ذات ليله من ليالى الخريف المقيت
هبت الرياح محمله باوراق الاشجار المتساقطه
كنت وحيدا بعالمى الخيالي .. !!
الذى اعتدت ان اتعايش معه من زمن بعيد .. !!
وفى سكرات النوم . مابين اليقضه والمنام
........ كأنى اسمع وطئ أقدام تدنوا منى رويدا رويدا
لاول مره دب الخوف بقلبى , شئيا لم اعتاد عليه
........ تقترب الخطوات اكثر فاكثر مع سكون الرياح قليلا
كأنها اصوات سلحفاه على سنابل الحصاد
........ شعرت بانقباض شديد بقلبي
تسمرت عينأى وشلت حركتي
........ أنتابنى الشعور بالخوف والهلع
اكاد ابتلع ريقي بصعوبة .. !!
حاولت لملمه افكارى المتشتته
ياترى هل اصبحت ضعيفا الى هذا الحد ؟
. وتساقطت أوراق خريفي الصفراء
كلا . كلا .. انها الجاره
........ فقد اعتدت على حركتها بالليالى
فقد كنت استرق البصر فى غفله منها
........ فكنت أرى فيها حسن و جمال النساء
خدودها حمراء تلمع مع الغروب وتتوهج مع الشروق ..!
كنت احسد ذالك الزوج السكير
نظرت من نافذة غرفتى فالشوراع خاليه من الماره
........ والنوافذ مغلقه والابواب كلها موصده
كل نافذه تخفى خلفها حكايه مختلفه على ضؤ شمعه
........ لاشى يتحرك الا اوراق الاشجار المتناثره هنا وهناك
حتى القمر ونجومه التى كانت ترشدني , وتؤنس وحدتى المظلمة
........ اختفت الليله من غبار اتربه رياح الخريف
لاشى يتحرك كل شى ساكن
........ الا الاشجار تعصف . بها رياح الخريف فحسب
دق جرس ساعة الحايط معلناً الساعه 3 فجرا قطع عنى تامل النوافذ
........ وضعت سماعات جوالى على اذانى
لعلى اجد الهدوء من اصوات الرياح وهى تطلق صفيرا
........ وعلى ضو شمعه الغرقه , استلقيتُ على ظهري
أتاملُ الحياة . كم هى قاسيه الدنيا عندما تكون وحيدا
........ فتقلبتُ بفراشي يسارا يمينا , ووضعت الغطاء على وجهى
ولكن أفكار عديدة تجوب خاطري
........ خلعت السماعات
مره أخرى اسمع .. وقع خطوات
........ هي نفس الخطوات التي سمعتها منذ قليل
يالله شخصا ما بغرفتى
........ ربما قطتى تريد الاحتماء من الرياح
فنزعت الغطاء..بل رميته أرضا .
ولكنى صدمت خاطبت نفسى قائلا
بل انبهرت
واصابنى ايضا الذهول ؟
حسناء واقفه على بعد خطوات منى
........ الرؤيه واضحه .. وانا لست فى حلم
فألمحها و تلمحني .. أذا هى حقيقة ليست خيال
نعم انها أمراة
ولكنها .. لا تشبه نساء الارض
........ اقتربت مني بصمت وهى تتمائل كانها فراشة على الزهور
حافية القدمين وتجر ثوبها خلفها كانها تسير على رمال الشاطى
........ تنهدت من أعماق قلبى ........
وأتقطعت أنفاسي. وتجمعت آهاااتي و تحجرت حتى دمعاتى
........ وتشتت افكارى وتبعثرت أوراقي
انت فى موقف صعب
نعم هذه من سمعت عنها فى الرويات
ياويلى زائرى الليله مرعب بل مخيف
زائرى مثل السراب تراه ولا تدركه
........ بل كيف الهواء تراءه ولا تلمسه
نعم اكيد هى لاغيرها .... الجنيه
فهى من تخترق الجدران , و تقتحم البيوت , وتملى الشروط
........ ياويلى .. كيف اتعامل معها.. ؟
افكار وهلوسات. تتزاحم بمخيلتى وخوف وقلق
كله .اجتمع الليله عندى ..
ما.. أتعسنى من انسان
كنت اراقب عقارب الساعة
........ الثواني تمضي في بطىء
والدقائق كانها متوقفه
........ متى ينبلج الصباح .. وتزدحم الشوارع بالماره
ولكن الدقائق متوقفه
........ كل شى بغرفتى تجمد
حاولت النظر من اخمس قدميها الحافتين
وسوال تلو سوال .. وسوال يجر سوال .
ياترى كيف يكون وجها ؟
وعلى اى هئيه ستكون .؟
ياترى تكون على هئيه حيوان .؟؟
اما طائر مثل العنقاء .؟
لا .لا. لا
لابد ان يكون مخيفا جدا . ؟؟
. وفجاة توقفت الاسئله عند ملامح وجها
للاسف فلم أرى سوئ وشاحأأ اسودأ
. دقت الساعه مرى اخره معلنه الساعه الرابعه صباحا
التفت يسارا انسدل جزء من الوشاح
. ناظرتها بعيناى .. وناظرتنى بتلك العيون
سبحان الله الخلاق بريق عيناها كانه شعاع برق
نظراتها كانت حادة , كأنها تود أن تحكي شيئًا ما بداخلها
لم أفهم لغتها
. تمعنت فى عيناها اكثر و لكن دون فائدة
اقتربت منى بخطواتٍ مترددة
. ياويلى هى ايضا خايفه
جلست على ذالك الكرسى الهزاز المتأكل
جلست لفترة في مكانها دون حراك
رغم خوفها فهدوئها مثير
. ثم أخذت تحرك رأسها يمينا ويسارا
كأنها تبحث عن شى تقوله
. ثم نزعت ذالك الوشاح الاسود
فتدلى ذلك الشعر الأملس على أكتافها
........ وأخذت تنثره على يمنها ويسراها , وتخلله بأناملها الرقيقة .. !!
فكنت اراقب حركاتها بصمت
........ نظرت اليها مرات ومرات وبتمعن اكثر
فهى مخلوقه غريبه لم اراء الحسن والجمال
........ شعرها سحابة سوداء مثل ضلام الليل
وعيونها زرقاء كألبحور الهائجة
بريق عينيها مذهل ففي بريق عينيها وجدت الاطمئنان
........ لم تكن متكبره وليست مخيفه
برغم مامنحها الخالق هذا الجمال فانها تعلوا فوق التواضع تواضعا
........ فهى جمعت كل الصفات الحميدة
بل . جمعت كل فنون الجمال فى وجنتيها
وتجمعت بها كل اوصاف وحسن النساء
........ رقيقة المعصمين ........
........ مكملة الشفاتين ........
........ ملتويه الخصر ........
........ معتدله النهدين ........
........ كا. الصباح بسمتها ........
........ كا. الليل نظراتها ........
........ كا الفجر طلتها ........
اجزم اذا , عشقتك فستعشقك الحياه وحور العين
وان اقتربت منك وأنت جاحدا ستؤمن بنعمه الخالق فى النساء
وان احتوتك بحضنها ستشعر بانك لم تحتضن من قبل النساء
بل سوف تتوه في عالم السحر والجمال
فهى ناضجة مملؤه بالحياة والاستحياء
مميزة فى خطواتها واثقه فى ذاتها
اقتربت منها . فكلما دنوت منها ابتسمت
اغمضت عيناى قصرا وخجلاء
أردت أن اقول لها شئيا
ولكن لسانى يتلعثم .ويضيع منى الكلام
فتحت عيناى اذا بى بمقربه منها
فتحت عيناى اذا بى بمقربه منها
خطوه اخرى وتكون بين احضانى
توقفت . تمهلت
صمتها مخيف وهدؤها مثير
انا على يقين بان صوتها دافئ وكلامها متقن
ثم سالتها .
اخبريني .. من تكونين
بل ماذا تريدين
اخبريني كيف دخلتي غرفتى
نهضت من الكرسى
وضعت اصبع يدها على شفاى
كانها تطلب منى السكوت
ثم جرت يدها على لحيتى
..... أه .. فانا لم احلق واتزين منذ زمن
رغم خشونه لحيتى شعرت بنعومه يدها
فهى ناعمه الملمس مثل الحرير
حتى يداها فيها حنان واطمئنان
لمسه يدها محت كل مخاوفى
هنا بزغ الفجر
وتسللت اشعه الضؤء من نافذتى
وانسحب الليل
...... وانسحبت معه بهدوء كما دخلت
وشعرت بان روحى خرجت من جسدى
رحلت مودعه بصمت مؤكدة العودة بيدها
لحظات واستيقظ العقل وخفق القلب
ياترى هل ستاتى من جديد ؟
هذه مجرد خاطرة من نسج خيالى الجنونى
فانا لا أتحدث عن نفسي عندما أكتب
وللحكايه مازالت بقيه
بقلم ابن البادية 29.4.2014
تعليق