الممثل 2

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • توفيق بن حنيش
    أديب وكاتب
    • 14-06-2011
    • 490

    الممثل 2

    الممثل 2
    في الدّروب وفي السهوب والمنحدرات حيث لا ركح ولا متفرجين ولا تصدية ولا مكاء وجد الممثلُ المجيدُ المنتجَ الذي لم يره إلاّ في الولائم وعلى موائد الاحتفال بالنّجاحات .ظهر المنتج من بين الأشجار وقد غاص نصفه الاسفل في كومة الأعشاب البرية وعلى ظهره كيس الدّراهم التي عمّدت في قداس سريّ وتليت عليها آيات البركات ورشها رجال الله بماء المحجة البيضاء التي لا تختلط عل السالك ببقية السبل المخاتلة التي ينشئها الشيطان لأعوانه .
    وسلك الممثل والمنتج سبيل الرشد وتجالسا أياما وتواعد مرات ومرات وتفاوضا طويلا وانتهى الأمر إلى أن يكون الله في عون الجميع على أن يموت الجميع في سبيل الله إلاّ المنتج الذي لا يجب أن يموت في نهاية المسرحية لأنّ المال قوام الاعمال ولا نجاح ولا فلاح بلا مال .
    نعود إلى المسرحية خارج المسرح ,ففي الركن القصيّ من الغابة حيث لا تصل العيون المزعجة المتطفلة على الفنّ ,تلك العيون التي لا ترى الفنّ إلاّ في القاعات المغلقة جرى شباب وأنصاف كهول وبعض صور لشيوخ طاعنين مثبتين للكون والتاريخ أنّ اللباس الشرعيّ مازال مفيدا ونافعا في المعارك الحربية .في مسارح الغابات والجبال والأودية كلأ وماء وحياة وفي المسارح المبنية في المدينة تغريب وأوربة وظلام وجفاف وموت زؤام .في مسارح الحياة حياة وفي غيرها موت وفناء.وحيث وجد المنتج رمز الحياة وجد التمثيل التلقائيّ لا التمثيل الذي يريده المخرج الشقيّ الذي تشبه بالغرب الكافر ...
    "نعود إلى الركح ...انتهت مدة الراحة ... إلى الصالة جميعا...إلى الصالة حالا ..."
    المنتج ذو الوجه النحاسيّ يمرّ بين الممثلين وهو يدخّن غليونه ويتفحص الوجوه ويحكّ ذقنه الذي نبتت فيه لحية "فتية ".كان يشير بخفة مفرطة إلى الحقيبة المكتنزة مالا ويلوم المخرج على قسوته غير المبررة مع الممثلين الأبرياء "لا يهم النصّ يا صديقي المخرج ... لا يهم كثيرا ...علينا الاهتمام بالتلقائية "
    وانتشرت في المسرح أوراق ما فتئ عددها يتكاثر ويزداد حتى غطت الأرضية والتصق بعضها بأحذية الممثلين الشبان وتطاير البعض الآخر في الجوّ وبلغ ما فيها أفهام القوم وحاول المخرج تدارك الأمر لكنه لم يفلح وغاص هو أيضا في بحر الأوراق حتى أوشك على الموت غرقا ...
    اضطرب المسرح واهتزت أركانه وهاج كلّ من كان في الدّاخل إلاّ الممثل والمنتج وهيأة الحلّ والعقد فقد جعلوا جميعا يتربصون بالأحداث ويتحينون الفرصة التي لم تبطئ في الإطلال برأسها .انقضّ الجميع على المخرج وجروه إلى مقصلة النصّ حيث يقتل المرء بمضاء الشّعار وليس بالسيف .
    "ليذهب المخرج إلى الجحيم " " لقد خرج عن النصّ ""الموت للمخرج ""صدّع أذاننا بالصوت الزبطريّ ولم يفعل شيئا لردّ العدوان عن الثغور ""ليذهب الدجال إلى الشيطان " "قال الله وقال الرسول وليس عندنا في الكتب قال المخرج"
    المنتج النبيه يحسب ماله ويشير بالحزم إلى الجمهور البائس المبلول .فيستيقظ كلب بافلوف في كلّ نفس ويسيل اللعاب .تلك هي شروط اللعبة المسرحية ."هكذا الإخراج وإلاّ فلا " ولقد أكدّ ذلك مجلس الأمن فأين المفرّ
    في 18 أكتوبر 2014
  • سيد يوسف مرسى
    أديب وكاتب
    • 26-02-2013
    • 1333

    #2
    لامست حروفها باليقين
    مبدع كما رأيتك









    تعليق

    • توفيق بن حنيش
      أديب وكاتب
      • 14-06-2011
      • 490

      #3
      إني شاكر لك وقفتك ومقدّر رأيك السديد ...دمت بودّ

      تعليق

      يعمل...
      X