عويل الشوارع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناظم العربي
    أديب وكاتب
    • 06-10-2012
    • 300

    عويل الشوارع



    قالت لي أسماء ذات كابوس
    بالمناسبة:
    لاأدري من هي أسماء!
    إنكَ دمعة وطن
    ثم توالت قهقهات انتزعها
    جنيُّ الرعب
    ذلك الذي استوطن وسادتي كل مساء
    ليعدني بمزيد قهر إن لم أدَّعي أن وطني
    يعيش بسلام.
    نعيش بسلام قلتها ....
    طمعا بليلة بلا عويل
    ولاحكايا المسدس الغامض
    والشارع الذي تخطف ابتساماته وجوه كالحة تمارس الموت كما الزنى
    وتصطاد فرائسها عند منعطف الغفلة
    نعيش بسلام
    يانشرات الأخبار
    كل شئ هادئ في وطني
    لامزيدا من المراسلين
    سنزودكم بموسيقى البهجة حال إحساسكم بالضجر
    ولن نصور سعدية وهي تزور أبناءها في المقبرة
    بالمناسبة:
    لاأدري من هي سعدية
    قيل إنها أم لسبعة شهداء وقيل لأربعة
    وقيل أنها وهم
    افترته ذاكرتي
    ولعلمكم ...
    الشرطي لم يدس وردة واحدة بل اقتلع بستاني
    وأن الجندي لم يصوب مدفعه صوب جثتي
    بل قتل ذريتي
    وأن الفتى المعمم القادم برايات سوداء سرق من التأريخ نضارته
    ليسكب سما في كأس السلام
    فتساوت قيم القتلة رغم التظاهر بالعداوة
    في شارع ينبؤنا عن حكاية الموت والمقابر المتجولة في كل حين
    بين رصيف ورصيف وسيارة ومنزل وجديلة طفلة والشارع الذي يروي تفاصيل الجائع
    وبقايا اللحم الآدمي
    قال عابر سبيل:
    الشوارع مقابرنا التي لايزورها في العيد من فقد أحبته
    فلدينا مقابر بحجم وطن
    ثم غاب عن النظر
    قال الجميع هو تافه آخر
    هكذا الشارع يلوك اللحم بالمجان
    تتسخ عبارات السكران حين يصادف بغلا بشريا ينصحه بالتقوى
    ونسي أنه منذ خرج من معسكر((بوكا)) تلوَّث مخه بالنقاء
    فسموه مجنونا
    لاتغَّني شجيرات الموز البائسة
    والنخلة رغم العثوق تبدو جديرة بالشفقة
    - صاحب التكسي العجوز مازال يستخدم لفافات التبغ الردئ
    وعند المنعطف....
    تجشأ نائب في البرلمان
    بعد غداء دسم
    خلفه 3 سيارات مدججة....
    فشمتوه
    ضحك
    ثم قال يرحمكم الله....!
    وعلَّق حلاق قديم يافطة أكبر من حجم المحل:
    مغلق للصيانة
    قال صبي أخرق ..صيانة ومن يحلق عندك أصلا!
    كان الجميع يمشي بخطوات يسكنها القلق...
    وعندهم أمنية وحيدة:
    أن لايرن الجوال بخبر يسحق ماتبقى من صبرهم
    في الفندق الردئ نفدت نقود ام أحمد وهي تمضي الايام بحثا عن ابنها المفقود في سجن ما
    عفوا ليست أم أحمد واحدة بل مئات ...
    عند جسر الشهداء
    عبر آلاف الشهداء
    كانوا يلقون التحية على مويجات دجلة
    ذات سرور
    أنا كنت أمسح دمع الشارع وأعدُهُ بغدٍ بلا مفخخات
    وعلى جانبيه ستنتشر الصبايا يحملن الأزهار بغنج
    وفتية يحفظون كلمات نزار
    يلقونها على مسامعهنَّ
    كنت أعلم أني أهذي وأن الشارع لايصدقني
    وأن للشوارع أرواح قد تموت قبلنا
    كان الشارع يصغي بلا نبض
    حسبته ميتا
    كان ميتا!




    11/10/2014
  • زياد الشكري
    محظور
    • 03-06-2011
    • 2537

    #2
    نص يمر عبر مسارب الوجع، أجدت فيه حياكة الصور فأسمعتنا العويل الرابض في نبض شوارع النزيف ... تقديري لك دوماً ...

    تعليق

    • حور العازمي
      مشرفة ملتقى صيد الخاطر
      • 29-09-2013
      • 6329

      #3
      نص مؤلم يدب به الكثير
      من الحزن والصور العميقة
      القدير/ ناظم العربي
      دام نبضك ونبض قلمك
      تقديري
      حور

      تعليق

      • د.نجلاء نصير
        رئيس تحرير صحيفة مواجهات
        • 16-07-2010
        • 4931

        #4
        استطاع المبدع أن يرسم لنا لوحات الوجع
        فمشاهد الرصاص والجثث والدماء
        وجديلة الطفلة وبقايا الأشلاء
        وتزاحم الدماء والأوجاع رغم مزاعم المعارضة من أصحاب الرايات السوداء
        كل هذه المشاهد التي تجترها شوارعنا اليوم هي لسان حال واقع مرير مضمخ بالألم
        وحين ندقق النظر أمام هذا المشهد الهزلي العبثي وما اقترفه الانسان في حق أخية الانسان
        لا نملك إلا التضرع لله ليخلصنا من براثن تلك الفوضى العارمة التي أتت على الأخضر واليابس من مشاعرنا
        أجدت أيها المبدع لك باقات التقدير
        وفي انتظار جديدك



        sigpic

        تعليق

        • أبوقصي الشافعي
          رئيس ملتقى الخاطرة
          • 13-06-2011
          • 34905

          #5
          رغم الوجع
          إلا أنه حوى الكثير من الصور الجمالية
          و التشويق ..
          دام الإبداع
          أديبنا القدير / ناظم العربي ..
          تقديري و أكثر ..



          كم روضت لوعدها الربما
          كلما شروقٌ بخدها ارتمى
          كم أحلت المساء لكحلها
          و أقمت بشامتها للبين مأتما
          كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
          و تقاسمنا سوياً ذات العمى



          https://www.facebook.com/mrmfq

          تعليق

          • ناظم العربي
            أديب وكاتب
            • 06-10-2012
            • 300

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة زياد الشكري مشاهدة المشاركة
            نص يمر عبر مسارب الوجع، أجدت فيه حياكة الصور فأسمعتنا العويل الرابض في نبض شوارع النزيف ... تقديري لك دوماً ...
            الصديق زياد
            مرورك حافز آخر
            المودة وكل التقدير

            تعليق

            • ناظم العربي
              أديب وكاتب
              • 06-10-2012
              • 300

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حور العازمي مشاهدة المشاركة
              نص مؤلم يدب به الكثير
              من الحزن والصور العميقة
              القدير/ ناظم العربي
              دام نبضك ونبض قلمك
              تقديري
              حور
              حور العازمى
              كل التقدير لتواصلك
              احترامي الكبير

              تعليق

              • ناظم العربي
                أديب وكاتب
                • 06-10-2012
                • 300

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء نصير مشاهدة المشاركة
                استطاع المبدع أن يرسم لنا لوحات الوجع
                فمشاهد الرصاص والجثث والدماء
                وجديلة الطفلة وبقايا الأشلاء
                وتزاحم الدماء والأوجاع رغم مزاعم المعارضة من أصحاب الرايات السوداء
                كل هذه المشاهد التي تجترها شوارعنا اليوم هي لسان حال واقع مرير مضمخ بالألم
                وحين ندقق النظر أمام هذا المشهد الهزلي العبثي وما اقترفه الانسان في حق أخية الانسان
                لا نملك إلا التضرع لله ليخلصنا من براثن تلك الفوضى العارمة التي أتت على الأخضر واليابس من مشاعرنا
                أجدت أيها المبدع لك باقات التقدير
                وفي انتظار جديدك



                امتناني الكبير لك
                حمانا الله واياكم من وجع يكاد يفتك بالامة جميعا
                ذلك نتاج اعتزازنا بمنهج الغرب وتدقنا بما يرسمون لنا من مخططات
                نصفق لها فترسلنا الى جحيم مستمر وعويل لايتوقف
                تحيتي وودي

                تعليق

                • ناظم العربي
                  أديب وكاتب
                  • 06-10-2012
                  • 300

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة قصي الشافعي مشاهدة المشاركة
                  رغم الوجع
                  إلا أنه حوى الكثير من الصور الجمالية
                  و التشويق ..
                  دام الإبداع
                  أديبنا القدير / ناظم العربي ..
                  تقديري و أكثر ..
                  للشافعي كل الامتنان
                  والود وخالص التقدير

                  تعليق

                  يعمل...
                  X