قالت لي أسماء ذات كابوس
بالمناسبة:
لاأدري من هي أسماء!
إنكَ دمعة وطن
ثم توالت قهقهات انتزعها
جنيُّ الرعب
ذلك الذي استوطن وسادتي كل مساء
ليعدني بمزيد قهر إن لم أدَّعي أن وطني
يعيش بسلام.
نعيش بسلام قلتها ....
طمعا بليلة بلا عويل
ولاحكايا المسدس الغامض
والشارع الذي تخطف ابتساماته وجوه كالحة تمارس الموت كما الزنى
وتصطاد فرائسها عند منعطف الغفلة
نعيش بسلام
يانشرات الأخبار
كل شئ هادئ في وطني
لامزيدا من المراسلين
سنزودكم بموسيقى البهجة حال إحساسكم بالضجر
ولن نصور سعدية وهي تزور أبناءها في المقبرة
بالمناسبة:
لاأدري من هي سعدية
قيل إنها أم لسبعة شهداء وقيل لأربعة
وقيل أنها وهم
افترته ذاكرتي
ولعلمكم ...
الشرطي لم يدس وردة واحدة بل اقتلع بستاني
وأن الجندي لم يصوب مدفعه صوب جثتي
بل قتل ذريتي
وأن الفتى المعمم القادم برايات سوداء سرق من التأريخ نضارته
ليسكب سما في كأس السلام
فتساوت قيم القتلة رغم التظاهر بالعداوة
في شارع ينبؤنا عن حكاية الموت والمقابر المتجولة في كل حين
بين رصيف ورصيف وسيارة ومنزل وجديلة طفلة والشارع الذي يروي تفاصيل الجائع
وبقايا اللحم الآدمي
قال عابر سبيل:
الشوارع مقابرنا التي لايزورها في العيد من فقد أحبته
فلدينا مقابر بحجم وطن
ثم غاب عن النظر
قال الجميع هو تافه آخر
هكذا الشارع يلوك اللحم بالمجان
تتسخ عبارات السكران حين يصادف بغلا بشريا ينصحه بالتقوى
ونسي أنه منذ خرج من معسكر((بوكا)) تلوَّث مخه بالنقاء
فسموه مجنونا
لاتغَّني شجيرات الموز البائسة
والنخلة رغم العثوق تبدو جديرة بالشفقة
- صاحب التكسي العجوز مازال يستخدم لفافات التبغ الردئ
وعند المنعطف....
تجشأ نائب في البرلمان
بعد غداء دسم
خلفه 3 سيارات مدججة....
فشمتوه
ضحك
ثم قال يرحمكم الله....!
وعلَّق حلاق قديم يافطة أكبر من حجم المحل:
مغلق للصيانة
قال صبي أخرق ..صيانة ومن يحلق عندك أصلا!
كان الجميع يمشي بخطوات يسكنها القلق...
وعندهم أمنية وحيدة:
أن لايرن الجوال بخبر يسحق ماتبقى من صبرهم
في الفندق الردئ نفدت نقود ام أحمد وهي تمضي الايام بحثا عن ابنها المفقود في سجن ما
عفوا ليست أم أحمد واحدة بل مئات ...
عند جسر الشهداء
عبر آلاف الشهداء
كانوا يلقون التحية على مويجات دجلة
ذات سرور
أنا كنت أمسح دمع الشارع وأعدُهُ بغدٍ بلا مفخخات
وعلى جانبيه ستنتشر الصبايا يحملن الأزهار بغنج
وفتية يحفظون كلمات نزار
يلقونها على مسامعهنَّ
كنت أعلم أني أهذي وأن الشارع لايصدقني
وأن للشوارع أرواح قد تموت قبلنا
كان الشارع يصغي بلا نبض
حسبته ميتا
كان ميتا!

11/10/2014
تعليق