ما كــــــــــــل ما يعلـــــــــــــم يقال
شعر : خليل عوير
جلستْ تفكِّرُ كيف سيرُ أمورِها ... وتحيَّرتْ حتى رأيتُ فتورَها
راحتْ تسائلُ في صفاءِ سريرةٍ ....عن فكرةٍ قد شوّشتْ تفكيرَها
من ربُّنا..؟ ما روحُنا..؟ ما عيشُنا..؟ .... كلماتُنا؟!.. لم أستطعْ تفسيرَها
الناسُ حولي كالوحوشِ بغابةٍ ..... وحياتُنا قطفَ الزمانُ زهورَها
سألتْ عن الإحساسِ في أعماقِها ....عن موتِها ماذا يكونُ مصيرَها
عن شهوةٍ للانتقامِ بنفسِها ..... من غادرٍ كانَ اسْتباحَ شعورَها
ورأتْ برأسي بضعَ شيباتٍ بدتْ ..... فتساءلتْ هل أستسيغُ ظهورَها
واستدركتْ.. من ذي سناءُ..؟ بغيرةٍ ..... ما كان ظني في النساءِ نظيرَها
فضممتُها.. ويدايَ تمسحُ شعرَها .... طمأنتُها لمّا رأيتُ نفورَها
أحبيبتي هذي الحياُة مسيرةٌ ..... ولحكمةٍ.. رسمَ الإلهُ مسيرَها
لا تسألي.. بل شكِّكي وتفكّري ..... فالفكرُ يُبدي في الغموضِ ستورَها
الناسُ قد ألِفوا الظواهرَ بينهم ..... حتى تساوى بالجهولِ خبيرَها
كرهوا الحقيقةَ واكتفوا بظلامِها ..... ولجُبنهمْ يخشونَ منها نورَها
قد عطَّلوا كلَّ الحواسِ فمن يقلْ..... إني أرى.. إني أشمُّ عبيرَها
كان الجنونُ أو الخيانةُ وصفَهُ ..... حُكماً ويبتذلُ السفيهُ وقورَها
سادتْ معاييرُ البلاهةِ.. والنُهى .... مُتحيرٌ.. كيف اقتضى تقريرَها
ما كلُّ ما يُدرى يُقالُ صراحةً .... حتى الحقيقةُ ينبغي تحويرَها
تُبدي رموزاً في رموزٍ سرَّها..! .... فلْتفهمي من رمزِها تفسيرَها
هذي الحياةُ حديقةٌ بجمالِها .... ولجهلِهِ كان الغبيُّ أسيرَها
لا تسألي من ربُّنا وإلهُنا .... هذي الحقيقةُ واجبٌ تبريرَها
اللهُ عقلٌ باطنٌ مُتكشِّفٌ ..... مُتبصرٌ.. أهدى العقولَ بصيرَها
الله حبٌّ دائمٌ.. متولّدٌ ..... ويُحبُّ من بين النفوسِ كبيرَها
اللهُ مركزُ كلِّ شيءٍ دائرٍ .... حولَ الحقيقةِ يبتغي تصويرَها
والروحُ قدسُ هائمٌ متوافدٌ .... أبدى المدى عند الأصيلِ أثيرَها
تغدو وتعدو في رواحٍ دائمٍ .... مشتاقةً من أسرِها تحريرَها
حولَ العقولِ كهالةٍ من نورِها .... إن تنجلي كان المشيبُ نفيرَها
بان المشيب حبيبتي في مفرقي .... لا تَخجلي.. إني اسْتسغتُ بهيرَها
هذي قناديلٌ تُزيِّنُ هامتي .... من جذوةِ الفكرِ استمدتْ نورَها
أما سناءُ فلا تقولي ما اسمُها .... أو من تكُنْ..؟ فالقلبُ صار سريرَها
لاشكَّ عندكِ.. إنني أحببتُها ..... وبغربتي لم أستطعْ تغييرَها
لقدِ افترقْنا قبل حينٍ في الحِمى .... لنذوقَ منها حلوَها ومريرَها
وغداً نكونُ جداولاً في روضةٍ .... أو زهرَها.. أو قد نكونُ عبيرَها
الحبُّ يقضي أن نكونَ معابداً ..... ألقى على كِبَرِ النفوسِ مصيرَها
والعدلُ كلُّ العدلِ في أن تَظلِمي .... أو تُظلَمي ..! والعدلُ كانَ نصيرَها
لا تحقدي ليس انتقامكِ جائزاً ..... فالحقدُ يُذكي في الحياةِ شرورَها
تأبى المحبةُ أن أكونَ بحاقدٍ .... والحقدُ يسكنُ في النفوسِ صغيرَها
بَنَتِ المحبةُ للحياةِ عرينَها .... والحقدُ دكَّ قبورَها وقصورَها
أحبيبتي لا تحسبيني أنني ..... آثرتُ عن طولِ الحياةِ قصورَها
أدركتُ قبلَ الأربعينِ فُتونَها .... فعشقتُ من كانَ السّـــناءُ سفيرَها
إني بهذا الحبِّ أُعلنُ حكمةً .... كان الزمانُ بشيرَها ونذيرَها
من يفهمِ الدنيا فإنَّ عزاءَهُ .... أنَّ الحقيقةَ أحكَمتْ تزويرَها
بيروت تشرين الأول 1994
شعر : خليل عوير
جلستْ تفكِّرُ كيف سيرُ أمورِها ... وتحيَّرتْ حتى رأيتُ فتورَها
راحتْ تسائلُ في صفاءِ سريرةٍ ....عن فكرةٍ قد شوّشتْ تفكيرَها
من ربُّنا..؟ ما روحُنا..؟ ما عيشُنا..؟ .... كلماتُنا؟!.. لم أستطعْ تفسيرَها
الناسُ حولي كالوحوشِ بغابةٍ ..... وحياتُنا قطفَ الزمانُ زهورَها
سألتْ عن الإحساسِ في أعماقِها ....عن موتِها ماذا يكونُ مصيرَها
عن شهوةٍ للانتقامِ بنفسِها ..... من غادرٍ كانَ اسْتباحَ شعورَها
ورأتْ برأسي بضعَ شيباتٍ بدتْ ..... فتساءلتْ هل أستسيغُ ظهورَها
واستدركتْ.. من ذي سناءُ..؟ بغيرةٍ ..... ما كان ظني في النساءِ نظيرَها
فضممتُها.. ويدايَ تمسحُ شعرَها .... طمأنتُها لمّا رأيتُ نفورَها
أحبيبتي هذي الحياُة مسيرةٌ ..... ولحكمةٍ.. رسمَ الإلهُ مسيرَها
لا تسألي.. بل شكِّكي وتفكّري ..... فالفكرُ يُبدي في الغموضِ ستورَها
الناسُ قد ألِفوا الظواهرَ بينهم ..... حتى تساوى بالجهولِ خبيرَها
كرهوا الحقيقةَ واكتفوا بظلامِها ..... ولجُبنهمْ يخشونَ منها نورَها
قد عطَّلوا كلَّ الحواسِ فمن يقلْ..... إني أرى.. إني أشمُّ عبيرَها
كان الجنونُ أو الخيانةُ وصفَهُ ..... حُكماً ويبتذلُ السفيهُ وقورَها
سادتْ معاييرُ البلاهةِ.. والنُهى .... مُتحيرٌ.. كيف اقتضى تقريرَها
ما كلُّ ما يُدرى يُقالُ صراحةً .... حتى الحقيقةُ ينبغي تحويرَها
تُبدي رموزاً في رموزٍ سرَّها..! .... فلْتفهمي من رمزِها تفسيرَها
هذي الحياةُ حديقةٌ بجمالِها .... ولجهلِهِ كان الغبيُّ أسيرَها
لا تسألي من ربُّنا وإلهُنا .... هذي الحقيقةُ واجبٌ تبريرَها
اللهُ عقلٌ باطنٌ مُتكشِّفٌ ..... مُتبصرٌ.. أهدى العقولَ بصيرَها
الله حبٌّ دائمٌ.. متولّدٌ ..... ويُحبُّ من بين النفوسِ كبيرَها
اللهُ مركزُ كلِّ شيءٍ دائرٍ .... حولَ الحقيقةِ يبتغي تصويرَها
والروحُ قدسُ هائمٌ متوافدٌ .... أبدى المدى عند الأصيلِ أثيرَها
تغدو وتعدو في رواحٍ دائمٍ .... مشتاقةً من أسرِها تحريرَها
حولَ العقولِ كهالةٍ من نورِها .... إن تنجلي كان المشيبُ نفيرَها
بان المشيب حبيبتي في مفرقي .... لا تَخجلي.. إني اسْتسغتُ بهيرَها
هذي قناديلٌ تُزيِّنُ هامتي .... من جذوةِ الفكرِ استمدتْ نورَها
أما سناءُ فلا تقولي ما اسمُها .... أو من تكُنْ..؟ فالقلبُ صار سريرَها
لاشكَّ عندكِ.. إنني أحببتُها ..... وبغربتي لم أستطعْ تغييرَها
لقدِ افترقْنا قبل حينٍ في الحِمى .... لنذوقَ منها حلوَها ومريرَها
وغداً نكونُ جداولاً في روضةٍ .... أو زهرَها.. أو قد نكونُ عبيرَها
الحبُّ يقضي أن نكونَ معابداً ..... ألقى على كِبَرِ النفوسِ مصيرَها
والعدلُ كلُّ العدلِ في أن تَظلِمي .... أو تُظلَمي ..! والعدلُ كانَ نصيرَها
لا تحقدي ليس انتقامكِ جائزاً ..... فالحقدُ يُذكي في الحياةِ شرورَها
تأبى المحبةُ أن أكونَ بحاقدٍ .... والحقدُ يسكنُ في النفوسِ صغيرَها
بَنَتِ المحبةُ للحياةِ عرينَها .... والحقدُ دكَّ قبورَها وقصورَها
أحبيبتي لا تحسبيني أنني ..... آثرتُ عن طولِ الحياةِ قصورَها
أدركتُ قبلَ الأربعينِ فُتونَها .... فعشقتُ من كانَ السّـــناءُ سفيرَها
إني بهذا الحبِّ أُعلنُ حكمةً .... كان الزمانُ بشيرَها ونذيرَها
من يفهمِ الدنيا فإنَّ عزاءَهُ .... أنَّ الحقيقةَ أحكَمتْ تزويرَها
بيروت تشرين الأول 1994
تعليق