قصيدة في ورق ملفوف.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كريم القيشوري
    أديب وكاتب
    • 03-03-2013
    • 149

    قصيدة في ورق ملفوف.

    منتصب القامة أمشي في موكب السيارة بالشارع العام؛ اجتذبت حاسة شمي رائحة "الكاوكاو- القاوقاو" المنبعثة من دكان صغير في زاوية مفترق طرق؛ زينت جنبات أحواضه الزجاجية بالفواكه الجافة المتنوعة؛ وبأشكال العلك والحلوى وأنواع الشكلاطة .. المعروضة بكل عناية بفنية وجمالية ؛ تجعل لعاب الأطفال يسيل لها مدرارا؛ والكبار ينشدونها إقبالا..وقد تحلق حوله العديد من المارة؛ كل يقتني ما أراد لتكسير غضبة الجوع.
    استفزني "الكاوكاو" برائحته.. فاقتنيت شيئا منه؛ وأنا أمسك بما طلبت من صاحب الدكان؛ لا أدري كيف استحضر ذهني أستاذ اللغة العربية "المرحوم سي الوزاني" الذي كان يدرسني بقسم الرابعة أدبي ( التاسعة من التعليم الإعدادي حاليا) وهو يتجول في الفصل؛ بهامته الأنيقة ؛وبابتسامته التي لا تفارق محياه قط تحت أي ظرف كان؛ وهو يوجهنا إلى منبع السلوكات الحميدة والقيم النبيلة؛من قبيل تشجيع التجار الصغار على الفعل من البائعين بالتقسيط وإن كان ما يبيعونه بسيطا؛ لتدوير حركة البيع والشراء؛ وخلق رواج تجاري لديهم؛ لكي لا تبور تجارتهم ويصبحون عالة على أسرهم ومجتمعهم..ولكي لا يلتجئون كذلك إلى مد أيديهم للغير.. كما كان من حكمه البليغة التي كان يقدمها لنا ما يلي .
    "كل ما اشتريت شيئا من بائع أو بقال أو تاجر يلفه لك في ورق؛ فلا ترمي بالورق في الشارع؛ بل عليك أن تقرأ ما به إن كانت كتابة؛ فقد تستفيد استفادة جمة من المكتوب.." وأنا أفتح الورق الذي لف لي فيه البائع حبيبات "الكاوكاو" وأكاد أرمي به في سلة المهملات المعلقة بجانب الدكان حفاظا على البيئة..تذكرت ما نصحنا به أستاذي؛ فرغت حبيبات "الكاوكاو" في جيب سترتي؛وفتحت الورقة بتأن بعد أن قمت بفعل المكواة لثناياها؛ فإذا بي أصفع بقصيدة من غير إشارة لصاحبها تحت عنوان. "في حفل تكريم" أعادتني للقاءات التي يتم الاحتفاء بها بوجه من الوجوه الإبداعية وبقامة من القامات الفكرية..
    تقول القصيدة .
    - 1-
    أغدقوا كلمات الوفاء على روحه..
    !فبكــــــى..
    رشقوا قلبه برهافتهم
    ! فبكـــــى ...
    ذكـــــروه بعشقـــه
    للعــود والشعــر منذ طفولته
    ! فبكـــــى ....
    حاصروه ببـــاقة ورد على صدره..
    ! فبكـــــى ...
    ورأى لوحة تستعيد ملامحه
    في ربيع الحياة
    فحـــنَ...وأنً..
    رأى نفسه ولدا عاشقــا..
    في دروب الفتاة التي زرعت عمره
    أمـــلا ... طربــــا...
    حبقــــا....ليلكـــا...
    ! فبكــــــــى...
    - 2 -
    راودوا ضعفه ليقول لهم كلمــة..
    ! فبكــــــى..
    لم يعد يعرف الآن من أين يبدأ رحلته
    في شعاب القصيدة..
    فارتبــكـــــا...
    ! وبكـــــــى...
    -----------------------------------
    فأدمعت عيني لما قرأت ما جاء في القصيدة من بكا..
  • الساحر الحزين
    عضو الملتقى
    • 08-08-2014
    • 73

    #2
    حكمة بليغة_ياليت نعرفها_ وقصيدة جميلة، وقصة أجمل..تحياتي اخي الشاعر" كريم القيشوري" لا تحرمنا من جديدك..تحيتي وتقديري...
    [CENTER]


    [/CENTER]

    تعليق

    • بسباس عبدالرزاق
      أديب وكاتب
      • 01-09-2012
      • 2008

      #3
      أستاذي كريم القيشوري

      لا اعلم إن كنت محقا في ٍرأيي أم لا

      و لكنني أقول:
      عد للعمل يحتاج لبعض الحرارة منك و قليل من الحركة..فقد احسسته باردا و باهتا
      يحتاج منك قفلة أجمل
      و ربما لو أنهيت العمل بجزأ من القصيدة أفضل حتى لا يبتلع الملل العمل

      فالفكرة جديرة بالعناية و المراجعة اكثر و ربما واقعتها قبل أن تطيعك

      أعذرني صديقي على صراحتي
      لأنني قرأت لك قبلا أعملا افضل بكثير




      مع كامل حبتي و تقديري
      السؤال مصباح عنيد
      لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

      تعليق

      • كريم القيشوري
        أديب وكاتب
        • 03-03-2013
        • 149

        #4
        صحيح الأخ عبدالرزاق. حالة تعبيرية جاءت كفيض وتتطلب شيئا مما أشرت إليه. تقديري

        تعليق

        • كريم القيشوري
          أديب وكاتب
          • 03-03-2013
          • 149

          #5
          شكرا لمرورك الساحر الحزين.

          تعليق

          • الشرفي
            أديب وكاتب
            • 23-08-2014
            • 159

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة كريم القيشوري مشاهدة المشاركة
            منتصب القامة أمشي في موكب السيارة بالشارع العام؛ اجتذبت حاسة شمي رائحة "الكاوكاو- القاوقاو" المنبعثة من دكان صغير في زاوية مفترق طرق؛ زينت جنبات أحواضه الزجاجية بالفواكه الجافة المتنوعة؛ وبأشكال العلك والحلوى وأنواع الشكلاطة .. المعروضة بكل عناية بفنية وجمالية ؛ تجعل لعاب الأطفال يسيل لها مدرارا؛ والكبار ينشدونها إقبالا..وقد تحلق حوله العديد من المارة؛ كل يقتني ما أراد لتكسير غضبة الجوع.
            استفزني "الكاوكاو" برائحته.. فاقتنيت شيئا منه؛ وأنا أمسك بما طلبت من صاحب الدكان؛ لا أدري كيف استحضر ذهني أستاذ اللغة العربية "المرحوم سي الوزاني" الذي كان يدرسني بقسم الرابعة أدبي ( التاسعة من التعليم الإعدادي حاليا) وهو يتجول في الفصل؛ بهامته الأنيقة ؛وبابتسامته التي لا تفارق محياه قط تحت أي ظرف كان؛ وهو يوجهنا إلى منبع السلوكات الحميدة والقيم النبيلة؛من قبيل تشجيع التجار الصغار على الفعل من البائعين بالتقسيط وإن كان ما يبيعونه بسيطا؛ لتدوير حركة البيع والشراء؛ وخلق رواج تجاري لديهم؛ لكي لا تبور تجارتهم ويصبحون عالة على أسرهم ومجتمعهم..ولكي لا يلتجئون كذلك إلى مد أيديهم للغير.. كما كان من حكمه البليغة التي كان يقدمها لنا ما يلي .
            "كل ما اشتريت شيئا من بائع أو بقال أو تاجر يلفه لك في ورق؛ فلا ترمي بالورق في الشارع؛ بل عليك أن تقرأ ما به إن كانت كتابة؛ فقد تستفيد استفادة جمة من المكتوب.." وأنا أفتح الورق الذي لف لي فيه البائع حبيبات "الكاوكاو" وأكاد أرمي به في سلة المهملات المعلقة بجانب الدكان حفاظا على البيئة..تذكرت ما نصحنا به أستاذي؛ فرغت حبيبات "الكاوكاو" في جيب سترتي؛وفتحت الورقة بتأن بعد أن قمت بفعل المكواة لثناياها؛ فإذا بي أصفع بقصيدة من غير إشارة لصاحبها تحت عنوان. "في حفل تكريم" أعادتني للقاءات التي يتم الاحتفاء بها بوجه من الوجوه الإبداعية وبقامة من القامات الفكرية..
            تقول القصيدة .
            - 1-
            أغدقوا كلمات الوفاء على روحه..
            !فبكــــــى..
            رشقوا قلبه برهافتهم
            ! فبكـــــى ...
            ذكـــــروه بعشقـــه
            للعــود والشعــر منذ طفولته
            ! فبكـــــى ....
            حاصروه ببـــاقة ورد على صدره..
            ! فبكـــــى ...
            ورأى لوحة تستعيد ملامحه
            في ربيع الحياة
            فحـــنَ...وأنً..
            رأى نفسه ولدا عاشقــا..
            في دروب الفتاة التي زرعت عمره
            أمـــلا ... طربــــا...
            حبقــــا....ليلكـــا...
            ! فبكــــــــى...
            - 2 -
            راودوا ضعفه ليقول لهم كلمــة..
            ! فبكــــــى..
            لم يعد يعرف الآن من أين يبدأ رحلته
            في شعاب القصيدة..
            فارتبــكـــــا...
            ! وبكـــــــى...
            -----------------------------------
            فأدمعت عيني لما قرأت ما جاء في القصيدة من بكا..
            لاشك أن الفكرة جميلة وبها واقعية
            قرأت مطلعها وذكرتني بكلمات لأغنية كانت تردد
            كلمة السيارة لم يحتملها سياق الجملة
            كلمة مدرارا لم تنسجم مع اللعاب فبدا لي الأمر مقززا فهي انسجمت مع المطر كما في القرآن، كذالك السيارة في سورة يوسف
            جميل هو استعمال ألفاظ من لغة القرآن، لكن بشكل سلس
            (استحضر ذهني) خطر بذهني أفضل
            (المعلقة) زائدة
            (حفاظا على البيئة) لاتفيد موضوع القصة في شيء
            أعتذر كثيرا على الإزعاج
            لك احترامي وودي وتقديري
            التعديل الأخير تم بواسطة الشرفي; الساعة 24-09-2014, 23:55.

            تعليق

            يعمل...
            X