إذْ = شَقَّ الكلامُ به سَرابيلَ الصدى
                وهَوَى الكتابةِ إذْ يَشِفُّ كأنَّهُ = مطرُ الجَوَى ينثالُ مِنِّيَ أسْوَدَا
                يا سَاقِيَ الأحلامِ ويْحَكَ هاتِها = منْ غُرْفةٍ بُنِيتْ على سُقُفِ الرَّدى
                آمَنتُ أنَّكَ قادِمٌ مُتعَجِّلٌ = مِن وَشْوشاتِ الليلِ تشْرُد مُفْردَا
                أوْ منْ جنوبِ الريحِ تحملُ دَوْرقًا = منْ ذكرياتٍ هُنَّ نغْمةُ مَنْ شدَا
                آمَنتُ أنَّ حدودَ خَطِّ الوشمِ في = جَسَدِ الرتابة أن تشِطَّ بلا هُدى
                أن تكسِرَ الوثَنَ الذي يَمتدُّ في = صدْرِ المساءِ.. يَمُدُّ للأفُقِ اليدَا
                أوْ في سؤالِ النهرِ حينَ يطِنُّ في = وعْيِ الترابِ وَمَسْمَعَيْهِ مُرَدَّدَا
                الماءُ ذاتي.. لستُ أدْري كُنْهَهُ = ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟
                يا أيُّها المتجَهِّمونَ بلا رُؤًى = شاهتْ وجوهُ القاعدِينَ على المُدَى
                صُلِبَ الزمانُ على مشارفِ يوْمِكُمْ = لا تذكُرُونَ الأمْسَ منْهُ ولا الغدَا
                النهرُ فيكمْ لوْ أضاعَ ضفافَهُ = أنَّى لِمَجْرَى مائِهِ أنْ يُفْتدَى
                هُنْتُمْ بمْشكاةِ التجَلّيِ مِشْعلا = خِبْتُمْ بمرآةِ التصَوُّرِ مَشْهدَا
                أوَ حيْثُما وَلـَّيْتُ وَجهيَ لا أرى = إلا عُيُونًا مُقْفِراتٍ مِنْ نَدى
                أوْ ألْسُنًا قدْ يَغْتسِلْنَ بوابلٍ = مِن أحْرُفٍ يَذهَبْنَ مِنْ ضَجَرٍ سُدى
                أوْ أوْجُهًا كمُنَغِّصاتِ البحْرِ مِنْ = عرَقِ الهموم جَبينُهُنَّ تفَصَّدَا
                الحِسُّ أجْمَدُ منْ مَلامِحِ صَخْرةٍ = تحْتلُّ حقلا مُسْتطيلا أجْرَدَا
                لا نوْرسُ الغاياتِ يُسْكِرُهُ إذا = غنَّى ولا بَجعُ المسافةِ إنْ بَدَا
                والقلبُ يَسْرقُ بعضَ خُبزِ نهارهِ = مِن سَلَّة الوَجَعِ الكَنُودِ إذا اغْتدَى
                في كلِّ يوْمٍ يرْتدِي أحْزانَهُ = ويَظلُّ يسْعى غافلا عمَّا ارْتدَى


                آيت اورير _ المغرب
                03/09/2014
                [/gdwl]


                الشاعر الشاعر عبد اللطيف السباعي
                حفظك الله ورعاك
                من النهر العربي -جاءت أمواج الحرف
                ومن وجع الضمير جاءت المعاني العميقة
                ومن شاعر عربي متمكن وملتزم جاءت القصيدة


                [marq] هُنْتُمْ بمْشكاةِ التجَلّيِ مِشْعلا = خِبْتُمْ بمرآةِ التصَوُّرِ مَشْهدَا[/marq]

                كم أنت صادق-وكم أنت محترم -وتحترم عقوول المتلقي
                وفقك الله ورعاك-كم نحتاج مثلك من الشعراء
                وخالص التحايا للأخ المشرف الفاضل هيثم ملحم له التحايا
                والاحترام-فلكل حرف زمانه ومكانه وقد أجادالشاعر -وأحسن
                المشرف القراءة والاحتفاء
                تحياتي لكما واحترامي

                أختي الغالية الأستاذة الشاعرة غالية أبوستة..
                لا أجد من الكلمات ما يفيك حقك من الشكر والتقدير على ما نثرتِه هنا من رياحين الثناء والإشادة بالنص وصاحبه..
                إليك مني أجمل التحيات وأطيببها..
                كوني بخير.

                تعليق

                • مصطفى الطوبي
                  أديب وكاتب
                  • 04-11-2008
                  • 278

                  #9
                  صُلِبَ الزمانُ على مشارفِ يوْمِكُمْ = لا تذكُرُونَ الأمْسَ منْهُ ولا الغدَا
                  قصيدة جميلة ،رائع هذا البوح دمت متميزا..

                  تعليق

                  • عبد اللطيف السباعي
                    شاعر وأديب
                    • 09-08-2014
                    • 119

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الطوبي مشاهدة المشاركة
                    صُلِبَ الزمانُ على مشارفِ يوْمِكُمْ = لا تذكُرُونَ الأمْسَ منْهُ ولا الغدَا
                    قصيدة جميلة ،رائع هذا البوح دمت متميزا..
                    شكرا لك أستاذ مصطفى..
                    أثلجت الصدر بكلماتك الطيبة..
                    تحياتي وتقديري

                    تعليق

                    • عبد اللطيف السباعي
                      شاعر وأديب
                      • 09-08-2014
                      • 119

                      #11
                      رؤية الأديب الأستاذ عبد الإله الزاكي لهذه القصيدة..


                      خريدة رائعة بصور شعرية مبتكرة تنتمي لروح العصر وثقافته.
                      قرأتها أكثر من مرة، وحاولتُ التعقيب فأعجز لفك رموزها وتبقى مستعصية بإيحاءاتها وشامخة ببلاغتها.
                      لا حرمك الله البهاء.

                      بُعدانِ يَسْتَعِرانِ في قيظِ المَدَى = حينَ الوجودُ يذوبُ فيهِ مُجَرَّدَا

                      لعلّ الشاعر هنا يتسائل عن معنى الوجود. البعدان في نظري قد يكون الموت والحياة، أو الدنيا والآخرة.

                      هذا التوَجُّسُ مِن سُعار الوقتِ إذْ = شَقَّ الكلامُ به سَرابيلَ الصدى

                      لعلّ الشاعر ساءه الزمان ويتعجب من أحوال النّاس.

                      وهَوَى الكتابةِ إذْ يَشِفُّ كأنَّهُ = مطرُ الجَوَى ينثالُ مِنِّيَ أسْوَدَا

                      هذه الهموم وهذا الواقع المرّ تحرّك أحاسيس الشاعر فينزل الشعر دمعا أسودا. كأن الشاعر يبكي لما آلت إليه الأمور في البلاد.

                      يا سَاقِيَ الأحلامِ ويْحَكَ هاتِها = منْ غُرْفةٍ بُنِيتْ على سُقُفِ الرَّدى

                      يبدو الشاعر محتضرا بهذا الواقع الذي يخنقه ويستغيث بساقي الأحلام. فإمّا إلى حياة كريمة أو موت مريح.

                      آمَنتُ أنَّكَ قادِمٌ مُتعَجِّلٌ = مِن وَشْوشاتِ الليلِ تشْرُد مُفْردَا

                      كأن الشاعر يعترف في قرارة نفسه أنّه لا ملجأ ولا منجى من تغيير الواقع إلا أن يشرب من كأس الحلم! والحلم سلاح العاجزين.

                      أوْ منْ جنوبِ الريحِ تحملُ دَوْرقًا = منْ ذكرياتٍ هُنَّ نغْمةُ مَنْ شدَا

                      البيت هنا في معنى سابقه، وفيه بعض الحنين إلى زمن عزّة الأمة.
                      رغم أن البيت جميل في بناءه ورمزيته، لكنّني لم أصل إلى معنى لجنوب الريح. فكأن للريح جهات أربع؟!

                      آمَنتُ أنَّ حدودَ خَطِّ الوشمِ في = جَسَدِ الرتابة أن تشِطَّ بلا هُدى

                      إذا صدق حدسي، فالفعل ( شط ) يعود على الشاعر وليس على ساقي الأحلام، وبذلك يفقد كلّ أمل في التغيير.

                      أن تكسِرَ الوثَنَ الذي يَمتدُّ في = صدْرِ المساءِ.. يَمُدُّ للأفُقِ اليدَا

                      هذا البيت بليغ في التشبيه، جزيل اللفظ وعميق الدلالة ولايحتاج إلى شرح.
                      حسُن الحامل والمحمول لا فض فوك.

                      أوْ في سؤالِ النهرِ حينَ يطِنُّ في = وعْيِ الترابِ وَمَسْمَعَيْهِ مُرَدَّدَا
                      الماءُ ذاتي.. لستُ أدْري كُنْهَهُ = ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟

                      لا شك أن النهر و الماء هنا رمزي الدلالة.
                      فهل يقصد الشاعر هنا الوجود فيعيدنا إلى مطلع البيت الأول وتكتمل بذلك حلقة الجزء الأول من القصيدة؟ أم أنّ الشاعر يتساءل عن جوهر النفس البشرية ؟
                      سواءا أكان المقصود الوجود أو الجوهر، فالقصيدة تخوض في المواضيع الفلسفية الكبرى بإيحاءات سياسية.

                      يا أيُّها المتجَهِّمونَ بلا رُؤًى = شاهتْ وجوهُ القاعدِينَ على المُدَى
                      صُلِبَ الزمانُ على مشارفِ يوْمِكُمْ = لا تذكُرُونَ الأمْسَ منْهُ ولا الغدَا
                      النهرُ فيكمْ لوْ أضاعَ ضفافَهُ = أنَّى لِمَجْرَى مائِهِ أنْ يُفْتدَى
                      هُنْتُمْ بمْشكاةِ التجَلّيِ مِشْعلا = خِبْتُمْ بمرآةِ التصَوُّرِ مَشْهدَا
                      أوَ حيْثُما وَلـَّيْتُ وَجهيَ لا أرى = إلا عُيُونًا مُقْفِراتٍ مِنْ نَدى
                      أوْ ألْسُنًا قدْ يَغْتسِلْنَ بوابلٍ = مِن أحْرُفٍ يَذهَبْنَ مِنْ ضَجَرٍ سُدى
                      أوْ أوْجُهًا كمُنَغِّصاتِ البحْرِ مِنْ = عرَقِ الهموم جَبينُهُنَّ تفَصَّدَا
                      الحِسُّ أجْمَدُ منْ مَلامِحِ صَخْرةٍ = تحْتلُّ حقلا مُسْتطيلا أجْرَدَا
                      لا نوْرسُ الغاياتِ يُسْكِرُهُ إذا = غنَّى ولا بَجعُ المسافةِ إنْ بَدَا
                      والقلبُ يَسْرقُ بعضَ خُبزِ نهارهِ = مِن سَلَّة الوَجَعِ الكَنُودِ إذا اغْتدَى
                      في كلِّ يوْمٍ يرْتدِي أحْزانَهُ = ويَظلُّ يسْعى غافلا عمَّا ارْتدَى

                      هنا تتكّشف رؤية الشاعر وكأنّه يستحضر الآية: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]
                      أو قول الشاعر أبو القاسم الشابي : إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاة فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ

                      يفنّد الشاعر ما قد يتبادر إلى ذهن القارئ من أنّه (الشاعر) طوبويا وإنّما هو يعزف لحن الحياة لمن كان عالي الهمّة وقويّ الإرادة.

                      لا أدّعي أني سبرت أغوار النص، ولا توصلتُ إلى كنه مراد الشاعر. لكن قصيدة بهذا العمق، والرمز، واللفظ لتستوجب توقف عقارب الساعة معلنة عن ميلاد عصر جديد....

                      تعليق

                      • نبيه محمود السعدي
                        أديب وكاتب
                        • 15-04-2014
                        • 117

                        #12
                        آمَنتُ أنَّ حدودَ خَطِّ الوشمِ في = جَسَدِ الرتابة أن تشِطَّ بلا هُدى
                        أن تكسِرَ الوثَنَ الذي يَمتدُّ في = صدْرِ المساءِ.. يَمُدُّ للأفُقِ اليدَا
                        أوْ في سؤالِ النهرِ حينَ يطِنُّ في = وعْيِ الترابِ وَمَسْمَعَيْهِ مُرَدَّدَا
                        الماءُ ذاتي.. لستُ أدْري كُنْهَهُ = ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟
                        يا أيُّها المتجَهِّمونَ بلا رُؤًى = شاهتْ وجوهُ القاعدِينَ على المُدَى
                        صُلِبَ الزمانُ على مشارفِ يوْمِكُمْ = لا تذكُرُونَ الأمْسَ منْهُ ولا الغدَا
                        النهرُ فيكمْ لوْ أضاعَ ضفافَهُ = أنَّى لِمَجْرَى مائِهِ أنْ يُفْتدَى
                        هُنْتُمْ بمْشكاةِ التجَلّيِ مِشْعلا = خِبْتُمْ بمرآةِ التصَوُّرِ مَشْهدَا
                        أوَ حيْثُما وَلـَّيْتُ وَجهيَ لا أرى = إلا عُيُونًا مُقْفِراتٍ مِنْ نَدى
                        أوْ ألْسُنًا قدْ يَغْتسِلْنَ بوابلٍ = مِن أحْرُفٍ يَذهَبْنَ مِنْ ضَجَرٍ سُدى
                        الله الله
                        الأخ الشاعر حرفا ومعنى عبد اللطيف السباعي
                        أعجب لهذه التعليقات الكثيرة المحذوفة، والتي تحدّث عنها الأخ هيثم ووصفها بالمسيئة!
                        القصيدة متميّزة بمبناها، تلك الميّزة التي يعرفها جيّدا كلّ من قرأ شعر الأخ عبد اللطيف..كما أنّها متميّزة بمعناها، حيث تطرّقت إلى معنى الوجود، وهو أمر أقرب إلى الفكر الفلسفي، الذي أعطاها عمقا فكريّا فريدا، بعيدا عن السطحيّة، فكانت آية في المبنى والمعنى..
                        لك جزيل تحيّاتي ووافر إعجابي وتقديري

                        تعليق

                        • عبد اللطيف السباعي
                          شاعر وأديب
                          • 09-08-2014
                          • 119

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة نبيه محمود السعدي مشاهدة المشاركة
                          آمَنتُ أنَّ حدودَ خَطِّ الوشمِ في = جَسَدِ الرتابة أن تشِطَّ بلا هُدى
                          أن تكسِرَ الوثَنَ الذي يَمتدُّ في = صدْرِ المساءِ.. يَمُدُّ للأفُقِ اليدَا
                          أوْ في سؤالِ النهرِ حينَ يطِنُّ في = وعْيِ الترابِ وَمَسْمَعَيْهِ مُرَدَّدَا
                          الماءُ ذاتي.. لستُ أدْري كُنْهَهُ = ما مُنْتهاهُ إذا جرَى؟ ما المُبْتدَا؟
                          يا أيُّها المتجَهِّمونَ بلا رُؤًى = شاهتْ وجوهُ القاعدِينَ على المُدَى
                          صُلِبَ الزمانُ على مشارفِ يوْمِكُمْ = لا تذكُرُونَ الأمْسَ منْهُ ولا الغدَا
                          النهرُ فيكمْ لوْ أضاعَ ضفافَهُ = أنَّى لِمَجْرَى مائِهِ أنْ يُفْتدَى
                          هُنْتُمْ بمْشكاةِ التجَلّيِ مِشْعلا = خِبْتُمْ بمرآةِ التصَوُّرِ مَشْهدَا
                          أوَ حيْثُما وَلـَّيْتُ وَجهيَ لا أرى = إلا عُيُونًا مُقْفِراتٍ مِنْ نَدى
                          أوْ ألْسُنًا قدْ يَغْتسِلْنَ بوابلٍ = مِن أحْرُفٍ يَذهَبْنَ مِنْ ضَجَرٍ سُدى
                          الله الله
                          الأخ الشاعر حرفا ومعنى عبد اللطيف السباعي
                          أعجب لهذه التعليقات الكثيرة المحذوفة، والتي تحدّث عنها الأخ هيثم ووصفها بالمسيئة!
                          القصيدة متميّزة بمبناها، تلك الميّزة التي يعرفها جيّدا كلّ من قرأ شعر الأخ عبد اللطيف..كما أنّها متميّزة بمعناها، حيث تطرّقت إلى معنى الوجود، وهو أمر أقرب إلى الفكر الفلسفي، الذي أعطاها عمقا فكريّا فريدا، بعيدا عن السطحيّة، فكانت آية في المبنى والمعنى..
                          لك جزيل تحيّاتي ووافر إعجابي وتقديري
                          الأستاذ الشاعر نبيه السعدي..
                          أرحب بك أخي في متصفحي هذا شاكرا لك حسن القراءة وجميل الثناء..
                          دام لك ألق الشعر...
                          تحياتي العطرة

                          تعليق

                          يعمل...
                          X