قراءة في بردية الأسرار
الشاعر الكبير
محمد الشهاوي
مَنْ أنتَ يا طيْفاً يجيء إليَّ
عبرَ جوانحِ الظُّلَمِ،
متسلّقاً أسوارَ صمتي..
يستلُّني من غمد صومعتي
ويُركِبني بُراقَ الرحلةِ الكبرى؟
من أنتَ يا طمثَ الحضورِ ونطفةَ التكوينْ؟
ها أنتَ تفتح في دمائي قمقمَ التبيينْ
ها أنتَ تُطعمني الإباءَ،
وكعكةَ الإصرارْ
وتبثّني برديّةَ الأسرارْ
ها أنتَ تطلقُ في شراييني
خيلَ الجموحِ عوالكَ اللُّجُمِ
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبر جوانحِ الظُّلَمِ؟
أوقفْتَني في أوَّل الصفِّ
وملأتني بالنورْ
من بعد ما ضمّختَني بالورد والكافورْ
وأخذتَ من كَمّي لكَيْفي
أوقفتَني في العروة الوثقى
وجعلتَ لي جَبلَ المدى مَرْقَى
أوقفتَني في ساحة الإفضاءْ
وأريتني السِرَّ المخبّأْ
أسريتَ بي،
حتى رأيتُ المنتهى والمنشأْ
وفتحتَ لي سِفرَ الرموزِ ومعجمَ
الدهشه
وهمستَ في أذني: انطلقْ
واصدعْ
ونبِّئْ
نبّئْ بما يُفضَى إليكَ فأنتَ
مَنْ ليراعهِ بشئوننا نُفضي
واصعدْ جبالَ البوحِ حين تعود للأرضِ
إن قيلَ:
مسكينٌ..
فإن المجدَ لا يُـشْـرى
أو قيلَ:
مجنونٌ..
فنحن بحال مَنْ نختارُهُ أدرى
طوبى لعبدٍ ينشرُ الخيرا
ويموتُ مصلوباً على حبلٍ من
الرفضِ
طوبى لمن لم تثنه (حمّالةُ الحطبِ)
وإذا تصدّى للغوايةِ..
يغتلي لهباً يصبُّ النارَ في كَفّيْ (أبي لهبِ)
طوبى لمن لم يعرف الراحه
طوبى لمن لم يُلقِ - رغم الغبنِ -
ألواحَهْ
طوبى لمن لم يُحنِ هامَ الحرفِ
والقلمِ
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبر جوانحِ الظُّـلَمِ؟
أوقفتَني والليلَ والأحلام
والجمرا
ومنحتَنا صكَّ الولاية بعد ما
أوصيتَنا عشرا:
لا تقربوا شجرَ الخيانه
لا تخذلوا سيفَ الأمانه
لا تركبوا للغيِّ فُلْكا
لا تجعلوا للخوفِ سلطاناً
عليكم - يا أحبّائي - ومُـلْكا
لا تقطعوا الأيامَ نوما
لا تُذعنوا لمشيئة الأهواءِ يوما
لا تكتموا رأياً وأنتم ألسنُ الأُمَّه
لا تحسبوا الإغضاءَ حكمه
لا تُحجموا رَغَباً ولا رَهَبا
لا تهربوا إمّا سواكم آثر الهربا.
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبرَ جوانح الظلمِ
متسلّقاً أسوارَ صمتي
يستلّني من غمد صومعتي
الشاعر الكبير
محمد الشهاوي
مَنْ أنتَ يا طيْفاً يجيء إليَّ
عبرَ جوانحِ الظُّلَمِ،
متسلّقاً أسوارَ صمتي..
يستلُّني من غمد صومعتي
ويُركِبني بُراقَ الرحلةِ الكبرى؟
من أنتَ يا طمثَ الحضورِ ونطفةَ التكوينْ؟
ها أنتَ تفتح في دمائي قمقمَ التبيينْ
ها أنتَ تُطعمني الإباءَ،
وكعكةَ الإصرارْ
وتبثّني برديّةَ الأسرارْ
ها أنتَ تطلقُ في شراييني
خيلَ الجموحِ عوالكَ اللُّجُمِ
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبر جوانحِ الظُّلَمِ؟
أوقفْتَني في أوَّل الصفِّ
وملأتني بالنورْ
من بعد ما ضمّختَني بالورد والكافورْ
وأخذتَ من كَمّي لكَيْفي
أوقفتَني في العروة الوثقى
وجعلتَ لي جَبلَ المدى مَرْقَى
أوقفتَني في ساحة الإفضاءْ
وأريتني السِرَّ المخبّأْ
أسريتَ بي،
حتى رأيتُ المنتهى والمنشأْ
وفتحتَ لي سِفرَ الرموزِ ومعجمَ
الدهشه
وهمستَ في أذني: انطلقْ
واصدعْ
ونبِّئْ
نبّئْ بما يُفضَى إليكَ فأنتَ
مَنْ ليراعهِ بشئوننا نُفضي
واصعدْ جبالَ البوحِ حين تعود للأرضِ
إن قيلَ:
مسكينٌ..
فإن المجدَ لا يُـشْـرى
أو قيلَ:
مجنونٌ..
فنحن بحال مَنْ نختارُهُ أدرى
طوبى لعبدٍ ينشرُ الخيرا
ويموتُ مصلوباً على حبلٍ من
الرفضِ
طوبى لمن لم تثنه (حمّالةُ الحطبِ)
وإذا تصدّى للغوايةِ..
يغتلي لهباً يصبُّ النارَ في كَفّيْ (أبي لهبِ)
طوبى لمن لم يعرف الراحه
طوبى لمن لم يُلقِ - رغم الغبنِ -
ألواحَهْ
طوبى لمن لم يُحنِ هامَ الحرفِ
والقلمِ
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبر جوانحِ الظُّـلَمِ؟
أوقفتَني والليلَ والأحلام
والجمرا
ومنحتَنا صكَّ الولاية بعد ما
أوصيتَنا عشرا:
لا تقربوا شجرَ الخيانه
لا تخذلوا سيفَ الأمانه
لا تركبوا للغيِّ فُلْكا
لا تجعلوا للخوفِ سلطاناً
عليكم - يا أحبّائي - ومُـلْكا
لا تقطعوا الأيامَ نوما
لا تُذعنوا لمشيئة الأهواءِ يوما
لا تكتموا رأياً وأنتم ألسنُ الأُمَّه
لا تحسبوا الإغضاءَ حكمه
لا تُحجموا رَغَباً ولا رَهَبا
لا تهربوا إمّا سواكم آثر الهربا.
من أنتَ يا طيفاً يجيء إليَّ
عبرَ جوانح الظلمِ
متسلّقاً أسوارَ صمتي
يستلّني من غمد صومعتي
تعليق