مائة دينار
هذا أول عيد ميلاد لها بعد زواجهما . اقتطع من راتبه المتواضع مائة دينار وسأل نفسه ، ماذا أهديها ؟
حلية ذهبية ؟ ــ ربما يكون ثمنها كبيرا ولا أقدر عليه .
ثياب ؟ ــ جهازها من العرس ، وهدايا الأهل والأصدقاء من الملابس ضاق بها الدولاب
وتنتظر المناسبة كي تلبسها وتتمنظر بها .
قطعة أثاث للصالون ، أم حلّة " بريستو " للمبطخ ؟ ــ سوف تقول لي هذه هدية تناسب عيد زواجنا وليس عيد ميلادي .
ــ حسنا ، أعزمها على عشاء محترم في أحد الفنادق ذات الخمس نجوم مع تذكرتين سينما .
لا سوف تذهب المائة دينار بغمضة عين ونتحسّر عليها .
بعد طول تفكير قرّر أن يعطيها المائة دينار بيدها فتختار هي الهدية التي تناسبها .
قبّلته شاكرة بعد أن أخفت النقود في عبّها .
ماذا أشتري ؟ سألت نفسها .
الحقيقة ينقصني الكثير وراتب زوجي لا يلبي حدود ما أحلم به ، المائة دينار هذه لن تفعل شيئا في هذا الزمن .
ربما تكون حاجة زوجي إليها أكبر من حاجتي أنا . عيد ميلاده بعد ثلاثة أو أربعة أشهر . سوف أهديه
هذه المائة دينار يشتري بها بدلة محترمة يذهب بها إلى العمل .
بعد مرور أسبوع سألها :
ــ ماذا اشتريت يا زوجتي الحبيبة ؟
لم يفاجئها السؤال بل كانت تنتظره .
ــ الحقيقة لقد احتفظت بالمبلغ ، ربما يكبر ويصير ألفا أو ألفان ، البركة فيك !
في عيد ميلاده ناولته المائة دينار . قبّلها وفي نيّته الإحتفاظ بالمبلغ ليعيده إليها في عيد ميلادها .
بعد مرور أسبوع على عيد ميلاده سألته :
ــ ماذا اشتريت يا أحلى زوج ؟
ــ الحقيقة ولا أخفي عليكِ ، لقد احتفظت بالنقود ولا أنوي صرفها .
مرّت السنوات والمائة دينار تتنقل من يد ليد والأمل لدى كل صاحب يد يكبر مثل فقاعة صابون .
أُحيل على التقاعد وفي نيّته أن يحتفل به وينطلق هو وزوجته في رحلة سياحية إلى مكان جميل وهاديء
يمضيان به فترة من الوقت يزيلان الصدأ الذي تكوّم خلال الأربعين سنة الفائتة .
عَيْنهُ " يا عيني عليه " على المبلغ الذي يظن أن زوجته قد حوّشته من خلال المائة دينار
التي كان يهديها في أعياد ميلادها !
البيت بحاجة إلى " عَمرة " طراشة ودهان وأثاث جديد بدل المخلَّع وإذا فاض من المبلغ الذي تظن
أن زوجها كان يحوشه من خلال المائة دينار التي كانت تهديه إيّاه في أعياد ميلاده ،
سوف تشتري تلفون خلوي تكلّم به أهلها وصاحباتها وأبنائها .
ذات مساء وفي جلسة هادئه بعد العشاء ، وإذا بلص يقتحم عليهما المنزل شاهرا سلاحه .
قيّدهما وأخذ يجوب المكان قرنة قرنة باحثا عن صيدٍ ثمين .
لم يعثر الحرامي قليل الحظ سوى على مائة دينار داخل ظرف مكتوب عليه : هديتي لك في عيد ميلادك .
حشرَ الطرف في جيبه ، مشى في خطوات واسعة لا يناسب نشاطها مظهره البائس وغادر المكان غير نادم على فعلته .
ظنّاَ أن اللص قد سرق النقود التي قام كل شريك بتحويشها .
وجد كلٌ منهما نفسه يحاول أن يتذكر تاريخ عيد ميلاد رفيق عمره ، ولكن الذاكرة لم تسعفهما ، فحمدا ربهما على السلامة .
هذا أول عيد ميلاد لها بعد زواجهما . اقتطع من راتبه المتواضع مائة دينار وسأل نفسه ، ماذا أهديها ؟
حلية ذهبية ؟ ــ ربما يكون ثمنها كبيرا ولا أقدر عليه .
ثياب ؟ ــ جهازها من العرس ، وهدايا الأهل والأصدقاء من الملابس ضاق بها الدولاب
وتنتظر المناسبة كي تلبسها وتتمنظر بها .
قطعة أثاث للصالون ، أم حلّة " بريستو " للمبطخ ؟ ــ سوف تقول لي هذه هدية تناسب عيد زواجنا وليس عيد ميلادي .
ــ حسنا ، أعزمها على عشاء محترم في أحد الفنادق ذات الخمس نجوم مع تذكرتين سينما .
لا سوف تذهب المائة دينار بغمضة عين ونتحسّر عليها .
بعد طول تفكير قرّر أن يعطيها المائة دينار بيدها فتختار هي الهدية التي تناسبها .
قبّلته شاكرة بعد أن أخفت النقود في عبّها .
ماذا أشتري ؟ سألت نفسها .
الحقيقة ينقصني الكثير وراتب زوجي لا يلبي حدود ما أحلم به ، المائة دينار هذه لن تفعل شيئا في هذا الزمن .
ربما تكون حاجة زوجي إليها أكبر من حاجتي أنا . عيد ميلاده بعد ثلاثة أو أربعة أشهر . سوف أهديه
هذه المائة دينار يشتري بها بدلة محترمة يذهب بها إلى العمل .
بعد مرور أسبوع سألها :
ــ ماذا اشتريت يا زوجتي الحبيبة ؟
لم يفاجئها السؤال بل كانت تنتظره .
ــ الحقيقة لقد احتفظت بالمبلغ ، ربما يكبر ويصير ألفا أو ألفان ، البركة فيك !
في عيد ميلاده ناولته المائة دينار . قبّلها وفي نيّته الإحتفاظ بالمبلغ ليعيده إليها في عيد ميلادها .
بعد مرور أسبوع على عيد ميلاده سألته :
ــ ماذا اشتريت يا أحلى زوج ؟
ــ الحقيقة ولا أخفي عليكِ ، لقد احتفظت بالنقود ولا أنوي صرفها .
مرّت السنوات والمائة دينار تتنقل من يد ليد والأمل لدى كل صاحب يد يكبر مثل فقاعة صابون .
أُحيل على التقاعد وفي نيّته أن يحتفل به وينطلق هو وزوجته في رحلة سياحية إلى مكان جميل وهاديء
يمضيان به فترة من الوقت يزيلان الصدأ الذي تكوّم خلال الأربعين سنة الفائتة .
عَيْنهُ " يا عيني عليه " على المبلغ الذي يظن أن زوجته قد حوّشته من خلال المائة دينار
التي كان يهديها في أعياد ميلادها !
البيت بحاجة إلى " عَمرة " طراشة ودهان وأثاث جديد بدل المخلَّع وإذا فاض من المبلغ الذي تظن
أن زوجها كان يحوشه من خلال المائة دينار التي كانت تهديه إيّاه في أعياد ميلاده ،
سوف تشتري تلفون خلوي تكلّم به أهلها وصاحباتها وأبنائها .
ذات مساء وفي جلسة هادئه بعد العشاء ، وإذا بلص يقتحم عليهما المنزل شاهرا سلاحه .
قيّدهما وأخذ يجوب المكان قرنة قرنة باحثا عن صيدٍ ثمين .
لم يعثر الحرامي قليل الحظ سوى على مائة دينار داخل ظرف مكتوب عليه : هديتي لك في عيد ميلادك .
حشرَ الطرف في جيبه ، مشى في خطوات واسعة لا يناسب نشاطها مظهره البائس وغادر المكان غير نادم على فعلته .
ظنّاَ أن اللص قد سرق النقود التي قام كل شريك بتحويشها .
وجد كلٌ منهما نفسه يحاول أن يتذكر تاريخ عيد ميلاد رفيق عمره ، ولكن الذاكرة لم تسعفهما ، فحمدا ربهما على السلامة .
تعليق