منتصب القامة أمشي في موكب السيارة بالشارع العام؛ اجتذبت حاسة شمي رائحة "الكاوكاو- القاوقاو" المنبعثة من دكان صغير في زاوية مفترق طرق؛ زينت جنبات أحواضه الزجاجية بالفواكه الجافة المتنوعة؛ وبأشكال العلك والحلوى وأنواع الشكلاطة .. المعروضة بكل عناية بفنية وجمالية ؛ تجعل لعاب الأطفال يسيل لها مدرارا؛ والكبار ينشدونها إقبالا..وقد تحلق حوله العديد من المارة؛ كل يقتني ما أراد لتكسير غضبة الجوع.
استفزني "الكاوكاو" برائحته.. فاقتنيت شيئا منه؛ وأنا أمسك بما طلبت من صاحب الدكان؛ لا أدري كيف استحضر ذهني أستاذ اللغة العربية "المرحوم سي الوزاني" الذي كان يدرسني بقسم الرابعة أدبي ( التاسعة من التعليم الإعدادي حاليا) وهو يتجول في الفصل؛ بهامته الأنيقة ؛وبابتسامته التي لا تفارق محياه قط تحت أي ظرف كان؛ وهو يوجهنا إلى منبع السلوكات الحميدة والقيم النبيلة؛من قبيل تشجيع التجار الصغار على الفعل من البائعين بالتقسيط وإن كان ما يبيعونه بسيطا؛ لتدوير حركة البيع والشراء؛ وخلق رواج تجاري لديهم؛ لكي لا تبور تجارتهم ويصبحون عالة على أسرهم ومجتمعهم..ولكي لا يلتجئون كذلك إلى مد أيديهم للغير.. كما كان من حكمه البليغة التي كان يقدمها لنا ما يلي .
"كل ما اشتريت شيئا من بائع أو بقال أو تاجر يلفه لك في ورق؛ فلا ترمي بالورق في الشارع؛ بل عليك أن تقرأ ما به إن كانت كتابة؛ فقد تستفيد استفادة جمة من المكتوب.." وأنا أفتح الورق الذي لف لي فيه البائع حبيبات "الكاوكاو" وأكاد أرمي به في سلة المهملات المعلقة بجانب الدكان حفاظا على البيئة..تذكرت ما نصحنا به أستاذي؛ فرغت حبيبات "الكاوكاو" في جيب سترتي؛وفتحت الورقة بتأن بعد أن قمت بفعل المكواة لثناياها؛ فإذا بي أصفع بقصيدة من غير إشارة لصاحبها تحت عنوان. "في حفل تكريم" أعادتني للقاءات التي يتم الاحتفاء بها بوجه من الوجوه الإبداعية وبقامة من القامات الفكرية..
تقول القصيدة .
- 1-
أغدقوا كلمات الوفاء على روحه..
!فبكــــــى..
رشقوا قلبه برهافتهم
! فبكـــــى ...
ذكـــــروه بعشقـــه
للعــود والشعــر منذ طفولته
! فبكـــــى ....
حاصروه ببـــاقة ورد على صدره..
! فبكـــــى ...
ورأى لوحة تستعيد ملامحه
في ربيع الحياة
فحـــنَ...وأنً..
رأى نفسه ولدا عاشقــا..
في دروب الفتاة التي زرعت عمره
أمـــلا ... طربــــا...
حبقــــا....ليلكـــا...
! فبكــــــــى...
- 2 -
راودوا ضعفه ليقول لهم كلمــة..
! فبكــــــى..
لم يعد يعرف الآن من أين يبدأ رحلته
في شعاب القصيدة..
فارتبــكـــــا...
! وبكـــــــى...
-----------------------------------
فأدمعت عيني لما قرأت ما جاء في القصيدة من بكا..
استفزني "الكاوكاو" برائحته.. فاقتنيت شيئا منه؛ وأنا أمسك بما طلبت من صاحب الدكان؛ لا أدري كيف استحضر ذهني أستاذ اللغة العربية "المرحوم سي الوزاني" الذي كان يدرسني بقسم الرابعة أدبي ( التاسعة من التعليم الإعدادي حاليا) وهو يتجول في الفصل؛ بهامته الأنيقة ؛وبابتسامته التي لا تفارق محياه قط تحت أي ظرف كان؛ وهو يوجهنا إلى منبع السلوكات الحميدة والقيم النبيلة؛من قبيل تشجيع التجار الصغار على الفعل من البائعين بالتقسيط وإن كان ما يبيعونه بسيطا؛ لتدوير حركة البيع والشراء؛ وخلق رواج تجاري لديهم؛ لكي لا تبور تجارتهم ويصبحون عالة على أسرهم ومجتمعهم..ولكي لا يلتجئون كذلك إلى مد أيديهم للغير.. كما كان من حكمه البليغة التي كان يقدمها لنا ما يلي .
"كل ما اشتريت شيئا من بائع أو بقال أو تاجر يلفه لك في ورق؛ فلا ترمي بالورق في الشارع؛ بل عليك أن تقرأ ما به إن كانت كتابة؛ فقد تستفيد استفادة جمة من المكتوب.." وأنا أفتح الورق الذي لف لي فيه البائع حبيبات "الكاوكاو" وأكاد أرمي به في سلة المهملات المعلقة بجانب الدكان حفاظا على البيئة..تذكرت ما نصحنا به أستاذي؛ فرغت حبيبات "الكاوكاو" في جيب سترتي؛وفتحت الورقة بتأن بعد أن قمت بفعل المكواة لثناياها؛ فإذا بي أصفع بقصيدة من غير إشارة لصاحبها تحت عنوان. "في حفل تكريم" أعادتني للقاءات التي يتم الاحتفاء بها بوجه من الوجوه الإبداعية وبقامة من القامات الفكرية..
تقول القصيدة .
- 1-
أغدقوا كلمات الوفاء على روحه..
!فبكــــــى..
رشقوا قلبه برهافتهم
! فبكـــــى ...
ذكـــــروه بعشقـــه
للعــود والشعــر منذ طفولته
! فبكـــــى ....
حاصروه ببـــاقة ورد على صدره..
! فبكـــــى ...
ورأى لوحة تستعيد ملامحه
في ربيع الحياة
فحـــنَ...وأنً..
رأى نفسه ولدا عاشقــا..
في دروب الفتاة التي زرعت عمره
أمـــلا ... طربــــا...
حبقــــا....ليلكـــا...
! فبكــــــــى...
- 2 -
راودوا ضعفه ليقول لهم كلمــة..
! فبكــــــى..
لم يعد يعرف الآن من أين يبدأ رحلته
في شعاب القصيدة..
فارتبــكـــــا...
! وبكـــــــى...
-----------------------------------
فأدمعت عيني لما قرأت ما جاء في القصيدة من بكا..
تعليق