تحليل آخر لصفعة أحاسيس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    تحليل آخر لصفعة أحاسيس

    القصة بعنوان "صفعة أحاسيس " للأديبة عبير هلال.
    وجدته يجلس تحت شجرة الجميز،يتلو الفاتحة على روح صديقتها،غمزته فلهث وراءها ونسى أن يأخذ التمر للمعزين...
    ***************************








    • الشاعر الصاوي هناك أكثر من علاقة نحوية هامة يمكن التوقف أمامها ولنتأمل أولا سياق

      (.......،يتلو الفاتحة على روح صديقتها )

      - إننا نتلقى علاقة الفعل يتلو عبر أكثر من تأويل منها أنها علاقة حالية ونكون أمام التأويل ( وجدته جالسا تاليا ) فنكون أمام الفعل الذى يحصر لنا التلاوة فى الزمن الآنى الذى وجدته فيه البطلة

      - كما أننا يمكن أن نتلقى علاقة الفعل ( يتلو ) على أنها علاقة مستأنفة والفعل ليس جملة حالية ، فتكون التلاوة هى صفة صارت أقرب إلى الثبات فى حركته داخل السرد فيكون التأويل ( وجدته جالسا ... وصفته التلاوة للفاتحة دوما ) وهنا نحن أمام زمنية أخرى للمضارع غير الآنية التى تكنزها لنا علاقة الحال الأولى

      - وبذلك نكون أمام مشهد التلاوة الأنى للفاتحة ومشهد التلاوة الدائم كالصفة فإيهما فعل البطل فى السرد ؟ إن السياق هنا ينحاز فى رأيى إلى الحالية وأن القراءة محصورة فى زمنية الحال ولكن هذا يمنع من وجود تأويل الصفة الذى يوحى بمداومة البطل لهذا الوفاء

      -كما أننا حين نتأمل هذا علاقة المضاف إليه ( صديقتها ) نجد أننا أمام اختيار السرد لتعريف البطلة الغائبة الميتة من وجهة نظر السارد بهذى الصفة ( صديقتها ) كان من الممكن أن نتلقى السياق هكذ على سبيل المثال ( على روح حبيبته ) أو كان من الممكن أن نتلقى السياق ( على روح صديقتها وحبيبته ) لكن السياق اختار لنا أن نتلقى علاقة النعت بهذى الصيغة ( صديقتها )

      - أى أن العلاقة النحوية تدل هنا عبر اختيار هذى الصيغة للنعت على الرغبة فى قطع الصلة بين البطل والفقيدة ، بما ينشر ظلا دلاليا هاما يمكن أن يصل إلى أنه حزين لأجلها هى لأنها هى التى فقدت صديقتها ، وهو ما ينشر ظلا نفسيا حول تبصر نفسية البطلة المغوية او الحالمة فى آن واحد فهى تعيد إنتاج الحدث فى بصيرتها لتراه وفقا لما تحب

      - ثم ولنتأمل نقطى ارتكاز رئيسة عبر العلاقة النحوية تتمثل فى علاقة الفعلة ( غمزته ) حيث نتلقى علاقة الفعل عبر الماضى الذى يوحى بحالة من الرسوخ والثبات واليقين تنشر ظلها على الفعل وحركته داخل سياق السرد لكن ربما نحن بحاجة إلى تأمل الحقل الدلالى للفعل ولنتأمل ما ورد بسان العرب حول الحقل الدلالى للفعل غمز

      - (الغَمْزُ: الإِشارة بالعين والحاجب والجَفْنِ، غَمَزَه يَغْمِزُه غَمْزاً. قال الله تعالى: وإِذا مَرُّوا بهم يَتَغامَزُون؛ ومنه الغَمْزُ بالناس. قال ابن الأَثير: وقد فسر الغمز في بعض الأَحاديث بالإِشارة كالرَّمْزِ بالعين والحاجب واليد. ) وكذلك (والغَمْزُ العَصْرُ باليد؛ قال زِيادٌ الأَعْجَمُ: وكنتُ إِذا غَمَزْتُ قَناةَ قَوْمٍ، كَسَرْتُ كُعُوبَها ،ومعنى غَمَزْتُ لَيَّنْتُ،وهذا مَثَلٌ، والمعنى إِذا اشتدّ عليّ جانب قوم رُمْتُ تليينه أَو يستقيم. )

      - وهنا نحن أمام أكثر من تأويل للمشهد الذى جرى عبر تأمل الحقل الدلالى ومن هذى التأويلات :

      - غمزته البطلة : أشارت له بالعين أو الحاجب فنكون هنا أمام انهيار تام لمقاومة البطل بل وأمام عدم حاجة البطلة للكلام فنكون أمام ظلال دلالى هام هو أن العلاقة قديمة ومستقرة وتنتظر الفرصة فحسب

      - ونكون أيضا أمام تأويل الفعل غمزته بالمجاز أى عصرته عصرا بما حكته لها وما قالته وما فعلته فلانت إرادته كما ينكسر عود صلب بين يدى صانع ماهر مكير

      - ونكون أيضا أمام الغمز للناس أى أنها غمزته أى حطت من قدره حين راحت تذم تلك الحبيبة وتثير لمعايب ما فيها فكأنها غمزة بصيرته فى تلك الحبيبة الفقيدة

      - ثم ولنتأمل علاقة أخرى هامة هى علاقة فاء التعقيب ( غمزته فلهث وراءها ) والتى توحى بجلاء بحالة من الهزيمة النفسية للبطل

      - كما فلنتأمل طاقة التخييل التى تصور لنا البطل وقد استحال فى صورة أخرى غير بشرية فى إحد تأويلات التخييل هنا أنه صار مجرد حيوان يلهث ، إن فكرة المسخ التى نراها عبر بصر السارد هنا تمنح علاقة ( فلهث وراءها ) طاقة تخييل فاعلة بحق ربما وصلت لتلقى المشهد على أنه تجسيد لحالة مسخ للبطل أو التتلقى عبر كون السياق تعبير كنائى عن الاستسلام

      - كما أننا حين نتأمل علاقة ( لهث وراءها ) عبر دلالات الفعل غمزت نجد أننا أيضا أمام احتمال أنه لهث وراءها مصدقا ما غمزته به من كذب وهذا على التأويل عبر انحياز المتلقى لدلالة ( الغمز بمعنى نسج الكذب حول الآخرين والمخادعة حول حقيقتهم

      - ثم ولنتأمل لمحة نيرة فى الختام ( ونسى التمر للمعزين ) حيث ينشر الختام ظلا رهيفا من طزاجة الحزن ووقعه الحالى وهو ما يعزز من مفارقة الخيانة واحتمالها داخل النص ، حقيقة نص ثرى جميل وإنسانى برسالته الكبيرة النيرة.




    sigpic

يعمل...
X