100 دينار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فوزي سليم بيترو
    مستشار أدبي
    • 03-06-2009
    • 10949

    100 دينار

    مائة دينار

    هذا أول عيد ميلاد لها بعد زواجهما . اقتطع من راتبه المتواضع مائة دينار وسأل نفسه ، ماذا أهديها ؟
    حلية ذهبية ؟ ــ ربما يكون ثمنها كبيرا ولا أقدر عليه .
    ثياب ؟ ــ جهازها من العرس ، وهدايا الأهل والأصدقاء من الملابس ضاق بها الدولاب
    وتنتظر المناسبة كي تلبسها وتتمنظر بها .
    قطعة أثاث للصالون ، أم حلّة " بريستو " للمبطخ ؟ ــ سوف تقول لي هذه هدية تناسب عيد زواجنا وليس عيد ميلادي .
    ــ حسنا ، أعزمها على عشاء محترم في أحد الفنادق ذات الخمس نجوم مع تذكرتين سينما .
    لا سوف تذهب المائة دينار بغمضة عين ونتحسّر عليها .

    بعد طول تفكير قرّر أن يعطيها المائة دينار بيدها فتختار هي الهدية التي تناسبها .
    قبّلته شاكرة بعد أن أخفت النقود في عبّها .
    ماذا أشتري ؟ سألت نفسها .
    الحقيقة ينقصني الكثير وراتب زوجي لا يلبي حدود ما أحلم به ، المائة دينار هذه لن تفعل شيئا في هذا الزمن .
    ربما تكون حاجة زوجي إليها أكبر من حاجتي أنا . عيد ميلاده بعد ثلاثة أو أربعة أشهر . سوف أهديه
    هذه المائة دينار يشتري بها بدلة محترمة يذهب بها إلى العمل .

    بعد مرور أسبوع سألها :
    ــ ماذا اشتريت يا زوجتي الحبيبة ؟
    لم يفاجئها السؤال بل كانت تنتظره .
    ــ الحقيقة لقد احتفظت بالمبلغ ، ربما يكبر ويصير ألفا أو ألفان ، البركة فيك !
    في عيد ميلاده ناولته المائة دينار . قبّلها وفي نيّته الإحتفاظ بالمبلغ ليعيده إليها في عيد ميلادها .
    بعد مرور أسبوع على عيد ميلاده سألته :
    ــ ماذا اشتريت يا أحلى زوج ؟
    ــ الحقيقة ولا أخفي عليكِ ، لقد احتفظت بالنقود ولا أنوي صرفها .

    مرّت السنوات والمائة دينار تتنقل من يد ليد والأمل لدى كل صاحب يد يكبر مثل فقاعة صابون .

    أُحيل على التقاعد وفي نيّته أن يحتفل به وينطلق هو وزوجته في رحلة سياحية إلى مكان جميل وهاديء
    يمضيان به فترة من الوقت يزيلان الصدأ الذي تكوّم خلال الأربعين سنة الفائتة .
    عَيْنهُ " يا عيني عليه " على المبلغ الذي يظن أن زوجته قد حوّشته من خلال المائة دينار
    التي كان يهديها في أعياد ميلادها !

    البيت بحاجة إلى " عَمرة " طراشة ودهان وأثاث جديد بدل المخلَّع وإذا فاض من المبلغ الذي تظن
    أن زوجها كان يحوشه من خلال المائة دينار التي كانت تهديه إيّاه في أعياد ميلاده ،
    سوف تشتري تلفون خلوي تكلّم به أهلها وصاحباتها وأبنائها .

    ذات مساء وفي جلسة هادئه بعد العشاء ، وإذا بلص يقتحم عليهما المنزل شاهرا سلاحه .
    قيّدهما وأخذ يجوب المكان قرنة قرنة باحثا عن صيدٍ ثمين .
    لم يعثر الحرامي قليل الحظ سوى على مائة دينار داخل ظرف مكتوب عليه : هديتي لك في عيد ميلادك .
    حشرَ الطرف في جيبه ، مشى في خطوات واسعة لا يناسب نشاطها مظهره البائس وغادر المكان غير نادم على فعلته .
    ظنّاَ أن اللص قد سرق النقود التي قام كل شريك بتحويشها .
    وجد كلٌ منهما نفسه يحاول أن يتذكر تاريخ عيد ميلاد رفيق عمره ، ولكن الذاكرة لم تسعفهما ، فحمدا ربهما على السلامة .

  • بسباس عبدالرزاق
    أديب وكاتب
    • 01-09-2012
    • 2008

    #2
    صديقي فوزي بيترو

    حقيقة سرني ان تناولت قصتك

    اعجبتني كثيرا
    فالفكرة رائعة جدا و مبتكرة
    و ما أعجبني أيضا هو تفكير الزوجين و بساطتهما
    و هي أيضا إطلالة سريعة على بعض هموم البسطاء من فئة البسطء و متوسطي الدخل الذين ضاقت بهم الدنيا

    جميلة و رائعة
    و قد أنقذت موقف الزوجين بلص شتت كل الحلام التي من الممكن أن تثير زوبعة بين الزوجين و ربما تكون أقسى من فعل اللص

    رائع حقا

    تقديري أستاذي فوزي بيترو
    السؤال مصباح عنيد
    لذلك أقرأ ليلا .. حتى أرى الأزقة بكلابها وقمامتها

    تعليق

    • وفاء الدوسري
      عضو الملتقى
      • 04-09-2008
      • 6136

      #3

      السرد على بساطته حقق المرجو منه من متعة وفائدة
      حقيقة من أول حرف إلى النقطة الأخيرة

      الزوجين مسروقين من غير حرامي ! من قبل الحرامي !
      اللص هذا جاء لمساعدتهما في التخلص من مال غير قابل للصرف
      يتنقل من يد ليد بصعوبة بالغة هـهـهـه

      كان لازم بالدولار لنعرف كم المبلغ!!

      أحييك د. فوزي
      أبدعت مع هذه القصة الأكثر من رائعة
      تحية وتقدير
      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 17-10-2014, 17:11.

      تعليق

      • فوزي سليم بيترو
        مستشار أدبي
        • 03-06-2009
        • 10949

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة بسباس عبدالرزاق مشاهدة المشاركة
        صديقي فوزي بيترو

        حقيقة سرني ان تناولت قصتك

        اعجبتني كثيرا
        فالفكرة رائعة جدا و مبتكرة
        و ما أعجبني أيضا هو تفكير الزوجين و بساطتهما
        و هي أيضا إطلالة سريعة على بعض هموم البسطاء من فئة البسطء و متوسطي الدخل الذين ضاقت بهم الدنيا

        جميلة و رائعة
        و قد أنقذت موقف الزوجين بلص شتت كل الحلام التي من الممكن أن تثير زوبعة بين الزوجين و ربما تكون أقسى من فعل اللص

        رائع حقا

        تقديري أستاذي فوزي بيترو
        لقد أسعدني حقا أن القصة قد راقت لكم
        هي أحلام مشروعة تراود شريحة من الناس ، لكنها
        لا تتحقق وتبقى كفقاعة صابون سرعان ما تتلاشى .
        زال عن كاهلي حمل ثقيل حين وخز اللص بدبوسه فقاعة الصابون
        فقد كنت حائرا كيف سوف أضع نهاية لهذه القصة .
        تحياتي لك أخي بسباس ومودتي
        فوزي بيترو

        تعليق

        • فوزي سليم بيترو
          مستشار أدبي
          • 03-06-2009
          • 10949

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة وفاء عرب مشاهدة المشاركة

          السرد على بساطته حقق المرجو منه من متعة وفائدة
          حقيقة من أول حرف إلى النقطة الأخيرة

          الزوجين مسروقين من غير حرامي ! من قبل الحرامي !
          اللص هذا جاء لمساعدتهما في التخلص من مال غير قابل للصرف
          يتنقل من يد ليد بصعوبة بالغة هـهـهـه

          كان لازم بالدولار لنعرف كم المبلغ!!

          أحييك د. فوزي
          أبدعت مع هذه القصة الأكثر من رائعة
          تحية وتقدير
          كما قلت لأخي بسباس ، فإن اللص قد ساعدني أنا في رسم نهاية القصة .
          أخت وفاء . أتفق معك بشأن وصفك لأسلوب السرد الذي جاء متفقا
          مع المضمون المباشر للنص .
          أما فيما يخص الدولار أو الريال والدراخما واليَن .. فأتركها للمتلقي
          وحسب موقعه الجغرافي .
          مودة وسلام
          فوزي بيترو

          تعليق

          • يارا عمر
            أديب وكاتب
            • 06-07-2012
            • 29

            #6
            د / فوزى
            قصة حب رومانسيه فى زمن طغت فيه المادة على المشاعر
            لم ينبس فيها ابطال القصة بكلمة حب واحدة تعبر عن مشاعركل
            منهم اتجاه الاخر وبرغم صعوبه الحياة التى يعيشها بطلا القصه الا ان هناك
            شئ جميل يجمع بينهم الرضا وايثار كل منهم الاخر على نفسه
            مشاعر صقلتها صعاب الحياة التى واجهتهم وتجاوزوها معابدون تذمر
            صدقنى حتى بعد ان سطا اللص وقضى على حلمهم البسيط فى رحلة
            لم تكن المائة دينار تكفى لتغطية مصاريف هذه الرحلة هذا الحادث برغم
            بشاعته الا انه لن يفرق معهم كثيرا فلم يكن المبلغ بالنسبة لهم سوى
            رمز يعبر كل منهم به للاخر عن مدى حبه
            استمتعت بالقراءة هنا

            تعليق

            • فوزي سليم بيترو
              مستشار أدبي
              • 03-06-2009
              • 10949

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة يارا عمر مشاهدة المشاركة
              د / فوزى
              قصة حب رومانسيه فى زمن طغت فيه المادة على المشاعر
              لم ينبس فيها ابطال القصة بكلمة حب واحدة تعبر عن مشاعركل
              منهم اتجاه الاخر وبرغم صعوبه الحياة التى يعيشها بطلا القصه الا ان هناك
              شئ جميل يجمع بينهم الرضا وايثار كل منهم الاخر على نفسه
              مشاعر صقلتها صعاب الحياة التى واجهتهم وتجاوزوها معابدون تذمر
              صدقنى حتى بعد ان سطا اللص وقضى على حلمهم البسيط فى رحلة
              لم تكن المائة دينار تكفى لتغطية مصاريف هذه الرحلة هذا الحادث برغم
              بشاعته الا انه لن يفرق معهم كثيرا فلم يكن المبلغ بالنسبة لهم سوى
              رمز يعبر كل منهم به للاخر عن مدى حبه
              استمتعت بالقراءة هنا

              لم يكن المبلغ بالنسبة لهما سوى
              رمز يعبر كل منهما به للاخر عن مدى حبه

              قطفتِ ثمرة فكرة النص هنا أخت يارا .
              أسعدني كثيرا تعليقك
              أجمل تحية
              فوزي بيترو

              تعليق

              • حسن لختام
                أديب وكاتب
                • 26-08-2011
                • 2603

                #8
                فكرة جميلة والنهاية ذكية
                تحيتي، اخي العزيز فوزي

                تعليق

                • فوزي سليم بيترو
                  مستشار أدبي
                  • 03-06-2009
                  • 10949

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                  فكرة جميلة والنهاية ذكية
                  تحيتي، اخي العزيز فوزي

                  في العادة تراودني في البديء القفلة ونهاية القصة
                  ثم أبني عليهما النص .
                  هنا حصل العكس . فساقني السرد إلى هذه الخاتمة
                  مع أنني كنت على وشك أن أنهي القصة عند :
                  مرّت السنوات والمائة دينار تتنقل من يد ليد والأمل لدى كل صاحب يد يكبر مثل فقاعة صابون .
                  إلاّ أنني رأفت بحال بطلي النص فيضطر كل واحد منهما لتبرير فعلتهما .
                  وكأن ال 100 دينار هي رمز للرباط المقدس الذي يجمعهما ، فجاء هذا اللص كي يُعيد تجديد العِشرة
                  التي تمّتعا بها وربما أصابها القليل من روتين الحياة القاتل .
                  على كل حال هذه وجهة نظري كقاريء للنص وليس كاتبه
                  تحياتي لك أخي حسن لختام
                  فوزي بيترو

                  تعليق

                  • زياد الشكري
                    محظور
                    • 03-06-2011
                    • 2537

                    #10
                    لم تكتمل الفرحة وإن كانت بمائة دينار، تعجبني نكهة قلمك الساخر أستاذي العزيز، ومحبتي ..

                    تعليق

                    • فوزي سليم بيترو
                      مستشار أدبي
                      • 03-06-2009
                      • 10949

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة زياد الشكري مشاهدة المشاركة
                      لم تكتمل الفرحة وإن كانت بمائة دينار، تعجبني نكهة قلمك الساخر أستاذي العزيز، ومحبتي ..
                      نعم هو نص يقترب من القلم الساخر . أحسنت أنك أشرت إلى ذلك
                      أخي الجميل زياد الشكري
                      تحياتي
                      فوزي بيترو

                      تعليق

                      • محمد الثاني
                        عضو الملتقى
                        • 25-02-2014
                        • 107

                        #12
                        قصة رائعة .. يقول نيتشه / أريد أن أكون أكثر ذكاء، أريد أن أكون ذكيا في طبعي مثل حيتي لكنني أطلب المستحيل/ للمرء ملذاته الصغيرة للنهار، وملذاته الصغيرة لليل، لكن على المرء أن يظل حريصا على العافية/ تحيتي لك

                        تعليق

                        • فوزي سليم بيترو
                          مستشار أدبي
                          • 03-06-2009
                          • 10949

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد الثاني مشاهدة المشاركة
                          قصة رائعة .. يقول نيتشه / أريد أن أكون أكثر ذكاء، أريد أن أكون ذكيا في طبعي مثل حيتي لكنني أطلب المستحيل/ للمرء ملذاته الصغيرة للنهار، وملذاته الصغيرة لليل، لكن على المرء أن يظل حريصا على العافية/ تحيتي لك

                          وأريد أن أكون أكثر نبلا في طلبي للمستحيل
                          والمستحيل هنا في المائة دينار التي جمعت رغبات
                          الزوج والزوجة في حلم يستحيل تحقيقه ، لكنها
                          والحق يُقال كانت كنزا لهما وستظل رغم سرقتها .

                          تحياتي لك أخي محمد
                          فوزي بيترو

                          تعليق

                          يعمل...
                          X