بانتظار زمن الانعتاق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هادي المياح
    أديب وكاتب
    • 13-05-2014
    • 50

    بانتظار زمن الانعتاق

    بانتظار زمن الانعتاق


    توقفتُ عند عتبة الباب،،هل أطرق ؟ لا لم أطرق،،تراجعت خطوتين غير محسوبتين وكنت أظن انني أقف فوق صخرة على شاطئ بحرٍ أمواجه غاضبة او اتسلق فرعا واهنا من شجرة فتك النخر بجذعها،،وربما لا هذا ولا ذاك ،،انه قد يكون مجرد حلم،،
    (لا،،لم يكن حلماً،،انتبه لنفسك،،انت تعي كل شئ،، وتشعر بالحذر،،وتغضب)
    لاقذف نفسي من الصخرة،،لاقذف نفسي من الشجره،،فان كان حلما فسوف لن يصيبني بلل او تتكسر اضلاعي!!
    أية أضلاع ،،انها مجرد اقواس لحاصرات من البلاستك،،فقد انهكني التعب ،، ووهن مني العظم ،،أنا لست سوى رجل آلي،،، واشعر بالضعف ،،يكاد رأسي يفقد مواصفاته الفنية !
    ( لم تكن رجلا آليا ،،ما انت الا سمكة هربتْ من ابناء جنسها في جوف الماء ،،وعاشت على اليابسة مع بعض التحويرات ،،سيحتار بك العالم يَا ذَا الأضلاع البلاستيكيه ،،وسوف تتمدد خلاياك النائمة ،لتنهش ماتبقى من جنسك المهزوم )
    ترى ،،،هل يمكنني العيش بدون مواصفات؟..


    حين نهضتُ من فراشي مرعوباً،،تأكد لي بأنه ليس سِوى حلم ،،حتى الأحلام أمست مختلفة ،،تذكرتُ ان احد أصدقائي حلم حلمًا رومانسياً،،ظل يتقلب مرات متعددة في الفراش،،ثم توقف عن الحراك لحظات،،ثم عاد يتقلب،ولم يتوقف حتى دوى صوت انفجار هائل بالقرب منا!!،، لم اهتم لهول الانفجار ،، رحت اسأله عن سبب تقلبه بهذا الشكل؟
    وحين ُزجرت يوما من قبل احدهم،،انكمشتْ أطرافي على بعضها ،،وتوترتُ ،،وَقبلتْ خطواتي القسمة،، ولأول مرة تقبل خطواتي القسمة ،،فصارت كخطوات قط لم ينجح في اقتناص شيئا من المطبخ،،رحت أسير ببطء وأموء مواء القطط!
    تذكرت حينها خطوط النارالملتهبة ،،كانت جميع القطط تبحث عن حفرة تحميها ،هنا وهناك.
    ( لإ تقُل انك لست سوى قط !)
    كنت احس نفسي محاصرا،من كل الجهات ،،
    الحلم لا ينفك يجثم علي،،ويتمادى في استحضار من يريد،،حتى وإن كان بمنصب رئيس دولة او احد من الملوك،،رأيت مرة احدهم ممتشقا سيفه ،يراقص مقربيه،،بعدها ترائى لي شيخ بعباءته وعقاله وهو يغدق علي بامواله،،،،ثم حلمت برجل ذا هيأة عصريه ،،يحمل بيديه ميداليا نموذج مصغر للكرة الارضيه،،،
    مات كل الذين حلمت بهم ،،والذين ترائوا لي في المنام ،،حتى من كانوا امواتاً من سنين طويلة ،،بدا الحلم يرافقني حتى في وضح النهار،،اهرب بعيدا ،،لا تهويني ألحان الطرب والانتصارات،، ولا قصائد الغزل والمديح كما كنت لا أحب الكراسي الدوارة والسيجارة الكوبية ،، ولا أحب غضب السماء أو كبش الفداء بأحزمة ناسفة،،ولا أطيق الموت المتفحم في وديان مجهولة وغريبة،،،بدا وكأن زعانفي قد اختفتْ في هذه الفترة،،وراحت تتحول الى ما يشبه الوبر،،،توقعتُ ان تكون نهاية :دورة حماية الذات ،،تتعملق فيها أعضائي ،،وتسود ،،وتعاد لي كل مواصفاتي !
    ( من يدري ربما ستواجه انقلابات بيئية ليست بالحسبان)
    شعرتُ بقوة إضافية جديدة ،ورحتُ انفض ما لحقَ بي من تراكمات بيئة مجنونة،،وانا أغمرُ جسدي بالكامل في ماء النهر،،كنت انظر الى وجهي وقد بانت عليه ابتسامة ترقرقت فوق سطح الماء،،رحتُ أداعبها بعمل طرطشةٍ خفيفةٍ من الأسفل ،،فرأيتها تكبر وتكبر حتى تصير ضحكة،،توقفتُ عن الضحك عَلى صوت هاتفٍ في غور أعماقي :
    ( انهض انت حر،،وتمتلك إرادتك الكاملة)
    اتكأتُ على صخرة مرتفعة،،وتنفست هواءاً له نكهة الحرية،،وهب جميع من أتى خلفي يشاطرني فيلقي بنفسه في النهر ،،ثم يخرج ويرتقي الى جانبي ، حتى صرت احس بزحمة المكان،،كانت الرؤيا لا زالت معدومة ،،ورياح قوية عاصفه تلاحق السكون ،،لِم أكن أميز الطريق امامي تماما،،إحتمى اغلب الناس خلف الصخرة،،وكنا جميعا نرى الريح وَهِي تطوي ذيول عباءات البعض فتكشف خلفياتهم ،،وتعبث بآخرين فتدحرج أغطية رؤوسهم وتمرّغها بالتراب،،وكأنهم في يوم الحشر.

    انتهت،،
    هادي المياح
يعمل...
X