من خلف نافذة وشحها الظلام، ووقفت ترقب النجوم في صمت، يتناهى الى مسمعي صوت سنابك المطر، تقرع صدر الارض على مهل،ولكن بإصرار وعناد، فلديها من الأسرار ما لا يقبل التأجيل...نغمات تلطف حيناً وتعنف حيناً، تنويعات منفردة على وتر الروح...
تتسلل من خلف الباب نسمة حملت في جانحيها من فراغ الليل والسكون المبالغ فيه، ما أبرد مفاصلها وجمد انفاسها، وكاد يحيلها نفساً من ثلج لولا عشقها للحرية وإدمانها معانقة حرارة الأثير...
هي أولى ليالي الخريف، بواكير وعد السماء للأرض، تتهيأ فيها قمم الجبال لإعلان زفافها الموسمي على غمام يقبّلها بخفر، حتى اذا جاء آخر العام، وبلغ الشوق مداه، أقسم دون كلام ان لا يغادر شفاهها ووجنتيها، الا وعليهما من بياضه نتف وذكريات...
غداً، وليس ببعيد، يبلل شفاه التراب التي شققها الظمأ، فترتعش ارتعاش من استفاق من حلم جميل، ولم يزل بعض نداه يداعب اجفانه، وتأذن للحياة ان تدب في اوصالها، فتبدأ اناشيد العطر ودواوين الخصب تتردد على ثغور الازاهير التي يتلعثم بعضها ولا ريب...فهي المرة الاولى التي يجري على لسانها الشعر.
وحدها الطيور تبدو حزينة في مشهد الحياة هذا، ولكنها جميلة ورقيقة بما يكفي كي لا تنثر حولها السواد:تكتفي بحزم حقائب الوداع، وفي عينيها شبه دمعة، وعلى اجنحتها ما يشدها تارة نحو الأرض، وأخرى صوب السماء.... هي لا تبحث عن مكان أكثر دفءاً كما كانت تخبرنا اساطير الطفولة، بل هي ترحل الآن لأنها لا تليق الا بالربيع، ولا يكتمل الا بها...
العزف المنفرد مستمر مع اولى ساعات الصباح، يغير نغمته ربما كي لا احس بالرتابة والملل، وأصابع البرد تعصر الفضاء من حولي...فلا املك إلا أن أطفئ مصباحي مرغماً...وفي صدري الف سطر وسطر، أتركها لليلة أخرى...وهدأة مقبلة...
تتسلل من خلف الباب نسمة حملت في جانحيها من فراغ الليل والسكون المبالغ فيه، ما أبرد مفاصلها وجمد انفاسها، وكاد يحيلها نفساً من ثلج لولا عشقها للحرية وإدمانها معانقة حرارة الأثير...
هي أولى ليالي الخريف، بواكير وعد السماء للأرض، تتهيأ فيها قمم الجبال لإعلان زفافها الموسمي على غمام يقبّلها بخفر، حتى اذا جاء آخر العام، وبلغ الشوق مداه، أقسم دون كلام ان لا يغادر شفاهها ووجنتيها، الا وعليهما من بياضه نتف وذكريات...
غداً، وليس ببعيد، يبلل شفاه التراب التي شققها الظمأ، فترتعش ارتعاش من استفاق من حلم جميل، ولم يزل بعض نداه يداعب اجفانه، وتأذن للحياة ان تدب في اوصالها، فتبدأ اناشيد العطر ودواوين الخصب تتردد على ثغور الازاهير التي يتلعثم بعضها ولا ريب...فهي المرة الاولى التي يجري على لسانها الشعر.
وحدها الطيور تبدو حزينة في مشهد الحياة هذا، ولكنها جميلة ورقيقة بما يكفي كي لا تنثر حولها السواد:تكتفي بحزم حقائب الوداع، وفي عينيها شبه دمعة، وعلى اجنحتها ما يشدها تارة نحو الأرض، وأخرى صوب السماء.... هي لا تبحث عن مكان أكثر دفءاً كما كانت تخبرنا اساطير الطفولة، بل هي ترحل الآن لأنها لا تليق الا بالربيع، ولا يكتمل الا بها...
العزف المنفرد مستمر مع اولى ساعات الصباح، يغير نغمته ربما كي لا احس بالرتابة والملل، وأصابع البرد تعصر الفضاء من حولي...فلا املك إلا أن أطفئ مصباحي مرغماً...وفي صدري الف سطر وسطر، أتركها لليلة أخرى...وهدأة مقبلة...
تعليق